عرض مشاركة واحدة
قديم 28-12-07, 04:31 AM   رقم المشاركة : 2
دمشقية
حفظه الله







دمشقية غير متصل

دمشقية is on a distinguished road



دمشقية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للهروب وقفل المواضيع وفتح مواضيع أخرى تفاصيل ذكرتها ولم أكذب.
وإن كان الأمر قد استقر بعد على بقاء المناظرة بيني وبينكم حول تفسير السلف للصفات.
على كل حال سوف ألغي تثبيت الموضوع فقط ولن ألغيه.
وأرجو أن تكون راض عن ذلك.
أما بالنسبة لاستكمال الموضوع فإن التأخير إلى ما بعد العشر من ذي الحجة أنسب لي.
فإنني لا أزال مسافرا منذ ما يزيد على ستة أشهر وسوف أحط رحالي في مدينة الرياض بعد أيام إن شاء الله وأبقى شهرا ثم أعود لحمل أمتعتي لرحلة أخرى والله المستعان.
وسوف يكون ردي كاملا وشاملا أثناء تواجدي في ديار التوحيد.
ولكنني سوف أكتب جزءا من مداخلتي الآن.
فإن كنتم لا تمانعون في ذلك فاكتبوا لي الإذن بذلك مشكورين.

الأزهري الأصلي:
السلام عليكم:
يا أخي الكريم: الهروب شيء لم يحدث أصلاً وتعديل مواضيع وغلق مواضيع ثم فتح مواضيع مستقلة يتحدث فيها الطرفان فقط دون تدخل من أحد يسمى عند المنصفين تنظيماً وليس هروباً!! فإلغاء تثبيت الموضوع لا يغني شيئاً.
فاتق الله واحذف الموضوع أو على الأقل عدل عنوانه والجمل التي تنسب الهروب فيه إلى أخيك.
وأنا لا اطالب بهذا دفاعاً عن نفسي فلله الحمد لا يضيرني أمثال هذه التصرفات ولكن اطالب بهذا لأجلك أنت لأن الموضوع يخالف الحقيقة فإن كنت ترى أنه لا يخالفها فدعه فأنا لا احمله على رأسي بل أنت الحامل له وسيسألك ربك عنه.

وبالنسبة لمشاركتك الآن ببعض مشاركة ثم الرد بعد العيد فغير مجدي فنرجو حفظ مشاركتك على جهازك حتى تضع كامل ردك.
فإن أحببت أن تضع مشاركتك الآن فسأرد عليها فوراً.

وأنا انتظر مشاركتك أو عدمها.
أخوكم.

الجواب (دمشقية):
أرى أن الأزهري تحاشى الجواب على سؤال حيوي وهو:
هل جهل النبي معاني صفات الله – وإذا كان جهلها فهل جهل بعضها أم كلها؟؟؟

فإن بقي يتجاهل الجواب:
فهذا إعلان بالهزيمة. وخسارة المناظرة.

والحجة الكبرى هي:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قد فسر الصفات وإليكم الدليل:

جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة ” اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء الدين واغننا من الفقر“.

قال القرطبي:
” عني بالظاهر الغالب والباطن العالم والله أعلم وهو بكل شيء عليم بما كان أو يكون فلا يخفى عليه شيء“ (تفسير القرطبي17/236).
وهذا تفسير من القرطبي.
فهل القرطبي قد خالف السلف؟

أضاف القرطبي:
” قوله تعالى هو الأول والآخر والظاهر والباطن اختلف في معاني هذه الأسماء وقد بيناها في الكتاب الأسني وقد شرحها رسول الله ص شرحا يغني عن قول كل قائل“ (تفسير القرطبي17/236).

تأمل قول القرطبي: " وشرحها رسول الله".
وبهذا ينتهي مذهب الأزهري.
فالمفسر لصفات الأول والآخر والظاهر والباطن: هو نبي السلف والخلف.
فماذا يقول حضرة الأستاذ الأزهري في هذا التفسير النبوي؟؟؟

سؤال نعيد توجيهه إلى حضرتكم بعدما رأيت أنكم لم تجيبوا عليه.:
هل ثبت أن رسول الله فسر شيئا من الصفات أم لا؟
وهل تعد هذا تفسيرا؟
ثم ألا يكون الشرح تفسيرا كما ورد بنص كلام القرطبي بأن النبي قد شرح هذه الصفات؟

وعندي كلام كثير ولكنني أكتفي هنا وأنتظر منكم الرد ولا أرد أن أطيل المداخلة حتى لا يكثر الرد ويضيع التركيز على المسألة الواحدة.
وبالله التوفيق.
أرجو عدم التوسع في الرد وإنما برد مركز:
هل فسر رسول الله هذه الصفات؟
وإذا كان لا يعد هذا عندكم تفسيرا:
فهل تفتينا بأن الرسول لم يفسر صفة أبدا؟
وهل كان رسول الله يجهل معاني هذه الصفات أم أنه علمها ولم يبلغها؟
بارك الله فيكم ووفقكم لما يحب ويرضى.

الأزهري الأصلي:
السلام عليكم:
أنت بمشاركاتك هذه يا أخ دمشقية تعيدنا لنقطة ما قبل الصفر فلا أنت تجيب على اسئلتي ولا تنقد مشاركاتي وتبين ما فيها من جهل!!

بل تصر على طرح اسئلة جديدة في كل مشاركة وتطالبنا بالجواب عنها وإلا اصبحنا هاربين -بل اصبحنا بالفعل كذلك كما هو في صدر منتداك.
للجواب عن سؤالك الماضي -ويا رب يرى الأخ دمشقية الإجابة- تكون الإجابة من شقين :
الشق الأول :
1- جمهور العلماء على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يفسر كل القرآن ولا الصحابة فعلوا ذلك وإلا لنقل إلينا.
2- ما لم يفسره النبي -صلى الله عليه وسلم- من المعاني على ثلاثة أقسام::
أ- قسم غير معلوم معناه إجمالاً وتفصيلاً مثل الحروف المقطعة في بداية بعض السور.
ولولا أني لا أحب لغة إلزاماتك لألزمتك أن تقول أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان لا يعلم معاني هذه الفواتح (وقد عبرت عن هذا بأهذب لفظ وأظنك لو عبرت عنه لعبرت بأشنع لفظ محاولاً إلصاقه بي).
ب- قسم غير معلوم تفصيلاً معلوم إجمالاً وهذا كالآيات الوارد فيها الصفات الخبرية فهذه معلومة إجمالاً فنحن نعرف مثلاً المعنى الإجمالي لقوله تعالى (وقالت اليهود يد الله مغلولة) فقد وصفه هؤلاء بالبخل -حاشاه سبحانه- ولكنا لا نعرف معنى (يد الله) وطلبنا منكم أن تعلمونا بها فلم تنطقوا حتى الآن!!

وكلام السلف الذي أوردناه سابقاً واضح أنهم لم يدركوا أحداً يفسر هذه الصفات بل انظر إلى الأثر الصحيح الصريح عند أحدهم وهو الإمام إسحاق بن راهويه وهو يقول:
((... إنما يلزم المسلم الأداء، ويوقن بقلبه أن ما وصف به نفسه في القرآن إنما هي صفاته، لا يعقل نبي مرسل ولا ملك مقرب تلك الصفات إلا بالأسماء التي عرفهم الرب تبارك وتعالى، فأما أن يدرك أحد من بني آدم معنى تلك الصفات فلا يدركه أحد)).....

فماذا بعد هذا يا هؤلاء؟!! ولكن أدري جيداً أنكم ستحرفون -وليس هذا بتأويل-مقولته هذه إلى أنه كان يقصد الكيفية مع أنه يقول أنه لا يدرك "معنى" تلك الصفات أحد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل. فسبحان الملك.
ويمثل لهذا بالمتشابه فهو -أي المتشابه- وبتلخيص الأقوال فيه: (ما لا يجزم بمعناه) ولا شك في وجوده في القرآن ومنكره جاهل.
ولو كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يعلم معنى كل المتشابه ما صار المتشابه متشابها ولصار محكماً.
وأكرر الإلزام هنا أيضاً أن الجميع أو الجمهور يصف النبي -صلى الله عليه وسلم- بعدم علم المتشابهات (واللغة لا زالت مهذبة).
ج- قسم معلوم بحسب اللغة العربية وليس فيه إشكال وهو الباقي والغالب.
3- النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يفسر -وأنتم تقولون أن التفسير هو التكييف- كثيراً من الغيبيات بل لم يكيف صفات الله تعالى مع أنه -صلى الله عليه وسلم- قد رأى ربه -سبحانه وتعالى- في ليلة المعراج عند جماعة كبيرة من أهل السنة ومع رؤيته تلك لم يفسر لنا وجه الله ولا يديه ولا شيء من صفات ذاته ولا صفات فعله -سبحانه وتعالى- لأنه عجز عن إدراكها.
فأنتم ملزمون بنفي العلم عنه - صلى الله عليه وسلم- في:
الحروف المقطعة- المتشابهات- الغيبيات والكيفيات التي رآها بعينه على الأقل.
فإلزامكم مردود عليكم.

الشق الثاني :
لو سلمتم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يفسر المعنى التفصيلي لهذه الآيات فنحن الآن نطالبكم ان تضعوا لنا هذه الآيات في أحد الأقسام السابقة وغالب صنيعكم أنكم تضعونها في القسم الثالث وهو القسم المعلوم بحسب اللغة العربية واللسان العربي فنحن الآن نكرر المطالبة بتفسير الصفات العشر الآتية (خمس صفات ذاتية ومثلها فعلية) حسب اللسان العربي فأنطقوه:
الصفات الذاتية:
يد الله معناها .............
رجل الله معناها..........
عين الله معناها.............
أصبع الله معناه............
وجه الله معناه..............

الصفات الفعلية:
غضب الله معناه...............
فرح الله معناه.................
عجب الله معناه...............
مجيء الله معناه............
ضحك الله معناه...............

فقط نريد ملأ مكان النقاط ولا نريد كلاماً إنشائياً لا طائل من وراءه كما فعلت سابقاً.
ولو لم تسلموا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يفسرها وقلتم -كما هو واضح في مشاركتك الأخيرة- أنه فسرها فأخبرونا عن تفسيره -صلى الله عليه وسلم- لهذه الصفات السابقة.
أي إجابة على غير ما سبق تعتبر حيدة وتهرب ومراوغة تنهي الحوار من أساسه.
أخوكم.

الجواب (دمشقية):
الأزهري عجز عن الجواب عن التفسير النبوي للصفات
أنا أعتبر أن المناظرة بيني وبين الأزهري في حكم المنتهية.
السبب الأول:
تأملوا إخواني عنوان المناظرة بيني وبين الأزهري:
((( هل فسر الصالح الصالح نصوص الصفات؟)))
أثبتنا له تفسير السلف ومنهم مجاهد وأبو العالية بالأسانيد الصحيحة. فقال بأن هذا نادر وحالة استثنائية.
فقلنا: المهم أنه قد ثبت. وطالبناه بالإتيان بمن رد على تفسيرهما أو حكم بخطا قولهما فلم يفعل.
وهذه تكفي لإنهاء المناظرة بالضربة القاضية.
السبب الثاني:
وهي الضربة القاضية في حواري مع الأزهري التي كانت في مشاركتي الأخيرة حيث أثبت له هذه المرة بأن الذي فسر الصفات هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأتيته بتفسير النبي لصفات الأول والآخر والظاهر والباطن. حتى إن القرطبي صرح بأن هذا شرح نبوي للصفات.
فماذا فعل الأزهري الأصلي؟
لقد تجاهل تماما هذا التفسير النبوي للصفات وأخذ يتحدث عن أنواع التفسير النبوي وهل فسر النبي كل القرآن أم فسر بعضه؟
وهذا ليس حديثنا. وإنما حديثنا هو هل ثبت التفسير من السلف نبيا أو صحابيا أو تابعيا؟
وهو ما أثبتناه وتجاهل الجواب عليه حضرة الأزهري تماما.

فأنا هنا أعتبر هذه الحيدة الأزهرية إفلاس وانتهاء.
لو أننا ذكرنا كلمة (أهربي) لغضب الجميع مني واعتبرني سبابا مستهزئا.
ولكن الواقع يشهد بصحة ما أقول:
بالله عليكم: هل وجدتم تعليقا أزهريا على تفسير النبي للصفات التالية (الأول والآخر والظاهر والباطن)؟
كلا لم يفعل.
السبب الثالث:
أن الأزهري نفسه أثبت للصفات معنى سماه معنى إجماليا.
وهكذا كشفت المناظرة عن هاتين الفائدتين: ثبوت التفسير والاعتراف الأزهري بوجود معنى للصفة سماه إجماليا. المهم انه معنى. وهو يبطل دعوى أن السلف فوضوا ولم يفسروا.
السبب الرابع:
أن الأزهري في رده على الأسئلة كان هاربا هروبا غير موفق وواضح لأبسط القراء.
فقد كان يجيب بطريقة مخالفة للجواب العلمي كأن يقول:
الجواب على السؤال: تجده في الفقرة الأولى.
الجواب على السؤال الثاني تجده في أعلى هذا الملف.
فأقول:
هذه ليست طريقة أهل العلم والحجة بل أهل الهروب.
وبعد ثبوت التفسير البنوي والسلفي للصفات. نجد الأزهري يعيد نفس الموضوع:
هات معنى اليد والغضب والضحك بكلمة واحدة.

فأقول:
أخي الأزهري:
منهجنا في التفسير أن يثبت منه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم أو السلف.
وطريقتنا أن نورد النص النبوي نفسه ليكون تفسيرا للصفة.
مع أنه يحق لي أن أقول وأنتظر الرد منك على هذا القول:

هل تعتبره قولا صحيحا مني أن أقول بأن هذه الصفات واضحة جدا وبينة لا تحتاج إلى تفسير.
إن قبلت ما أقول فلم تعد هناك ثم حاجة للتفسير.
وإن لم تقبل فسوف أشكوك إلى القرضاوي.
وسوف يرد عليك القرضاوي من خلال ما نقلته أنت عنه.
إعتراف القرضاوي بوضوح الصفات وعدم حاجتها للتأويل ضربة أخرى للأزهري
ينقل الأزهري قول القرضاوي:
« كنت كوّنت رأيا منذ سنوات في موضوعنا هذا‚ وهو ما يتعلق بما سموه: (آيات الصفات) أو (أحاديث الصفات). ويتلخص هذا الرأي أو هذا الموقف في ترجيح المذهب المشهور عن السلف رضي الله عنهم‚ وهو: السكوت وعدم الخوض أو ((( التفويض))).
ولكني بعد أن عشت في الموضوع منذ سنوات‚ ثم عكفت عليه في السنتين الأخيرتين...».
أضاف القرضاوي:
« النصوص التي تضيف إلى الله تعالى صفات هي في البشر انفعالات نفسية‚ مثل: الرحمة والرضا والغضب‚ والمحبة والكراهية‚ والفرح والغيرة‚ والعجب ونحوها‚ وقد ثبتت بآيات القرآن العزيز‚ أو بالسنة الصحيحة: نثبت هذه الصفات لله سبحانه وتعالى‚ كما أثبتها لنفسه‚ في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم‚ ونحن مطمئنون كل الاطمئنان‚ ولا نلتمس لها تأويلا‚ إذ لا حاجة إليه‚ ولا نتوقف فيها‚ لأنها بيّنة واضحة المعنى‚ وهذا هو مذهب السلف فيها.

تأمل قول القرضاوي « لأنها بيّنة واضحة المعنى‚ وهذا هو مذهب السلف فيها».
ثم تأمل تعليق الأزهري الآن:
« وقد ذهب الشيخ إلى ترجيح مذهب السلف‚ ولم يكن هذا التأييد نابعا من هوى»...
http://www.ikhwan.net/vb/showthread.php?t=19436

إذن لماذا لا نفسرها؟
لأنها واضحة بينة المعنى.
ليس لأنها لا معنى لها.

وهذا رد قرضاوي على من يقولون: نفوض معناها إلى الله.
وهو يرد أيضا على قول الأزهري:
ما معنى اليد الغضب الرحمة نريد الحواب بكلمتين أو ثلاث فقط.
فأقول:
وهكذا كفانا القرضاوي مؤونة الرد على الأزهري
قد كفانا القرضاوي المؤونة بشهادتك ونقلك أن هذه الصفات واضحة المعاني فلا يحتاج معها إلى تأويل. هذا هو السبب.
ولكنني لا أنكر عودة القرضاوي إلى التخبط وإلى مغازلة التفويض والمفوضة بعد قليل في نفس المقالة التي نقلها الأزهري ومحاولة المساومة بين الخطين السلفي والأشعري. وإرضاء أذواق التفويض والإٌثبات مع مراعاة المذهب الأشعري بشقيه وفرقتيه المفوضة والمؤولة.
وهذه تفسيرات أخرى نبوية:
وقال رسول الله «النبي صلى الله عليه وسلم « يطوي الله عز وجل السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول أنا الملك: أين الجبارون أين المتكبرون؟» وفي رواية: « يأخذ الله عز وجل سماواته وأرضيه بيديه ويقول: أنا الله. ويقبض أصابعه ويبسطها ويقول: أنا الملك، قال ابن عمر: حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه، حتى إني أقول: أساقط هو برسول الله  ؟» [رواه مسلم رقم (2788)].

وكذلك تلا  قوله تعالى:  إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيرًا  [النّساء 58]، قال أبو هريرة: « رأيت رسول الله  يضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه. يقرؤها ويضع أصبعيه. قال المقرئ: يعني أن الله سميع بصير.
قال أبو داود: وهذا رد على الجهمية » [رواه أبو داود في كتاب السنة باب في الجهمية 4/233 رقم (4728) وصححه الحاكم 1/24 وقال الذهبي "على شرط مسلم" وحسن إسناده الحافظ ابن حجر 13/373].

وفي رواية عن عقبة بن عامر قال: « سمعت رسول الله  يقول على المنبر: « إن ربنا سميع بصير » وأشار إلى عينه » [ذكر هذه الرواية الحافظ ابن حجر في الفتح 13/373 نقلا عن البيهقي في الأسماء والصفات وقال "سنده حسن"].

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: « جاء رجل إلى النبي  من أهل الكتاب فقال: يا أبا القاسم: إن الله يمسك السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والشجر والثرى على إصبع والخلائق على إصبع ثم يقول: أنا الملك أنا الملك. فرأيت رسول الله  ضحك حتى بدت نواجذه [تعجباً وتصديقا] ثم قرأ:  وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ  [الأنعام 91].
وحاشا لنبينا أن يُضحكه كفرٌ ثم يقره ولا ينكره. بل هو الإقرار النبوي الواضح.
الأزهري يحيلنا إلى كتاب يفوض الكيفية دون المعنى
يحتج الأزهري بقول توفيق الواعي: تفويض البنا تفويض الكيفية لا المعنى.
فيقول الأزهري لأحد المعترضين:
« أرشدتك إلى كتاب الإخوان المسلمون كبرى الحركات الإسلامية شبهات وردود فلا زلت أخي الكريم تسأل مثل هذه الأسئلة ولو قرأت فيه (((لاسترحت))):

وفي هذا الكتاب يقول الدكتور توفيق الواعي عن شبهة التفويض:
« من مجموع هذه النصوص يتضح أن مراد الإمام البنا هو تفويض الكيفية لا المعنى».
وها نحن نستريح أيها الأزهري
تأمل أخي تناقض الأزهري وهو يرشد إلى كتاب يجعل تفويض حسن البنا تفويضا لكيفية الصفة وليس تفويضا للمعنى.
فأقول:
قد قرأنا في الكتاب كما أرشدتنا أيها الأزهري وطلبت منا ان نستريح:
فها نحن قد (((استرحنا))) بعدما انكشف لنا من خلال الكتاب الذي أحلتنا إليه أن حسن البنا يفوض كيفية الصفة لا معناها.
فهذا كتاب إخواني يصرح بأن مراد حسن البنا تفويض الكيفية لا تفويض المعنى.
ولكننا ندعوه أن لا يستريح بل يطالب صاحب الكتاب بتدارك هذا التناقض.
لأن هذه ضربة أخرى للأزهري بنبال إخوانية أو كما يقولون: بنيران صديقة.
دفاع غير موفق عن تفويض البنا للمعنى
وقد ظن توفيق الواعي صاحب هذا الكتاب أنه استطاع ان يجد لكلمات البنا مخرجا يخرجه عن تهمة تفويض المعنى فقد عرض كلام حسن البنا رحمه الله:
(ونحن نعتقد أن رأي السلف من السكوت وتفويض علم هذه المعاني إلى الله تبارك وتعالى أسلم وأولى بالاتباع حسما لمادة التأويل والتعطيل).
ثم قال معلقا:
يقول هؤلاء: إن التفويض معناه تفويض معاني صفات الله تعالى مع الاعتقاد بأن ظواهرها غير مرادة وليس هذا مذهب السلف لأن الله لا يخاطبنا بما لا نعقل معناه فهم يفوضون الكيف لا المعنى.
والجواب: أن المنهج العلمي يقتضي فهم العبارة ملتئمة مع سائر النصوص والأقوال دون أخذها مجتزأة.
فالعبارة جاءت منكّرة وليست معرّفة فهي لا تعني المذهب المذكور ولكنها استعملت بمعناها اللغوي بمعنى عدم الخوض في كيفية الاستواء أو غيره من الصفات وترك ذلك إلى الله تعالى.

الجواب (دمشقية):
هذا الدفاع لا يسمن ولا يغني من جوع.
فإنها قد تعرفت بالإضافة أعني بقول البنا (تفويض علم هذه المعاني إلى الله). مع عدم إشارته أبدا بأن قصد تفويض الكيفية بل جاء تصريحه واضحا بأن يفوض العلم بمعاني الصفات.
وهكذا ترى التناقض ومحاولة الترقيع مع عدم فهم موقف السلف موقفا صحيحا.
السلف كانوا يردون المعاني الباطلة ويدعون إلى ترك الصفات بدون تفسير على الطريقة الجمهية لأن الصفات واضحة كما سوف من اعتراف القرضاوي نفسه لا تحتاج إلى تفسير. لا على معنى أنه لا تفسير لها.
وقد تقدم اعتراف القرضاوي.
العلم بالصفات يزيد التقوى من الموصوف
يذهب الأزهري في تفويضه حتى النهي عن مجرد التفكر والتدبر للصفات فيقول:
« ثانيا: مذهب السكوت وعدم الخوض والتفكر في المعاني» .
أقول:
فكيف يتسنى لنا التعرف على الله حينئذ؟
إن التعرف على الله يكون بأحد اثنين:
أولا: التعرف عليه من خلال رؤيته وهذا محال في الدنيا.
ثانيا: التعرف عليه من خلال العلم بما وصف به نفسه.
لكن هذا العلم محظور علينا عند الأزهري.
ومما لا شك فيه أن تعلم صفات الله يثمر المعرفة بالله ويزيد طالب العلم إيمانا. ولكن يأتي المفوضة ويصرفون الناس عما أراد تعظيم نفسه في صدور الناس.
فاتق الله يا أزهري ولا تصرف الناس عن تعظيم الله وتمنع ما أنزله الله ليعظمه الخلق بها.
تناقضات أزهرية:
نرى الأزهري تارة ينفي أي علم للصفات بإطلاق. كقوله:
« مذهب عدم التفسير وأن هذه الآيات والأحاديث لا تفسر ولم يدرك أحدا من السلف يفسرها » .
http://www.ikhwan.net/vb/showthread.php?t=14506

هكذا بإطلاق ولم ترد في هذا الملف عبارة (معنى إجمالي).
بينما في جوابه على سؤالي السادس يخبرنا بأنه يفهم المعنى الإجمالي للصفات ويفوض المعنى التفصيلي.
قال الأزهري الأصلي:
« فنحن نعرف المعاني من خلال سياق الآيات ومجملها ولكن نفوض المعنى التفصيلي».
ثم قال حضرته:
« فنحن نفهم المعنى الإجمالي ولكننا نفوض المعنى التفصيلي للألفاظ وهناك فرق».
إذن وفجأة:
صار للصفات معنى عند الأزهري يسميه معنى إجماليا بعد أن كان يفوض تفويضا عاما.
يتبع...
معنى لا كيف ولا معنى:
أثبتنا له قول مالك « الاستواء معلوم والكيف مجهول». وهي العبارة التي تهدم أساس التفويض.
أثبتنا له قول الإمام أحمد وكثير من علماء وأئمة السلف أن الجـهـمـيـة تأولوا القرآن على غير تأويله. وهذا إثبات لتأويل مخالف الجهمية.

الأزهري يناقض تعريف التفويض
الأزهري يناقض تعريف التفويض
يأتينا الأزهري بتفويض جديد مختلف عمن حدوا التفويض من قبله بحد واضح يفيد ترك المعنى تماما وتفويضه إلى الله.
فيقول لنا بأن للصفة معنى وتفسيرا ولكن مجملا.
ونحن إذ نشكره على هذا الاعتراف. لأنه الآن صار يثبت لنا تفسيرا ومعنى وإن كان مجملا.
تعريف التفويض:
وقد ورد في تعريف التفويض بأنه ” صرف اللفظ عن ظاهره مع عدم التعرض لبيان المعنى المراد منه بل يترك ويفوض علمه إلى الله“ (النظام الفريد بتحقيق جوهرة التوحيد. حاشية على إتحاف المريد بجوهرة التوحيد ص128).

ركن التفويض:
1- اعتقاد أن ظواهر نصوص الصفات منفية عن الله تعالى لأنها تقتضي التشبيه.
2 - أن المعاني المراده من هذه النصوص مجهولة للخلق.
قال الأزهري الأصلي:
« هل يعقل أن نقول أن السلف مذهبهم إثبات المعاني الحقيقية فقط بحجة قول مجاهد وأبي العالية في الاستواء (علا وارتفع)؟ وعدم ثبوت أي حرف عن السلف غير هذا؟».

الجواب (دمشقية):
هات لنا من اعترض على هذا التفسير النادر الاستثنائي بزعمك.
مطالبة لم نجد الأزهري يجيب عنها بكلمة.

ذكرني الأزهري بتناقض أصحاب الثالوث: ثلاثة ولكن واحد.
وكذلك يقول الأزهري: تفويض المعنى ولكن نبرأ إلى الله أن يقال إننا لا نفهم معنى.
يجب تفويض المعنى ولا يجب أن نفهم معنى نسمية معنى إجماليا!!!
إن قول الأزهري بأننا نفهم معنى يناقض قوله مذهب السلف عدم فهم المعنى.

الحجة على الأزهري في إثبات الصوت لله:
إن في إثبات لكلام الله بصوت هو تفسير لصفة الكلام استعمله السلف لا سيما الإمام أحمد في الرد على التأويلات الباطلة للجهمية والمعتزلة.

فقد ألف الإمام أحمد كتابا بعنوان:
((( الرد على الزنادقة والجهمية فيما أنكرته من متشابه القرآن وتأولته على غير تأويله))).
فأثبت أحمد تأويلا لنصوص الصفات مخالفا لتأويل الجهمية والمعتزلة.
مع أن الأزهري يحتج بعبارة أحمد (لا كيف ولا معنى). ويؤولها على غير تأويلها.
ويأتي تقييد كلام الله بالصوت ليؤكد فهم السلف معاني الصفات الصحيحة التي ردوا بها على أصحاب المعاني الباطلة.

روى البخاري معلقاً حديث « أن الله ينادي بصوت يسمعه من قرُب » ثم قال:
« وفي هذا دليل أن صوت الله لا يشبه أصوات الخلق، لأن صوت الله جل ذِكرُه يُسمَع من بُعد كما يُسمع من قرب، وأن الملائكة يُصعَقون من صَوته. فإذا تنادى الملائكة لم يُصعَقوا » [خلق أفعال العباد للبخاري 137 فقرة رقم (364)].
فهل البخاري بفهمه ليس بحجة؟

وقد نسب الحافظ ابن حجر القول بالكلام النفسي إلى الأشاعرة، بينما ذكر هو والمرتضى الزبيدي تمسك أحمد بأن الله يتكلم بصوت، وهو ما أثبته أبو الفضل التميمي في روايته عن أحمد [فتح الباري 13/460 إتحاف السادة المتقين 2/79-80 طبقات الحنابلة 2/296].
فهل أحمد ليس عندك بحجة؟
سأل عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل أباه عن قوم يقولون: لما كلم الله موسى لم يكلمه بصوت فقال أحمد: « بلى إن ربك عز وجل تكلم بصوت. هذه الأحاديث نرويها كما جاءت » [رواه عبد الله بن أحمد في السنة (533) وانظر فتح الباري 460:13 إتحاف السادة المتقين 2/80].
قال  : « إن الله يتكلم يوم القيامة بصوت يسمعه مَن قَرُبَ كما يسمعه مَن بَعُدَ فيقول: أنا الملك الديان » [فتح الباري 13/458].
وأكد الشيخ عبد القادر الجيلاني صحة عقيدة أحمد في ذلك وقال: « فالأخبار تدل على أن كلام الله صوتٌ لا كصوت الآدميين.. وذلك خلاف ما قالت الأشعرية من أن كلام الله معنى قائم بالنفس » [الغنية لطالبي الحق 60]
فهل الجيلاني ليس عندك بحجة؟
ألست تراه وهو يرد دائما على الأشاعرة ويقرنهم بالمعتزلة؟
ومع أن البيهقي أطال الرد على من قال بتخليق الصوت إلا أنه نفى بدوره أن يصح حديث في إثبات الصوت وحمل حديث « إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء » على احتمال أن يكون الصوت للسماء أو للملك الآتي بالوحي أو لأجنحة الملائكة [الأسماء والصفات 347 وقال الشيء نفسه ابن فورك كما في كتابه (مشكل الحديث 450-451)].

والحديث أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (536) وابن خزيمة 146 والبيهقي في الأسماء والصفات 262 قال الألباني "إسناده صحيح" على شرط الشيخين (سلسلة الصحيحة (1293).
فالحديث صحيح الإسناد.
فهل الحديث الصحيح ليس عندك بحجة أيها الأزهري؟
ثم إن هذا التأويل المحتمل للصوت مردود فقد جاء في الحديث « أن الملائكة إذا سمعوا صوته صعقوا » وهم لا يصعقون إذا سمع بعضهم بعضاً.
ولهذا تعقب الحافظ ابن حجر البيهقي في الفتح بأن هذا حاصل كلام من ينفي الصوت من الأئمة. ويلزم منه « أن الله لم يسمع أحداً من ملائكته ورسله كلامه بل ألهمهم إياه...».

بل تعقبه أيضاً في تضعيفه لأحاديث الصوت مبيناً صحة طرقها ومنها حديث حشر العباد الذي أخرجه البخاري، وفيه « فيناديهم بصوت يسمعه من قرب: أنا الملك الديان » [فتح الباري 13/457 والحديث أخرجه البخاري في كتاب التوحيد معلقاً باب قول الله: { وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَه }].
وصدق الحافظ ابن حجر فإن البيهقي قال: « ولم يثبت صفة الصوت في كلام الله أو في حديث صحيح عن النبي  غير حديثه، وليس بنا ضرورة إلى إثباته » [الأسماء والصفات 347].
مما يؤكد صحة قول من قال بأن البيهقي خدم الحديث ودخل فيه لينتصر للمذهب الأشعري. تماما كما أعتقد بالنسبة للأزهري وما أدين الله به من أنه يسخر انخراطه في الحديث لمصلحة الحزب.
وانتهى الحافظ ابن حجر إلى القول: « بأن هذه الأحاديث أطبق أهل السنة على قبولها » ثم قال: « وإذا ثبت ذكر الصوت بهذه الأحاديث الصحيحة وجب الإيمان به » [فتح الباري 13/ 460].

ومما يؤكد صدق الحافظ ابن حجر في ذلك أن البخاري رواه تعليقاً 1/174 كتاب العلم وفي الأدب المفرد 337 باب المعانقة واحتج في التاريخ الكبير 4/1/170 بأن أحمد وإسحاق كانا يحتجان بعبد الله بن عقيل، ونقله عنه تلميذه الحافظ الترمذي كما في التهذيب 6/13 وهذا يرد من زعم أنه رواه بصيغة التمريض. ورواه الحافظ المنذري والحاكم في المستدرك 2/438 و 4/574 وصححه ووافقه الذهبي.

فالبخاري حافظ وتلميذه الترمذي حافظ، والمنذري حافظ والحاكم حافظ والذهبي حافظ، والألباني محقق عصره قد صححه.
وليُعلم أن البخاري احتج بهذا الحديث ثم قال: « وفي هذا دليلٌ أن صوت الله لا يشبه أصوات الخلق لأن صوت الله يُسمع من قرب كما يُسمَع من بُعد وأن الملائكة يُصعَقون من صوته. فإذا تنادى الملائكة لم يُصعَقوا » [كتاب خلق أفعال العباد للبخاري 98].
فهل الحافظ ابن حجر والمنذري والترمذي وأحمد والجيلاني ليسوا بحجة عندك أيها الأزهري؟
فها قد ثبتت حجية هذا الحديث بما يقطع ويدحض شبهة التفويض.
وانقطعت حجة الأزهري في قوله بأن من ضعف رواية الصوت فلا حجة في كلام أحمد.
وانكشف أنه لا يخرج أيدا عن الطور الأشعري التقليدي ولكن بحلة إخوانية وادعاء باطل بأن السلف ما عرفوا معاني الصفات.
فقد احتج هؤلاء العلماء بهذا الحديث الصحيح تفسيرا لكلام الله بأنه كلام بصوت. وردوا به على من زعم أن الصوت يراد به صوت الملائكة أو أنه صوت تولى الله تخليقه من الشجرة.

لقد ذكرت هذا الفصل بسبب قول الأزهري:
« بالنسبة لإضافة الصوت لكلام الله تعالى فليس الإمام أحمد من قيده بذلك بل هذا ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم- مرفوعاً بأسانيد صححها بعض الأئمة فعلام السؤال إذاً؟؟ فمن أثبت هذه الأسانيد قال بالصوت ومن ضعفها فلا حجة في قول الإمام أحمد ولا غيره!!».
ولكن بعد ثبوت صحة أحاديث الصوت كما قرره الحافظ ابن حجر وغيره نستنتج ما يلي:
1- إثبات تفسير صحيح للسلف ردوا به على أصحاب التفسير الباطل.
2- صحة الاحتجاج بأحمد في رده على الجهمية بما يؤكد أنه لم يكن مفوضا.
3- إبطال مذهب التفويض.
4- لا حجة لمن لم يحتج باحمد. فقد صحت الأحاديث وقامت الحجة على مانعي كلام الله بصوت.
5- ما هربتم منه بالتفويض ملزمون به في حديث الصوت. فكيف تفوضون الكلام لله تعالى بينما قد أثبت السلف معناه وتقييده بالصوت؟ أليس الصوت مما يوصف به المخلوق أيضا.
فأنى لكم الهروب من وصف كلام الله بالصوت؟
فليس لكم إلا التسليم للصفة والتزام قاعدة ليس كمثله شيء التي تناقض فيها الأشاعرة كثيرا.
فالصفات السبعة لا توهم التشبيه.
أما صفات الاستواء والنزول واليد والأصابع والرجل فهي متشابه لا يجوز أن نفهم منها معنى!!!
صدق من وصف التفويض بأنه شر المذاهب؟؟؟
الأزهري الأصلي: 18-12-2007, 01:29
السلام عليكم:

ليعذرني الإخوة وليسامحوني في حذف مشاركاتهم التي علقوا بها على الحوار القائم فنحن جميعاً عرفنا اشتراط الإدارة بقصر الحوار بين الدمشقية والأزهري فبالله عليكم نحن في حاجة لدعائكم غداً في يوم عرفة عند الفطر فلا تجعلوه دعاءاً علينا.

وبالنسبة لبحر مشاركات الأخ دمشقية والذي اغرقنا به فلا ابالغ -والمنصفون معي- في القول أن غالب مشاركاته السابقة خارج موضوعنا أصلاً فليعذرني الأخ دمشقية إن قلت ان هذا هروب منه صريح ودوران على الموضوع وتشغيب عليه يشتت ذهن القاريء فأنا لن اتناقش معه في الأمور التالية:

لن اتناقش معه في ما يذهب إليه الإمام البنا ولا الدكتور القرضاوي ولا الدكتور توفيق الواعي -رحم الله ميتهم ورضي عنه وحفظ حيهم ونفع به- فهذا خارج الموضوع ولن يجرنا الدمشقية ولا غيره إلى النقاش في عقيدة فلان أو علان أبداً.

ولو ادعى أن هذا هروب مني فهو في الحقيقة ليس كذلك بل عكسه فهو هروب منه بتحويل مسار الموضوع إلى هذه الأمور الخارجة عنه فحديثنا واضح وصريح في العنوان لا تفسيرات فلان ولا تفسيرات علان لمذهب السلف الصالح فنرجو منه عدم تكرار هذا الأمر.

وحتى لا تمر هذه المشاركة دون إشارة اعلق فقط على ثلاثة أمور ليست في الحقيقة من صلب الموضوع وإن كانت من تفريعاته:

الأمر الأول:
متى ينتهي مسلسل الاعتداء على أئمة المسلمين وقادتهم من قبل الدمشقية؟
بالأمس صدمنا الدمشقية بمقالته في الهجوم على صلاح الدين الأيوبي مصدر فخر المسلمين.
واليوم يقول ( مما يؤكد صحة قول من قال بأن البيهقي خدم الحديث ودخل فيه لينتصر للمذهب الأشعري. تماما كما أعتقد بالنسبة للأزهري وما أدين الله به من أنه يسخر انخراطه في الحديث لمصلحة الحزب).

دعكم من الكلام عني ولكن هل هكذا يتم الحديث عن أئمة المسلمين ومصدر فخرهم؟! واغوثاه بالله.

راجع نفسك يا أخي وكف عن أئمة المسلمين أذاك واتق الله إن كان في قلبك مثقال ذرة من إيمان.

الأمر الثاني:
بالنسبة لمسألة إثبات الصوت لله تعالى:

1- استشهد الأخ الدمشقية بكتاب الإمام أحمد بن حنبل -رضوان الله عليه- والمسمى بـ (الرد على الزنادقة والجهمـية فيما أنكرته من متشابه القرآن وتأولته على غير تأويله).

التعليق:
أ- الكل يعلم أن هذا الكتاب مختلف في نسبته للإمام أحمد بن حنبل فقد نفاه عنه أمثال الذهبي -رحمه الله- فهو على الاحتمال.

ب- على فرض ثبوت هذا الكتاب للإمام وهو رأي الجمهور هلا تأملت عنوانه؟
أنتم تشنون الهجوم على من يقول أن الصفات من المتشابهات وهاهو الإمام يقول أنها من المتشابهات!!
فإن قلتم: إنما قصد بالمتشابه الكيفيات -وهذا هو الزعم الذي صدعتم به رؤوسنا.
قلنا: بل العنوان ينسف تأويلكم هذا من كل وجه لماذا؟؟
أنظر إلى جملة (وتأولته على غير تأويله) هل الكيفيات تأول أم المعاني هي التي تأول؟
فإن قلتم: الكيفيات تأول فقد أتيتم منكراً من القول وزرواً وجئتم بما لا سلف لكم فيه.
وإن قلتم: المعاني هو التي تأول قلنا فالجملة بدون ضمائر تقال هكذا (وتأولت الزنادقة والجهمـية متشابه القرآن على غير تأويله) فيكون المتشابه هو المعاني إذ لا يوجد شيء اسمه تأويل للكيفيات وهو ما تنكرونه صباح مساء.

2- ما علاقة مسألة الصوت بما نحن فيه:
لقد قلنا من قبل والظاهر أنك قرأت كلامنا أن من أثبت الصوت اعتمد على الأحاديث التي صحت عنده في تكليم الله تعالى بعض خلقه بصوت ولو أثبت الصوت من أثبته من غير حديث مرفوع لكان قوله مردوداً كائناً من كان.
ومن انكر الصوت أنكره لأن الأحاديث لم تثبت عنده وهو مجتهد يرد قوله أو يقبل لا أن يسب كما فعلت مع الإمام البيهقي!!
فإثبات الصوت لكلام الله تعالى كإثبات القبض والبسط ليده سبحانه وتعالى وهكذا لا يعرف إلا بتوقيف.
فهل عندك كلام آخر؟ فهل تقول أن هذه الأمور يجوز إثباتها والقول بها بقول بعض السلف ولا يشترط وجود حديث مرفوع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-؟
وهل لو أثبت أحد السلف شيئاً لله تعالى دون توقيف أثبتناه لله تعالى لأنه قول أحد السلف؟!

الأمر الثالث:
يبدو أن الأخ دمشقية لا يقضي أيامه في الأسفار كما يقول بل يقضيها في تتبع مشاركاتي في الملتقى وقراءتها وفرزها وهذا واضح من مشاركاته المليئة بمواضيع كتبتها هنا في الملتقى من سنوات وبعضها مكتوبة خارج الملتقى.
فيبدو أنه يفعل هذا بنفسه أو يكلف من يفعل هذا أو يتبرع له أحد المشاركين بهذا.

التعليق:
يا أخ دمشقية لا تعتمد على مثل هذا كثيراً فمن ينقل لك -عند حسن الظن- ينقل لك بطريقة (فويل للمصلين) (لا تقربوا الصلاة)، كيف؟؟
اعطيك مثالاً:
قلت تحت عنوان:
(تناقضات أزهرية):
نرى الأزهري تارة ينفي أي علم للصفات بإطلاق. كقوله:
« مذهب عدم التفسير وأن هذه الآيات والأحاديث لا تفسر ولم يدرك أحدا من السلف يفسرها... هكذا بإطلاق ولم ترد في هذا الملف عبارة (معنى إجمالي). بينما في جوابه على سؤالي السادس يخبرنا بأنه يفهم المعنى الإجمالي للصفات ويفوض المعنى التفصيلي... إذن وفجأة: صار للصفات معنى عند الأزهري يسميه معنى إجماليا بعد أن كان يفوض تفويضا عاما) انتهت عبارة دمشقية.

فقد اعتمدت في هذا على رابط واحد ولم تدر -أو من ينقل لك وينقب- أن هذا الموضوع فتحته في عدة موضوعات كان ما في الرابط الذي نقلته أحدها وله مكمل في موضوعين آخرين جعلت أحدهما لتفويض المعنى عند السلفيين المعاصرين وجعلت الآخر عن الشبهات التي يثيرها البعض عن مذهب التفويض وقد ذكرت موضوع المعنى الإجمالي فيه في هذه المشاركة من الموضوع السابق:
http://forums.ikhwan.net/t/showpost....36&postcount=9

والموضوع منذ ما يقارب العامين.فتأمل.
وسبب تقسيم الموضوع هو النظام والتركيز فنحن لا نفعل ما تفعلونه من وضع أمور الفقه في مباحث العقيدة والعكس ولا نجعل الأمور وكأنها (سمك لبن تمر هندي) أو (سلطة) كما تفعلون.

وأما قولك الآخر:
(أن الأزهري نفسه أثبت للصفات معنى سماه معنى إجماليا).
وهكذا كشفت المناظرة عن هاتين الفائدتين: ثبوت التفسير والاعتراف الأزهري بوجود معنى للصفة سماه إجماليا. المهم انه معنى. وهو يبطل دعوى أن السلف فوضوا ولم يفسروا).

فهذا يدلنا أنك لا تقرأ المشاركات بطريقة صحيحة أو تقرأها ولكنك لا تفهمها فهماً صحيحاً.

هل قلت أننا نعرف المعنى الإجمالي للصفات أم قلت أننا نعرف المعنى الاجمالي للآيات التي وردت فيها الصفات؟ وبينهما بعد المشرقين.

لقد مثلنا بمثال تفسير قوله -سبحانه وتعالى- : "وقالت اليهود يد الله مغلولة" وقلنا أنك لو راجعت التفسيرات السلفية كتفسير ابن كثير وغيره لوجدتهم يقولون فيها أن اليهود قصدوا أن الله تعالى بخيل ومما يعضد هذا قولهم في القول الآخر (إن الله فقير ونحن أغنياء)!! -حاشاه سبحانه ولعنهم لعناً كبيراً- فهذا هو ما قصدناه بالمعنى الإجمالي.

وفي الرابط ستجد أمثلة أخرى وأثبتها هنا مرة أخرى:

فالسلف فهموا من قوله تعالى "يد الله فوق أيديهم" عدم نكث العهود ومراقبة الله تعالى ولم يخوضوا في معاني ألفاظ الآية.

وهذا يفسر رد فعل الصحابي الذي قال "لن نعدم من رب يضحك خيرا" بعد ما عرف أن الله تعالى يضحك.

وهذا في سائر نصوص الصفات وهذا هو المطلوب لتعظيم قدر الله تعالى أن نفهم الإجمال ونفعل المطلوب ودائماً ما نكرر أن المعطل الأول لحديث النزول هو الذي يكرر (النزول معلوم المعنى في حقه سبحانه وتعالى) ويحض الناس على إثبات هذا النزول ويهاجم من يأوله ويشن الحملات على الجهمـية والمعطلة في كل عصر وزمان ثم لا يرى لهذا الحديث أثر في قيامه الليل في هذا الثلث الأخير.

فكلامك الذي كتبته تحت عنوان (العلم بالصفات يزيد التقوى من الموصوف) والقول أننا نقول بأن (العلم بالصفات محظور)!! كلام انشائي لا فائدة منه لأنه يوجه لغيرنا ممن يشغل الناس بهذه القضايا ولا يحضهم على العمل بمقتضاها ولم نر منكم في أي مكان تركيز على المقصود من هذه الصفات بقدر تركيزكم على تبديع المؤولين ووصمهم بالتجهم والتعطيل ونحو هذا من قاموسكم الذي لا ينتهي ومع كل هذه الجلبة لا تستطيعون كتابة معنى صفتين اثنين من كل هذه الصفات.
بل نحن ولله الحمد بمذهبنا هذا نحض الناس على عدم الانشغال بهذه التفاصيل والانشغال بما يريده الله منها.

في المشاركة القادمة بإذن الله تعالى نعلق على باقي الموضوع مما هو داخل صلب الموضوع وجزئياته.

يتبع....
دمشقية:
قال الأزهري:
« يبدو أن الأخ دمشقية لا يقضي أيامه في الأسفار كما يقول».
أو يكلف من يفعل هذا أو يتبرع له أحد المشاركين بهذا... فيبدو أنه يفعل هذا بنفسه أو يكلف من يفعل هذا أو يتبرع له أحد المشاركين بهذا... يا أخ دمشقية لا تعتمد على مثل هذا كثيراً فمن ينقل لك -عند حسن الظن- ينقل لك بطريقة (فويل للمصلين) (لا تقربوا الصلاة).
الجواب (دمشقية):
أعذرني أخي فسوف أخرج قليلا وفي هذه العجالة فقط عن موضوع حوارنا لأصحح موقفك حول سوء الظن بي بل وتكذيبي.
فأقول:
والله لقد كبرت في نفسي عندما رأيت منك هذا الموقف الرصين يوم أن اعتذرت عن الكتابة بسبب المرض. فقلت لي بكلمات عذبة:

« شفاك الله وعافاك واذهب عنك البأس والمرض. اللهم اشفه من جميع أمراضه شفاء لا يغادر سقماً. اللهم ألف بين قلوبنا ونقها من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق. لا تثقل على نفسك وتكتب أثناء المرض وانتظر حتى يتم الشفاء فنحن لسنا في عجلة من أمرنا».
وكبر الإخوة في منتداك في نفسي عندما كتبوا مقالا يدعون فيه لي بالشفاء.

غير أنني أرى منك الآن موقفا متناقضا تماما مع مواقفك التي كنت أكبرك لأجلها.
رأيتك تسيء الظن بي بل وتتهمني بالكذب الصريح.

الأزهري ينهى عن سوء الظن وهو يسيء الظن
تأمل أخي الأزهري قولك في إحدى مشاركاتك وأنت تقول:
« تعرف ما العامل المشترك بين الخوارج والشيعة في هذه النقطة؟ إنه سوء الظن والنظارة السوداء. سوء الظن في المسلمين».
http://forums.ikhwan.net/t/showthread.php?t=35530

الأزهري يخالف الإرشادات الأزهرية
ولست أدري هل دخلت أخي الأزهري مع الخوارج والشيعة في هذا العامل المشترك وهو الظن السيء ولبست تلك النظارة السوداء في حوارك معي؟
أين الأخلاق وحسن الظن؟
لقد صرت تعتمد على الظنون والتكذيب.

الأزهري يطالب سيء الظن بالاستغفار عن الفعل الشنيع
يقول أخونا الأزهري:
« وليستغر الله تعالى كل من أساء الظن بإخوانه طالباً من الله تعالى أن يسامحوه على هذا الفعل الشنيع».
http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=62115

لا بأس بعد هذا أن أصرح لك أخي الأزهري بعض الشيء بوضعي.
1- والله أنا مسافر منذ أكثر من ستة شهور.
وكنت في منزلي بالرياض أعتمد على مكتبتي الضخمة التي جمعتها طيلة حياتي وهي أغلى ما أملك.
ولكنني في سفري كنت عادة اصطحب معي في جهازي (اللابتوب) مكتبة جامع التراث.
ولكن الدانغل لا تعمل وهي معطلة منذ ستة أشهر أيضا حتى اضطررت أخيرا ومنذ أسبوع فقط الى الاعتماد على النسخة القديمة (الألفية) بعد اليأس من عمل المكتبة التراثية الجديدة.

2- ليس هناك من يعمل لي أبدا لا من قريب أولا من بعيد أو يساعدني في شيء من بحوثي. ولا يوجد أدنى تعاون مع أحد من بني آدم في حواراتي ومناظراتي ومحاضراتي. ولم يتبق لي بعد افتقاري للمكتبتين الورقية والالكترونية إلا البحث من خلال الانترنت.

وليعلم الأزهري أنني كنت ولا أزال في حرج كبير من الحوار معه حول هذا الموضوع أثناء سفري لأنني لا أستطيع حتى تخريج روايات الأحاديث والآثار والتحقق منها فأنا لا أمتلك أي مكتبة الآن سوى المكتبة القديمة الألفية وهي مليئة بالأخطاء.
وليس في الإمكان أفضل مما كان كما قاله الغزالي الحلولي في حق الله. وإنما أقوله في حق نفسي لا في حق الله.
دروس إخوانية في ضرورة حسن الظن
ولعل الأزهري أن يستفيد من درس كتبه حفيد الأزهر في موقع الإخوان المسلمين وقال فيه ما يلي:
http://forums.ikhwan.net/t/showthread.php?t=32427

« تأويل الأقوال والأفعال وحملها على غير المحمل الحسن أمرٌ يشق الصف المسلم ويقسمه ويُوهن قواه، ويبثُّ الضغينة بين أبنائه، ويُفقِد الثقة بين أفراده».
فسوء الظن بالآخرين شيء قبيح، ومظهر من مظاهر ضعف الإيمان، ومرض يصيب القلوب الضعيفة التي تنتهز الهفوة والعثرة في سلوك الآخرين وتُسهب في تحليلها، وتتعمق في تفسيرها على المراد السيئ الذي يستهويها، والذي به تنال من الآخرين».

« وهذا السلوك الذميم مرفوض في الجماعة المسلمة، التي وضعت قواعدها وبنَت وجودَها على أساس الحب في الله والأخوَّة الصادقة التي تحترم الآخرين وتثق بهم.. كما أن هذا السلوك مرض خطير ينبغي التخلُّص منه والعمل على اقتلاعه من جذوره؛ إذ إن في استمراره إضعافًا للصف وتوهينًا له، وقد يؤدي إلى تفككه وانهياره، ولهذا حذر القرآن الكريم من الظن فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيْرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾ (الحجرات: من الآية 12).

مراحل العلاج
« وأولى مراحل العلاج أن يتبين صاحب هذا المرض العضال، الذي يفرق ولا يجمع، ويعكر صفو المتحابين المتآخين.. هو بيان حكم سوء الظن بالآخرين، وبيان خطورته؛ لعل في ذلك رادعًا له، فقد يكون جهله بحكمه وعدم إدراكه لخطورته وراء ذلك السلوك السيئ».
حكم سوء الظن
« أما حكمه فقد حرم الإسلام الظن السيئ بالآخرين وبخاصة المؤمنين المعروفين بصلاح حالهم ونقاء سريرتهم، واستقامة خلقهم» انتهى كلام حفيد الأزهر.

لست أدري هل سوء الظن منهي عنه داخل نطاق الجماعة فقط؟
ألعلي لا أستحق حسن الظن بي لأنني لست من جماعة الإخوان المسلمين؟
ألعل الأزهري استباح سوء الظن بي لأنني من الخوارج الذين خرجوا عن الجماعة ((الأم)) وشقوا عصا الطاعة عن إمام المسلمين: الهضيبي أو حامد أبو النصر؟

وبعد هذا سوف أعود للحوار معك حول موضوع:
(هل فسر السلف الصالح نصوص الصفات)؟

الأزهري الأصلي:
السلام عليكم مجدداً:
الأخ الدمشقية: لماذا كلفت نفسك مواصلة الحوار في ظل ظروف بعدك عن مراجعك بهذه الطريقة؟

أتظن أننا كنا سنفعل ما تفعله من ادعاء هروبك أمامنا ؟؟
بالعكس يشهد الله تعالى أني اغتممت غماً شديداً بعد سردك مثل هذه الظروف لأن الحوار غير متكافئ ولولا حسن الظن لقلت أن هذا تهرب منك عن الإجابات غير العلمية التي تكتبها وعدم الإجابة على اسئلتي التي أوجهها لك وتتجاهلها وتكتب مشاركات كما لو كنت لا اكتب شيئاً ولكن...

كيف لنا أن نكمل الحوار وأنت معك هذه الحجج التي تجعل القائل يقول مراجع الدمشقية ليست معه ولا هو بين كتبه وهو على سفر دائم بعيد عن موطنه وبيته ومكتبته وبرامج الكمبيوتر التي يستعين بها ؟؟
هل تعتقد أن هناك من سيقول انظروا ماذا فعل الدمشقية يناظر ويحاور من غير مراجع وانظروا كيف يفعل مع هذا ؟!! هل يسرك هذا ؟؟

أنا سأقترح عليك اقتراحاً:
سأرد على باقي مشاركتك الفائتة ثم نغلق الحوار حتى تعود إلى بلدك ومكتبتك وبرامجك حتى يكون الحوار متكافئاً .
هل توافق على هذا ؟؟
أخوكم.
دمشقية:
السلام عليكم ورحمة الله.
أشكرك على سماحتك. وهذا عين الانصاف.
وأنا أقترح أن يستأنف الحوار بعد انتهاء العيد أي في الخامس عشر من ذي الحجة.
وسوف أكون في الرياض ان شاء الله في في الثاني عشر من ذي الحجة وأمكث فيها شهرا وخلالها نكون قد انتهينا من الحوار الذي أرجو الله أن يظهر فيه الحق ويكون نافعا للمسلمين.

وبالمناسبة تحياتي لكم خاصة ولسائر الإخوة الأعضاء في المنتدى عامة:
فأقول لكم:

كل عام وأنتم بخير.
وأسأل الله أن يجعله عليكم عيد مغفرة وخير وبركة ونصر للأمة.

قال الأزهري:
« لن اتناقش معه في ما يذهب إليه الإمام البنا ولا الدكتور القرضاوي ولا الدكتور توفيق الواعي».

الجواب (دمشقية):
يقصد الأخ الأزهري احتجاجي عليه بــ :
1- قول القرضاوي بأن صفات الله واضحة المعاني بينة لا تحتاج إلى تفسير.
2- قول توفيق الواعي بأن تفويض حسن البنا كان تفويضا للكيفية وليس تفويضا للمعنى.
أقول يا أيها الأزهري الأصيل:
لماذا لا تتناقش معي بتوفيق الواعي والقرضاوي وقد احتججت عليك بهما بما ينسف مذهب التفويض الذي تدعونا إليه؟
أليس هذان موافقين لمذهبنا الذي لا تزال ترفضه؟
أليس إلزام الخصم من مصادره هو أعلى وأقوى سلاح في المناظرة؟

أنت الذي نصحتنا بقراءة كتاب توفيق الواعي حتى نستريح. وها قد استرحنا بعد أن كفانا توفيق الواعي مؤونة الرد عليك.
لماذا لا تتناقش معنا حول ذلك وهو في صلب موضوعنا ولم أخرج عن الموضوع أبدا.
واحتججنا عليك بالقرضاوي الذي يقول « كنا نقول بالتفويض» ثم أفاد كلامه برجوعه عنه. وهذا خلاف الأزهري الذي لا يزال يقول بالتفويض.
وقد أعلن القرضاوي بأن للصفات الألهية معان واضحة بينة لا يحتاج معها إلى تفسير؟ وهذا عين ما أراده السلف بقولهم لا تفسر. وكذلك لا كيف ولا معنى.

فأخبرني بالله كيف صار هذا الاستدلال مني بهما خروجا مني عن الموضوع؟
أم أنك تريد أن تستبعده لأنك تعلم تمام العلم أن هذا من أكبر الحجج عليك؟
أنت اعترفت بأنك هربت من موضوع الواعي والقرضاوي بهدف العودة بي إلى الموضوع.
ووالله إنه لهروب منك عن الموضوع.

حسن البنا يأمرنا بتدبر معاني أسماء الله
حسن البنا يأمر بتدير معاني أسماء الله
بل عندي لك حجة أخرى. وهذه المرة قد أتيتك بالحجة من عند حسن البنا رحمه الله. حيث صرح بضرورة تدبر معاني أسماء الله.
قال حسن البنا في كتابه (العقائد) ما نصه:
« أسماء الله تعالى ألفاظ مشرفة لها فضل على سائر الكلام، وفيها بركة وفي ذكرها ثواب عظيم، وأن الإنسان إذا واظب على ذكر الله تعالى ظهرت نفسه، وصفت روحه، ولا سيما إذا كان ذكره بحضور قلب وفهم للمعنى».
(وأنظر المصدر موقع إخوان أون لاين):
http://www.ikhwanonline.com/Article....=179&SecID=371

تأمل أخي القارئ قول البنا:
((( وفهم للمعنى))).
أليس هذا إثباتا لوجود معنى في الصفة وأنت منذ بدأت حوارك معنا.
لو أن الله ما أنزل صفاته لكان خيرا لنا
ولو أن صفات الله على نحو ما يقول المفوض الداعية إلى الله بالله وصفاته لحق لنا أن نقول حينئذ: والله لو أن الله لم ينزل صفاته لكان خيرا من أن ينزل علينا صفات ويحظر علينا فهم معناها. إذ ما فائدة أن ينزل علينا ألفاظا ثم يقول: إياكم أن تفهوا معانيها دعوا معانيها لي واقرأوا ألفاظها بدون فهم ولا تدبر.
ولكن الأمر ليس كذلك فإن تدبر معاني الصفات مطلوب ودليلنا لهذا اليوم هو حسن البنا الذي يأمرنا بتدبر معاني أسماء الله.

القرطبي الأشعري يفرق بين المعنى والكيفة
قال القرطبي الأشعري (ولم يُنكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة، وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته، وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته.
ثم احتج القرطبي بعد ذلك مباشرة بقول مالك: ” الاستواء معلوم يعني في اللغة والكيف مجهول“.
فانظر كيف فهم القرطبي ما فهم الأزهري خلافه من كلام مالك.
الأزهري تارة يفوض وتارة يسمح بمعاني مجملة للصفات
الأزهري متردد بين الاعتراف بمعاني الصفات وبين نفيها.
وذلك لأن منهج الاخوان قائم على هذه الطريقة. دعوتنا سلفية وحقيقتنا صوفية.
يريدون الجمع في العقيدة بين الأشعرية وبين السلفية.
فينتصرون لشيء من الأشعرية وينتصرون لشيء من السلفية.
وهو بهذا التذبذب أقرب إلى أهل السنة من الأشاعرة والماتريدية. كما أن الأشاعرة بتذبذبهم في الصفات أقرب إلى أهل السنة من المعتزلة.
هل إثبات معنى إجمالي مذهب أشعري أم أزهري؟
نعم أنت تقول الآن هناك معنى مجملا للصفة.
وهنا ألزمك أن تقول أمام الناس بأن تفويض الأشاعرة الذي لا يعترف بالمعنى الإجمالي هو قول باطل.
فهل أنت فاعل؟

إذن: قل أن هذا معنى قول السلف حين قالوا بأن الصفات لا تفسر بمعنى أنها تحوي معنى بالضروري وهو ما يظهر من الصفة. وهو مذهب القرضاوي بعدما ترك التفويض.
ولا تتناقض وتطالبنا بالمعنى اللغوي لليد والغضب والمجيء بطريقة يراد بها التعجيز وليس الحق كأن تقول:
نحن نقول بأن المعنى لهذه الصفات معلوم كما قال مالك بن أنس. فقل لنا هذا خطأ.

وكأنك تريد إعجازنا وإثبات أنه لا معنى للصفة ولذلك عجزنا عن الإتيان بالمعنى.
نحن إنما إذا امتنعنا فإننا نمتثل بقول السلف ((( لا تفسر))) بمعنى:
1- أن قراءتها تفسيرها كما أوضح سفيان بن عيينة وأن تفسيرها واضح وبيّن كما صرح القرضاوي بذلك.
2- أن تفسيرات الجهمية والمبتدعة ومعانيهم مرفوضة من السلف.
3- أن توجيهك لهذا القول من السلف كان توجيها باطلا تستخدمه لإثبات التفويض الأشعري الذي يقول (نفوض العلم بمعناها إلى الله). أو لإقامة الصلح معه كما تفعلون في إقامة الصلح مع كثير من أنواع الباطل. فتأتينا وتقول بالمعنى الإجمالي وأن التفويض ليس تفويضا كليا وإنما هو شبه تفويض للمعنى وتفويض جزئي في بعض الصفات (الخبرية) دون الصفات (العقلية). ثم تأتي الأشاعرة فتقرر لهم تفويض بكلامك المجمل تفويضهم للمعنى بالكلية.

إقامة الصلح مع الباطل
فأنتم تقميون الصلح مع الديموقراطية وتجعلون لها أصلا في الإسلام.
وتتجملون لمطلب التعددية في الحكم فتجيزون أن يكون الشيوعيون مشاركين في الحكم معكم.
وتقيمون الصلح مع الصوفية وتبررون كثيرا من باطلهم.
وتقيمون الصلح مع الرافضة وتزعمون زورا أنه لا فرق بيننا وبينهم وأنهم جزء من الأمة الإسلامية. وتالله هم جزء من أمة بن أبي بن سلول. بل زادوا عليه بتصريحهم بتحريف القرآن.
وتقيمون الصلح مع الغرب بتسمية كفرهم ((( إيمانا من وجه))) وجواز الدعاء للكافر بالرحمة، وجواز التآخي معه.
وتجيزون الاحتفال بعيد ميلاد من يعتقد النصارى أنه إله أزلي كما قد صرح مجلس الفتاوى بجواز التهنئة بأعياد الكفار في حين سلط الله على الكفار من بني دينهم من يثبت لهم أن تأريخ هذا الميلاد باطل لأنه لم يثبت أصلا أن مولد المسيح كان في ذلك اليوم 25 ديسمبر.

هذا أصل مشكلتي مع الإخوان. مسايرة الباطل وتمييع الحق بما يتوهمون معه أنهم هم المسار الوسط.
وتبقى مشكلتكم الوحيدة والعقدة التي لا تريدون حلها هو مشكلتكم مع السلفيين.

هل يقول الأزهري بالمعنى التفصيلي للصفات الخبرية؟
وهناك سؤال كفيل بأن يهدم مذهب الأزهري. ولكن الأزهري يفضل أن بسكت ويتجاهل عما يهدم مذهبه ويتمنى أن يمر على القارئ مرور الكرام ويطوى طي النسيان.
وسوف نكرر هذا السؤال:

أنت لا بد أنك تثبت الصفات العقلية ولكنك تفوض الصفات الخبرية على طريقة الأشاعرة.
وهذا تفريق لم يرد عن السلف.
فإن كنت مفوضا على مذهب السلف فلا تفرق بين الصفات فإنهم لم يفرقوا.
وهل تتجرأ أن تقول في هذه الصفات العقلية: أنا أعلم المعنى التفصيلي لسمع الله أو لقدرة الله؟

فإنك تعترف بوجود معنى.
وهو بهذا يكون قد نسف بهذه الكلمة مذهبه المستقى من الأشاعرة في التفويض.
قال الأزهري معترفا بالهروب:
« ولو ادعى أن هذا هروب مني فهو في الحقيقة ليس كذلك بل عكسه فهو هروب منه بتحويل مسار الموضوع إلى هذه الأمور الخارجة عنه».

الجواب (دمشقية):
هذه المرة لن أخاطب الأزهري وإنما أخاطب القارئ:
بالله عليك أخي القارئ هل استدلالي بتوفيق الواعي والقرضاوي خارج عن موضوع حوارنا؟
أليس الواعي يقول بأن مذهب البنا هو تفويض المعنى دون الكيفية؟
أليس القرضاوي يقول بأنه كان يؤمن بالتفويض ثم رجع عن ذلك وصرح بأن للصفات معان واضحة بينة لا تحتاج إلى تفسير.

فإذا أقررت معي أخي القارئ بأنني ما خرجت عن الموضوع أبدا لم يبق إلا أن الأزهري أراد تبديد هذا الاستدلال بالطرق الأزهرية المعهودة.
وكنت أتمنى ان يكون الأزهري بما عنده من ذكاء دقيقا في طلب الحق.
ولكني وللأسف أقولها:
لا أرى هذا الموقف من الأزهري إلا هروبا من الحق وتبديدا للدليل.
بل هذا تحكم في عقلية القارئ. فإنه يقول له: لا تطلع على هذه الأدلة بل انسها.
والأمر متروك لك أخي القارئ.

السلام عليكم:
كل عام وأنت لله أقرب وعلى طاعته أدوم وفي محرابه أقوم وعن المعاصي أبعد.

لم اكمل ردي الفائت وكنت منتظراً أن تشير إلي أنك تفرغت من أسفارك لأكمل ردي ولكن دخلت علينا للأسف حتى دون إلقاء السلام بعد كل هذه المدة لتضع مشاركة جديدة مصحوبة بكلمتك المشهورة "يتبع!!

على العموم أجدني مضطراً لكسر كلمة "يتبع" هذه للرد على مشاركتك الفائتة:

1- بالنسبة لقولك : (أليس إلزام الخصم من مصادره هو أعلى وأقوى سلاح في المناظرة؟) في أثناء الحديث عن الدكتور القرضاوي والدكتور الواعي::
فنحن أولاً لا نتحدث عن منهج الإخوان في المسألة لأن الإخوان فيهم من يقول بقولكم وفيهم من يقول بالقول الآخر والكل ينتمي لأهل السنة والجماعة.
وكان يمكنك أن تستدل بالدكتور عمر الأشقر فهو أكثر من القرضاوي والواعي كتابة في هذا الموضوع.
والخلاصة: أني اتحدث عن مذهبك -الدمشقية- ومذهبي -الفقير الأزهري- فقط فلا أنا اناظرك بوصفك "السلفية" ولا أنت تناظرني بوصفي "الإخوان" , وأكرر هذه ليست مناظرة بين "السلفية المعاصرة" و"الإخوان المسلمين" حتى تستدل بهذا أو ذاك.
أرجو أن تكون قد فهمت هذا ولا نعيده.

2- بالنسبة لكلام الإمام البنا -رحمه الله- فكلامه عن الأسماء الحسنى فما علاقتها بموضوعنا؟!! وكلام الإمام البنا واضح وضوح الشمس وبعض علماء الجماعة يؤوله وبعضهم يأخذه بظاهره - ونحن منهم- ووالله لو رأينا الحق في غيره لاتبعناه ويشهد الله أننا أكثر الناس كراهية للتقليد الأعمى من هذا الطرف أو ذاك..

3- بالنسبة لكلام الإمام القرطبي وتفسير مقولة الإمام مالك -رضي الله عن الجميع: سبق وذكرنا أقوال العلماء في هذه المقولة وخلاصتها:
أ- "معلوم" أي معلوم ذكره في القرآن وهو مذهب ابن قدامة وغيره ويؤيده اللفظ الآخر للمقولة -بالسند الصحيح عنه- "استوى كما وصف نفسه".
ب- "معلوم" أي معلوم معناه اللغوي من حيث هو كلفظ وكل ألفاظ الصفات معلومة لغة إذ هي ألفاظ عربية ولا أحد ينكر هذا بل كلامنا في هذه الألفاظ بعد إضافتها لله تعالى وكونها أصبحت صفات له -سبحانه وتعالى- فقلتم نعرف معناها كذلك ولم تنطقوا به!!
ويؤيد هذا أن الإمام مالك لم يقل : "استواؤه معلوم" بل قال "الاستواء معلوم" وهناك فرق لمن يرى.
وسبق أن فصلنا مقولة الإمام مالك سابقاً في هذا الموضوع وبصراحة لو ظللت تكرر أموراً تكلمنا عنها في نفس الموضوع فهذا يعني أنك لا تقرأ المشاركات ونكون بهذا نضيع الوقت في هذا النقاش.

3- قولك أن لازم قولنا أن الله لو لم ينزل هذه الصفات لكان خيراً لنا!! فهذا والله هو الافتراء فنحن نستشعر أكثر منكم معنى قوله تعالى "يد الله فوق أيديهم" فلا ننكث عهداً ولا نخفر ذمة وهذا هو المعنى الذي أريد به وضع هذه الصفة في هذا السياق، ونحن نعرف مآل غضب الله تعالى فنخاف منه سبحانه وتعالى ونعرف مآل رحمته فنرجوه سبحانه وتعالى.......... وهكذا وهذا هو الذي كان السلف يتكلمون فيه فأما المعاني التفصيلية الدقيقة لكل لفظ بعد إضافته لموصوفه فما كان منهجهم الحديث عنه، فأين أنتم من نشر هذه المعاني؟ أي عاقل ينظر إليكم وإلى تناحركم وتناحر المؤولة معكم لا يكاد يخرج بمعنى ينطبع في قلبه ويزكي عمله!!

5- تكرر -ولا أظنك ستنتهي- أننا نقول أننا نسمح بمعان مجملة للصفات وسنظل نكرر أن المعاني المجملة ليست للصفات بل للسياق الذي وردت به الصفات ككل ف "يد الله" وردت في عدة سياقات اختلفت في معانيها:
فقوله تعالى : "يد الله فوق أيديهم" لها معنى إجمالي مختلف تماماً عن قوله تعالى "وقالت اليهود يد الله مغلولة" فالصفة واحدة "يد الله" ولكن اختلف معنى الجملة التي وردت فيها ويلزمكم أن تقولوا أن "يد الله" في الآيتين معناهما كذا.
وقوله تعالى : "ولتصنع على عيني" يختلف في معناه الإجمالي عن قوله تعالى : "تجري بأعيننا" ويلزمكم أن تحددوا معنى "أعيننا" و "عيني" وهكذا.

6- أما موضوع التفريق بين الصفات الخبرية والصفات العقلية فمجرد التقسيم كاف للتفريق ومجرد الحديث في معاني قسم دون الاخر كاف للاستدلال على التفريق في المعاملة وإلا فيلزمكم كما تكلمت في معاني الصفات العقلية أن تتكلموا هنا ولا تقولوا لنا "قراءتها تفسيرها" ونمتنع عن التفسير كما قلت!! ويكفي للاستدلال أيضاً أقوال السلف العديدة في الصفات الخبرية "لا تفسر" "قراءتها تفسيرها" "أمروها كما جاءت" وغيرها فلماذا لم يقولوها في الصفات العقلية وخصوا الصفات الخبرية بها؟!!

وأنا اكتفي من كل هذه الإلزامات بإلزام واحد وهو تفريقكم أنتم حيث تقولون أننا نمتنع كما امتنع السلف هنا ونخوض كما خاض السلف هناك!! ولكنكم تزيدون قولاً متناقضاً وهو أن السلف امتنعوا وهم يعرفون!!

7- أما مسألة تفسير "بعض" السلف لـ"واحدة" من الصفات وقول الأخ الدمشقية أن هذا كاف لإثبات أن منهج السلف هو الحديث في المعاني فقول عجيب ما كنت أظنه يخرج من الأخ الدمشقية إذ لقائل أن يقول:
إذاً لو جئنا بتأويل -أو أكثر وهو موجود- ل"بعض" السلف لبعض الصفات فيكون مذهبهم التأويل!! أتقول بهذا؟ فلو قلت به لجئناك بتأويلات لهم .
وسبق ان أجبنا عن هذا الموضوع من قبل.

8- أما الفرق بينكم وبين المؤولة:

فقد قلنا من قبل أن كثيراً من الألفاظ -أي لفظ حتى في غير الصفات- يكون لها أكثر من معنى لغوي موجود -وحسب قولكم كلها حقيقة لا مجاز فيها- والالفاظ التي تحتمل معنى واحد قليلة جداً واعطيك مثالاً معروفاً وهو معنى اليد وأبرز من جمع معانيها الحافظ ابن حجر في الفتح - وهو من أقل المتأثرين بالأشعرية وإن كان فيه تمشعر!! حسب قولكم- حيث قال:

(واليد في اللغة تطلق لمعان كثيرة اجتمع لنا منها خمسة وعشرون معنى ما بين حقيقة ومجاز:
الأول : الجارحة
الثاني : القوة نحو "داود ذا الأيد"
الثالث : الملك "إن الفضل بيد الله"
الرابع : العهد "يد الله فوق أيديهم" ومنه قوله (هذي يدي لك بالوفاء).
الخامس : الاستسلام والانقياد قال الشاعر (أطاع يدا بالقول فهو ذلول).
السادس : النعمة قال (وكم لظلام الليل عندي من يد).
السابع : الملك "قل إن الفضل بيد الله" .
الثامن : الذل "حتى يعطوا الجزية عن يد"
التاسع : "أو يعفوا الذي بيده عقدة النكاح" .
العاشر : السلطان.
الحادي عشر : الطاعة.
الثاني عشر : الجماعة.
الثالث عشر : الطريق يقال (أخذتهم يد الساحل).
الرابع عشر : التفرق (تفرقوا أيدي سبأ).
الخامس عشر : الحفظ.
السادس عشر : يد القوس أعلاها
السابع عشر : يد السيف مقبضه
الثامن عشر : يد الرحى عود القابض
التاسع عشر : جناح الطائر
العشرون : المدة يقال (لا ألقاه يد الدهر).
الحادي والعشرون : الابتداء يقال (لقيته أول ذات يدي) و(أعطاه عن ظهر يد)
الثاني والعشرون : يد الثوب ما فضل منه
الثالث والعشرون : يد الشيء أمامه
الرابع والعشرون : الطاقة
الخامس والعشرون : النقد نحو (بعته يدا بيد).

* ملحوظة: المعنيان الثالث والسابع متشابهان وهكذا هو في معظم الطبعات ولعله خطأ من النساخ أو هو تكرار غير مقصود والله اعلم.

فماذا فعل المؤولة وماذا فعلتم؟
فماذا فعل المؤولة وماذا فعلتم
أ- حدد المؤولة من هذه المعاني معنى معين -اختلفوا في المحدد واتفقوا في أصل التحديد- فبعضهم قال معناها : "النعمة" وبعضهم قال : "القوة" وبعضهم قال غيره ونحن نرفض هذا التحديد لأنه مظنون غير قطعي ولكنهم بهذا التحديد لا يخرجون من أهل السنة بل لهم أجر المخطيء على الأقل، ونحارب غيره من التأويلات التي تخرج خارج نطاق العربية ككثير من تفسيرات المعتزلة والباطنية وغيرهم.
وكل ما يفعله المؤول من تحديد يكون بعد نفي المعنى المراد في البشر.
وفي هذا يقول الإمام البنا:
(وإذا تقرر هذا فقد اتفق السلف والخلف على أصل التأويل وانحصر الخلاف بينهما في أن الخلف زادوا تحديد المعنى المراد حيثما ألجأتهم ضرورة التنزيه إلى ذلك حفظا لعقائد العوام من شبهة التشبيه، وهو خلاف لا يستحق ضجة ولا إعناتا).
ويقصد بالاتفاق على أصل التأويل اتفاقهم على الحديث في هذه الصفات بعد نفي مشابهة الله تعالى لخلقه فالمشبهة خارج نطاق الحوار.
وكان قبلها قد رفض التحديد -التأويل- فقال:
(فاللغة أقصر من أن تواتينا بالألفاظ التي تدل على هذه الحقائق، فالتحكم في تحديد المعاني بهذه الألفاظ تغرير) مرجحاً مذهب السلف.

ب- وماذا فعلتم أنتم؟
رفضتم كل هذه المعاني ثم وقفتم ولم تحددوا معنى آخر غيرها ثم قلتم المعنى معلوم!! فيا للتناقض!! ففرغتم الألفاظ عن معانيها المعروفة - مع أنها كلها معاني حقيقة عندكم إذ لا مجاز في القرآن والسنة كما تقولون- ولم تملأوا خانة المعاني فهذا شبيه بالتعطيل إن لم يكن هو هو!!
ج - وأما السلف -وهو ما نجزم أنه مذهبهم- فنفوا معاني التجسيم عن الله تعالى -والكل متفق على نفيها- ثم توقفوا عن تحديد "معنى معين" من المعاني السابقة لأن التحديد لا بد أن يكون بدليل قطعي ولا دليل هنا عليه إلا الظن، وقالوا: إننا نكل علم هذا المعنى إلى عالمه -سبحانه وتعالى.
وقالوا: يكفينا معرفة المعنى المقصود من السياق ككل وهذا هو الحد الكافي للتدبر والعمل.
وفي النهاية اذكر الإخوة بالأسئلة التي كررناها والتي يمتنع عن الإجابة عنها الأخ الدمشقية وغيره -وأقول يمتنع عنها كل عاقل- لأنه بالفعل لا يستطيع أحد ينتهج منهج السلف الحق أن يحدد معنى بغير دليل قطعي.
فمذهبنا ومذهبهم واحد إلا أننا نسميه باسمه وهم يمتنعون ويتناقضون!!

أخوكم.
قال الأزهري:
ليس معنى أن أبا العالية ومجاهد من تلاميذ عبد الله بن عباس أن كل قول لهما أخذاه عنه فيصبح كل ما قالاه قد قاله ابن عباس فهذا لعمري في القياس بديع

الجواب (دمشقية):
فهل كان السلف تارة يفسرون بالرأي وتارة يفسرون عن ابن عباس؟ ألم يقل مجاهد أخذذت القرآن كله عن ابن عباس؟
قال الأزهري:
هناك فرق كبير بين أن يقول القائل هذه الألفاظ لا معنى لها -كما نسبته لي في كلامك السابق وبين أن يقول القائل هذه الصفات لها معنى الله به عليم ولا استطيع الإحاطة به علماً.

الجواب (دمشقية):
أنا ما نسبت إليك أنك تعتقد أنه ليس للصفات معان أبدا. ولم يخطر هذا ببالي أبدا. بل قولك (الله أعلم بمعناها) واضح أنك تعتقد أن لها معان.
بل كان حواري معك يدور حول الموضوع التالي:
كيف ينزل الله علينا صفاته بألفاظ عربية ذات معنى ثم يقول لنا لا تفهموا منها معنى؟
فلا تكثر من الكتابة والتطويل الإنشاني رحمة بأصابعك.
أحمد ليس بحجة عند الأزهري

قال الأزهري:
بالنسبة لإضافة الصوت لكلام الله تعالى فليس الإمام أحمد من قيده بذلك بل هذا ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم- مرفوعاً بأسانيد صححها بعض الأئمة فعلام السؤال إذاً؟؟ فمن أثبت هذه الأسانيد قال بالصوت ومن ضعفها فلا حجة في قول الإمام أحمد ولا غيره!!
الجواب (دمشقية):
قد أثبتّ لك صحة أسانيدها بالدليل الواضح ومن كلام الحافظ ابن حجر. وبهذا تثبت حجية أحمد وتبطل حجية من ضعفها ليخدم مذهب الأشاعرة. وثبوت تقييد الكلام بأنه بصوت دليلا لمن قال بأن النبي فسر معاني الصفات وهذه واحدة منها. فإن النبي قيد كلام الله أنه يكون بصوت.
أحمد حجة عند الأشعري لا عند الأشاعرة
وأعجب منك أن تقول بعدم حجية أحمد مع أنه لما تاب الأشعري أعلن أنه متبع لما كان عليه أحمد بن حنبل لأنه الإمام الذي أظهر الله به السنة. وأن عقيدته هي عقيدة أحمد بن حنبل.
ولم يقل الأشعري إلا عقيدة أحمد في كلام الله حيث يعتقد أحمد أن الله يتكلم بصوت.
فكيف تقول أيها الأزهري بأن أحمد ليس بحجة في عند من ضعف الصوت؟
وهل حديث الصوت حجة وصحيح بعد أن بينت لك قول الحافظ بصحته؟
نريد أن نعلم موقفك أنت وليس موقف من ضعف الحديث.
قال الأزهري:
السلف فهموا من قوله تعالى "يد الله فوق أيديهم" عدم نكث العهود ومراقبة الله تعالى ولم يخوضوا في معاني ألفاظ الآية

الجواب (دمشقية):
هذه انتقائية أزهرية أصلية تعطينا فكرة نسبية عن مدى حرص الأزهري على الحق. ولو كان علي رضي الله عنه موجودا لقال له ما قال للخوراج (كلمة حق أريد بها باطل).
قل لنا يا أزهري بربك: ماذا فهم السلف من قوله تعالى (يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديّ) بالتشديد الدال على المثنى: هل فهموا القدرة؟ أم نكث العهود؟ أم النعمة؟ أو العناية؟ أم فهموا أن لله يدين حقيقيتين؟
لماذا الهروب من من هذه الآية والاستدلال بآية أخرى لا تتعلق بإثبات اليد لله؟
فإن اعتقد الأزهري بأن لله يدين حقيقيتين فقد قيد الصفة بمعنى مخالف لمن فهم من اليد معنى القدرة والنعمة والعناية...الخ.
وإن لم يعتقد ذلك فهو تحريف مبطن ظاهره الورع وباطنه التعطيل.

قال بالمعنى التفصيلي للصفات الخبرية؟
” فأهل السنة يقولون أنه فوقيته تعالى فوقية مطلقة لا ارتباط لها بمكان“.
الجواب (دمشقية):
من هم أهل السنة الذين قالوا بأن فوقية الله كما ادعيت؟
ولماذا لم تقل كقول الجارية: نعم إن الله في السماء كما قالت الجارية وأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
لماذا نجد اللف والدوران ولا نجد جوابا صريحا واضحا وضوح الشمس؟

لقد سألنا الأزهري السؤال التالي: هل تعتقد ان الله في السماء كما قالت الجارية؟
والآن انظروا جواب الأزهري:
” بالنسبة لموضوع "أين الله؟" فلا علاقة لهذا بالصفات الخبرية وفوقية الله تعالى من الصفات العقلية كما قال بعض المحققين -ومنهم ابن تيمية نفسه- وليست من الصفات الخبرية وورد لفظها في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فقولي بفوقية الله تعالى قول بألفاظ القرآن والسنة. وهي فوقية وعلو غير مرتبطان بمكان وليس كما يقول البعض:
فوق العرش مستقر عليه جالس عليه ينزل من هذا العلو إلى سفل في الثلث الأخير من الليل ثم يصعد مرة أخرى إلى العلو ولا منافاة بين النزول إلى الأسفل وكونه على الدوام أعلى من كل مخلوق !!وليس كما يقول البعض الآخر: ليس فوق ولا تحت ولا خارج ولا داخل ولا متصل ولا منفصل ........إلى آخر هذا الكلام. وليس كما يقول البعض: هو في كل مكان بذاته حاشاه سبحانه بل هو فوقنا علو ذات وصفات ومعنا معية صفات. فأهل السنة يقولون أنه فوقيته تعالى فوقية مطلقة لا ارتباط لها بمكان ولا زمان فوقية ذات وصفات.
بالله عليكم:
لماذا لم يقل الأزهري: الله في السماء؟ وهو ما لا نحتاج بعده إلى عشرة سطور؟
قال الأزهري:
” مذهب عدم التفسير وأن هذه الآيات والأحاديث لا تفسر ولم يدرك أحدا من السلف يفسرها ورد عن كثير من علماء السلف“.

الجواب (دمشقية):
ثبت تفسير النبي بالأدلة الصحيحة الصريحة ونبي الله هو أول سلفنا. ثم ثبت تفسير السلف ولم تستطع أن ترده ولا أن تنقل رده عن أحد من العلماء. ولا تكفي شهادة الأزهر في رد تفسير من أخذ القرآن عن ابن عباس ولم يأخذه عن الزمخشري.
من قالوا ”هذه الصفات لا تفسر“ أو قولهم ” لا كيف ولا معنى“. يراد من قولهم الخوض في التفسير والإتيان بغرائبه والا فقد سبق قول القرضاوي نفسه بأن هذه الصفات واضحة وبينة المعنى لا حاجة إلى تفسيرها.
ونقتصر في الدليل عليه بقول الترمذي:
” تأولت الـجـهـميـة هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا: إن معنى اليد القوة“ [سنن الترمذي 3/42 تعليقاً على حديث رقم (662).
فتأمل أخي الأزهري قول الترمذي (على غير ما فسر أهل العلم). فإنه يوضح معنى قول الأئمة (لا تفسر ولا كيف ولا معنى).
وبقول الذهبي الذي احتججت ببعض كلامه:
” قال الإمام الحافظ الذهبي: ” السؤال عن النـزول ماهو؟ عيٌّ لأنه إنما يكون السؤال عن كلمةٍ غريبةٍ في اللغة، وإلا فالنـزول والكلام والسمـع والبصـر والعلـم والاستـواء عبـاراتٌ جليلـةٌ واضحـةٌ للسَّامع“ (العلو ص156).
وقول الذهبي مطابق لقول القرضاوي تماما بأن معنى الصفات واضح بين لا يحتاج إلى تفسير.

قال الأزهري الأصلي: ((( وردوا علمها إلى قائلها))).
http://www.ikhwan.net/vb/showthread.php?t=3894
لكنه هنا يقول عن الألفاظ المقطعة مثل (كهيعص) (طسم) (حمعسق):
((( نقول الله اعلم بمراده لذلك))).
ألم يحتج علينا الأزهري بقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب لإثبات تفويضه أنه كان يقول: ((( وردوا علمها إلى قائلها)))؟
واحتج علينا بقول ابن قدامة:
(((وردوا علمها إلى قائلها)))؟
http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=38015
بالله عليك أخي القارئ:
ثم هو يأتي اليوم ويقول:
” « فالحروف المقطعة نقول عنها: الله أعلم بمرادها بخلاف الصفات“.
أنظر هذا التناقض الصارخ أخي:
أليس واضحا أن موقف من الصفات الالهية ومن الحروف المقطعة موقفا واحدا فيقول عن كليهما ((( الله أعلم بمرادها)))؟
أليس قد حكم بأن الله أعلم بمراده من الصفات ومن الحروف المقطعة؟
فلماذا يوحد بينهما قبل المناظرة ثم هو يأتي اليوم أثناء المناظرة ويفرق بينهما؟
متى يتوب الأزهري من جعل الصفات والحروف المقطعة في القرآن شيئا واحدا؟

قال الأزهري:
لماذا لم تفسر الصفات التالية بكلمة أو كلمتين:
الجواب (دمشقية):
أنا أقتدي بالأئمة في ذك:
فانظر مالكا وهو يقول: الاستواء معلوم. ولم يقل له الاستواء معناه في اللغة كذا.
فأنا أقول لك: اليد معلومة وكيفها مجهول.
فلو كان التفسير اللغوي مطلوبا لم قال مالك (معلوم) ولقال شيئا آخر.
الأزهري متناقض بين تبرير التأويل الأشعري:
منذ قرون والأشاعرة يقولون: لك الخيار إما أن تؤول وإما أن تفوض. وأن كليهما حق وطريق أهل السنة. والأزهري تارة يوافقهم وتارة يخالفهم.
أنظر قول الأزهري:
” المعروف أن مذهب الأشاعرة في الصفات: تفويض معناها ويرون هذا مذهب السلف (وهو حق) ولكنهم يشتغلون بالتأويل على سبيل التبرع والمناظرة في مقام الدفاع عن السنة جمع هذا صاحب الجوهرة في قوله: وكل قول أوهم التشبيها ...... أوله أو فوض ورم تنزيها... فالتفويض عندهم أصل والتأويل تبرع“.

فقلت (دمشقية) للأزهري حينها:
” وليت شعري لماذا لا يدخل المعتزلة حينئذ في هذا التبرع بتأويلاتهم التي قلدهم الأشاعرة فيها. مثل تأويل المعتزلي (يد الله قدرته) و (استوى أي استولى) و (وجاء ربك) أن الآتي رحمته والنزول نزول الرحمة“.

وكيف يتفق أن تنكر على أشاعرة التأويل وتدعي أن الأشعرية الحقة هي أشعرية التفويض. ثم أنت تبرر للتأويل الأشعري وأنه من جملة أهل السنة وتستدل بالبيت الشعري للقاني:
يا ليتك استخدمت ذكاءك في اتباع مذهب السلف الحقيقي لوفرت على نفسك هذا التناقض.