مشاركة منقولة من الاخ مؤمن
===
قصة الضب الشيعي (تصلح قبل النوم)
قال ع قال الله تعالى ]لليهود[ يا أيها اليهود أَمْ تُرِيدُونَ بل تريدون من بعد ما آتيناكم أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ.
و ذلك أن النبي ص قصده عشرة من اليهود يريدون أن يتعنتوه و يسألوه عن أشياء يريدون أن يتعانتوه بها، فبينا هم كذلك
إذ جاء أعرابي كأنما يدفع في قفاه، قد علق على عصا على عاتقه جرابا مشدود الرأس، فيه شيء قد ملأه لا يدرون ما هو
فقال يا محمد أجبني عما أسألك.
فقال رسول الله ص يا أخا العرب قد سبقك اليهود ]ليسألوا[ أ فتأذن لهم حتى أبدأ بهم
فقال الأعرابي لا، فإني غريب مجتاز.
فقال رسول الله ص فأنت إذا أحق منهم لغربتك و اجتيازك.
فقال الأعرابي و لفظة أخرى. قال رسول الله ص ما هي
قال إن هؤلاء أهل كتاب، يدعونه و يزعمونه حقا، و لست آمن أن تقول شيئا يواطئونك عليه و يصدقونك، ليفتنوا الناس عن دينهم، و أنا لا أقنع بمثل هذا، لا أقنع إلا بأمر بين
فقال رسول الله ص أين علي بن أبي طالب ع
فدعي بعلي، فجاء حتى قرب من رسول الله ص.
فقال الأعرابي يا محمد و ما تصنع بهذا في محاورتي إياك
قال يا أعرابي سألت البيان، و هذا البيان الشافي، و صاحب العلم الكافي، أنا مدينة الحكمة و هذا بابها، فمن أراد الحكمة و العلم فليأت الباب
فلما مثل بين يدي رسول الله ص قال رسول الله ص بأعلى صوته
يا عباد الله من أراد أن ينظر إلى آدم في جلالته،
و إلى شيث في حكمته، و إلى إدريس في نباهته و مهابته، و إلى نوح في شكره لربه و عبادته، و إلى إبراهيم في خلته و وفائه، و إلى موسى في بغض كل عدو لله و منابذته، و إلى عيسى في حب كل مؤمن و حسن معاشرته، فلينظر إلى علي بن أبي طالب هذا.
فأما المؤمنون فازدادوا بذلك إيمانا، و أما المنافقون فازداد نفاقهم.
فقال الأعرابي يا محمد هكذا مدحك لابن عمك، إن شرفه شرفك، و عزه عزك، و لست أقبل من هذا شيئا إلا بشهادة من لا تحتمل شهادته بطلانا و لا فسادا بشهادة هذا الضب.
فقال رسول الله ص يا أخا العرب فأخرجه من جرابك لتستشهده، فيشهد لي بالنبوة، و لأخي هذا بالفضيلة.
فقال الأعرابي لقد تعبت في اصطياده، و أنا خائف أن يطفر و يهرب.
فقال رسول الله لا تخف فإنه لا يطفر ]و لا يهرب[ بل يقف، و يشهد لنا بتصديقنا و تفضيلنا.
فقال الأعرابي ]إني[ أخاف أن يطفر.
فقال رسول الله ص فإن طفر فقد كفاك به تكذيبا لنا، و احتجاجا علينا، و لن يطفر، و لكنه سيشهد لنا بشهادة الحق، فإذا فعل ذلك فخل سبيله، فإن محمدا يعوضك عنه ما هو خير لك منه.
فأخرجه الأعرابي من الجراب، و وضعه على الأرض،
فوقف و استقبل رسول الله ص، و مرغ خديه في التراب ثم رفع رأسه، و أنطقه الله تعالى فقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله و صفيه و سيد المرسلين و أفضل الخلق أجمعين، و خاتم النبيين، و قائد الغر المحجلين. و أشهد أن أخاك هذا علي بن أبي طالب على الوصف الذي وصفته، و بالفضل الذي ذكرته، و أن أولياءه في الجنان يكرمون، و أن أعداءه في النار يهانون.
فقال الأعرابي و هو يبكي يا رسول الله و أنا أشهد بما شهد به هذا الضب،
فقد رأيت و شاهدت و سمعت ما ليس لي عنه معدل و لا محيص.
ثم أقبل الأعرابي إلى اليهود فقال ويلكم أي آية بعد هذه تريدون و معجزة بعد هذه تقترحون ليس إلا أن تؤمنوا أو تهلكوا أجمعين. فآمن أولئك اليهود كلهم و قالوا عظمت بركة ضبك علينا يا أخا العرب.
ثم قال رسول الله ص خل الضب على أن يعوضك الله عز و جل ]عنه ما هو خير[ منه، فإنه ضب مؤمن بالله و برسوله و بأخي رسوله شاهد بالحق، ما ينبغي أن يكون مصيدا و لا أسيرا، و لكنه يكون مخلى سربه ]تكون له مزية[ على سائر الضباب بما فضله الله أميرا.
فناداه الضب يا رسول الله فخلني و ولني تعويضه لأعوضه.
فقال الأعرابي و ما عساك تعوضني
قال تذهب إلى الجحر الذي أخذتني منه ففيه عشرة آلاف دينار خسروانية، و ثلاثمائة ألف درهم، فخذها.
قال الأعرابي كيف أصنع قد سمع هذا من هذا الضب جماعات الحاضرين هاهنا، و أنا متعب، فلن آمن ممن هو مستريح يذهب إلى هناك فيأخذه.
فقال الضب يا أخا العرب إن الله تعالى قد جعله لك عوضا مني، فما كان ليترك أحدا يسبقك إليه، و لا يروم أحد أخذه إلا أهلكه الله.
و كان الأعرابي تعبا، فمشى قليلا، و سبقه إلى الجحر جماعة من المنافقين كانوا بحضرة رسول الله ص، فأدخلوا أيديهم إلى الجحر ليتناولوا منه ما سمعوا، فخرجت عليهم أفعى عظيمة، فلسعتهم و قتلتهم، و وقفت حتى حضر الأعرابي. فقالت له يا أخا العرب، انظر إلى هؤلاء كيف أمرني الله بقتلهم دون مالك الذي هو عوض ضبك و جعلني حافظته
فتناوله. فاستخرج الأعرابي الدراهم و الدنانير، فلم يطق احتمالها، فنادته الأفعى خذ الحبل الذي في وسطك، و شده بالكيسين، ثم شد الحبل في ذنبي فإني سأجره لك إلى منزلك، و أنا فيه حارسك و حارس مالك هذا. فجاءت الأفعى، فما زالت تحرسه و المال إلى أن فرقه الأعرابي في ضياع و عقار و بساتين اشتراها، ثم انصرفت الأفعى
تفسيرالإمامالعسكري ص :496- 500
وتصبحون على خير وأحلام سعيدة