عرض مشاركة واحدة
قديم 18-03-14, 03:23 PM   رقم المشاركة : 6
بو عمر العنزي
محب أهل الحديث







بو عمر العنزي غير متصل

بو عمر العنزي is on a distinguished road


فصل

يقول الخارجي طارحًا السؤال :" والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه،هو أن الحصار استمر شهرين أو تسعة وأربعين يوما فأين كان الصحابة الكرام الذي دوخوا الممالك وخاضوا المهالك نصرة لله ولرسوله؟ أين أبا الحسنين قالع باب خيبر عن نصرة أمير المؤمنين وخليفة سيد المرسلين .." اهـ وقد أورد رواية من الاستيعاب وسيأتي الرد عليها بوقتها

وجواب سؤاله هذا

قال ابن كثير رحمه الله تعالى :" فلما كان قبل ذلك بيوم، قال عثمان للذين عنده في الدار من المهاجرين والأنصار - وكانوا قريبا من سبعمائة، فيهم عبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير والحسن والحسين ومروان وأبو هريرة، وخلق من مواليه، ولو تركهم لمنعوه فقال لهم: أقسم على من لي عليه حق أن يكف يده وأن ينطلق إلى منزله، وعنده من أعيان الصحابة وأبنائهم جم غفير، وقال لرقيقه: من أغمد سيفه فهو حر.

فبرد القتال من داخل، وحمي من خارج، واشتد الأمر، وكان سبب ذلك أن عثمان رأى في المنام رؤيا دلت على اقتراب أجله فاستسلم لأمر الله رجاء موعوده، وشقا إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم، وليكون خيرا بني آدم حيث قال حين أراد أخوه قتله: (إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار، وذلك جزاء الظالمين) * [المائدة: 29]

وروي أن آخر من خرج من عند عثمان من الدار، بعد أن عزم عليهم في الخروج، الحسن بن علي وقد خرج، وكان أمير الحرب على أهل الدار عبد الله بن الزبير رضي الله عنهم.

وروى موسى بن عقبة عن سالم أو نافع أن ابن عمر لم يلبس سلاحه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يوم الدار ويوم نجدة الحروري.

قال أبو جعفر الداري أيوب السختياني عن نافع عن ابن عمر: أن عثمان رضي الله عنه أصبح يحدث الناس، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال: يا عثمان أفطر عندنا " فأصبح صائما وقتل من يومه، وقال؟ ؟ بن عمر عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن رجل قال دخل عليه كثير بن الصلت فقال: يا أمير المؤمنين اخرج فاجلس بالفناء فيرى الناس وجهك فإنك إن فعلت ارتدعوا.
فضحك وقال:يا كثير رأيت البارحة وكأني دخلت على نبي الله وعنده أبو بكر وعمر، فقال: " ارجع فإنك مفطر عندي غدا " ثم قال عثمان: ولن تغيب الشمس والله غدا أو كذا وكذا إلا وأنا من أهل الآخرة، قال: فوضع سعد وأبو هريرة السلاح وأقبلا حتى دخلا على عثمان. " اهـ
[ البداية والنهاية 4 / 194 ]

وقد سبق لي أن نقلت في موضوع سابق لي عن موقف الصحابة رضي الله عنهم
وستجد في هذا الرد سبب امتناع عثمان رضي الله عنه أن يهراق بسببه دم امرئ مسلم فمنعهم من الدفاع عنه ولو أراد ذلك لأبادهم بقدرة الله , وأن الصحابة رضي الله عنهم لم يرضوا بمقتله.



[ بطلان قول الخارجي أن الصحابة رضوا بمقتل عثمان رضي الله عنه ]


وأما قوله " ولسنا أول من خاض في هذه الفتنة فقد اختلفت الأمة فيها كلها بل كان أول من خاض فيها الصحابة أنفسهم حينما ثاروا على عثمان وقتل في مأمنه على مسمع من أهل المدينة ولم يحرك أحد ساكنا فلو كان الصحابة راضين عنه لقاموا لنصرته كيف وقد حوصر في بيته شهرا .. " اهـ

فهذا جهل منه وهو يهرف بما لا يعرف
وأنا أنقل هنا بعض النقول الصحيحة في موقف الصحابة فيما حدث لعثمان رضي الله عنه :-

قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : " لم أكن أظن الناس يجترئون هذه الجرأة ولا يطلبون دمه "
[ تاريخ الطبري ]

وهؤلاء الخوارج الذين خرجوا على عثمان رضي الله عنه اغتنموا غيبة الكثير من أهل المدينة أيام الحج وفي الثغور وفي الأقاليم ,وقد كان موقف عثمان رضي الله عنه من الفتنة واضحًا وجلي ,, حيث أنه منع أن يهراق دم مسلم بسببه فمنعهم من من رفع السلاح وهذه بعض المرويات التي تثبت ذلك :-

* قال شداد بن أوس النجاري الأنصاري : رأيت عليًا خارجًا من بيته معتمًا بعمامة رسول الله صل الله عليه وسلم متقلدًا سيفه , أمامه الحسن وابن عمر في نفر من المهاجرين والأنصار حتى حملوا على الناس وفرقوهم , ثم دخل على الخليفة عثمان رضي الله عنه فقال له :" السلام عليك يا أمير المؤمنين : إن رسول الله صل الله عليه وسلم لم يلحق هذا الأمر حتى ضرب بالمقبل المدبر وإني والله لا أرى القوم إلا قاتلوك , فمرنا فلنقاتل , فقال عثمان : أنشد الله رجلًا رأى لله حقًا وأقر أن لي عليه حقًا , أن يهريق في سبيلي ملء محجمة من دم أو يهريق دمه فيَّ , فأعاد عليه القول , فأجابه بمثل ما أجابه .
قال : فرأيت عليًا خارجًا من الباب وهو يقول " اللهم إنك تعلم أنا بذلنا المجهود "
[المحب الطبري / الرياض النضرة.]

* وعن جابر بن عبد الله الأنصاري , أن عليًا رضي الله عنه أرسل إليه – إلى عثمان رضي الله عنه – إن معي خمسمئة دارع , فأذن لي فأمنعك من القوم , فإنك لم تُحدث شيئًا يُستحل به دمك , قال : جُزِيت خيرًا ما أُحب أن يهراق دم في سببي "
[ابن عساكر , تاريخ دمشق .]

* قال ابو هريرة رضي الله عنه : دخلت على عثمان يوم الدار فقلت : يا أمير المؤمنين , اليوم طاب الضرب معك , فقال : يا أبا هريرة , أيسرك أن تقتل الناس جميعًا وإياي ؟ قال : قلت : لا .
قال : فإنك والله إن قتلت رجلًا واحدًا فكأنما قتلت الناس جميعًا , قال : فرجعت ولم أقاتل "
[ابن سعد , الطبقات .]

* وروى أحمد رحمه الله في فضائل الصحابة بسنده " عن أبي حبيبة ، وهو جد موسى أبو أمه ، قال : بعثني الزبير إلى عثمان ، وهو محصور ، فدخلت عليه في يوم صائف ، وهو على فرش ذي ظهر ، وعنده الحسن بن علي ، وأبو هريرة ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزبير ، وبين يديه مراكن ماء مملوءة ، ورياط مطرحة ، فقلت : بعثني إليك الزبير وهو يقرئك السلام ويقول : إني على طاعتك لم أبدل ولم أنكث ، فإن شئت دخلت الدار معك ، فكنت رجلا من القوم ، وإن شئت أقمت ، وإن بني عمرو بن عوف وعدوني أن يصبحوا على بابي ، ثم يمضوا لما آمرهم به ، فلما سمع الرسالة قال : الله أكبر ، الحمد لله الذي عصم أخي ، أقرئه السلام وقل له أن يدخل الدار لا يكون إلا رجلا من القوم ، فمكانك أحب إلي ، وعسى أن يدفع الله بك عني ، فلما سمع الرسالة أبو هريرة قام فقال : ألا أخبركم بما سمعت أذناي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا : بلى يا أبا هريرة ، قال : أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « تكون بعدي فتن وأمور وأحداث » ، قلنا : فأين المنجا منها يا رسول الله ؟ قال : « إلى الأمين وحزبه » وأشار إلى عثمان بن عفان ، فقام الناس فقالوا : قد أمكتنا البصائر ، فائذن لنا في الجهاد ، فقال عثمان : عزمت على من كانت لي عليه طاعة ألا يقاتل ، قال : فبادر الذين قتلوا عثمان ميعاد بني عمرو بن عوف ، فقتلوه رضي الله عنه "
[أحمد , فضائل الصحابة .]

وموقف الصحابة من ذلك أدلته كثيرة اكتفي بالتالي :-

* لما قتل عثمان رضي الله عنه ذُهل أبو هريرة وكان يقول وله ظفيرتان وهو ممسك بهما : "اضربوا عنقي , قُتل والله عثمان على غير وجه حق "
[ابن شبة , تاريخ المدينة .]

* قال علي رضي الله عنه للحسن والحسين رضي الله عنهما :" اذهبا بسيفيكما حتى تقفا على باب عثمان ولا تدعا أحدًا يصل إليه , وبعث الزبير ابنه , وبعث طلحة ابنه , وبعث عدة من كبار الصحابة أبناءهم , يمنعون الناس أن يدخلوا على عثمان , ورماه الناس بالسهام حتى خُضب الحسن بالدماء وتخضب محمد بن طلحة وشُج قنبر مولى علي "
[ابن حبان , الثقات / الذهبي , تاريخ .]

*وقال علي للحسن رضي الله عنهما وهما في الكوفة : " تركنا ابن عمنا وابن عمتنا حتى قتل , ثم صرنا أضيافًا على الناس يحكم فينا دوان العرب , كان الرأي ألا يقتل عثمان رضي الله عنه "
[ابن شبة , تاريخ المدينة.]

* رؤي عبد الله بن سلام يوم قتل الخليفة وهو يبكي ويقول :" اليوم هلكت العرب "
[ ابن شبة . تاريخ المدينة .]

* وقال أبو بكرة نفيع رضي الله عنه :" لئن أخرَّ من هذه السحابة , فأتقطع أحبُّ إليَّ من أن أكون شَركت في دم عثمان "
[ابن شبة , تاريخ المدينة / ابن كثير , البداية والنهاية .]

* ولما منعت الخوارج الماء عن الخليفة قال عمار بن ياسر رضي الله عنهما :" سبحان الله ! قد اشترى بئر رومة وتمنعوه ماءها ؟! "
[المحب الطبري , الرياض النضرة .]

* لما بلغ أبا حميد الساعدي الأنصاري وهو من أهل بدر , مقتل عثمان قال : " اللهم إن لك علي أن لا أفعل كذا وكذا ولا أضحك حتى ألقاك "
[ابن كثير , البداية والنهاية .]

وعن حماد بن زيد قال وعيناه تدمعان : "رحم الله أمير المؤمنين ! حوصر نيفًا وأربعين ليلة لم يبدُ منه كلمة لمبتدع فيها حجة "
[تاريخ دمشق لابن عساكر]

وقال الحسن رضي الله عنه : " عمل عثمان اثنتي عشرة سنة ما ينكرون من إمارته شيئًا " وهي مدة خلافته رضي الله عنه .

لما قتل عثمان رضي الله عنه ذُهل أبو هريرة وكان يقول وله ظفيرتان وهو ممسك بهما : "اضربوا عنقي , قُتل والله عثمان على غير وجه حق "
[ابن شبة , تاريخ المدينة .]

والأثار كثيرة لا أريد الإطالة , لكن يبقى السؤال من هم الذين خرجوا على عثمان رضي الله عنه ؟!

الجواب :-
قال مليح بن عوف السلمي للزبير رضي الله عنه : يا أبا عبد الله ما هذا ؟ - يسأل عن مقتل عثمان رضي الله عنه – قال : عُديَ على أمير المؤمنين فقُتل بلا ترة ولا عذر , قال ومَنْ ؟ قال : الغوغاء من الأمصار ونُزاع القبائل وظاهرهم الأعراب والعبيد " تاريخ الطبري ..


فالخلاصة , أن الصحابة رضي الله عنهم لم يمتنعوا من الدفاع عن عثمان رضي الله عنه كما يلبس هذا الجاهل الخارجي على العوام المغترين به , بل هُمْ همّوا للدفاع عنه وأرسلوا ابناءهم ومواليهم لكن عثمان رضي الله عنه أمتنع أن يهريق من أجله دم وحاول منع الفتنة بقدر المستطاع , وقد تظاهر الخوارج الذين خرجوا عليه أنهم يطالبون ببعض الحقوق ولم يظن الصحابة أنه سيصل إلى أن يتسوروا عليه البيت ويقتلوه كما قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه :" لم أكن أظن الناس يجترئون هذه الجرأة ولا يطلبون دمه " الطبري , تاريخه .

وكان قدر الله مقدورا ولا حول ولا قوة إلا بالله وكتبوا على لسان بعض الصحابة كذبًا وزورا وتناقلوه فيما بينهم مع أن عثمان رضي الله عنه برئ مما نسب إليه حتى قال كعب بن مالك رضي الله عنه

ما قاتلوه على ذنبٍ ألمَّ به ** إلا الذي نَطَقُوا زورًا ولم يَكُنِ


والذين خرجوا على عثمان رضي الله عنه رأسهم عبد الله بن سبأ اليهودي وأعوانه
وليس فيهم صحابي واحد فقد سُئل الحسن البصري رحمه الله : " أكان فيمن قتل عثمان أحد من المهاجرين والأنصار ؟ قال : لا , كانوا أعلاجًا من مصر " تاريخ ابن خياط .


http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=158949






التوقيع :
أهل الحديث هم اهل النبي وإن .......لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا
سلامي على أهل الحديث فإنني ....نشأت على حب الأحاديث من مهد
أهلا وسهلا بالذين أحبهم .... وأجلهم في الله ذي الآلاء .
أهلا بقوم صالحين ذوي تقى .... غر الوجوه وزين كل ملاء
يا طالبي علم النبي محمد ... ما أنتم وسواكمُ بسواء.


قال الإمام الشافعي رحمه الله :-
( عليكم بأصحاب الحديث فإنهم أكثر الناس صوابا )
السير 10/ 70

*****

منتدى العلوم الشرعية
من مواضيعي في المنتدى
»» الرد المختصر على ما جرى مع المقبالي ..
»» سل السنان في نحر من طعن بحديث العشرة المبشرين بالجنان
»» الرد القوي على الخليلي الغوي
»» جديد كفر الرافضة : فاطمة الزهراء من حريم الله !
»» قول ابن عباس للخوارج " وليس فيكم منهم أحد "