عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-17, 11:47 AM   رقم المشاركة : 136
mogdad
عضو






mogdad غير متصل

mogdad is on a distinguished road


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد النور الذاتي و السرالساري في سائرالاسماء والصفات وعلى اله وصحبه و سلم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و بعد

كما ذكرت سابقا اذا كان اعتبارنا للرسل اناس كاملون و يمثلون اعلى مراتب مظاهر الانسانية فان هذا امر الزمنا به انفسنا نتيجة لعقائدنا و اوامر ديننا
فكل انسان لا يدين بديننا بالنسبة له الرسل مثلهم مثل سائر البشر في تكوينهم البيولوجي الظاهر او تكوينهم الروحي الباطني (نقصد الانسان السوي الطبيعي)لا يختلفون في شيء عن باقي البشر فلا خصوصية لهم و لا تميز
و هذا الالزام (اعتبار الرسل كاملين)له تبعات و حقائق
فاذا كانوا في تكوينهم الظاهر و الباطن كسائر البشر السوي و اذا كان سبب علمهم (النبوة الكتاب المنزل و الوحي) مصدره الله و لا مزية لهم فيه فلا هم سعوا اليه و لا اخترعوه
لم يبق سبب لتميزهم الا عمل حواسهم و ادوات معرفتهم و مداركهم (بالنسبة للانسان السوي)
فاذا كان سبب كمالهم هو في عمل حواسهم السليم و المتناسق في تفاعلها و انفعالها عرفنا ان العصمة لديهم التي لا تتنافى مع التكليف و المسؤولية هي نتيجة العمل الطبيعي لحواس و جوارح الرسول حتى يصح في العقل الاقتداء بالرسول
فالعمل الطبيعي لحواس و مدارك الرسول هو الذي يعطيه الاستنباط او الفهم عن الله و الفهم لنصوص الوحي و عليه تبني احكام الرسول و افعاله و من هذا الباب كان ياتي
الوحي ليصحح للرسول ليعطيه علما على اساسه يصحح اعماله (تحريم اكل العسل , عبس و تولى .....)
و على هذا الوضع عند الرسول كونه قدوة و مثالا نفهم ان العمل الطبيعي للجوارح و الحواس هو الهدى و هو الاستقامة والخلق و هو الفطرة التي فطر الله الناس عليها بحكم انهم يولدون على الفطرة و يبقون عليها
و نفهم كذلك ان العمل الطبيعي للحواس و المدارك عند الرسول هو الذي يعطيه تمييز الضلال و الانحراف بعد توجيهات الوحي
و العمل الطبيعي للجوارح و الحواس هو الذي يمكن الرسول من التمييز بين الشيطان (صورة و عملا)و الملك(صورة و عملا)لان اي صورة للشيطان او الملك او اي شيء اخر لا تتميز عند الرسول الا بسبب تاثيرها في حواس و شعور الرسول سواء كانت صورا مادية او خيالية او معنوية فهي لن تخرج عن شعور و حواس و مدارك النبي من كونه بشرا و شعوره بها و ادراكه لها يقع تحت العمل الطبيعي لمداركه و حواسه و جوارحه

من كونه بشرا
فعلى هذا الوضع و هذه الحال يكون الكمال و العصمة هو العمل الطبيعي السليم و النموذجي للمدارك و الحواس بعد توجيهات الوحي ( بينت في ما سبق ان العصمة هي العمل بالعلم حتى تصح القدوة و الاقتداء وهذا يعني ان الرسول في افعاله و اعماله على طبيعته )
http://www.dd-sunnah.net/forum/showp...7&postcount=69
الى هنا يمكننا ان نتساءل
اذا كان الكمال في حقيقته هو العمل الطبيعي للحواس و المدارك و الجوارح فلا شك ان الانحراف و الضلال هو عكس ذلك اي العمل الغير طبيعي و الغير سليم هو مظهر الانحراف في العلم و العمل
و من هنا يدرك كل عاقل ان من اراد الكمال لاتباعه فما عليه الا ان يجعل مداركهم و حواسهم و جوارحهم تعمل على طبيعتها الحقيقية و المنسجمة لان فيها الموازين التي يرجع اليها الفرد في تعامله في حياته و في احواله الخاصة و العامة حتى يكون عمله طبيعيا على الهدي كما قال رسول الله
لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به اي يكتسب الموازين و التاهيل ليكون على هدى طبيعيا في كل احواله و افعاله ظاهرا و باطنا دون الرجوع الى الاستفتاء و الفتوى الا للارشاد و التوجيه
و هذا الذي كنت اقصده عندما قلت ان التربية الصوفية تقدم للمسلم العصمة من النفس و من الشيطان (العمل الطبيعي للجوارح و الحواس و المدارك بلا تكلف و لا تنطع)
لان التربية الصوفية مدارها هو تاهيل الحواس و الجوارح و المدارك للعمل الطبيعي الفطري السليم الذي يجعل نتيجة عملها الطبيعي هدى و اخلاقا و من معاني العصمة هي التمييز الطبيعي للهدى و الضلال و تمييز صور الشر و الخير
قال الرسول الحرام ما حاك في نفسك وان افتاك المفتون
فالحديث يعني ان بعد التاهيل و الاجازة تكون نفسك و تمييزك انت الانسان البسيط اعلم من المفتين اصحاب العلم و الراي و هذا لا يتاتي الا بالسند و الاجازة المتصلة برسول الله حتى يكون حكمك و تمييزك حجة لك امام الله و رسوله
فكل القران و الاحتاديث توضح هذه المعاني من التربية و التاهيل لكن الله يفتح على من يشاء
بقي ان نتساءل كذلك

هل هناك فرق بين النبي او الولي و الانسان العادي من ناحية عمل حواسه و جوارحه ومداركه ؟ اي ما سبب انحراف الانسان العادي هل هو لعدم تشغيل كل حواسه و مداركه ؟ اي هل الكمال يكون بتنشيط و عمل كل الحواس و المدارك (انها لا تعمى الابصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور)( لهم قلوب لا يعقلون بها )
هذا ما يسنبينه في المشاركات القادمة ان شاء الله(التزكية النبوية هي التاهيل للعمل الطبيعي و الفطري و السليم للحواس و الجوارح و تنشيط ما كان خاملا منها)
و الاهم من ذلك ان نبين دليله من القران و الحديث الصحيح و سنلتزم بصحيحي البخاري و مسلم بعد القران حتى تكون حجتنا قوية و ملزمة بقوة و الزامية الحديث
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على اله و صحبه و سلم