بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد الصادق الأمين وعلى آله
وصحبه الغر الميامين
وعلى أمهات المؤمنين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
طعون في أئمة أهل السنة من العلماء :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
من المعلوم أن أهل السنة لا يطعنون في البخاري ومسلم فلهم الفضل في البحث وتنقية الأحاديث النبوية من الضعيف وصرفوا من أجل هذه المهمة العظيمة سنين عديدة من أعمارهم رحمهما الله ، إضافة لباقي علماءنا الذين دونوا السنن وأوصلوها لنا حفظاً للدين ، ومعلوم أن من يطعن فيهما من بين العديد من أئمتنا هم أعداء السلف والخلف الصالح وأعني الشيعة الإمامية على رأس باقي فرق الشيعة . على القاريء أن يجري بحث عن ( البخاري) وسيجد كم هائل من التسفيه يستحيل على الرد عليها هنا بشكل وافي أو في أي مقالة أخرى، إنما يحتاج إلى كتاب للرد على هؤلاء الطاعنين بالتفصيل وهو أمر ليس بالمستصعب ، وأضع البعض من الطعون والتسفيه أدناه بالروابط :
في أحد طعونهم عن وضوء الرجال والنساء من إناء واحد، إدعى الكاتب أنه في البخاري وأحتج وأنكر بحجة عدم ورود أختلاطهم معاً، مع أنه لم يضعه كاملاً وهو : (كان الرجال والنساء يتوضئون في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مسدد من الإناء الواحد جميعا )
أقول : الحديث ليس في البخاري ولا في مسلم . الراوي: عبدالله بن عمر المحدث:أبو داود - المصدر:سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 79. خلاصة حكم المحدث: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح] ، ولا وجود فيه لنص يذكر أن الوضوء بحضور الرجال إنما غاية الأمر أن الوضوء كان كافياً للجميع من إناء واحد وهناك حديث صحيح بهذا في أحد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم كمعجزة فلا عجب .
ضلالات سامر اسلامبولي :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما وجدته من مقالات في الموقع هذا (أهل القرآن)، خاصة ً للكاتب ( سامر أسلامبولي ) الذي يعجب به الغافلين لأسلوبه في الكتابة ما يجعله باطني العقيدة ، ففي مقاله ( مفهوم السنة في الحديث والقرآن) ينكر فيه مصطلح (السنة) بأنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم، ويقف عند هذا المصطلح حيث يرى بأنه طريقة ومنهاج ولا يتعدى إلى كون السنة مصطلح للحديث النبوي حسب مراد الله !. وهي سنة الله لا تبديل لها في سورة الإسراء في قوله سبحانه (سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً )الآية 77. يقول هذا الضال : ( أول عمل ينبغي أن نقوم به هو إرجاع هذه الجملةإلى سياقها الذي تنتمي إليه، وهو{مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الحشر7.
واضح من سياق النص أن الموضوع يتعلق بتوزيع الفيء ، وتحديد المستحقين له، وأتت جملة{َمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}في هذا السياق ليعلم المسلمون أن لا يعترضوا على القسمة التي تصدر من حاكم عادل حكيم قام بتوزيع الفيء على مرأى من الناس أو تحت رقابتهم، وحرص على تحقيق العدل حسب حاجة الناس، لذا؛ نجد في كتب التفسير قالوا إن: ( ما آتاكم) بمعنى ما أعطاكم. وذلك من باب تفسير الشيء بمآله في الواقع. ) أ هـ
وأقول : إن هذه كلمة حق يراد بها باطل، لأنها مع تفسيرها الصحيح في السياق فقد جعلها مقدمة بنى عليها هدم وتعدي إلى أبعد الحدود لعمود هام وهو السنة النبوية والمتمثلة في الحديث في مفاهيمهم ــ سأبينها إن شاء الله ــ ثم يكمل بقوله : ( بالتالي فالرسول النبي هو الناطق باسم الرب الأعلى يوصل لنا كلامه وقوله وحديثه ليس إلاّ،{ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ }النور54، ومادة البلاغ المبين هو النص القرءاني ) . أ هـ
تغافل هذا الضال بأن هناك دليل في القرآن على اتباع شرعة ومنهاج مختلفة عن باقي الأمم وهي شريعة هو القرآن وسنة النبي صلى الله عليه وسلم كمنهاج، ولهذا كان هناك لفظين لا لفظ واحد جمعهما الله كوحدة مترابطة تميز أمة الإسلام عن غيرهم ، بل جعلها سبب لابتلاء المسلمين وتمحيصهم ، وهذا في سورة المائدة الآية 48: (وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَٱحْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَىٰ الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ).
في مقالتي المطولة هذه وأعتذر للإطالة فيها للضرورة ، أضع ثلاث محاور للرد على القرآنيين أهل البدعة . المحور الأول :دليل سنة النبي في القرآن وفائدتها ، والمحور الثاني : كشف تشابه عقيدتهم مع عقيدة الرافضة من أوجه . المحور الثالث : أقوال في التدوين وأسبابه .