عرض مشاركة واحدة
قديم 14-04-11, 10:25 PM   رقم المشاركة : 7
رادع البدع
مشترك جديد






رادع البدع غير متصل

رادع البدع is on a distinguished road


(( لقاء المؤلف مع إنعام الحسن وصفاته ومسألة التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلمورسالة سعد الحصين))

وأذكر - والله – أنني لما كنت فيصدد تأليفي لكتاب التبليغ دخلت على الشيخ إنعام الحسن – وكان هذا في أحد اجتماعاتهمفي بنجلاديش وقد توفي من سنوات بعد تأليفي للكتاب ولما عُرض عليه شيء من الكتاببواسطة الشيخ زين العابدين وهو من كبار علماء الجماعة دعى لي الشيخ إنعام الحسنفقال: أيد الله بك الإسلام. وإنعام الحسن أمير الجماعة في وقته بعد الشيخ يوسف ابنالشيخ إلياس مؤسس الجماعة – أقول: فدخلت على الشيخ موضعه فسألته مسائل منها . قلت : ؟ قلت : ما تقولون في مسألة التوسل بالنبيصلى الله عليه وسلمفقال : هذه من المسائل الخلافية ونحن لا نتكلم في المسائل الخلافية . وكان رده عليباللغة العربيةنعم هذا موقف رأس التبليغ في وقته وأعلمهم أو من أعلمهم الشيخ إنعام الحسن أميرالتبليغ في وقته فهل هذا هو موقف السلف من مثل هذه المسائل ؟! لا والله ما كان هذاموقف السلف بل كانوا يبينون العقائد بالحجة والبرهان . الشيخ إنعام الحسن أبوالزبير كان رجلاً مهابًا عالمًا بالمذهب الحنفي مليح الوجه وقورًا قليل الكلامجدًّا واشتهر بذلك – عفا الله عنه – أحببته حبًّا عظيمًا حتى إنني لما ألفت كتابالتبليغ أطلقت عليه كلمة الوالد، لم أطلقها على غيره في الكتاب، ثم فوجئت أن ذلكالشيخ يبايع على الطرق الصوفية الجشتية وغيرها والذكر المفرد – الله الله اللهوذكر التنفس وهو أن يجري اسم الله على قلبه ثم يخرجه بالنفس محركًا رأسه، وثبت عنهذلك من أكثر من وجه من طريق أفراد الجماعة الذين كانوا يحبونه بل يخدمونه، وهنا قصمالرجل ظهرنا ولما راسله الشيخ سعد الحصين - وكان من قبل ينصر الجماعة – منكرًا عليهلف الشيخ ودار ولم يعط جوابًا صريحًا وكان من كلامه أن قال : نحن لا نأخذ منالصوفية إلا ما وافق الربانية . ولما سألني الشيخ الألباني عن موقفي من هذه البيعةالصوفية قلت له إن الشيخ قال وذكرت له تلك الكلمة فقال الشيخ ناصر : ما شاء اللهليش هذا اللف والدوران؟ ما يوافق الربانية كلمة مطاطة . وصدق الشيخ ناصر وضل إنعامالحسن عن طريق السلف واحتوته الصوفية وطرقها فإنا لله وإنا إليه راجعون . ولما كثرالكلام عن هذه البيعة وكنت أقول هذه بدع لا تجوز فعزمت أن أسأل الشيخ ابن باز عنطريق الهاتف فسألت الشيخ ابن باز عن هذا الأمر فقال : لقد كلمته في ذلك ووعدني أنلا يفعل ذلك . أقول رأس التبليغ يبايع على ذلك ورأس الإخوان البنا يلتزم الطريقةالحصافية فأين منهج السلف ؟! ولما راجعت بعض أهل التبليغ في المسألة وهو الشيخ أحمدلات وكانت تلك المراجعة في اجتماعهم في بنجلاديش قال : نحن ما عندنا هذه الأشياء . نعم أنكر – إن كان صادقًا – ما لم يعلمه وعلمه غيره فكان من ثمرة تلك الصوفية أننارأينا – والله الذي لا إله غيره – رجالاً من قدماء التبليغ – حسب تعبير الجماعةلهم أوراد من الطرق الصوفية قولاً وعملاً أذكار مبتدعة على طريقة الصوفية من هزالرأس يمنة ويسرة وما ذلك إلا من ثمار التربية الصوفية . ولقد كانت لي قصة جرت معيأثناء خروجي مع الجماعة في بنجلاديش وكان مع الجماعة شاب من تونس اسمه محسن وخرجناإلى بلدة هناك للدعوة ثم وافقنا في خروجنا مسجدًا فيه جماعة من الصوفية يذكرون اللهعلى طريقتهم المبتدعة وكانوا يجلسون بعد صلاة الفجر فقرر أمير الجماعة أن نجلس معهمتأليفًا لقلوبهم – هكذا قال سامحه الله وكان من أهل مصر اسمه شعيب – فجلست الجماعةلكني والحمد لله لم أجلس ثم فوجئنا أن محسنًا الشاب التونسي بدأ يتعلق بالشيخالصوفي بل أظهر للشيخ أن معه عهد وبيعة من أحد مشايخه ثم فوجئنا أن ذلك الفتى أُغميعليه وأصبح في شدة من الأمر وامتنع من الكلام مطلقًا وبقي هكذا قرابة يومين أوثلاثة بعد أن أخذ من الشيخ وردًا وكان إخواننا كلما كلموه ليطمئنوا عليه رد عليهمكتابة في ورقة وكنت متضايقًا جدًّا مما يحصل وفي اليوم الثاني أو الثالث جلس محسنوجلسنا حوله نهدئه ونطمئنه لأننا لا ندري ما الأمر فسأله أمير الجماعة - وكان اسمهشعيب من مصر- عن سبب سكوته فكتب محسن في ورقة وقرأنا الورقة فإذا هو يدعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه في اليقظة – كما يدعي ذلك من يدعيه من غلاة الصوفية فما زال باب الصحبةمفتوحًا على مصراعيه فهذا لازم قولهم وإن نفوه - وأمره أن لا يتكلم أيامًا معلومةوهنا اشتد غضبي فطلبت من محسن أن يصف لي الرجل الذي قال له ذلك فرد علينا من خلالالكتابة بأنه رجل أبيض اللحية فقلت : ليس هذا وصف الرسول في كتب السنة فما كان منه إلا أن قام نحوي صارخًا فضربني وشق ثوبي - سامحه الله - . وكنت قد علمت من قبل أن جماعة البريلوية وهم جماعة صوفية في بلاد العجم تدعي أنرسول الله حاضر ناظر يعنون أنه يحضر مجالس ذكرهم بذاته والجماعة أعني جماعة التبليغ لا يقولونذلك بل ينكرونه بينهم دون أن يثيروا إنكار ذلك في بياناتهم – حسب ما علمت –ولكنيفوجئت بمتابع قوي لمحسن – حسب أسلوب أهل الحديث - وهو أمير من أمراء جماعة التبليغفي مصر يدعى هشام كامل في دمياط وكان خارجًا عندنا في الإمارات أثناء وجودي هناكوفي ليلة دار الكلام عن دعوى بعض الصوفية من دعاويهم الباطلة أن رسول الله قد يحضر بذاته مجالس الذكر أو يلتقي بذاته مع بعض الصالحين يقظة ففوجئت من الرجلأنه أقر بذلك بل – والله – حدثني عن الشيخ إبراهيم عزت – وقد كان أميرا للتبليغ فيمصر في وقت من الأوقات أعني إبراهيم عزت – أن إبراهيم عزت يصلي أحيانًا مع رسولالله في اليقظة !! وقصة ثالثة وقعت في الإمارات فكان هناك شاب اسمه خميس يدعي أن شابًامن الجماعة يرى رسول الله أحيانًا في اليقظة أثناء البيان وحدثني خميس عن نفسه – وكان من المجتهدين في الدعوةحسب تعبير الجماعة – أنه رأى بلالاً مؤذن الرسول في اليقظة عيانًا لا منامًا وأنا أشهد الله على تلك الوقائع أنها حصلت ولا حاجة ليفي غير الصدق فالله الموعد . وأقول: ولا أرى إلا أن ذلك بسبب خلل في منهج الجماعةوأنهم في الحقيقة ليسوا على منهج السلف وقد تأثرت - قبل أن أعلم منهج السلف – ببعضتلك الأمور حتى تمنيت أن أر شيئًا من ذلك كما رأى غيري ولكن لم أر شيئًا لأنهاأوهام وتلبيسات من الشيطان على أهل الجهل . ولذا قال الشيخ ناصر عنهم وصدق : صوفيةعصرية. مع أنني كنت كما بينت في كتاب التبليغ أقول : إن هذا – أعني الأذكارالمبتدعة - مما يخالف منهج الجماعة واحتججت على ذلك بما بينه الشيخ يوسف في كتابهحياة الصحابة من الذكر المشروع ولكن القوم لا منهج لهم ينطلقون منه كأهل الحديثالسلفيين فلذا تجد الشيخ منهم يبايع على الطرق الصوفية وينكر غيره ذلك . وأقول: لقدألَّف الشيخ يوسف الكاندهلوي أمير الجماعة في وقته ابن الشيخ إلياس مؤسس الجماعةكتاب حياة الصحابة وهو متداول في يد الجماعة إلى يومنا هذا ليجعل هذا الكتابمنهاجًا للجماعة تسير عليه ترى ما الذي منع القوم أن يؤلفوا ولو رسالة صغيرة لبيانعقيدتهم التي ينادون بها ويدعون إليها أليس ذلك أشد ضرورة من تأليف حياة الصحابة معأن المقتضي لبيان ذلك أهم لاسيما مع كثرة البدع والخرافات المنتشرة في الهندوالباكستان ؟! وهذا الأمر لا تختص به جماعة التبليغ فقط بل هو علامة للجماعاتالإسلامية الحزبية حيث أن أمر الاعتقاد وتصحيحه أمر لم يأت وقته إلى الآن ولكنالمهم البرلمان ثم بعد البرلمان العقيدة كما يدعي الترابي وغيره فلا عقيدة علمواولا برلمان ........فمتى نفيق ؟! أما آن لهم أن يفيقوا من الغفوة بعد التجاربالمريرة والمحن والبلايا الكثيرة أم بريق السلطة أضعف البصر والبصيرة ؟!
(( كتاب تبليغي نصاب ورأي مشائخ الجماعة فيه))
كتابتبليغي نصاب (منهج التبليغ) من الكتب التي يعتمد عليها جماعة التبليغ كتاب تبليغينصاب ومعناه بالعربية منهج التبليغ عاش معهم هذا الكتاب سنين طويلة تكاد تصل إلىعمر الدعوة ونشأتها وهو عبارة عن عدة كتب في كتاب واحد لمؤلفه الشيخ زكرياالكاندهلوي، وهذا الكتاب فيه من البدع والضلال الشيء الكثير ولما اشتد إخواننا أهلالحديث على هذا الكتاب وحق ذلك لهم والله وهذا الكتاب غير متداول إلا بأيدي الجماعةمن العجم سواء في البلاد العربية أو بلادهم وعلمت بعض ما فيه من البدع والخرافاتفقررت أن أسأل بعض شيوخهم كيف تركوا هذا الكتاب في يد الجماعة ؟! فسألت الشيخمفتي لقبه - زين العابدين عن الكتاب فقال : هذا الكتاب لا يمثل منهج الجماعة وإنماهو عدة رسائل للشيخ زكريا جمعها التجار ليستفيدوا من ذلك وإنما طلب الشيخ إلياس منالشيخ زكريا أن يضع له بعض الرسائل في فضائل الأعمال فقط ولما علمنا الأشياء غيرالمناسبة في الكتاب قررالمشايخ أن يكلفوا الشيخ عبيد الله – وهو من شيوخ التبليغأن يحقق الكتاب ولكن الشيخ عبيد الله لم يفعل لظروفه– هذا جوابه ملخصًا . ولما سئلالشيخ سعيد أحمد خان وأنا أسمعه – وكان أمير الجماعة في المدينة المنورة قبل تركهلها – عن قصة الكتاب قال : نحن قلنا مزقوا درود شريف . أقول : كتاب يحوي الباطلوالحق لا يميز العوام وهم جل جماعة التبليغ كما هو الواقع يترك في أيديهم سنينوسنين يربُّوا عليه الصغير ويهرم عليه الكبير ثم يعتذر عنه بمثل ذلك!! ترى كيف سرىالكتاب في الجماعة ؟! وأين اتباع السلف في مثل ذلك – والله المستعان - ؟!كما يتركغيرهم من الإخوان المسلمين كتاب العدالة الاجتماعية لسيد قطب وفيه ما فيه من تكفيرصريح لبعض الصحابة، ثم الرجل يُمدح ويُجل ويُعظَّم ليل نهار فياللعجب ما تصنعالحزبية بأهلها ؟! إن جماعة التبليغ خليط ومزيج كغيرهم من الجماعات الإسلاميةالحزبية التي لا تنطلق في دعوتها من منطلق فهم السلف ففيهم بعض من تأثر بالسلفلاسيما إذا كان في بلد ترفع راية الدعوة السلفية، وفيهم الصوفية، وفيهم الأشعريةوالماترودية، والمتعصبون للمذهب سواء المالكي أو الشافعي، وهكذا ليس لهم منهج واضحبيِّن، بل جمع ولا تفرق دون تمييز فيدخل الصوفي فيهم – كما رأيت ذلك – ويبقى علىصوفيته وقد يترك صوفيته إذا وفق لمن يبين له ذلك من غيرهم وكذا أصحاب العقيدةالفاسدة كالإباضية الضالة من خوارج هذا الزمان – كفى الله المسلمين شرهم - فيخرج فيالجماعة من يحمل هذا الفكر الضّال ويعيش به وهو مع الجماعة كما سأبين – إن شاء اللهتعالى - .

((قصة مع شيخ جماعة التبليغ في عمان خليفة ))
ولقد كان لي قصة مع أمير التبليغ في عمان - مسقط ويدعى الشيخ خليفة، فقدالتقيت به في الإمارات أثناء اجتماع للجماعة في العين في مسجد النور قديمًا قبلانتقال الجماعة منه، فسألته عن بعض الأمور فكان مما قال لي: إننا ننصح الجماعةعندنا في عمان أن لا يقرؤوا باب رؤية المؤمنين لربهم في الجنة من رياض الصالحينخوفًا من الفتنة . قلت : لأن مذهب القوم في عمان مذهب الإباضية وينكرون رؤية الله. وأقول: أهذا النصح من مذهب السلف وما الذي حمل السلف على بيان العقائد حتى في بعضالأوقات العصيبة والتي كان يتبنى خليفة المسلمين مسألة باطلة كما وقع زمن الإمامأحمد في فتنة خلق القرآن وقتل من قتل من أهل السنة لبيانهم الحق في المسألة ولميسكتوا ردا للفتنة بل إن الفتنة هي ضياع الدين بالسكوت فإذا سكتم وتكلم أهل البدعفما الذي ننتظره حينئذ أليس الضياع والتميع للعقيدة ؟! لذا فلا تعجب عندما ترى بعضمن يخرج مع الجماعة لاسيما من الشباب الذين يدرسون تلك العقائد الفاسدة ثم يخرجونمع الجماعة ويبقى كثير منهم على المذهب الباطل الذي درسه وغرس في قلبه وأذكر من ذلكقصة وقعت لي مع هذا النوع من الشباب العماني فقد التقيت مع شاب من هؤلاء فيالإمارات العين مسجد المعترض - وكان اسمه عبد الله - الذين يدرسون تلك العقائدورأيت فيه أدبًا جمًّا واجتهادًا في العبادة من قيام ليل وقراءة قرآن، وأعجبني ذلكمنه، وبدأنا نتكلم في مسائل حتى وصل الأمر إلى الكلام في مسألة الرؤية فإذا بهذاالشاب الناسك ممن يعتقد بنفي رؤية المؤمنين لربهم، وتجادلت معه فكان من قوله: إنثبوت الرؤية يستلزم الإحاطة بالله – وهذه من الشبه التي يعلمِّونها لأتباعهم هناكورددت عليه وبيَّنت له أن هذا خطأ، وأن رؤية الله تليق بالله بلا كيف، وأن رؤيةالشيء لا تستلزم الإحاطة بالمرئي، كما تقول رأيت السماء من غير إحاطة، الحاصل أنالشاب سكت ورجع إلى بلده ومن حبنا له أخذ بعض إخواننا عنوانه ليراسله في بلده وبعدفترة أرسل عبد الله رسالة إلى صديقي يعتب عليه فيها أنه عرفه بالضَّال يقصدني، وأنهفور وصوله إلى بلده عرض تلك الشبه – يعني ما بينته له – على العلماء فأزالوا تلكالشبه عنه وقد تكررت تلك القصة مع شاب آخر من الجماعة من ذلك البلد أيضًا وكنتخارجًا وقتها في الباكستان . فهكذا يربي القوم أتباعهم لا وضوح ولا بيان فيما اختلففيه الناس من أمور العقائد بل يُترك كلٌّ على ما اعتقد، وهم لا يقولون ذلك بأفواههمولكن بلسان حالهم – وإن أبوا – يقولونه .
(( مقولة نجتهد في هذا العمل ولانعترض على الجماعات الاخري والرد عليها))
إن من المعلوم في أصول الجماعة - وسمعتذلك منهم وسمعه غيري أيضًا - قولتهم المشهورة المستفيضة: نجتهد في هذا العمل ولانعترض على الجماعات الأخرى ونحترمهم. وكما يقول ذلك غيرهم كالإخوان المسلمين نتعاونفيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه. ولقد سألت الشيخ أحمد لاتكما بيَّنت ذلك في كتابي التبليغ – فقلت له : ما رأيكم في كيفية معاملتنا للجماعاتالإسلامية ؟ فقال : الشيخ إنعام يقول – أمير التبليغ في العالم – نحن نجتهد في هذاالعمل حسب الأصول كاملاً ولا نتعرض للجماعات الأخرىولا نتهمهم ولا نتكلم عليهم بلنجتهد في عملنا دون التعرض لأحد أقول : ما أشبه تلك الكلمة بالكلمة التي يقولها الإخوان المسلمون وينشرونهاويعدونها من حسناتهم ألا وهي قولهم: نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًافيما اختلفنا فيه. نعم تشابهت مقولتهم لبعدهم عن منهج السلف . أقول: إن المنهجالسلفي يفرض على أصحابه ضرورة بيان الخطأ لأن هذا من سبيل واجب النصيحة للمسلمينسواء كانوا أفرادًا أو جماعات، والسلف لم يسكتوا عن العقائد الفاسدة ويحترمواأهلها، بل كانوا يذمونهم ويحذرون منهم فإذا سكتنا عن الجماعات وما فيها من انحرافعن طريق السلف كان هذا البلاء العظيم الذي به يضيع الدين – ولا حول ولا قوة إلابالله - . إن وصف جماعة التبليغ أنهم على منهج السلف – كما ادعيت ذلك من قبل – خطأٌعظيم وشهادة للقوم بما ليسوا له أهلاً، ذلك لأنه لا يختلف اثنان أن من أصول السلفيةتمييز الصحيح من الضعيف بل والباطل من باب أولى، فهل الجماعة تراعي ذلك الأصلالعظيم؟ وهل فيهم من يبين لهم ذلك ؟ والله إني لا يكاد ينقضي عجبي من نفسي أولاً ثممن غيري عندما نقول: إن الجماعة يتبعون منهج السلف، فإن القوم كما هو معلوم منحالهم قطعًا من غير ريبة لا تمييز لهم البتة في هذا الباب، فتجد الأحاديث الصحيحةوالضعيفة والباطلة الموضوعة وما لا أصل له في دعوتهم، وانتشار ذلك فيهم أبين من أنيبين ويشاركهم في هذا النقص سائر الجماعات الحزبية كالإخوان وغيرهم، والكتب شاهدةلمن تتبع، ومن أثر ذلك أنك تجد القوم يتبنون أمرًا ويشتهر بينهم وأصله لا يصح،
(( أقوال وأحاديث عند الجماعة غير صحيحه ))
انظر عندما تقع الجماعة في شدة أو أمر هام تجد أميرهم يوجههم لقراءة سورة يس عملاًبالحديث – زعموا – : " يس لما قرئت له " وهو لا أصل له كما في كشف الخفاء للعجلوني 2/526.بل إن الجماعة في الهند والباكستان يحافظون على ذلك أشد المحافظة على مرأىومسمع من الكبار – فسبحان الله – . تجد الجماعة في خروجهم إذا قل الطعام يقرءونسورة قريش لنزول البركة في الطعام ويتواصون بذلك فيما بينهم، تجد فيهم الحديث: " أنت امرئ نور الله قلبك عرفت فالزم ". ولا يصح إسناده، تجد فيهم: أن جبريل أتىإبراهيم حين ألقي في النار فقال له ألك حاجة فقال : علمه بحالي يغنيه عن سؤالي. ويتداولونه بينهم وهو منكر باطل، فقد أمر الله عباده بالدعاء مع علمه بحالهم، وتجدأحاديث كثيرة جدًّا من هذا القبيل ويجزمون بنسبتها لرسول الله وللأسف لا تجد من يقتلع تلك الأمور الباطلة في الجماعة وقد كنت أعاني وأنا معهم منهذه المسألة وكنت أنكر ما أعرف بطلانه فكان بعضهم يقبل مني – جزاه الله خيرًاوبعضهم يقول ليس لك همّ إلا هذا ضعيف أو صحيح، وقد سرت حكاية بين بعضهم ولولاانتشارها فيهم لما بينتها لما فيها من سوء الأدب مع حديث رسول اللهوهي أن رجلاً اعترض على بعض الجماعة في بيان له على حديث ساقه فقال له يا شيخ هذاحديث ضعيف فقال : له ألف سنة ما متن. وهذه – والله – كلمة كفر لو كانوا يعلمون . والحاصل أن القوم ليس لهم في تمييز الحديث ناقة ولا جمل، فكيف يصح لهم اتباع السنةوهم قد ضيعوا أصلاً لا يمكنهم من دونه اتباعها ؟! نعم يوجد فيهم على سبيل ما هو أقلمن الندرة من يراعي هذا الجانب في بياناته بل وقد ينكر كما كنت أفعل ذلك أنا وغيريولكن من غيرهم استقينا ذلك، أما هم فقد ظهر حالهم . وليس هذا التضييع لباب التمييزبين الصحيح وغيره مما تختص به جماعة التبليغ بل يشاركهم في هذا الأمر كثير وكثيرجدًّا من الدعاة فضلا عن غيرهم وهكذا الأمر كلما بعدت عن السلف كلما قربت من الباطلفجزى الله أهل الحديث خيرًا قديمًا وحديثًا حفظوا لنا سنة نبينا فلهم المنة بعدالله – تبارك وتعالى – علينا .
(( حال جماعة التبليغ مع العلم والعلماء ))
إن جماعة التبليغ لو كانوا على منهج السلف لعظمواأهل العلم من أهل الحديث عمليًّا لا بالقول فقط، وتعظيمهم لأهل الحديث يكون بتعلمهممنهم والاستفادة منهم، ولكن ليس الأمر كذلك، أين أفراد الجماعة من علماء الحديثوالفقه السلفيين في السعودية وفي الأردن واليمن وبلاد المغرب ؟! الأمر كما قيل: أسمع جعجعة ولا أرى طحنًا. كنت أسمع من الجماعة تعظيم العلماء وتوقيرهم ومحبتهم ولاأرى أثر ذلك في عملنا، يبقى الجاهل على جهله يقنع بما عنده من جهد الدعوة، نعم قديزور العالم من باب الإكرام أما أن يلزم العلماء ويتعلم منهم فلا، وحالهم إلى كتابةهذه الأوراق هو كحالهم من قبل – والله المستعان - . مفهومهم للتوحيد ولما ضعف أوانعدم اتباع الجماعة للسلف اختل مفهوم التوحيد فيهم فتراهم يهتمون بجانب توحيدالربوبية، وجل بياناتهم إنما هو في توحيد الربوبية – وهو أصل هام من أصول التوحيدوغفلوا عن الأصل الأهم وهو توحيد الألوهية فجل بياناتهم كما هو الواقع في بيان قدرةالله وأنه الرازق المتصرف في الأسباب وهذا حق لا ريب فيه ولكن لا تكاد تجد بيانتوحيد الألوهية إلا ما ندر من بعضهم فلا تسمع منهم التحذير من عبادة القبور وهيمنتشرة في بلادهم ولا التحذير من الاستغاثة والاستعانة بالأموات ومنع الصلاة فيالمساجد المقبورة بل يخرجون فيها ويصلون فيها كما هو معلوم مشاهد من حالهم، ولاتكاد تسمع في بياناتهم التحذير من التمائم البدعية الشركية وحالهم في هذا كحالالإخوان المسلمين، أن الأهم القضاء على شرك القصور قبل شرك القبور فمن أين بدأالرسل (( نبئوني بعلم إن كنتم صادقين)) وقد كنت أرى بعض الخارجين يحملون في أيديهم تلك التمائم وهم قليلون جدًّا فيما رأيتولا تكاد تسمع التحذير من الذبح للأولياء والصالحين عند قبورهم وهو أمر مشتهر فيبلاد العجم والعرب ومع ذلك لا يعرضون للبيان والتحذير اللهم إلا ما ندر، وأذكر أننيلما كنت أسأل عن عدم بيان تلك الأمور فكان الجواب دائمًانحن نبين لهم عظمة اللهوقدرته فإذا جاءت في قلوبهم عظمة الله – حسب تعبيرهم – تركوا تلك الأشياء الشركية أقول : وما كانت تربية النبي صلى الله عليه وسلم . هكذا بل كان يعظم الله في قلوب أصحابه مع بيانه للباطل المنافي لعقيدة التوحيد . ولذا فإنك لا ترى في الجماعة باب النهي عن المنكرلاسيما إنكار البدع والخرافات فمتى سمعت تحذير الجماعة – مثلاً – من المولد النبوي؟البدعة المنتشرة في شتى بقاع المسلمين اليوم، وهذا غيض من فيض مما أهملته الجماعةفي دعوتها فكان من السهل وجود تلك الشركيات في بعضهم ممن خرج معهم،