عرض مشاركة واحدة
قديم 30-12-12, 11:01 AM   رقم المشاركة : 25
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


إنّهم يلعبون بالنار في العراق...

حازم صاغيّة

السبت 29 ديسمبر 2012

يرى باحثون سياسيّون واجتماعيّون أنّ من شروط التوصّل إلى حياة سياسيّة مستقرّة في بلد ما، قيام «طبقة سياسيّين» تنشأ عنها تقاليد تترسّخ مع الزمن ومع المراس. ولهذا فإنّ تبديد مثل هذه الطبقة، أو منع قيامها أصلاً، من الأمور التي لا تتكاسل الأنظمة الديكتاتوريّة والتوتاليتاريّة فيها.
هكذا، مثلاً، رأى العراقيّون أنفسهم، مع إطاحة صدّام حسين في 2003، مضطرّين إلى إنشاء طبقة سياسيّة بشروط صعبة جدّاً. ذاك أنّه في ظلّ الحرمان المديد من السياسة، والذي يرجع إلى عقود، جيء بالسياسيّين الجدد من المنافي ومن أوكار العمل السرّيّ. هؤلاء لم يقدّموا نموذجاً ناصعاً عن السياسة وطبقتها المرجوّة.
لكنّ ما يحصل الآن في بغداد يرقى إلى تبديد هذا القليل السيّئ الذي سبق أن تحقّق على صعيد إنتاج «الطبقة السياسيّة». وقد كان المؤمّل أن تمهّد رعاية السياسيّين إلى تحسين نسلهم، إن صحّ التعبير، بمعنى أن تستقرّ الأحوال وتتطوّر اللعبة البرلمانيّة فيؤتى في الغد بسياسيّين أفضل، وهكذا دواليك مع الزمن.
لكنّ الاتّهامات بالإرهاب التي طالت نائب رئيس الجمهوريّة طارق الهاشمي، وتطال الآن وزير المال والقياديّ «المعتدل» في القائمة «العراقيّة» رافع العيساوي، لا تندرج إلاّ في باب يدعو إلى التشاؤم. وهذا مُقلق للغاية، خصوصاً حين يتضافر التشنّج مع تلوّن هذه الإجراءات الاتّهاميّة بلون طائفيّ معيّن، سنّيّ تحديداً.
ففضلاً عن سنّيّة السياسيّين المستهدَفين، جاءت تظاهرات الاحتجاج المستنكرة في الأنبار وسامرّاء والفلّوجة، لا سيّما في الأولى حيث يتحوّل الاعتصام إلى انتفاض، تؤكّد على تضامن ذي طبيعة طائفيّة واضحة. وإذ بدأ مطلب إقامة الدولة السنّيّة في غرب العراق يشقّ طريقه، صبّت في المنحى نفسه البيانات والمواقف التي صدرت عن هيئات دينيّة سنّيّة كالمفتي الشيخ رافع العاني، وعن قيادات سياسيّة كأسامة النجيفي وصالح المطلك. وهذا فضلاً عن تهديد ائتلاف «العراقيّة» بالانسحاب من العمليّة السياسيّة برمّتها.
إنّ في هذا الوضع، وفي السلوك الذي تسبّب به، لعباً بالنار، خصوصاً أنّ العلاقات ليست على ما يرام بين بغداد وأربيل أصلاً، فيما مرض رئيس الجمهوريّة جلال طالباني يزيل أحد صمّامات الأمان، على نسبيّتها الشديدة، في علاقات الجماعات والطوائف والإثنيّات العراقيّة. وهذا من غير أن نشير إلى الأجواء السنّيّة – الشيعيّة المحتقنة في المنطقة الأعرض، أي في الرقعة الممتدّة من باكستان إلى لبنان، ومن البحرين إلى سوريّة. وهو ما كان ليستدعي جهداً عراقيّاً خاصّاً واستثنائيّاً في وجهة تأتي عكس الوجهة المبذولة.
وحين نسمع سياسيّاً كرئيس الحكومة التركيّة رجب طيّب أردوغان وهو يحذّر من أنّ العراق «قد يصبح مثل سوريّة»، فهذا سبب إضافيّ للقلق، بغضّ النظر عن نوايا أردوغان.
والحال أنّ الخروج من الحالة المقلقة هذه لا يكون بنفي الطائفيّة عن النفس، على ما يفعل المالكي، ولا باتّهام الآخرين بأنّهم هم وحدهم الطائفيّون. ذاك أنّ القتل التدريجيّ للسياسة، والتبديد المتصاعد للطبقة السياسيّة، هما أقصر الطرق إلى تطييف كلّ شيء وترك الطوائف المحتقنة تتحكّم بكلّ ما يقع تحت يدها.
وهذا للأسف ما يحصل الآن في بلاد الرافدين.


http://alhayat.com/OpinionsDetails/466923







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» بعد أن رأوا حكم النصيري شارف على الإنتهاء قالوا العرعور لوطي
»» الشيخ جنتي يدعو ا الشيعة للجهاد مع الاسد حتى لا يسقط بايدي اهل السنة اعداء ال البيت
»» تطور التشيع من حزب سياسي إلى مذهب ديني الباقر والصراع على زعامة الشيعة
»» الطلبة الشيعة الكويتيين المبتعثين الي استراليا يشاركون في مظاهرات ضد دول الخليج
»» في الصراع الشيعي - السلفي /خليل علي حيدر