عرض مشاركة واحدة
قديم 08-11-11, 11:03 AM   رقم المشاركة : 5
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


ازدواجيــــة السياســــة الخارجيــــة الإيرانيـــة

نجحت الجمهورية الإيرانية عن طريق سياستها الخارجية الغامضة بأن تستميل بعض الرأي العام العربي والإسلامي! وصورت نفسها للعالم بأنها حامي حمى الدين وقاتلة الصليبيين! واستطاعت خداع إحدى الطوائف بالشعوب العربية وهي الطائفة الشيعية بزعمها بأنها الدولة الوحيدة في العالم التي تؤمن بالمذهب الشيعي الإثني عشري، وأنها الوحيدة التي تدافع عن المستضعفين والفقراء من أصحاب المعتقد الشيعي.
وسعت الجمهورية الإيرانية إلى توسيع نفوذها في منطقة الشرق الأوسط عن طريق التفريق العنصري ما بين الشعوب العربية، وتوسيع فجوة الخلافات المذهبية في المجتمع العربي ما بين الطائفتين السنية والشيعية، لكي تصل إلى هدفها الامبريالي في المنطقة. وفي أثناء النزاعات العرقية والدينية في المنطقة أججت الدولة الفارسية هذا النزاع ما بين شعوب المنطقة لكي توسع نفوذها وسيطرتها.
تدعي الجمهورية الإيرانية بأن أساس محركات السياسة الخارجية الإيرانية هو نشر المذهب الشيعي والدفاع عن الأقليات والجماعات الشيعية المستضعفة في العالم. لكن الواقع ينفي هذا الادعاء، فأساس السياسة الخارجية الإيرانية تعتمد على البرغماتية وتحقيق مصالحها الذاتية، والدفاع عن القومية الفارسية وإبرازها كقوة عالمية لها وزنها العالمي والإقليمي. ولا زال الفرس يحملون الحقد والكراهية جراء الهزيمة القاسية التي تلقوها من أعدائهم العرب في معركة القادسية قبل 1400 عام، وها هي اليوم تسعى إلى الانتقام عن طريق توسيع نفوذها وحلفائها في منطقة شرق الأوسط.
وتستغل الجمهورية الإيرانية القضايا الإسلامية لإبراز حسن نواياها للمجتمع العربي والإسلامي، مثل القضية الفلسطينية. وفي الوقت ذاته تمارس الدولة الفارسية ازدواجية المعاملة للشعوب الإسلامية خصوصاً الطائفة الشيعية العربية. لا أحد يستطيع أن ينكر الدعم الإيراني للأقليات الشيعية في لبنان والعراق والبحرين والسعودية والكويت واليمن، في حين تقوم الحكومة الإيرانية بمضايقة وتهميش عرب الأهواز في إيران – علماً بأن عرب الأهواز أغلبيتهم شيعة – وتحاول طمس الهوية العربية في الإقليم، وتغير أسماء مدنها العربية إلى فارسية؛ فمدينة المحمرة العاصمة التاريخية للإقليم باتت تعرف اليوم باسم «خرمشهر» أما إقليم الأهواز نفسه أصبح اليوم اسمه «محافظة خوزستان» بينما كانت إيران تطلق عليه رسميًّا حتى عام 1936 اسم «ولاية عربستان» أي أرض العرب. ويتعرض الشعب العربي الأهوازي إلى شتى أنواع الحرمان الاجتماعي والسياسي والثقافي واللغوي على يد النظام الحاكم في إيران.
وهناك مثال آخر على حقيقة الانحياز عند الجمهورية الإيرانية في سياستها الخارجية إلى القومية الفارسية ومصالحها وليس على أساس المذهب الشيعي كما هو متداول عند بعض الشعوب العربية والإسلامية وبعض المثقفين وصناع الرأي والسياسيين والعلماء. لقد انكشف المستور عندما وقفت الجمهورية الإيرانية مع أرمينا (مواطنوها ذوو أغلبية مسيحية) في نزاعها مع أذربيجان (مواطنوها ذوو أغلبية شيعية) حول إقليم (ناغورنو كاراباخ)، وقفت إيران مع أرمينا المسيحية لأجل مصالحها الاقتصادية والسياسية مقابل التخلي عن أذربيجان الشيعية.
لكن لماذا لاتزال بعض الشعوب العربية والإسلامية لا تقبل حقيقة ازدواجية السياسية الخارجية الإيرانية؟ لماذا الإصرار في الوسط العربي الشيعي بالدفاع بشكل أعمى عن الجمهورية الإيرانية كأنها الحامي الأول للمذهب الشيعي الاثني عشري؟! ولماذا تخلوا عن عروبتهم لأجل عقيدتهم؟!
استراتيجية إيران في منطقة الخليج العربي:
1. ضمان طريق النفط عبر طريق مضيق هرمز، لأن مخرج مبيعات النفط الإيراني من مضيق هرمز، و 90% من ميزانية إيران من مشتقات النفط.
2. استغلال الأقليات الشيعية في منطقة الشرق الأوسط لتحقيق غاياتها ومآربها، وتأجيج تلك الأقليات على حكامها وأنظمتها، مع دعمها مادياً ومعنوياً وعسكرياً وإعلامياً.
3. نشر الثورة الإيرانية في منطقة شرق الأوسط سياسياً وعسكرياً ومذهبياً، وإلى يومنا هذا استطاعت إيران التوسع في أفغانستان والعراق ولبنان، واليوم تدخل الخليج العربي من بوابة البحرين.
4. إنشاء مليشيات وتنظيمات سرية ونشطة في المنطقة، بحيث تحيط تلك التنظيمات جغرافياً بدول مجلس التعاون الخليجي، من تلك الميلشيات (حزب الله اللبناني – حزب الله البحريني – حزب الله الكويتي – حركة آمل في لبنان – جماعة الحوثيين في اليمن – حركة الصدر في العراق – بالطبع هناك خلايا نائمة في السعودية والكويت وعمان)
5. التحكم بأهم الممرات المائية التي تحيط بمنطقة الخليج العربي، لكي تقوم بطوق أمني بدول منظمة مجلس التعاون. حيث تسيطر إيران على مضيق هرمز وعلى بحر الخليج العربي، وعلى مضيق باب المندب عن طريق إنشاء ميناء عسكري لها في جيبوتي، وتسيطر على بحر عمان.
6. إنشاء أحزاب سياسية موالية لها في المنطقة، بحيث تصل تلك الأحزاب إلى هرم السلطة سواء كانوا وزراء أم أعضاء مجلس النواب، والمثال على ذلك العراق ولبنان والبحرين والكويت.
7. التحكم بعصب الاقتصاد في دول المنطقة. الكل يعلم بأن معظم التجار في منطقة الخليج العربي هم ذوو أصول فارسية شيعة موالية لإيران.
8. تسريع عملية السيطرة على البلدان الخليجية الصغيرة لأنها تعاني من انكشاف جغرافي وسكاني وعسكري واقتصادي مثال على ذلك البحرين والكويت وقطر.
راشد احمد
Like this: