عرض مشاركة واحدة
قديم 06-06-10, 04:26 PM   رقم المشاركة : 10
بالتي هي أحسن
عضو نشيط






بالتي هي أحسن غير متصل

بالتي هي أحسن is on a distinguished road


الأخ لواء النّعماني:

إذا كنت تريد أن تعرف من هو الذي وقع ضحيّة للدسّ والكذب حقيقة فتابع معي هذا المثال:

في (بحار الأنوار) للمجلسيّ عن المفضل بن عمر، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن معنى قول أمير المؤمنين (عليه السلام) -لما نظر إلى الثاني وهو مسجّى بثوبه-: "ما أحد أحبّ إلي أن ألقى الله بصحيفته من هذا المسجى"، فقال: عنى بها صحيفته التي كتبت في الكعبة. (بحار الأنوار: 31/589. وممّا ورد في الخليفة الثاني عمر).

قلت: وقصّة هذه الصّحيفة - على حدّ زعم من أشار إليها -: أنّ عمر بن الخطّاب واطأ أبا بكر والمغيرة وسالماً مولى أبي حذيفة وأبا عبيدة على كتابة صحيفة بينهم يتعاقدون فيها على أنه إذا مات رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يورثوا أحداً من أهل بيته، ولم يولّوهم مقامه من بعده، وكانت الصحيفة لعمر إذْ كان عماد القوم، فالصحيفة التي ودّ أمير المؤمنين ورجا أن يلقى الله عز وجل بها هي هذه الصّحيفة ليخاصمه بها ويحتجّ عليه بمضمونها.
***
وأنا في الحقيقة فهمت من هذه الرّواية أنّ قول عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه): " ما أحد أحبّ إلي أن ألقى الله بصحيفته من هذا المسجى " ثابت عند الشّيعة، ولكنّهم استغربوا صدوره عنه (رضي الله عنه)، فدخلوا على الصّادق (عليه رحمة الله) وسألوه عن قصد عليّ (رضي الله عنه) منها، فأجابهم بأنّه إنّما عنى بها الصّحيفة التي كتبت في الكعبة.

ولكن: كيف تتلاءم هذه الإجابة المنسوبة إلى الصّادق مع قول عليّ (رضي الله عنه): "ما أحد أحبّ إليّ أن ألقى الله بصحيفته"، فهو هنا يتحدّث عن صحيفة موجودة عند كلّ أحد، ولكنّه يحبّ أن يلقى الله بمثل صحيفة عمر (رضي الله عنه).
ولو كان عليّ (رضي الله عنه) يقصد الصّحيفة التي أشار إليها الوضّاعون الذين لم تعجبهم شهادة أمير المؤمنين (رضي الله عنه) فعمدوا إلى اختلاق تلك الزّيادة ونسبتها إلى الصّادق (برّأه الله)، لو كان يقصد ذلك لاكتفى بقوله: " لوددت أن ألقى الله بصحيفة هذه المسجّى".
فمثل هذا الإشكال يجعلنا نشكّ في نسبة تلك الزّيادة إلى الصّادق القرشيّ العربيّ الفصيح.

أمّا دلالة الرّواية، فلا أظنّها تخفى على نبيه مثلك.

ملاحظة جانبيّة:
هذه الرّواية، أعني قول عليّ (رضي الله عنه): " ما أحد أحبّ إلي أن ألقى الله بصحيفته من هذا المسجى" ورد مثلها في كتب أهل السنّة:
فعند البخاري أنّ عليا (رضي الله عنه) قال: "ما خلّفت أحدا أَحَبّ إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك، وأيم الله إن كنت لأظنّ أن يجعلك الله مع صاحبيك وحسبت أني كنت كثيرا أسمع النبي r يقول: ذهبت أنا وأبو بكر وعمر ودخلت أنا وأبو بكر وعمر وخرجت أنا وأبو بكر وعمر ". (صحيح البخاري: 12/18).
وعند ابن أبي شيبة بسند صحيح (كما قال الحافظ ابن حجر في الفتح) عن حاتم بن إسماعيل عن جعفر عن أبيه قال: جاء علي إلى عمر وهو مسجى فقال: "ما على وجه الأرض أحد أحب إلي أن ألقى الله بصحيفته من هذا المسجى". (مصنّف ابن أبي شيبة: 07/486).