بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ، فجزى الله خيرا كل من شرف الموضوع بمروره وتعليقاته.
وبعد فإن مما يزيد في بيان كذبه ببراءة الشيعة من سبِّ الشيخين هو ما كان يفعله شيخ الدولة الصفوية علي عبد العالي الكركي الملقب بالمحقق الثاني من تصريحه بالسب كما ينقله علامتهم علي البروجردي في كتابه ( طرائف المقال ) ( 2 / 416-417 ) قائلاً:[ وكان لا يركب ولا يمضي إلى موضع إلا والشاب يمشون في ركابه مجاهرا بلعن الشيخين ومن على طريقتهما انتهى ].
وبعد أن اعترض عليه بعض علماء الإمامية بأن المجاهرة بسبِّ الشيخين مخالفٌ لأخبار التقية ، رد عليهم البروجردي بأن كان في حال التمكين والغلبة فلا تشمله أحكام التقية التي تكون مع الضعف والخوف ، فقال:[ إن فعل الشيخ من ترك التقية والمجاهرة بالسب لعله كان واجبا أو مندوبا في زمانه ، والتقية لازمة مع الخوف ، وهو غير منظور في حقه ، مع كمال السلطنة والاستيلاء ، خصوصا مع إطاعة سلطان الزمان له بلا شبهة ].
فهذا سلوك كبير مراجعهم وزعيم مذهب الإمامية في وقته من التجاهر بسبِّ الشيخين ولعنهما ، ثم يزعم الكذّاب الأَشِر مرجعهم عبد الحسين ببراءة الشيعة وأبدى استعداده على الحلف برب الكعبة على ذلك ، حيث قال:[ إذ لا يمكن إذعان الخصم ببراءة الشيعة من هذا الأمر ، ولو حلفنا له برب الكعبة ].
فمن يملك جرأة الإقدام على الحلف الكاذب بجبار السموات والأرض ، فلا شك أنه أجرأ على الكذب فيما دون ذلك كاختلاقه كتاب المراجعات ونسبته لشيخ الأزهر سليم البشري زوراً وبهتاناً.