عرض مشاركة واحدة
قديم 10-04-04, 02:20 AM   رقم المشاركة : 7
المثنى
عضو فعال





المثنى غير متصل

المثنى


قصة الضب الشيعي

مشاركة منقولة من الاخ مؤمن


===


قصة الضب الشيعي (تصلح قبل النوم)
قال ع قال الله تعالى ]لليهود[ يا أيها اليهود أَمْ تُرِيدُونَ بل تريدون من بعد ما آتيناكم أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ.
و ذلك أن النبي ص قصده عشرة من اليهود يريدون أن يتعنتوه و يسألوه عن أشياء يريدون أن يتعانتوه بها، فبينا هم كذلك
إذ جاء أعرابي كأنما يدفع في قفاه، قد علق على عصا على عاتقه جرابا مشدود الرأس، فيه شي‏ء قد ملأه لا يدرون ما هو
فقال يا محمد أجبني عما أسألك.
فقال رسول الله ص يا أخا العرب قد سبقك اليهود ]ليسألوا[ أ فتأذن لهم حتى أبدأ بهم
فقال الأعرابي لا، فإني غريب مجتاز.
فقال رسول الله ص فأنت إذا أحق منهم لغربتك و اجتيازك.
فقال الأعرابي و لفظة أخرى. قال رسول الله ص ما هي
قال إن هؤلاء أهل كتاب، يدعونه و يزعمونه حقا، و لست آمن أن تقول شيئا يواطئونك عليه و يصدقونك، ليفتنوا الناس عن دينهم، و أنا لا أقنع بمثل هذا، لا أقنع إلا بأمر بين
فقال رسول الله ص أين علي بن أبي طالب ع
فدعي بعلي، فجاء حتى قرب من رسول الله ص.
فقال الأعرابي يا محمد و ما تصنع بهذا في محاورتي إياك
قال يا أعرابي سألت البيان، و هذا البيان الشافي، و صاحب العلم الكافي، أنا مدينة الحكمة و هذا بابها، فمن أراد الحكمة و العلم فليأت الباب
فلما مثل بين يدي رسول الله ص قال رسول الله ص بأعلى صوته
يا عباد الله من أراد أن ينظر إلى آدم في جلالته،
و إلى شيث في حكمته، و إلى إدريس في نباهته و مهابته، و إلى نوح في شكره لربه و عبادته، و إلى إبراهيم في خلته و وفائه، و إلى موسى في بغض كل عدو لله و منابذته، و إلى عيسى في حب كل مؤمن و حسن معاشرته، فلينظر إلى علي بن أبي طالب هذا.
فأما المؤمنون فازدادوا بذلك إيمانا، و أما المنافقون فازداد نفاقهم.
فقال الأعرابي يا محمد هكذا مدحك لابن عمك، إن شرفه شرفك، و عزه عزك، و لست أقبل من هذا شيئا إلا بشهادة من لا تحتمل شهادته بطلانا و لا فسادا بشهادة هذا الضب.
فقال رسول الله ص يا أخا العرب فأخرجه من جرابك لتستشهده، فيشهد لي بالنبوة، و لأخي هذا بالفضيلة.
فقال الأعرابي لقد تعبت في اصطياده، و أنا خائف أن يطفر و يهرب.
فقال رسول الله لا تخف فإنه لا يطفر ]و لا يهرب[ بل يقف، و يشهد لنا بتصديقنا و تفضيلنا.
فقال الأعرابي ]إني[ أخاف أن يطفر.
فقال رسول الله ص فإن طفر فقد كفاك به تكذيبا لنا، و احتجاجا علينا، و لن يطفر، و لكنه سيشهد لنا بشهادة الحق، فإذا فعل ذلك فخل سبيله، فإن محمدا يعوضك عنه ما هو خير لك منه.
فأخرجه الأعرابي من الجراب، و وضعه على الأرض،
فوقف و استقبل رسول الله ص، و مرغ خديه في التراب ثم رفع رأسه، و أنطقه الله تعالى فقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله و صفيه و سيد المرسلين و أفضل الخلق أجمعين، و خاتم النبيين، و قائد الغر المحجلين. و أشهد أن أخاك هذا علي بن أبي طالب على الوصف الذي وصفته، و بالفضل الذي ذكرته، و أن أولياءه في الجنان يكرمون، و أن أعداءه في النار يهانون.
فقال الأعرابي و هو يبكي يا رسول الله و أنا أشهد بما شهد به هذا الضب،
فقد رأيت و شاهدت و سمعت ما ليس لي عنه معدل و لا محيص.
ثم أقبل الأعرابي إلى اليهود فقال ويلكم أي آية بعد هذه تريدون و معجزة بعد هذه تقترحون ليس إلا أن تؤمنوا أو تهلكوا أجمعين. فآمن أولئك اليهود كلهم و قالوا عظمت بركة ضبك علينا يا أخا العرب.
ثم قال رسول الله ص خل الضب على أن يعوضك الله عز و جل ]عنه ما هو خير[ منه، فإنه ضب مؤمن بالله و برسوله و بأخي رسوله شاهد بالحق، ما ينبغي أن يكون مصيدا و لا أسيرا، و لكنه يكون مخلى سربه ]تكون له مزية[ على سائر الضباب بما فضله الله أميرا.
فناداه الضب يا رسول الله فخلني و ولني تعويضه لأعوضه.
فقال الأعرابي و ما عساك تعوضني
قال تذهب إلى الجحر الذي أخذتني منه ففيه عشرة آلاف دينار خسروانية، و ثلاثمائة ألف درهم، فخذها.
قال الأعرابي كيف أصنع قد سمع هذا من هذا الضب جماعات الحاضرين هاهنا، و أنا متعب، فلن آمن ممن هو مستريح يذهب إلى هناك فيأخذه.
فقال الضب يا أخا العرب إن الله تعالى قد جعله لك عوضا مني، فما كان ليترك أحدا يسبقك إليه، و لا يروم أحد أخذه إلا أهلكه الله.
و كان الأعرابي تعبا، فمشى قليلا، و سبقه إلى الجحر جماعة من المنافقين كانوا بحضرة رسول الله ص، فأدخلوا أيديهم إلى الجحر ليتناولوا منه ما سمعوا، فخرجت عليهم أفعى عظيمة، فلسعتهم و قتلتهم، و وقفت حتى حضر الأعرابي. فقالت له يا أخا العرب، انظر إلى هؤلاء كيف أمرني الله بقتلهم دون مالك الذي هو عوض ضبك و جعلني حافظته
فتناوله. فاستخرج الأعرابي الدراهم و الدنانير، فلم يطق احتمالها، فنادته الأفعى خذ الحبل الذي في وسطك، و شده بالكيسين، ثم شد الحبل في ذنبي فإني سأجره لك إلى منزلك، و أنا فيه حارسك و حارس مالك هذا. فجاءت الأفعى، فما زالت تحرسه و المال إلى أن فرقه الأعرابي في ضياع و عقار و بساتين اشتراها، ثم انصرفت الأفعى



تفسيرالإمام‏العسكري ص :496- 500


وتصبحون على خير وأحلام سعيدة