عرض مشاركة واحدة
قديم 07-01-14, 06:12 PM   رقم المشاركة : 1
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


الحذر من الجدال المراء

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الإمام أبو حامد الغزالي
رحمه الله تعالى وغفر له


( روي أن أبا حنيفة رحمة الله عليه قال لداود الطائي : لِمَ آثرت الإنزواء ؟ ،
قال : لأجاهد نفسي بترك الجدال ،
فقال : احضر المجالس ، واستمع ما يقال ، ولا تتكلم ،
قال : ففعلت ذلك ، فما رأيت مجاهدة أشد علي منها .


وهو كما قال ؛ لأن من سمع الخطأ من غيره ، وهو قادر على كشفه ؛ يعسر عليه الصبر عند ذلك جداً ،
ولذلك قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( مَنْ تَرَكَ المراء وهو محق ؛ بنى الله له بيتاً في أعلى الجنة )) ؛ لشدة ذلك على النفس .


وأكثر ما يغلب ذلك في المذاهب والعقائد ؛
فإن المراء طبع ، فإذا ظن أن له عليه ثواباً ؛ اشتد عليه حرصه ، وتعاون الطبع والشرع عليه .


وذلك خطأ محض ، بل ينبغي للإنسان أن يكف لسانه عن أهل القبلة ، وإذا رأى مبتدعاً ؛ تلطف في نصحه ، في خلوة ، لا بطريق الجدال ؛
فإن الجدال يخيل إليه أنها حيلة منه في التلبيس ،
وأن ذلك صنعة يقدر المجادلون من أهل مذهبه على أمثالها لو أرادوا ، فتستمر البدعة في قلبه بالجدل وتتأكد ،
فإذا عرف أن النصح لا ينفع ؛ اشتغل بنفسه وتركه .


وكل من اعتاد المجادلة مدة ، وأثنى الناس عليه ، ووجد لنفسه بسببه عزاً وقبولاً ؛
قويت فيه هذه المهلكات ، ولا يستطيع عنها نزوعاً .

إذ اجتمع عليه سلطان الغضب ، والكبر ، والرياء ، وحب الجاه ، والتعزز بالفضل .

وآحاد هذه الصفات ؛ يشق مجاهدتها ، فكيف بمجموعها ؟!! )






من مواضيعي في المنتدى
»» شرح كتاب التوحيد - للشيخ أ. د. صالح بن عبدالعزيز سندي
»» محرك بحث متخصص للبحث عن الفتاوى في مواقع علماء أهل السنة والجماعة
»» بيان حال ابن عطاء الله السكندري وكتابه الحكَم الإلهية
»» الأنوار في سيرة النبي المختار صلى الله عليه وسلم
»» الاحتفاء الشيعي بضريح أبو لؤلؤة المجوسي