عرض مشاركة واحدة
قديم 28-11-18, 08:44 PM   رقم المشاركة : 190
سيد قطب
عضو ماسي






سيد قطب غير متصل

سيد قطب is on a distinguished road


ضمن مراحل تخطيط طهران لابتلاع العراق هي أن يكون (تابعًا) للدولة الصفوية وسوقًا يرتبط بإيران ويعتمد عليها في الطاقة، وهو بلد الطاقة، بالغذاء وهو سلة غذاء المنطقة، في السلع والبضائع الاستهلاكية، وهو الذي حقق الاكتفاء الذاتي في الكثير من المنتجات والصناعات.. وإن جعل العراق تابعًا يقتضي منعه من التطور ومنعه من النهوض بأعباء المشاريع الوطنية، وتكبيله بآفات التصحر والتلوث البيئي وضعف قدراته على الصمود وبالتالي أن يبقى بلا إرادة وطنية.. عندئذٍ، يشعر بأن منفذًا وحيدًا أمامه ليبقى على قيد الحياة هو إيران.

فالأحزاب الإسلاموية الحاكمة التي تقود العملية السياسية المأزومة تراوح مكانها وتعمل على تدوير عناصرها دوريًا في عملية خداع لم يشهد لها تاريخ العراق من قبل مثيًلا.. وقد كشف الشعب العراقي هذه اللعبة المتهتكة تمامًا وطيلة أكثر من خمسة عشر عامًا والتدوير والتزوير مستمر وشعب العراق لا يمارس حقه في حسم هذه اللعبة القذرة، بسبب تسلط الميليشيات الطائفية المسلحة المرتبطة بإيران الصفوية.. وكل يعلم بفِرق الاعدام التي شكلها (قيس الخزعلي وآوس الخفاجي وهادي العامري ونوري المالكي) في البصرة، والتي مارست جرائم الاعدام بوسائل مختلفة بحق الناشطين الوطنيين من النساء والرجال وهو أسلوب رادع كشف حقيقة القتلة التي تحركهم قيادة قاسم سليماني وبتخطيط الإرهابي سفير إيران في بغداد.. ولكن هذا الأسلوب لن يجدي نفعًا طالما أن الكارثة مستمرة وتجاهلها ما يزال في لعبة الدوران التي يمارسها البرلمان في خداعه المستمر.. رغم الفساد والاعتراف به رسميًا، ورغم السرقات التي لم يكشف عنها أحد وهي بالمليارات، ورغم مئات الآلاف من الشباب والنساء في السجون، ورغم المفقودين الذين تظهر اسماؤهم في قوائم سجن مطار المثنى، ورغم الحالة الكارثية التي يعاني منها شعبنا في الجنوب على وجه الخصوص.. يستمر البرلمان بلعبته القذرة لتدوير حركة السلطات التنفيذية ومليشياتها والتغطية على القاذورات التي تطفح في كل مكان في العراق.. لا كهرباء ولا ماء صالح للشرب ولا للسقي ولا خدمات ولا بضاعة مستوردة خالية من المسرطنات.. فقط (زبالة) إيران وبعض مستوردات دول الخليج، التي لا يهمها سوى الربح.

حالة العراق وشعب العراق كارثية بكل معنى الكلمة.. فهو لا يمتلك حقًا سياديًا ولا يمتلك إرادة وطنية بحكم الاحتلال الأمريكي والإيراني، ولا يمتلك خيارًا في تصريف ثرواته الوطنية.. فالنفط والغاز تتحكمان بهما شركات الدولتين المستعمرتين للعراق، ولا يمتلك خياره في قراره السياسي والاقتصادي كدولة عضو في الأمم المتحدة وعضو في جامعة الدول العربية..