عرض مشاركة واحدة
قديم 13-10-10, 09:44 PM   رقم المشاركة : 35
الفهرس
اثني عشري






الفهرس غير متصل

الفهرس is on a distinguished road


نكمل إن شاء الله.
ما تقدم كان على تسليم انّ المراد من البيت هو البيت المبني من الاَحجار والآجر والاَخشاب، حيث ظهر أن المتعين حمله على بيت خاص معهود ولا يصح إلا حمله على بيت فاطمة صلوات الله عليها، إذ ليس هناك بيت خاص صالح لحمل الآية عليه.
وأمّا لو قلنا بأن البيت يطلق ويراد منه المعنى المجرد (الشرف والعزة) لا المعنى المحسوس المادي، مثل قول القائل: (بيت النبوة) فلا محيص أن يراد منه المنتمون إلى النبوة بوشائج معنوية خاصة على وجه يصح مع ملاحظتها عدّهم أهلا لذلك البيت، وتلك الوشائج عبارة عن النزاهة في الروح والفكر، ولا يشمل كل من يرتبط ببيت النبوة عن طريق السبب أو النسب فحسب بينما يفتقد الاَواصر المعنوية الخاصة، ولقد تفطّن العلامة الزمخشري صاحب التفسير لهذه النكتة، فهو يقول في تفسير قوله تعالى: (قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ)، لاَنّها كانت في بيت الآيات ومهبط المعجزات والاَمور الخارقة للعادات، فكان عليها أن تتوقر ولا يزدهيها ما يزدهي سائر النساء الناشئات في غير بيوت النبوة، وان تسبح اللّه وتمجده مكان التعجب، وإلى ذلك أشارت الملائكة في قولها: (رحمة اللّه وبركاته عليكم أهل البيت) أرادوا انّ هذه وأمثالها مما يكرمكم به رب العزة، ويخصكم بالإنعام به يا أهل بيت النبوة (الكشاف:2/ 107).
وعلى ذلك لا يصح تفسير الآية بكل المنتسبين عن طريق الأواصر الجسمانية لبيت خاص حتى بيت فاطمة، إلا أن تكون هناك الوشائج المشار إليها، ولقد ضل من ضل في تفسير الآية بغير تلك الجماعة عليهم السلام، فحمل البيت في الآية على البيت المبني من حجر ومدر مع أن المراد غيره.
ولقد جرى بين قتادة المفسر المعروف وبين أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام محادثة لطيفة أرشده الاِمام فيها إلى هذا المعنى الذي أشرنا إليه، قال قتادة (عندما جلس الامام الباقر عليه السلام): لقد جلست بين يدي الفقهاء وقدّام ابن عباس فما اضطرب قلبي قدّام واحد منهم ما اضطرب قدّامك. قال له أبو جعفرعليه السلام: ويحك، أتدري أين أنت؟ أنت بين يدي: (في بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ ويُذْكَرَ فِيها اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالغُدُوِّ والآصالِ * رجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارةٌ ولا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ وإقامِ الصلاةِ وإيتاءِ الزكاةِ)، فأنت ثمَّ ونحن أُولئك، فقال له قتادة: صدقت واللّه جعلني اللّه فداك، واللّه ما هي بيوت حجارة ولا طين.
انتهى البحث في هذه القرينة (اللام العهدية).. سأنتظر ردك قبل الانتقال إلى قرينة اخرى.

دمتم في حفظ الله