عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-11, 12:34 PM   رقم المشاركة : 1
محب المهاجرين و الأنصار
عضو نشيط








محب المهاجرين و الأنصار غير متصل

محب المهاجرين و الأنصار is on a distinguished road


Talking زوجتي مديرة و لكن للأسف أشعر بأنها ليست لي ......أنا حزين جدا.....ما العمل ؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة و السّلام على رسولنا محمد وعلى آله و أصحابه أجمعين .

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.




يوميات زوج مديرة






منذ أن أصبحت زوجتي مديرة بدأت أشعر بأنني رجل مهم، عدد من الأصدقاء هنئوني بعملها ومنصبها والابتسامات ترتسم على شفاههم، فكأنما يقولون: كم أنت محظوظ! كنت أعرف هذه اللغة غير اللفظية، وأدرك أن من سعادة المرء في زماننا أن يرزق من حليلته، لا سيما إذا كانت من طينته.

فرحت طبعا لاهتمام زملائي، وخالجني شعور بالزهو، فزوجتي ليست بعد اليوم قعيدة البيت وحبيسة الجدران، وهي تتفاعل مع المجتمع، وتخرج كل صباح لعمل مكتبي شاق لكنه لذيذ، وتوسع دائرة علاقاتها بما يخدم مكانتها الاجتماعية، ويعود بالنفع على زوجها الحبيب أيضا. فرحت لأني شعرت بأن العمل سيثري تجربتها الحياتية، ويوسع آفاقها المعرفية، ويجعلها شخصية مثيرة للاهتمام. فرحت أيضا لأنها لن تطالبني بعد اليوم بسداد فاتورة جوالها الأنيق، ولن تلح علي في طلب شراء ملابس جديدة، وستقوم بالوفاء ببعض احتياجات المنزل، وفواتيره التي لا تنتهي.

حبيبتي ليست لي


لكنها فرحة ما تمت. أو فرحة أعقبتها ترحة، حبيبتي لم تعد لي وحدي، لقد شغلتها الدنيا عني. أخذتها زميلاتها، واتصالاتها بهن، كما أخذها العمل بهمومه ومعاناته، بتفاصيله اليومية، بحلوه ومره، بإنجازاته وإخفاقاته، بمنافعه وتحدياته. عادة ما أصل البيت قبلها، وتتأخر هي لكونها مديرة وإنسانة غير عادية، فلا تأتي إلا قبيل أذان العصر. مع ذلك كنت أنتظرها على الغداء. لقد دار الزمان دورته، وانقلب التاريخ، فقد كانت هي من تنتظرني على أحر من الجمر بابتسامة مشرقة تنسيني التعب، وترسم في عيوني البهجة، وتثير في أعماقي الإحساس العميق بالرجولة. أما الآن، فأنا من ينتظر. أحيانا تتسمر عيناي على الباب، أو أهاتفها متسائلا: متى تشرفين يا حبيبتي؟ ربما كان من فوائد هذا الانقلاب في حياتي أنني أدركت كم هو مضن أن ينتظر الإنسان حبيبه و"عصافير بطنه" تصيح من الجوع.

حبيبتي تصل أخيرا. أهم باستقبالها وإهدائها وردة منعشة من حديقة بيتنا الصغيرة، يسألها طفلي ببراءته اللذيذة: ليش تأخرت ماما؟ طبعا هو يكرر هذا السؤال دائما بمناسبة وبغير مناسبة. لكنه ينطق بما أريد أن أقوله. أليس الابن سر أبيه؟ نظرت بعمق وشوق إلى عيني زوجتي المتعبة من التحديق في الأوراق ووجوه المراجعات.

سهر الشوق في العيون الجميلة حلم آثر الهوى أن يطيله

وحديث في الحب إن لم نقله أوشك الصمت حولنا أن يقوله

لكن، هذا ليس وقت الشوق، الغداء يكاد يبرد. وهنا تستأذن حبيبتي بأدب: أنا تعبانة ممكن أنام شوي، ونتغدى بعد العصر؟ أقول بملء فيّ: لا، الآن الآن، وليس غدا. فتهمس بكثير من التهذيب: من عيوني. نتناول معا طعام الغداء، بينما تروي لي بشيء من الحماس أبرز ما حدث اليوم مع الموظفات والمراجعات. كنت أشعر بالسعادة وهي توحي لي بقدرتها على الإدارة، ونجاحها في توجيه الموظفات، وتيسير أمور المراجعات. قالت لي: لقد رشحت لدورة إدارية متقدمة، وسيزيد نجاحي فيها فرص ترقيتي، كما سأكافأ ماليا عند إتمامها. فرحت أيضا، وإن كان في الحلق غصة، وفي القلب شجا. لكنها إذ تتناول الغداء كانت تأكل بسرعة، ولا تمضغ جيدا. والسبب أنها مشغولة الذهن بما هو أهم من الأكل. إنها تريد أن تصلي العصر، ثم تأخذ قسطا من النوم.

أقول لها معاتبا: لم تهنئيني بصدور كتابي الجديد. تبتسم وتقول: كان في بالي والله. كنت أريد أن أسألك، بس أنسانيه الشيطان. لكن "المنسي ما فيه خير" كما كان يقول جدي (رحمه الله). تمتمت في سري: لم تكوني تنسين أشياء أقل أهمية من الكتاب، فما هو ذا العلق الذي امتصك وسلب لبك؟.

مسكين.. زوج مديرة


بعد نصف ساعة تقريبا تصحو من قيلولتها المتأخرة، وتقول لي: حبيبي لا تشبك الإنترنت، لدي مكالمات مهمة. وربما جاءتني وفي يدها بضعة أوراق، وعلى شفتيها ابتسامة صادقة، وتقول: حبيبي، لدي تقرير عن إنجازات إدارتي، وأطمع في أن تساعدني على كتابته. وعندما يخيم الليل، ويخلو كل حبيب بحبيبه، ويعتصر العشاق لحظات الوصال، تتثاءب حبيبتي، ويغزو الكرى عينيها الجميلتين، فلا تستطيع حتى أن تراني. أسألها: ما الخطب؟ فتسكت، لأنها لا تستطيع الرد من شدة النعاس. فأعيد السؤال محتدا، فتجيب: آسفة يا حبيبي، لكن النوم ذبحني. وهنا أستسلم للواقع، وأنصرف إلى قراءة صحيفة أو كتاب. وعندما تراني منهمكا في القراءة تقول بكثير من التهذيب: أجل تصبح على خير.

لماذا؟ هي تعرف أن الصباح سيكون جميلا متوردا لو ضمنا اللقاء معا، لو تسامرنا معا، لو تجاذبنا أطراف الحديث تحت الأضواء الخافتة. لكن ربما نسيت أيضا، والمنسي ما فيه خير -كما قال جدي.

آه يا زوجتي


في صباح يوم اتصل بي أحد الأصدقاء قائلا: أريد أن أبحث لزوجتي عن عمل. سألته: لماذا؟ أجاب: "أنت عارف البير وغطاه". سألته: ولماذا أنا الذي يبحث لها عن عمل؟ أجاب: لأن زوجتك ما شاء الله ليست موظفة فقط، بل مديرة أيضا.

"يا دي المديرة!" وماذا يعني زوج مديرة؟ يا أخي خذ وظيفتها، وأعدها إلي. لتذهب وظيفتها إلى الجحيم. ما جدوى وظيفة جعلتني زوجا مع وقف التنفيذ. لقد استغرقها العمل، واستوطن قلبها، فلم يعد فيه متسع لحب الزوج والشوق إليه. آه يا زوجتي المديرة، لو تعلمين كم أنت جميلة بلا زميلات عمل ولا قصص مراجعات. هذا فؤادي فامتلكي أمره. أديريه إن كنت ناجحة حقا. لا تجعلي الناس ينظرون إلي يوما من طرف خفي، ويغمزون: "مسكين، زوج مديرة".


د. أحمد بن راشد بن سعيد








منقول من شبكة المشكاة الاسلامية مع تغيير العنوان








التوقيع :
اللهُمَّ من شنَّ على المُجاهدينَ حرباً ، اللهُمَّ فأبطِل بأسه.ونكِّس رأسَه. واجعل الذُلَّ لِبَاسَه. وشرِّد بالخوفِ نُعاسَه. اللهُمَّ مَن كانَ عليهم عينا ًفافقأ عينيه. ومن كانَ عليهِم أُذُناً فصُمَّ أُذُنيه. ومن كانَ عليهِم يداً فشُلَّ يَديْه. ومن كانَ عليهِم رِجلاً فاقطع رِجليْه.ومن كانَ عليهم كُلاًّ فخُذهُ أخذَ عزيزٍ مُقتدرٍ يا ربَّ العالمين.
من مواضيعي في المنتدى
»» سماحة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى (1311-1389)
»» السلفية الجديدة وتجارة التوحيد
»» ملف خاص عن القرآن الكريم..........(هديتي إلى كل إخواني المُسلمين )
»» اسم الله الرقيب
»» الذكاء الاجتماعي والسحر الحلال!