عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-18, 12:06 AM   رقم المشاركة : 3
ابو عيسى السني
عضو نشيط







ابو عيسى السني غير متصل

ابو عيسى السني is on a distinguished road



س51: هل للكواكب والنجوم تأثير في السعادة والشقاوة، وفي دخول الجنة والنار في اعتقاد شيوخ الشيعة؟
ج: نعم، فقد زعم شيوخ الشيعة أنّ أبا عبد الله قال: (من سافر أو تزوَّج والقمر في العقرب لم ير الحُسنى)([237]).

س52: هل اختصَّ الله تعالى أحداً بمفاتح الغيب غير نفسه في اعتقاد شيوخ الشيعة؟
ج: زعم شيوخ الشيعة أنّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال -وحاشاه-: (وما بعث الله نبيّاً إلاّ وأنا أقضي دينه، وأنجز عداءته، ولقد اصطفاني ربي بالعلم والظفر، ولقد وفدت إلى ربي اثني عشر مرّة، فعرّفني نفسه، وأعطاني مفاتيح الغيب)([238]).
وزعموا أن أبا عبد الله -رحمه الله- قال -وحاشاه-: (إني أعلمُ ما في السموات وما في الأرض، وأعلموا ما في الجنة، وأعلم ما كان وما يكون)([239]).
التعليق: الله تعالى يقول عن نفسه في كتابه: ((وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)) [الأنعام:59]، ويقول سبحانه: ((قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)) [النمل:65].

س53: ما عقيدة شيوخ الشيعة في توحيد الربوبية؟
ج: يتبيّن ملخّصاً في الأسئلة والأجوبة الآتية إن شاء الله تعالى.

س54: هل يقول شيوخ الشيعة بوجود رب مع الله تعالى؟
ج: زعم شيوخ الشيعة أنّ علياً رضي الله عنه قال: (أنا فرعٌ من فروع الربوبية)([240]).
ثم تطوَّروا في الضلالة فقالوا بأنه رضي الله عنه قال -وحاشاه- (أنا ربُّ الأرض الذي يسكنُ الأرضُ به)([241]).
وقالوا في قوله الله تعالى: ((وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا)) [الزمر:69] (أي إمام الأرض)([242]).
وفي قوله تعالى: ((قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا)) [الكهف:87]([243]).

س55: من الذي يتصرّف في الدنيا والآخرة كيف يشاء في اعتقاد شيوخ الشيعة؟
ج: رووا عن أبي بصير عن أبي عبد الله -رحمه الله- أنه قال -وحاشاه-: (أما علمتَ أنّ الدنيا والآخرة للإمام، يَضعها حيث يشاء، ويدفعها إلى من يشاء)([244]).
التعليق: قال الله تعالى: ((قُلْ لِمَنِ الأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ)) فلما اعترف المشركون وبُخهم الله تعالى مُنكراً عليهم شركهم بقوله: ((قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ)) ثم قال الله تعالى: ((قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ)) فلما أقرّوا وبُخهم الله تعالى منكراً عليهم شركهم بقوله: ((قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ)) ثم قال الله تعالى: ((قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ)) فلما أقروا وبّخهم الله تعالى منكراً عليهم شركهم بقوله: ((قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ * بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ*عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)) [المؤمنون:84-92].

س56: من الذي يُحدث الحوادث الكونية في اعتقاد شيوخ الشيعة؟
ج: رووا عن سماعة بن مهران قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فأرعدت السماء وأبرقت، فقال أبو عبد الله عليه السلام: (أما إنه ما كان من هذا الرعد، ومن هذا البرق، فإنه من أمر صاحبكم؟ قلت: منْ صاحبنا؟ قال: أمير المؤمنين عليه السلام)([245]).
وفي رواية: (والرعد صوته، والبرق تبسُّمه)([246]).
ورووا: أن أمير المؤمنين رضي الله عنه أومأ إلى سحابتين فأصبحت كل سحابة كأنها بساط موضوع، فركب على سحابه بمفرده، وركب بعض أصحابه على الأخرى.. وقال وهو فوقها: (.. أنا عينٌ في أرضه، أنا لسانُ الله الناطق في خلقه، أنا نورُ الذي لا يطفأ، أنا بابُ الذي يؤتي منه، وحجتّه على عباده..)([247]).
التعليق: ماذا تستنبط أيها المسلم المنصف العاقل من هذه الروايات، أليس فيها ادعاء ممن وضعها من شيوخ الشيعة لربوبية علي رضي الله عنه، وأنّ له شركاً في الربوبية، والله تعالى في كتابه الكريم يقول: ((هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ)) [الرعد:12].

س57: هل يعتقد شيوخ الشيعة بأنّ لأئمتهم قدرة على إحياء الموتى؟
ج: نعم!؟ فقد افتروا بأنّ علياً رضي الله عنه أحيا الشباب الذي من أخواله من بني مخزوم!! حيث ركض قبره برجله، فخرج الشباب من قبره([248])، وأحيا رضي الله عنه موتى مقبرة الجبانة بأجمعهم، وضرب رضي الله عنه الحجر فخرجت منه مائة ناقة!!([249]).

س58: إذاً: فما أعلى مقامات التوحيد عند شيوخ الشيعة؟
ج: هو: القول بوحدة الوجود!!! وحقيقتها: أنّ وجود أئمتهم هو عين وجود الله تعالى، فهو الغاية في التوحيد([250]) تعالى الله وتقدّس عما يقولون علواً كبيراً.

س59: ما عقيدة شيوخ الشيعة في توحيد الأسماء والصفات؟
ج: يتبيّن ذلك مُلخّصاً في المسائل الآتية إن شاء الله تعالى.

س60: هل يقول شيوخ الشيعة بالتجسيم؟
ج: نعم؟!
وأول من قال من شيوخهم بأنّ الله جسمٌ: هشام بن الحكم، قال: بأنّ الله جسم ذو حدّ ونهاية، وأنه طويل عريض عميق، وأنّ طوله مثل عرضه، وأنّ الله سبعة أشبار بشبر نفسه..)([251]).
وقال ابن المرتضي: (إنّ جلّ الروافض على الجسيم، إلا من اختلط منهم بالمعتزلة)([252]).
التعليق: قال يعقوب السرّاج لأبي عبد الله عليه السلام: (إنّ بعض أصحابنا يزعم أنّ الله صورة مثل الإنسان، وقال آخر: إنه في صورة أمرد جعد قطط! فخّر أبو عبد الله ع ساجداً ثم رفع رأسه، فقال: سبحان الله الذي ليس كمثله شيء، ولا تدركه الأبصار، ولا يُحيط به علم...)([253]).

س61: ما عقيدة شيوخ الشيعة في التعطيل؟
ج: بعد أن غلا شيوخ الشيعة في إثباتهم لصفات الله تعالى، حتّى قال بعضهم بالقول بوحدة الوجود!.
بدأ التغيُّر في المذهب الشيعي في أواخر المائة الثالثة، حيث تأثر شيوخهم بأئمة المعتزلة القائلين: بتعطيل الله تعالى من صفاته الثابتة له في الكتاب والسنة، وقد صرّح علاّمتهم ابن المطهر بذلك فقال: (بأنّ مذهبنا الشيعي في الأسماء والصفات كمذهب المعتزلة)([254]).
التعليق: الله سبحانه بعث رسله عليهم السلام في صفاته بإثبات مُفَصَّل، ونفي مُجمل، ولهذا يأتي الإثبات للصفات في كتاب الله تعالى مفصلاً، والنفي مجملاً، قال الله تعالى: ((فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)) [الشورى:11] فالنفي جاء مجملاً، ((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)).
وهذه طريقة القرآن الكريم في النفي غالباً، وأما في الإثبات فيأتي التفصيل: ((وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)) وكآخر سورة الحشر، وشواهد كثيرة.. الخ.

س62: ما عقيدة شيوخ الشيعة في القول بخلق القرآن؟
ج: لقد حذا شيوخ الشيعة حذو الجهمية([255])، والمعتزلة([256]) في القول بخلق القرآن، وقد عقد شيخ الشيعة في زمانه المجلسي([257]) في كتاب القرآن: (باب أنّ القرآن مخلوق).
ويؤكد آية الشيعة محسن الأمين بقوله: (قالت الشيعة والمعتزلة: القرآن مخلوق)([258]).
وهذا بناءاً على إنكار شيوخ الشيعة لصفة الكلام لله تعالى -تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً-.
القاصمة: سُئل إمامهم الرضا عن القرآن فقال: (إنه كلام الله غير مخلوق)([259]).

س63: ما عقيدة شيوخ الشيعة في رؤية المؤمنين لربهم سبحانه يوم القيامة، وبماذا حكموا على من قال برؤية المؤمنين لربهم سبحانه يوم القيامة؟
ج: روى شيوخهم أنّ أبا عبد الله جعفر الصادق سُئل: هل يُرى الله تبارك وتعالى في المعاد؟ فقال: (سبحان الله وتعالى عن ذلك علواً كبيراً،.. إنّ الأبصار لا تدرك إلاّ ماله لونّ وكيفيةٌ، والله خالقُ الألوان والكيفية)([260]).
وجعل شيخهم الحر العاملي نفي الرؤية من أصول أئمتهم([261]).
وحكم شيخهم: جعفر النجفي بارتداد من نسب إلى الله بعض الصفات، كالرؤية وغيرها([262]).
التعليق: هذه الرواية تتضمن نفي الوجود الحق؛ لأنّ ما لا كيفية له مطلقاً لا وجود له. وهذا يُناقض أيضاً ما رواه شيخهم الكليني عن أبي عبد الله رضي الله عنه أنه قال: (ولكن لا بدّ من إثبات أنّ له كيفية، لا يستحقها غيرُه، ولا يشارك فيها، ولا يُحاطُ بها، ولا يعلمها غيره)([263]).
قاصمة ظهور شيوخ الشيعة: قال الله تعالى: ((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)) [القيامة:22-23] وقال تعالى في الكفار ((كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ)) [المطففين:15]. وعن أبي بصير قال: قلت: لأبي عبد الله عليه السلام: (أخبرني عن الله عزَّ وجلَّ، هل يراه المؤمنون يوم القيامة؟ قال: نعم)([264]).

س64: هل يقول شيوخ الشيعة بصفة النزول لله لسماء الدنيا؟ وبماذا حكموا على من أثبت هذه الصفة على ما يليق بجلال الله وعظمته؟
ج: لقد نفي شيوخ الشيعة نزول الله تعالى إلى سماء الدنيا([265]).
وحكموا على من أثبت هذه الصفة بالكفر؟!.
قال شيخهم المعاصر محمد بن المظفر: (ومن قال.. إنه ينزل إلى السماء الدنيا، أو إنه يظهر إلى أهل الجنة، أو نحو ذلك فإنه بمنزلة الكافر به، وكذلك يُلحق بالكافر من قال: إنه يتراءى لخلقه يوم القيامة)([266]).
التعليق: سال رجل أبا عبد الله -رحمه الله-: (تقول إنه ينْزلُ إلى السماء الدنيا؟ قال أبو عبد الله ع: نقول ذلك؛ لأنّ الروايات قد صحّت به والأخبار)([267]).
وقال إمامهم الرضا -رحمه الله-: (للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب: نفيٌ وتشبيه، وإثباتُ بغير تشبيه، فمذهب النفي لا يجوز، ومذهب التشبيه لا يجوز؛ لأن الله تبارك وتعالى لا يُشبهه شيءٌ، والسبيل في الطريقة الثالثة: إثباتُ بلا تشبيه)([268]).

س65: هل صحيحٌ بأن شيوخ الشيعة الإمامية الإثني عشرية، يصفون أئمتهم بصفات وأسماء الله تعالى؟
ج: نعم؟!. ووردَ بذلك في أصحٌ كتاب عندهم، فقد روى شيخهم الكليني عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: ((وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) [الأعراف: 180] قال: (نحن والله الأسماء الحسنى، التي لا يقبل الله من العباد عملاً إلا بمعرفتنا)([269]).
وفصّل شيوخ الشيعة فأصدوا روايات على ألسنة أئمتهم أنهم قالوا: (نحن المثاني الذي أعطاه الله نبيّنا محمداً ص، نحن وجه الله نتقلب في الأرض بين أظهركم، ونحنُ عينُ الله في خلقه، ويده المبسوطة بالرحمة على عباده، عرفنا من عرفنا وجهلنا من جهلنا)([270]).
وعن أبي عبد الله -رحمه الله- قال -وحاشاه-: (إنّ الله خلقنا فأحسن صُورنا، وجعلنا عينه في عباده، ولسانه الناطق في خلقه، ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة، ووجهه الذي يؤتي منه، وبابه الذي يدل عليه، وخُزّانه في سمائه وأرضه، بنا أثمرت الأشجار، وأينعت الثمار، وجرت الأنهار، وبنا ينزلُ غيث السماء، وينبتُ عُشب الأرض، وبعبادتنا عُبد الله، ولولانا ما عُبد الله)([271]).
وفي رواية أنّ أئمتهم قالوا: (.. ثم يؤتي بنا فنجلسُ على عرش ربنا)([272]).
وافتروا: أنّ علياً رضي الله عنه قال -وحاشاه-: (أنا وجه الله، أنا جنبُ الله.. الأولُ، وأنا الآخرُ، وأنا الظاهرُ، وأنا الباطنُ، وأنا بكل شيء عليم.. وأنا أُحيي، وأنا أمُيتُ، وأنا حيّ لا أموتُ..)([273]).
ما أشبه قولهم في أئمتهم بقول فرعون: ((أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى)) [النازعات:24].
ويعتقد شيوخ الشيعة أنّ أئمتهم هو المرادُ بقول الله تعالى عن نفسه: ((وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ)) [الرحمن: 27].
وبقوله تعالى: ((كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ)) [القصص:88]. حيث افتروا على أئمتهم أنهم قالوا: (نحن وجه الله الذي لا يهلك)([274])، نعوذ بالله من الشرك وأهله.
قاصمة ظهور شيوخ الشيعة: قال أبو عبد الله -رحمه الله- عن شيوخ شيعته: (تعالى الله عزَّ وجلَّ عمّا يصفونه سبحانه وبحمده، ليس نحنُ شركاءه في علمه ولا في قدرته، بل لا يعلم الغيب غيره كما قال في محكم كتابه تبارك وتعالى: ((قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)) [النمل:65].. قد آذانا جُهلاءُ الشيعة وحمقاؤهم، ومن دينه جناح البعوضة أرجح منه، وأشهد الله الذي لا إله إلا الله هو وكفى به شهيداً.. أتى بريء إلى الله وإلى رسوله ممن يقول: إنا نعلم الغيب، أو نشارك الله في ملكه، أو يُحلّنا محلاً سوى المحلٌ الذي رضيه الله لنا)!!([275]).

س66: ما مفهوم الإيمان عند شيوخ المذهب الشيعي؟
ج: لقد أدخل شيوخ الشيعة الإيمان بالأئمة الإثني عشر في مسمّى الإيمان!!.
قال شيخهم ابن المطهر الحلي: (مسألة الإمامة: هي أحدٌ أركان الإيمان المستحقٌ بسببه الخلود في الجنان، والتخلّص من غضب الرحمن)([276]).
وقال أمير محمد الكاظمي القزويني: (إنّ من يكفر بولاية على عليه السلام وإمامته فقد أسقط الإيمان من حسابه، وأُحبط بذلك عمله)([277]).

س67: هل قال شيوخ الشيعة بشهادة ثالثة مع الشهادتين؟
ج: نعم، وهي شهادة أنّ علياً رضي الله عنه وليُّ الله تعالى، فيردّدونها في أذانهم، وبعد صلواتهم([278]) ويُلقنوها موتاهم؟
قال الباقر: (لقّنوا موتاكم عند الموت شهادة أن لا إله إلا الله والولاية)([279]).

س68: ما اعتقاد شيوخ الشيعة في الإرجاء؟
ج: إنّ الإيمان عند المرجئة: هو معرفة الله سبحانه وتعالى، وأما عند الشيعة فهو: معرفة الإيمان أو حُبُّه!؟ ولهذا افتروا: حبُّ علي عليه السلام حسنةُ لا تضرُّ معها سيئة)([280]).
وافتروا: (لا يدخل الجنة إلا من أحبّهُ من الأولين والآخرين، ولا يدخل النار إلا من أبغضه من الأولين والآخرين)([281]).
التعليق: قال تعالى: ((مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا)) [النساء: 123].
وقال تعالى: ((فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)) [الزلزلة:7-8]. وأسقطوا الإيمان بالله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وجميع العقائد الدينية.. ولم يُبقوا في شريعة الإسلام في اعتقادهم غير حُب أمير المؤمنين رضي الله عنه؟!.

س69: ابتدع شيوخ الشيعة شعائر وأعمالاً ورتَّبوا عليها ثواباُ وجزاءً يغير هدى من الله ولا سنة عن رسوله صلى الله عليه وسلم؟ نأمل منكم غفر الله لكم ذكر أمثلة على ذلك؟
ج: نعم. فمثلاً: لعن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم: جعله شيوخ الشيعة من أفضل القربات([282])، وجعلوا لطم الخدود وشقّ الجيوب باسم عزاء الحسين رضي الله عنه من عظيم الطاعات([283]).
وسُئل شيخهم آل كاشف الغطاء عن: حكم الاحتفال في العاشر من محرّم في كل عام بتمثيل قتل الحسين رضي الله عنه وما جرى عليه وعلى أهله، وإعلان الحزن من الندب والعويل والبكاء وضرب الصدور والاستغاثة بترديد، يا حسين يا حسين..؟
فأجاب آيتهم: ((ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)) [الحج:32].. ولا ريب أن تلك المواكب المُحزنة، وتمثيل هاتيك الفاجعة المشجية، ومن أعظم شعائر الفرقة الجعفرية)([284]).
ورووا أنّ أئمتهم يملكون الضمان لشيعتهم بدخول الجنة: فعن عبد الرحمن الحجاج قال: (قلتُ لأبي الحسن ع إنّ علي بن يقطين: أرسلني إليك برسالة أسألك الدعاء له، فقال: في أمر الآخرة؟ قلتُ: نعم، قال: فوضع يده على صدره ثم قال: ضمنتُ لعلي بن يقطين ألاّ تمسه النار)([285]).

س70: ما الذي حفظ الإسلام منذ أربعة عشر قرناً في زعم شيوخ الشيعة؟
ج: قال إمامهم الخميني: (إن البكاء على سيد الشهداء عليه السلام وإقامة المجالس الحسينية، هي حفظت الإسلام من أربعة عشر قرناً)([286]).

س71: ما الدليل على أنّ الشيعة وعيدية خوارج في موقفهم من مخالفهم؟
ج: قال شيخهم المفيد: (اتفقت الإمامية: على أن أصحاب البدع كلُّهم كفارٌ وعلى أن على الإمام أن يستتيبهم عند التمكُّن.. فإن تابوا عن بدعهم وصاروا إلى الصواب، وإلاّ قتلهم لردتهم عن الإيمان، وأنّ من مات منهم على تلك البدعة، فهو من أهل النار)([287]).
ولذلك قال شيخهم ابن بابويه: (واعتقادنا فيمن خالفنا في شيء واحد من أمور الدين، كاعتقادنا فيمن خالفنا في جميع أمور الدين)([288]).
فعلماءُ الشيعة وعيدية بالنسبة لمن خالفهم، كما أنهم مرجئة فيمن دان واعتقد عقيدتهم.
ولذلك رووا: (إذا كان يوم القيامة ولّينا حساب شيعتنا، فمن كانت مظلمته فيما بينه وبين الله عز وجل، حكمنا فيها فأجابنا، ومن كانت مظلمته فيما بينه وبين الناس، استوهبناها فوُهبت لنا، ومن كانت مظلمته فيما بينه وبيننا كُنّا أحقّ من عفا وصفح)([289]).

س72: ما اعتقاد شيوخ المذهب الشيعي في الإيمان بالملائكة عليهم السلام؟
ج: يعتقدون أن الملائكة عليهم السلام خُلقوا من نور الأئمة:
رووا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (خلق الله من نور وجه علي بن أبي طالب ع سبعين ألف ملك، يستغفرون له ولمحبّيه إلى يوم القيامة)([290]).
من وظائف الملائكة: البكاء على قبر الحسين رضي الله عنه: رووا عن أبي عبد الله ع، قال: (وكْلَ الله بقبر الحسين ع، أربعة آلاف ملك، شعثٌ غبرٌ يبكونه إلى يوم القيامة..)([291]).
أمنية ملائكة السموات: رووا عن أبي عبد الله ع، قال: (وليس شيء في السموات والأرض إلا وهم يسألون الله أن يؤذن لهم في زيارة الحسين ع، ففوجٌ ينْزل، وفوجٌ يعرج)([292]).
الملائكة في اعتقاد شيوخ الشيعة مُكلفّون بمسألة ولاية أئمتهم، ولكنّ شيوخ الشيعة يقولون: بأنه لم يستجب من الملائكة إلا طائفة المقرّبين، رُغم أن الله يحلُّ العقوبة بمن يُخالف من الملائكة، حتى إن أحد الملائكة عُوقب بكسر جناحه لرفضه ولاية أمير المؤمنين رضي الله عنه، ولم يبرأ إلا حينما تمسَّح وتمرَّغ بمهد الحسين رضي الله عنه([293]).
حياة الملائكة موقوفة على الأئمة والصلاة عليهم:
فالملائكة: (ليس لهم طعامٌ ولا شرابٌ إلا الصلاة على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ومحبّيه، والاستغفار لشيعته المذنبين، وكانت الملائكة لا تعرفُ تسبيحاً ولا تقديساً من قبل تسبيح الأئمة عليهم السلام، وتسبيح شيعتنا)([294]).
لم يُشرِّف الله الملائكة إلا بقبولها ولاية علي عليه السلام([295]).
إذا خلا الشيعي بصاحبه الشيعي، قالت: الملائكة الحفظة: (اعتزلوا بنا، فإنّ لهم سرّاً، وقد ستره الله عليهما)([296]).
تعارض: هذا تكذيبٌ لقوله سبحانه وتعالى: ((إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)) [ق:17-18]. وقال سبحانه وتعالى: ((أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ)) [الزخرف:80].
ما ورد في القرآن من أسماء للملائكة:
فالمراد به عند شيوخ الشيعة: الأئمة الإثني عشر، ولهذا عقد شيخهم المجلسي: (باب: أنهم عليهم السلام الصافون والمسبّحون وصاحب المقام المعلوم، وحملة العرش، وأنهم السفرة الكرام البررة)([297]).

س73: ما اعتقاد شيوخ الشيعة في الإيمان بالركن الثالث وهو الإيمان بالكتب؟
ج: فيه مسألتان:
المسألة الأولى: يُؤمن شيوخ الشيعة: بأن الله أنزل كتباً على أئمتهم؟ منها:
1- مصحفُ علي رضي الله:
قال شيخهم الخوئي: (إن وجود مصحف لعلي عليه السلام يُغاير القرآن الموجود في ترتيب السور، وفي اشتماله على زيادات ليست في القرآن مما لا ينبغي الشكُّ فيه..)([298]).
2- كتاب علي رضي الله عنه:
ووصفته رواياتهم بأنه: (مثل فخذ الرجل مطوي)([299])، وأنه (خُطٌ عليِّ عليه السلام بيده، وإملاء رسول الله)([300]).
3- مصحف فاطمة رضي الله تعالى عنها:
رووا عن علي بن سعيد عن أبي عبد الله رضي الله عنه، قال.. (وخلّفت فاطمة ع، ما هو قرآن، ولكنه كلامُ الله أنزله عليها، إملاءُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وخط علي عليه السلام)([301]).
وفي رواية: (مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرّات، والله ما فيه من قرآنكم حرفٌ واحد، قال قلتُ: هذا والله العلم،قال: إنه العلم وما هو بذاك)([302]).
تعارض: في رواية مناقضة: (مصحف فاطمة ع، ما في شيء من كتاب الله، وإنما هو شيءٌ أُلقي عليها)([303]).
تناقض: رووا عن أبي بصيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث طويل: (ثمّ أتى الوحيُ إلى النبي ص، فقال: سألَ بعذاب واقع للكافرين بولاية عليُّ ليس له دافعٌ، من الله ذي المعارج، قال قلتُ: جعلتُ فداك إنا لا نقرؤها هكذا، فقال: هكذا والله نزل بها جبرئيل على محمد ص، وهكذا والله مُثبتٌ في مصحف فاطمةع)([304]).
وأمّا عن كيفية نزول المصحف:
فإليكم هذه الرواية عن أئمة الشيعة في الوصف الدقيق لمصحف فاطمة رضي الله عنها المزعوم: (عن أبي بصير سألت أبا جعفر محمد بن علي عن مصحف فاطمة، فقال: أُنزل عليها بعد موت أبيها قلت: ففيه شيء من القرآن، فقال: ما فيه شيء من القرآن، قلتُ: فصفه لي، قال: دفتان من زبرجدتين على طول الورقة، وعرضه حمراوين، قلتُ: جُعلتُ فداك فصف لي ورقة، قال: ورقُه من درّ أبيض، قيل له: كن فكان، قلتُ: جُعلت فداك فما فيه، قال: فيه خبرُ ما كان، وخبرُ ما يكونُ إلي يوم القيامة، وفيه خبرُ سماء سماء، وعددُ ما في السموات من الملائكة وغير ذلك، وعددُ كل من خلق الله مرسلاً وغير مرسل، وأسماؤهم وأسماء من أُرسل إليهم، وأسماءُ من كذّب وأجاب، وأسماءُ جميع من خلق الله من المؤمنين والكافرين من الأولين والآخرين، وأسماءُ البلدان وصفةُ كل بلد في شرق الأرض وغربها وعددُ ما فيها من المؤمنين وعدد ما فيها من الكافرين وصفةُ كل من كذّب وصفة القرون الأولى وقصصهم، ومن ولي من الطواغيت ومدّة ملكهم وعددهم وأسماء الأئمة وصفتهم وما يملك كل واحد واحد، وصفة كبرائهم، وجميع من تردّد في الأدوار، قلتُ: جُعلتُ فداك، وكم الأدوار، قال: خمسون ألف عام، وهي سبعة أدوار، وفيه أسماء جميع ما خلق الله وآجالهم، وصفة أهل الجنة وعدد من يدخلها، وعدد من يدخل النار، وأسماء هؤلاء وهؤلاء، وفيه علم القرآن كما أُنزل، وعلم التوراة كما أُنزلت، وعلم الإنجيل كما أُنزل وعلم الزبور، وعدد كل شجرة ومدرة في جميع البلاد..)([305]).
فيا تُرى كم سوف يكون هذا المصحف الخرافي الكبير من مجلد وورقة؟
بل ويقول الراوي: (إن إمامهم قال: (وما صفتُ لك بعد ما في الورقة الثانية، ولا تكلّمت بحرف منه)([306]).
4- كتابٌ أُنزل على الرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يأتيه الموت:
روى شيخهم عن أبي الصادق رضي الله عنه قال: (إنّ الله عز وجل أَنزل على نبيه كتاباً قبل أن يأتيه الموت، فقال: يا محمد، هذا الكتابُ وصيّتك على النجيب من أهل بيتك فقال: ومن النجيب من أهلي يا جبرائيل؟ فقال: علي بن أبي طالب عليه السلام، وكان على الكتاب خواتيم من ذهب، دفعه النبي ص، إلى عليّ ع، وأمره أن يَفُكَّ خاتماً منها ويعمل بما فيه، ففكَّ ع، خاتماً وعمل بما فيه، ثم دفعه ع، إلى ابنه الحسن ع، ففكّ خاتماً.. ثم كذلك أبداً إلى قيام المهدي ع)([307]).
التعليق: ((يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ)) فالرسول صلى الله عليه وسلم هنا كما يزعمون يسألُ: من هو النجيب، فهو صلى الله عليه وسلم لم يعرفه حتى نزل به الموت! فهذا يعني أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم كما في روايتهم هذه لم يُعلن للناس من هو النجيب الوصي من أهله بل لم يعرف ذلك إلا عند وفاته صلى الله عليه وسلم ((فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ)) [الحشر:2].
5- لوح فاطمة رضي الله تعالى عنها:
وهو في اعتقاد شيوخهم: كتاب مُنَزلٌ من عند الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم، وأهداه إلى ابنته فاطمة رضي الله تعالى عنها، فرووا عن أبي بصير أن أبا عبد الله سأل جابر بن عبد الله عن لوح فاطمة فقال جابر: (أشهدُ بالله أني دخلت على أمك فاطمة ع، في حياة رسول الله ص، فهنيّتها بولادة الحسين، ورأيتُ في يديها لوحاً أخضر، ظننتُ أنه من زمرُّد، ورأيتُ فيه كتاباً أبيض، شبه لون الشمس.. وفيه أنّ الله قال: إني لم أبعث نبيّاً فأكملتُ أيامه، وانقضت مدّته إلا جعلتُ له وصيّاً وإني فضلتك على الأنبياء وفضَّلتُ وصيَّك على الأوصياء، وأكرمتك بشبليك وسبطيك، حسن وحسين فجعلتُ حسناً معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه.. قال أبو بصير.. لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك فصنه إلا عن أهله)([308]).
القاصمة الفاضحة:
لقد رووا في هذا الكتاب المزعوم رواية هدّت بنيانهم من القواعد وخرّ عليهم سقف تشيُّعهم، فقد حكموا على أنّ علياً رضي الله عنه ليس من الأوصياء، فقالوا في روايتهم: (دخلتُ على فاطمة ع، وبين يديها لوحٌ فيه أسماءُ الأوصياء من ولدها، فعددتُ اثني عشر آخرهم القائم ع، ثلاثة منهم محمد وثلاثةٌ منهم عليّ)([309]).
6- صحيفة فاطمة رضي الله عنها:
ومن صفتها في اعتقاد شيوخهم كما رووه عن أبي عبد الله بن جابر: (دخلتُ إلى مولاتي فاطمة بنت محمد رسول الله ص، لأهنِّيها بمولد الحسن ع، فإذا بيدها صحيفةٌ بيضاءُ من دُرَّه فقلتُ: يا سيِّدة النسوان ما هذه الصحيفة التي أراها معك، قالت: فيها أسماء الأئمة من ولدي، قلتُ ناوليني لأنظر فيها قالت: يا جابر لولا النهي لكنتُ أفعل، لكنه قد نُهي أن يمسَّها إلا نبيٌّ، أو وصيٌّ نبيّ، أو أهل بيت نبيّ..)([310]).
7- الإثنا عشر صحيفة:
روى شيوخهم عن شيخهم ابن بابويه القمي، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تبارك وتعالى أنزل عليّ اثني عشر خاتماً، واثنتي عشرة صحيفة، اسم كل إمام على خاتمه، وصفته في صحيفته)([311]).
8- صحف علي رضي الله عنه:
ومنها: صحيفة فيها تسع عشرة صحيفة، قد حباها أو خباها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الأئمة([312]). ورووا أن أبا جعفر ع، قال: (إنّ عندي لصحيفة فيها تسع عشرة صحيفة، قد حباها رسول الله ص)([313]).
9- صحيفة ذؤابة السيف:
عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله: (إنه كان في ذؤابة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيفة صغيرة، فيها الأحرف التي يفتح كلُّ حرف منها ألف باب، قال أبو بصير: قال أبو عبد الله ع: فما خرج منها إلا حرفان حتى الساعة)([314]).
10- الجفر الأبيض والجفر الأحمر:
عن أبي العلاء قال: سمعتُ أبا عبد الله ع، يقول: (إن عندي الجفرَ الأبيض، قال: قلتُ: فأيُّ شيء فيه؟ قال: زبورُ داودَ وتوراةُ موسى وإنجيلُ عيسى وصحفُ إبراهيم ع، والحلالُ والحرامُ، ومصحفُ فاطمة.. وعندي الجفرُ الأحمرَ، قال، قلتُ: وأيُّ شيء في الجفرِ الأحمر: قال السلاحُ؛ وذلك إنما يُفتح للدم يفتحه صاحب السيف للقتل، فقال له عبد الله بن أبي يعفورٍ: أصلحك الله، أيعرفُ هذا بنو الحسن؟ فقال: أيّ والله كما يعرفون الليلَ أنه ليلُ والنهارَ أنه نهارٌ، ولكنهم يحملهم الحسدُ وطلب الدنيا على الجحود والإنكار ولو طلبوا الحقَّ بالحق لكان خيراً لهم)([315]).
11- صحيفة الناموس:
رووا أنّ إمامهم قال: (إنّ شيعتنا مكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم.. ليس على ملّة الإسلام غيرنا وغيرهم)([316]).
12- صحيفة العبيطة:
رووا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (إنّ عندي صحفاً كثيرة... وإنّ فيها لصحيفة يُقال لها العبيطة، وما ورد على العرب أشدّ عليهم منها، وإنّ فيها لستين قبيلة من العرب بهرجة، ما لها في دين الله من نصيب)([317]).
13- الجامعة:
روى شيوخهم عن أبي عبد الله رضي الله عنه قال: (إنّ عندنا الجامعة، وما يدُريهم ما الجامعة! قال قلتُ: جُعلتُ فداك وما الجامعة، قال: صحيفةٌ طولها سبعون ذراعاً بذراع رسول الله ص وإملائه من فَلْقِ فيه، وخطٌ عليّ ع بيمينه، فيه كلُّ حلال وحرام، وكل شيء يحتاج الناس إليه حتى الأرش في الخدش..)([318]).
التعليق: إنّ من أغرب الأمور وأنكرها، أن تكون هذه الكتب قد نزلت من عند الله تعالى، واختصَّ بها أمير المؤمنين علي رضي الله عنه والأئمة من بعده، ولكنها تبقى مكتومة عن الأمة، وبالذات عنكم أيها الشيعة سوى قرآن أهل السنة، والذي يعتقد علماؤكم تحريفه ونقصه، فما معنى إذاً إخفاء أئمتكم لهذه الكنوز السماوية عنكم؟ وأخيراً هذه الكتب مخزونة عند مهديكم المنتظر([319]) منذ ما يقارب الألف ومئتي سنة، لماذا؟ لماذا؟.
أفلا تكون هناك أيدٍ خبيثة سبئية يهودية دسَّت هذه الروايات في كتبكم، وكذبتْ على أئمتكم، فنحن نعلم جميعاً أنه ليس للمسلمين إلا كتابٌ واحدٌ هو القرآن، وأمّا تعدُّد الكتب فهو من خصائص اليهود والنصارى! أفلا يكفُّ علماؤكم عن مشابهة اليهود والنصارى.
المسألة الثانية: يُؤمن شيوخ الشيعة (بأنّ جميع الكتب السماوية عند أئمتهم) عقد شيخهم الكليني([320]) باباً بعنوان: (بابُ أن الأئمة ع عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل، وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها) وفيه عدة روايات.

س74: أيهما أفضل عند شيوخ الشيعة: رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم والأنبياء، أو أئمتهم؟
ج: أئمتهم!!! بل لقد كان شيخهم العلباء بن ذراع الدوسي أو الأسدي (يذمُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ويزعم أنه بُعث ليدعو إلى علي عليه السلام فدعا لنفسه)([321]).
وعقد المجلسي: (بابُ: تفضيلهم عليهم السلام علي الأنبياء، وعلى جميع الخلق، وأخذ ميثاقهم عنهم، وعن الملائكة، وعن سائر الخلق، وأنّ أولي العزم إنما صاروا أولي العزم بحبهم صلوات الله عليهم).
وذكر (88) حديثاً: وقال: (والأخبارُ في ذلك أكثر من أن تُحصى، وإنما أوردنا في هذا الباب قليلاً منها..)([322]).

س75: هل تقوم الحجة من الله تعالى على خلقه بإرساله للنبي صلى الله عليه وسلم وإنزاله القرآن الكريم، أو بالإمام في اعتقاد شيوخ الشيعة؟
ج: لا تقوم إلا بالإمام؟!.
قال ثقتهم الكليني: (بابُ أن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلاّ بإمام).
وذكر أربعة أحاديث منها: (ولولانا ما عُبد الله) (لولاهم ما عُرف الله عز وجل..)([323]).
وزاد المجلسي: (ولا يُدرى كيف يُعبد الرحمن)([324]).

س76: هل يقول شيوخ الشيعة بِنُزول الوحي على أئمتهم؟
ج: إن قاعدتهم: (إن الأئمة ع لا يتكلمون إلاّ بالوحي)([325]).
ورووا عن إمامهم أبي عبد الله أنه قال: (إن منّا لمن يُنكت في أذنه، وإنّ منّا لمن يُؤتى في منامه، وإنّ منّا لمن يسمع صوت السلسة يقع على الطشت، وإنّ منّا لمن يأتيه صورة أعظم من جبرئيل وميكائيل)([326]).
وفي رواية أنه قال: (إنّ الملائكة لتنْزل علينا في رحالنا تقلّب على فرشنا وتحضر موائدنا.. وتأتينا في وقت كلّ صلاة لتصليها معنا، وما من يوم يأتي علينا ولا ليل إلا وأخبار أهل الأرض عندنا وما يحدث فيها..)([327]).
وقال الخميني: (وإنّ من ضروريات مذهبنا: أنّ لأئمتنا مقاماً لا يبلُغه ملك مقرّبٌّ ولا نبيُّ مرسلٌ)؟؟؟([328]). ومنكر الضروري عندهم كافر، كما تقدّم.
وقال الخميني أيضاً: (فإنّ للإمام مقاماً محموداً، ودرجةً ساميةً، وخلافةً تكوينيةً تخضعُ لولايتها وسيطرتها جميع ذرّات هذا الكون)([329])، وذكرَ: أنّ الفقيه الشيعي بمنْزلة موسى وهارون عليهما السلام([330]).
ولذلك ألمحَ شيخهم جواد مغنية: إلى أنّ الخميني أفضل من موسى صلى الله عليه وسلم([331]).

س77: ما اعتقاد شيوخ الشيعة في الإيمان بالركن الخامس من أركان الإيمان وهو الإيمان باليوم الآخرة؟
ج: أوَّلوا آيات القرآن في اليوم الآخر بالرجعة، كما سوف يأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
ورووا: (الآخرة للإمام يضعُها حيث يشاء ويدفعها إلى من يشاء..)([332]).

س78: من الذي يُسهِّلُ موتَ المؤمنين ويُشدِّدُ موتَ الكافرين في اعتقاد شيوخ الشيعة؟
ج: قال شيخهم المجلسي: (يجبُ الإقرار بحضور النبيِّ والأئمة الإثني عشر ع عند موت الأبرار والفجار، والمؤمنين والكفار، فينفعون المؤمنين بشفاعتهم في تسهيل غمرات الموت وسكراته عليهم، ويُشدّدون على المنافقين ومبغضي أهل البيت ع، ولا يجوزُ التفكُّر في كيفية ذلك، إنهم يحضرون- كذا - في الأجساد الأصلية، أو المثالية أو بغير ذلك)([333]).

س79: ما الأمان للميِّت من عذاب القبر؟
ج: أن يُجعل معه تربة من تراب قبر الحسين رضي الله عنه!! وتوضع مع الميت في الحنوط والكفن([334]).
تعارض: لا أمان إلا لأهل التوحيد كما قال تعالى: ((الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)) [الأنعام:82].

س80: ما أول ما يُسأل عنه الميت عند وضعه في قبره في اعتقادهم؟
ج: حب أئمة الشيعة؟
رووا: (أول ما يُسأل عنه العبد:حُبّنا أهل البيت)([335])، فيسأله ملكان عن اعتقاده في الأئمة واحداً بعد واحد، فإنّ لم يُجب عن واحد منهم، يضربانه بعمود من نار، يمتلئ قبره ناراً إلى يوم القيامة!([336]).

س81: هل يوجد في اعتقاد الشيعة حشرٌ بعد الموت قبل يوم القيامة؟
ج: نعم، رووا: (يحشرُ الله تعالى في زمن القائم أو قبيله جماعةٌ من المؤمنين لتقرّ أعينهم برؤية أئمتهم ودولتهم، وجماعة من الكافرين والمخالفين للانتقام عاجلاً في الدنيا)([337]).

س82: من الذي يُستثنى من طول المقام والمرور على الصراط في اعتقادهم؟
ج: أهل مدينة قم بإيران مركز الدولة الصفوية، فإنهم (يُحاسبون في حفرهم) ويُحشرون من حفرهم إلى الجنة)([338])؛ ولذلك أصبح شيوخ الشيعة أكبر سماسرة العقار في تلك المدينة!.

س83: ما اعتقاد شيوخ الشيعة في عدد أبواب الجنة، ولمن تكون؟
ج: رووا عن أبي الحسن الرضا رضي الله عنه قال: (إنّ للجنة ثمانية أبوب، ولأهل قم واحدٌ منها، فطوبى لهم ثم طوبى، وهم خيارُ شيعتنا من بين سائر البلاد، خَمَّر الله تعالى ولايتنا في طينتهم([339]).
التعليق: زاد أحد تجار العقار من شيوخهم المعاصرين في عدد أبواب الجنة المفتوحة على (قم) فروى عن الرضا عليه السلام أنه قال: (للجنة ثمانية أبواب، فثلاثة منها لأهل قم، فطوبى لهم ثم طوبى لهم)([340]).
فلماذا الانتظار يا شيعة العرب!! أدركوا أبواب جنتكم الثلاثة، قبل أن تُغلق في وجوهكم.

س84: من الذي يُحاسبُ الناس يوم القيامة في اعتقاد شيوخ الشيعة؟
ج: أئمتهم؟!!
فعن أبي عبد الله -رحمه الله- أنه قال -وحاشاه-: (إلينا الصراط، وإلينا الميزان وإلينا حساب شيعتنا)([341]).
ثم زادوا في النصيب فقال شيخهم الحر العاملي: (إنّ من أصول الأئمة عليهم السلام: (الإيمان بأنّ حساب جميع الخلق يوم القيامة إلى الأئمة)([342]).
التعليق: قال الله تعالى: ((إِنْ حِسَابُهُمْ إِلا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ)) [الشعراء:113]. وقال تعالى: ((إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ)) [الغاشية:25-26].

س85: كيف يجوزُ الإنسان الصراط يوم القيامة في اعتقاد شيوخ الشيعة؟
ج: عن أبي جعفر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عليُّ: إذا كان يوم القيامة أقعدُ أنا وأنت وجبرائيل على الصراط، فلم يجز أحدٌ إلاّ من كان معه كتاب فيه براءةٌ بولايتك)([343]).

س86: من الذي يُدخل من يشاء الجنة، ومن يشاءُ إلى النار في اعتقادهم؟
ج: هو عليّ رضي الله عنه نعوذ بالله من الضلال.
زعم شيوخ الشيعة أن إمامهم الرضا رضي الله عنه قال: (سمعتُ أبي يُحدث عن آبائه عن علي عليه السلام أنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عليّ أنت قسيم الجنة والنار يوم القيامة، تقول للنار هذا لي، وهذا لك)([344]).
ووصل الأمر بعلماء الشيعة أيضاً إلى أن قالوا: (إنّ أمير المؤمنين عليه السلام لديَّان الناس يوم القيامة)([345]).
وافتروا أنّ أبا عبد الله جعفر الصادق -رحمه الله- قال: (إذا كان يوم القيامة وُضع منبرٌ يراه جميع الخلائق، يصعده رجلٌ، يقوم ملَكٌ عن يمينه، وملَكٌ عن شماله، يُنادي الذي عن يمينه: يا معشر الخلائق، هذا عليُّ بن أبي طالب صاحبُ الجنةُ يدخلها من يشاءُ، ويُنادي الذي عن يسار: يا معشر الخلائق، هذا عليّ بن أبي طالب صاحبُ النار يدخلها من يشاء)([346]).

س87: ما هو اعتقاد شيوخ الشيعة: فيمن يدخل الجنة من خلق الله تعالى؟
ج: قال شيوخهم: (الشيعة يدخلون الجنة قبل سائر الناس من الأمم بثمانين عاماً)([347]).
ثم رأوا أن يستأثروا بجنتهم لوحدهم فأصدروا هذه الرواية: (إنما خُلقت الجنة لأهل البيت، والنار لمن عاداهم)([348]).
التعليق: لقد شابهوا اليهود حيث قالوا: ((وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)) [البقرة:111].

س88: ما اعتقاد شيوخ الشيعة في الإيمان بالقضاء والقدر؟
ج: قال شيخهم المفيد: (الصحيح عن آل محمد صلى الله عليه وسلم أن أفعال العباد غير مخلوقة لله تعالى: وقد رُوي عن أبي الحسن ع، أنه سُئل عن أفعال العباد، فقيل له: هل هي مخلوقة لله تعالى؟ فقال ع: لو كان خالقاً لها لما تبرأ منها، وقد قال سبحانه: ((أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ)) [التوبة:3]. ولم يرد البراءة من خلق ذواتهم، وإنما تبرأ من شركهم وقبائحهم([349]).
واستمّر عدم التصريح من شيوخ الشيعة باعتقادهم بمذهب المعتزلة في الإيمان بالقضاء والقدر، إلى أن صرَّح شيخهم الحرُّ العاملي فقال: بابُ: أن الله سبحانه خالق كل شيء، إلا أفعال العباد).
وقال (أقول مذهب الإمامية والمعتزلة أن أفعال العباد صادرة عنهم، وهم خالقون لها)([350]).
التعليق: روى الكليني عن أبي جعفر وأبي عبد الله ع، قال: (إن الله أرحم بخلقه من أن يحبر خلقه على الذنوب، ثم يعذبهم عليها، والله أعز من أن يريد أمراً فلا يكون، قال: فسئلا ع: هل بين الجبر القدرة منْزلة ثالثة؟ قالا: نعم أوسعُ مما بين السماء والأرض)([351]).
قاصمة الظهر: قال أبو عبد الله: (ويح هذه القدرية، أما يقرأون هذه الآية: ((فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ)) [النمل:57]. ويحهم من قدّرها إلا الله تبارك وتعالى)([352]).
التعليق: هذه الرواية تُعبر عن مذهب الأئمة في إثبات القدر، وقد تُشير إلى ما عليه قدماء الشيعة من الإثبات، وقد أعرض عن هذه الروايات الشيعة المتأخِّرون بلا دليلٍ سوى تقليد أهل الاعتزال، وأغمضوا النظر عمّا يُعارض ذلك من روايات كثيرة عندهم، بل إنّ شيوخ الشيعة زادوا في تقليد أهل الاعتزال حتى قالوا: بأنّ من أصول دينهم الشيعي: العدل، كالمعتزلة سواءً بسواء، ومعنى هذه الكلمة: إنكار قدر الله تعالى.
قال شيخهم هاشم معروف: (أمّا الإمامية، فالعدل من أركان الدين عندهم، بل ومن أصول الإسلام)([353]).
قاصمة القواصم: جاء عن بعض شيوخهم القول في القدر بقول أهل السنة([354]).

س89: من الذي اخترع القول بالأوصياء، وكم عدد الأوصياء، ومن هو آخرهم في اعتقاد شيوخ الشيعة؟
ج: أول من اخترعه عبد الله بن سبأ اليهودي كما تقدّم.
وقال ابن بابويه القمي في ذكره لعقائد شيعته: (يعتقدون بأنّ لكل نبي وصيّاً أُوصي إليه بأمر الله تعالى) وذكر بأن عدد الأوصياء: (مائة ألف وأربعة وعشرون ألف وصيّ)([355]).
التعليق: قال شيخهم المجلسي: (وعلي عليه السلام آخرُ الأوصياء)([356]).
فمعنى هذا: أنه لا وصيّ بعد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، وأنّ إمامة من بعده باطلة؛ لأنهم ليسوا بأوصياء، وهذا ينقض مذهب الإثني عشرية من أصله، فينقض بنيانهم من القواعد، كيف لم ينتبه لذلك شيوخ شيعتهم، ولكن صدق الله: ((وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا)) [النساء:82].

س90: ما منزلة الإمامة عند شيوخ المذهب الشيعي؟
ج: أنها كالنبوة.
قالوا: (الإمامة منصبٌ إلهي كالنبوة)([357]). ولذلك افترى البحراني على أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: (من لم يُقرَّ بولايتي لم ينفعه الإقرار بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم)([358]).
ثم زادوا في الغلوّ والتطرٌّف فقالوا:
2- أنها أعظم وأجلُّ من النبوة.
قال الجزائري: (الإمامة العامة التي هي فوق درجة النبوة والرسالة)([359]).
وفي أحاديث الكليني في الكافي([360]): (أنّ الإمامة تعلو على مرتبة النبوة، ومن وجه آخر جعلوا الإمامة.
3- أعظم ما بعث الله به نبيّه صلى الله عليه وسلم.
قال شيخهم هادي الطهراني: (إنّ أعظم ما بعث الله تعالى نبيّه صلى الله عليه وسلم من الدين، إنما هو أمرُ الإمامة)([361]).
ولم يتركوا باباً من أبواب الغلوّ في أمر الإمامة إلاّ دخلوه، فقالوا:
4- كونها أحد أركان الإسلام، بل أعظم أركانه..
روى الكليني عن أبي جعفر: قال: (بُني الإسلامُ على خمس: على الصلاة، والزكاة والصوم، والحج، والولاية، ولم يُناد بشيء كما نُودي بالولاية)([362]).
وروى الكليني أيضاً عن أبي جعفر رضي الله عنه قال: (إن الإسلام بُني على خمسة أشياءَ: على الصلاة، والزكاة والحج، والصوم، والولاية، قال: زُرارة: فقلتُ: وأيُّ شيء من ذلك أفضلُ؟ فقال: الولاية أفضل)([363]).
وقد فضحهم شيخهم آل كاشف الغطاء، فقال: (إن الشيعة زادوا في أركان الإسلام ركناً آخر، وهو الإمامة)([364]).

س91: لو ذكرتم بعض الأعياد التي أحدثها شيوخ الشيعة؟
ج: إن من أشهر الأعياد التي أحدثوها: عيد الغدير.
قال شيخهم عبد الله العلايلي: (إن عيد الغدير جزء من الإسلام، فمن أنكره فقد أنكر الإسلام بالذات)([365]).
وحدّده الخميني باليوم الثامن عشر من ذي الحجة([366]).
ومن أعيادهم: عيد مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه على يد أبي لؤلؤة الفارسي المجوسي، وأطلقوا على أبي لؤلؤة: بابا شجاع الدين([367]).
وقد ساق شيخهم الجزائري روايات لهم في ذلك([368]).
كما يُعظّمون يوم النيروز، كفعل المجوس([369])، وقد اعترفت أخبارهم بأنّ يوم النيروز من أعياد الفرس([370]).

س92: هل الإمامة عند شيوخ الشيعة محصورة في عدد معيَّن؟
ج: لقد كان شيخ شيوخ شيعتهم الأول ابن سبأ اليهودي، ينتهي بأمر الوصيَّة عند علي رضي الله عنه([371])، ولكنْ جاء فيما بعد، منْ عمّمها في مجموعة من أولاده.
وفي رجال الكشي: أن مؤمن الطاق أو شيطان الطاق؟ هو الذي بدأ يُشيع القول بأنّ الإمامة محصورة بأناس مخصوصين من آل البيت!!.
وعندما علم بذلك الإمام زيد بن علي -رحمه الله- استدعاه وقال له: (بلغني أنك تزعم أنّ في آل محمد إماماً مفترض الطاعة، قال مؤمن الطاق: نعم، وكان أبوك عليّ بن الحسين أحدهم، فقال: وكيف وقد كان يُؤتى بلقمة وهي حارَّة فيبردها بيده ثمَّ يلقمنيها، أفترى أنه كان يُشفق علىَّ من حرّ اللقمة، ولا يُشفق عليّ من حرَّ النار؟ قال مؤمن الطاق: قلتُ له: كره أن يُخبرك فتكفر؟ فلا يكون له فيك الشفاعة، لا والله فيك المشيَّةُ)([372]).
التعليق: هكذا اخترع شيطان الطاق أكذوبة الإمامة، التي صارت من أصول الديانة عند الشيعة، واتهم الإمام علياً زين العابدين بن الحسين بأنه كتمَ أساس الدين حتّى عن ابنه الذي هو من صفوة آل محمد، كما اتهم الإمام زيداً بأنه لم يبلُغ درجة أخس أتباع شيوخ الشيعة في قابليته للإيمان بإمامة أبيه.. وعلماء الشيعة هم الذين يروون هذا الخبر في أوثق المصادر عندهم ويُعلنون فيه أنّ شيطان الطاق يزعم بوقاحته أنه يعرف عن والد الإمام زيد ما لا يعرفه الإمام زيد من والده مما يتعلٌّق بأصل من أصول الدين عندهم.

س93: هل يوجد بين شيوخ الشيعة اختلافٌ في عدد الأئمة؟
ج: نعم، فقد جاء في روايات الكافي كما تقدَّم: (أنَّ علياً عليه السلام يُسرُّ بالولاية إلى من شاء).
وقال المازندراني شارح الكافي: (إلى من شاء من الأئمة المعصومين)([373]).
فلم تحدَّد هذه الرواية العدد، ولا الأشخاص، فكأنَّ الأمر غير مستقرّ في تلك التي وُضع فيها هذا الخبر؟
ثم تطوَّر الأمر عند شيوخ الشيعة:
فوُجدت روايات تجعل الأئمة سبعة، وتقول: (سابعنا قائمنا)([374])، وهذا ما استقرّ عليه الأمر عند الإسماعيلية.
ولكنْ لما زاد عدد الأئمة أكثر عند الموسوية أو القطعية، والتي سُمّيت بالإثني عشرية، صار هذا النص الآنف الذكر، مبعث شك في عقيدة الإمامة لدى أتباع هذه الطائفة، وحاول مؤسسو المذهب الشيعي التخلُّص منه، ونفي شك الأتباع بإصدار الرواية التالية:
عن داود الرقي قال: (قلتُ لأبي الحسن الرضا ع: جُعلتُ فداك، إنه والله ما يلج في صدري من أمرك شيءٌ، إلاّ حديثاً سمعته من ذريح يرويه عن أبي جعفر ع قال لي: وما هو، قال: سمعته يقول: سابعنا قائمنا إن شاء الله، قال: صدقتَ وصدقَ ذريح وصدقَ أبو جعفر ع، فازددتُ والله شكّاً، ثم قال: يا داود بن أبي خالد، أما والله لولا أنّ موسى قال للعالم: ستجدني إن شاء الله صابراً ما سأله عن شيء، وكذلك أبو جعفر ع لولا أن قال: إن شاء الله، لكن كما قال: قال فقطعتُ عليه)([375]).
فجعل شيوخهم هذا من باب البداء وتغيُّر المشيئة لله تعالى، كما سوف يأتي إن شاء الله مفصَّلاً.
ثم تطوَّر الأمر عند شيوخ الشيعة: فوجدت روايات في الكافي تقول بأنَّ الأئمة عددهم ثلاثة عشر!!؟
فقد روى الكليني([376])، عن أبي جعفر ع، قال: (قال رسول الله ص: إني واثني عشر من ولدي وأنت يا عليُّ زرُّ الأرض، يعني أوتادها وجبالها، بنا أوتد الله الأرض أن تسيخ بأهلها، فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي، ساخت الأرضُ بأهلها، ولم ينظروا).
فهذا النصُّ أفاد أن أئمتهم بدون الإمام علي رضي الله عنه اثنا عشر، ومع الإمام علي رضي الله عنه يُصبحون ثلاثة عشرة، وهذا والله ينسفُ بنيان الشيعة كلّه!!.
وعن أبي جعفر عن جابر قال: (دخلتُ على فاطمة ع، وبين يديها لوحٌ فيه أسماءُ الأوصياء من ولدها؛ فعددتُ اثني عشر، آخرهم القائم)([377]).
ويكفي في بيان ضلالهم بأن أختم بهذه الرواية: روى شيخهم فرات الكوفي بسنده إلى الإمام زيد بن علي بن الحسين قال: (إنما المعصومون منّا خمسة، لا والله ما لهم سادس)([378]).
يا أتباع المذهب الشيعي: هل تعلمون كم يعتقد علماؤكم من مهدي لديهم؟ إن من غرائب الاعتقادات التي يعتقدها علماؤكم، أنهم يقولون: إنّ بعد قائمكم اثني عشر مهدياً آخر!!.
رووا عن جعفر عن آبائه عن علي ع أنه قال: قال رسول الله ص في الليلة التي كانت فيها وفاته: (يا أبا الحسن: أحضر صحيفة ودواة، فأملى رسول الله وصيّته -وفيها- فقال: (يا علي: إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً، ومن بعدهم إثنا عشر مهدياً، فأنت أولُ الإثني عشر إماماً.. -وساق الحديث إلى أن قال-: وليُسلمها الحسن - يعني الإمام العكسري - إلى إبنه محمد المستحفظ من آل محمد صلى الله عليه وعليهم، فتلك إثنا عشر إماماً، ثمّ يكون من بعده اثنا عشر مهدياً، فإذ حضرته الوفاة، فليُسلمها إلى إبنه أول المهديين، له ثلاثة أسامي: اسم كاسمي، وإسم أبي وهو عبد الله، والإسم الثالث المهدي، وهو أول المؤمنين)([379]).
وروى الطوسي: أنهم أحد عشر، كما حكى عن أبي حمزة عن جعفر أنه قال: (يا أبا حمزة: إنّ منّا بعد القائم أحد عشر مهدياً)([380]).

س94: هل حصل بسبب اختلافهم في عدد أئمتهم تكفير بعضهم لبعض؟
ج: نعم وهذا كثيرٌ نسأل الله العافية، فمثلاً: في سنة 190هـ اجتمع ستة عشر رجلاً في باب أبي الحسن الثاني علي الرضا -رحمه الله- فقال له أحدهم، ويُدعى جعفر بن عيسى: (يا سيدي، نشكو إلى الله وإليك - نعوذ بالله!! ما نحنُ فيه من أصحابنا، فقال: وما أنتم فيه منهم؟ فقال جعفر: هم والله يُزندَّقونا ويُكفرونا ويتبرءون منا، فقال: هكذا كان أصحاب علي بن الحسين، ومحمد بن علي، وأصحاب جعفر وموسى صلوات الله عليهم، ولقد كان أصحاب زرارة يُكفّرون غيرهم، وكذلك غيرهم كانوا يُكفّرونهم.. وقال يونس: جُعلتُ فداك إنهم يزعمون أنّا زنادقة)([381]).
فهذا حال رعيلهم الأول فكيف بمن أتى بعدهم إلى عصر شيوخ شيعتهم في العصر الحاضر! وصدق الله العظيم ((إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آَبَاءَهُمْ ضَالِّينَ * فَهُمْ عَلَى آَثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ)) [الصافات:69-70].

س95: ما المخرج الذي خرجوا به أمام عوامِّهم من ورطتهم في القول بتحديد عدد الأئمة؟
ج: هو قولهم بمسألة: (نيابة المجتهد عن الإمام)؟؟!.
ومع ذلك: فقد اختلف قولهم في تحديد النيابة([382]).
وفي هذا العصر: اضطر شيوخ الشيعة للخروج نهائياً عن هذا الأصل الذي هو قاعدة دينهم، فجعلوا رئاسة الدولة الإيرانية تتمُّ عن طريق الانتخاب([383]).

س96: ما حكم من أنكر إمامة واحدٍ من الأئمة في اعتقاد شيوخ الشيعة؟
ج: قال شيخهم المفيد: (اتفقت الإمامية: على أنّ من أنكر إمامة أحد من الأئمة، وجحد ما أوجبه الله تعالى له من فرض الطاعة، فهو كافرٌ ضالٌ مستحقٌ للخلود في النار)([384]).
التعليق: تقدّم أنهم يَقبلون روايات من أنكر كثيراً من أئمتهم!!؟ كروايات الفطحية؟ مثل: عبد الله بن بكير؟ وأخبار الواقفة مثل: سماعة بن مهران: والناووسية: ومع ذلك كلّه، وَثّقَ شيوخ الشيعة بعض رجال هذه الفرق، التي أنكرت كثيراً من الأئمة.

س97: ما موقف الرسول صلى الله عليه وسلم والأئمة من الصحابة رضي الله عنهم كما في بعض كتب الشيعة المعتبرة؟
ج: قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار ولأبناء أبنا الأنصار، يا معشر الأنصار: أما ترضون أن يرجع غيركم بالشاة والنعم، وترجعون أنتم وفي سهمكم رسول الله، قالوا: بلى رضينا قال النبي ص حينئذٍ: (الأنصار كرشي وعيبتي، لو سلك الناسُ وادياً، وسلكت الأنصار شعباً، لسلكتُ شعب الأنصار، اللهم اغفر للأنصار)([385]).
وقال علي رضي الله عنه: (لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فما أرى أحداً يُشبههم منكم، لقد كانوا يُصبحون شعثاً غبراً، وقد باتوا سجداً وقياماً، يروحون بين جباههم وخدودهم.. إذا ذُكر الله هملت أعينهم، حتّى تبل جيوبهم، ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف، خوفاً من العقاب، ورجاءً للثواب)([386]).
وقال رضي الله عنه: (أُوصيكم في أصحاب رسول الله لا تسبُّوهم، فإنهم أصحاب نبيكم وهم أصحابه الذين لم يبتدعوا في الدين شيئاً، ولم يوُقروا صاحب بدعة، نعم: أوصاني في هؤلاء)([387]).
وقال: (فاز أهل السبق بسبقهم، وذهب المهاجرون الأولون بفضلهم)([388]). وقال رضي الله عنه عن الأنصار رضي الله عنهم: (فلما آووا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونصروا الله ودينه، رمتهم العرب عن قوس واحدة، وتخالفت عليهم اليهود، وغزتهم القبائل قبيلة بعد قبيلة، فتجردَّوا للدين، وقطعوا ما بينهم وبين العرب من الحبائل.. وأقاموا قناة الدين، وتصبَّروا تحت أحلاس الجلاد، حتّى دانت لرسول الله صلى الله عليه وآله العرب، ورأى فيهم قرّة العين قبل أن يقبضه الله إليه)([389]).
وكان زين العابدين رضي الله عنهم يدعو لهم في صلاته فيقول: (اللهم وأصحابُ محمد خاصةً الذين أحسنوا الصحابةَ والذين أبلوا البلاءَ الحسنَ في نصرِه.. اللهم وأوصل إلى التابعين لهم بإحسان الذين يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان خير جزائك، وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته، وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته..)([390]).
وقال جعفر الصادق -رحمه الله-: (كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اثني عشر ألفاً.. ولم ير فيهم قدري، ولا مرجئي، ولا حروري، ولا معتزلي ولا صاحب رأي..)([391]).
وسُئل الرضا عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم اهتديتم).
وقوله: (دعوا لي أصحابي) فقال: (هذا صحيح)([392]).
وقال الحسن العسكري -رحمه الله-: (إنّ كليم الله موسى صلى الله عليه وسلم سأل ربّهُ: هل في صحاب الأنبياء أكرم عندك من صحابتي؟ قال الله: يا موسى، أما علمت أن فضل صحابة محمد صلى الله عليه وسلم على جميع صحابة المرسلين، كفضل محمد صلى الله عليه وسلم على جميع المرسلين والنبيين)([393]).
وقال -رحمه الله-: (إنّ رجلاً يُبغض آل محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الخيرين، أو واحداً منهم، يعذبه الله عذاباً، لو قُسِّم على مثل عدد خلق الله، لأهلكهم أجمعين)([394]).

س98: هل اتبع شيوخ الشيعة أئمتهم في اعتقادهم في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وباختصار؟
ج: لا!! ويتبيّن لك ذلك عبر المسائل الآتية بإذن الله تعالى.
المسألة الأولى: يعتقدُ شيوخهم: (ردّة كل المسلمين بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم)!.
قل شيخهم محمد رضا المظفر: (مات النبي ص ولابد أن يكون المسلمون كلهم، لا أدري الآن قد انقلبوا على أعقابهم)([395]).
بل قالوا: بأنه لم يُؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم من البشر كلهم إلا رجلٌ واحدٌ، وهو الذي خرج من بلاده يطلب الحقيقة، ألا وهو: سلمان الفارسي رضي الله عنه([396]).
التعليق: انظر: كيف حكم شيوخ الشيعة على كل المسلمين من الصحابة والقرابة وآل البيت رضي الله عنهم بانقلابهم على أعقابهم، نعوذ بالله من الضلال وأهله.
وقال شيخ الشيعة التستري عن الصحابة رضي الله عنهم: (جاء محمد ص وهدى خلقاً كثيراً، لكنهم بعد وفاته ارتدُّوا على أعقابهم)([397]).
ورووا أن أبا جعفر قال: (كان الناسُ أهل الردّة بعد النبي ص إلا ثلاثة فقلتُ: ومن الثلاثةُ؟ فقال: المقدادُ بن الأسودِ، وأبو ذرَّ الغفاريُّ، وسلمان الفارسي)([398]).
تعارض: عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر قال: (إنّ رسول الله ص لما قُبض صار الناس كلهم أهل جاهلية إلا أربعة: علي والمقداد وسلمان وأبو ذر فقلتُ: فعمّار، فقال ع: إن كنت تريد الذين لم يدخلهم شيء فهؤلاء الثلاثة)([399]).
قاصمة ظهور شيوخ الشيعة: إن هذه الروايات المشئومة على شيوخ الشيعة تكشف حقيقة التشيّع المصطنع، وأنّ هؤلاء أعداء لأهل البيت، كما أنهم أعداء لرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته، ومن غباوتهم أنّ هذه الروايات دليلٌ منهم على أن الحسن والحسين، وفاطمة وخديجة، وآل عقيل وآل جعفر، وآل العباس وآل علي رضي الله عنهم كلُّهم أهل جاهلية، ومرتدون، نعوذ بالله؟؟؟
فهل هذا أيها القارئ: إلا دليل واضحٌ على أن التشيّعُ إنما هو ستارٌ لتنفيذ أغراض خبيثة ضد الإسلام وأهله، وأن واضعي هذه الروايات من شيوخ الشيعة أعداءٌ للصحابة وأهل البيت رضي الله عنهم.
المسألة الثانية: اعتقاد شيوخ الشيعة (نفاق أكثر الصحابة رضي الله عنهم في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم).
قال التستري (إنهم لم يُسلموا، بل استسلم الكثير رغبة في جاه رسول الله إنهم داموا مجبولين على توشُّح النفاق، وترشُّح الشقاق)([400]).
وقال الكاشاني: (أكثرهم كانوا يُبطنون النفاق، ويجترئون على الله، ويفترون على رسول الله صلى الله عليه وسلم في عزة وشقاق)([401]).
وقال إمامهم الخميني: (الصحابة الذين يُسمّونهم المنافقين)([402]).
القاصمة: قال إمامهم جعفر -رحمه الله-: (كان أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم اثني عشر ألفاً.. ولم يُر فيهم قدري ولا مرجئي، ولا حروري، ولا معتزلي، ولا صاحب رأي، كانوا يبكون الليل والنهار)([403]).

س99: لو ذكرتم عقيدة الأئمة في أبي بكر رضي الله عنه باختصار؟
ج: لقد كان علي رضي الله عنه يُصلّي الصلوات الخمس خلف أبي بكر الصديق رضي الله عنه راضياً بإمامته)([404]).
قال شيخهم الطوسي: (فذاك مسلّم؛ لأنه الظاهر)([405]).
وتواتر عن علي رضي الله عنه قوله: (خيرُ هذه الأمة بعد نبيّها أبو بكر وعمر)([406]).
وقوله: (لا أُوتي برجل يُفضلّني على أبي بكر وعمر إلاّ جلدته حدَّ المفتري)([407]). ولما سُئل رضي الله عنه عن سبب بيعته لأبي بكر رضي الله عنه بالخلافة قال: (لولا أنا رأينا أبا بكر لها أهلاً لما تركناه)([408]).
وقال لما قيل له: (ألا توصي، قال ما أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأُوصي ولكن إذا أراد الله بالناس خيراً استجمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيّهم صلى الله عليه وسلم على خيرهم)([409]).
وقال رضي الله عنه: (حبيباي وعمّاك أبو بكر وعمر، إماما الهدى، وشيخا الإسلام، ورجلا قريش، والمقتدى بهما بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، من اقتدى بهما عُصم، ومن اتبع آثارهما هُدي إلى صراط مستقيم)([410]).
وقَدِمَ نفرٌ من العراق على علي بن الحسين، فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فلما فرغوا من كلامهم، قال لهم: (ألا تُخبروني، أنتم المهاجرين الأولون ((أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)) قالوا: لا! قال: أنتم ((وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)) [الحشر:8-9]. قالوا: لا! قال: أما أنتم قد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين، وأنا أشهدُ أنكم لستم من الذين قال الله تعالى فيهم ((وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) [الحشر:10]. أخرجوا عني، فعل الله بكم)([411]).
وذكر أبو عبد الله رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي سمّى أبا بكر رضي الله عنه بالصدّيق([412]).
وسُئل أبو جعفر الباقر عن حلية السيف فقال: (لا بأس به، قد حلّى أبو بكر الصدِّيق سيفه، قال: قلتُ: تقول الصدِّيق، قال: نعم الصدِّيق! نعم الصديق! نعم الصدِّيق! فمن لم يقل له الصدِّيق، فلا صدق الله له قولاً في الدنيا وفي الآخرة)([413]).
و(حضر أنُاس من رؤساء الكوفة وأشرافها والذين بايعوا زيداً، فقالوا له: رحمك الله ماذا تقول في حق أبي بكر وعمر؟ قال رضي الله عنه: ما أقول فيهما إلا خيراً كما لم أسمع فيهما من أهل بيتي إلا خيراً، ما ظلمانا ولا أحداً غيرنا، وعملا بكتاب الله وسنة رسوله، فلما سمع منه أهل الكوفة هذه المقالة رفضوه، ومالوا إلى أخيه الباقر، فقال زيد رضي الله عنه: رفضونا اليوم؛ ولذلك سمّوا هذه الجماعة بالرافضة)([414]).
وروى عنه شيخهم نشوان الحميري أنهم لما قالوا له: (إن برئتَ منهما وإلا رفضناك فقال: الله أكبر، حدثنّي أبي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي ع: إنه سيكون قوم يدّعون حُبّنا، لهم نبْزٌ يعرفون به، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإنهم مشركون، اذهبوا فأنتم الرافضة)([415]).

س100: هل اتبع شيوخ الشيعة أئمتهم في اعتقادهم في أبي بكر الصديق رضي الله عنه؟
ج: لا!! بل لقد أعلن شيوخ الشيعة التكفير والتفسيق واللعن لأبي بكر رضي الله ولم يتّبعوا أئمتهم في ذلك، وممّا يعتقدونه فيه رضي الله عنه.
أنه رضي الله عنه أمضى أكثر عمره مقيماً على الكفر، خادماً للأوثان([416]) عابداً للأصنام([417]).
وأنّ إيمانه رضي الله عنه كإيمان اليهود والنصارى([418]).
وأنه رضي الله عنه (كان له صنمٌ يعبده ويسجُد عليه في زمن الجاهلية والإسلام سراً واستمرّ على ذلك إلى أن توفي رسول الله ص فأظهر ما في قلبه)([419]).
وأن شيوخ الشيعة اطلعوا على باطنه رضي الله عنه فتبيّن لهم أنه كافر([420])، وجزم شيخهم المجلسي بعدم إيمانه رضي الله عنه([421]).
وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأخذ أبا بكر رضي الله عنه معه إلى الغار إلا خوفاً منه أن يخبر المشركين بمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم([422]).