عرض مشاركة واحدة
قديم 14-04-11, 10:24 PM   رقم المشاركة : 6
رادع البدع
مشترك جديد






رادع البدع غير متصل

رادع البدع is on a distinguished road


الذي أدين الله به دون مجاملة أحدمن الناس لاسيما أن الشيخ ابن باز وقتها كان ينافح عنهم مع بيانه لبعض أخطائهموقدر الله وما شاء فعل – وطبع الكتاب وانتشر بين الناس لاسيما في الجماعة _ أعنيجماعة التبليغ _ وكان تأليفي لهذا الكتاب عن غير تكليف من الجماعة بل فعلت ذلكبيانًا للحق الذي رأيته في ذاك الوقت 0 ولمَّا انتشر الكتاب بين الناس بدأت تظهر ليأمور جعلتني أتردد فيما كتبته فيهم وكان بعض إخواني الذين يحبونني يراجعونني فيالكتاب وأنني أخطأت فيه فيما يخص جماعة التبليغ وكان بعض هؤلاء الإخوة يتلطفون فيمناقشتي وبعضهم يشدَّد بل يهجرني، وبعد سنوات شيئًا فشيئًا تبيَّن لي أنني - واللهكنت مخطئًا فيما ادعيته أن الجماعة على منهاج السلف – وأستغفر الله – فبدأت أنتقدالجماعة بلطف ورقة في بعض الجلسات ثم طالبني كثير من إخواني من طلبة العلم أن أرجععن الكتاب فيما يخص جماعة التبليغ فكنت أعتذر وأقول: لا أرى في ذلك مصلحة وأذكر ماأراه من الأسباب التي تمنعني من ذلك
((لقاء الشيخ ربيع المد خلي )) و ((الشيخ علي بن حسن الحلبي ))
حتى أكرمني الله والتقيت بالشيخ ربيع – حفظهالله – في بيته في مكة فطلب مني أن أبيِّن الحق وأن أرجع عن ذلك الكتاب وكانوالله – رقيقًا في طلبه حليمًا، فوعدت الشيخ أنني سأكتب - إن شاء الله – ومضى زمنولم أفعل ثم عدت وزرت الشيخ مرة أخرى في بيته فكرر الشيخ طلبه وكان في هذه المرةحليمًا إلا أنه قال لي كلمة: ما لك أسرعت في الباطل وأبطأت في الحق ؟! وهو يبتسمترفقًا بي – أكرمه الله – فوعدته مرة أخرى بأنني سأفعل – إن شاء اللهثم التقيتقبل المرة الثانية بالشيخ علي بن حسن الحلبي في الإمارات فطلب مني أن أكتب كذلكووعدته بذلك. فرأيت لزامًا عليَّ فيما أدين الله به أن أوفي بما وعدت وإلا كان فيالمسألة ريبة، فكتبت هذا الكتاب لأُبيِّن فيه رجوعي فيما أخطأت فيه ولكن أحب بيانًاللحق أن أقول : إنني إنما كتبت كتابي هذا لا مجاملة لأحد من الناس ولو كنت مجاملاًأحدًا لجاملت الشيخ الألباني – رحمه الله – وإنما قد أيقنت بخطئي في تزكيتي لجماعةالتبليغ ودعواي أنهم على منهج السلف ولو لم أتيقن من خطئي لما رجعت عن شيء أدينالله به، بل ولرددت على المخالف – مع التزامي بالأدب - كما فعلت سابقًا في ردي علىالعلامة الشيخ تقي الدين الهلالي – رحمه الله – ولكن الحق ضالة المؤمن، ولرجوع إلىالحق خير من التمادي في الباطل .
بيان كتابه الذي بعنوان ((وجوب الدعوة إلى الكتاب والسنة بفهم سلفالأمة ومنهاج جماعة التبليغ في ذلك)) ومحتوياته :
وهو ثلاث محتويات : ((ماأقره المؤلف من كتابه الأول وهو في الفصل الأول . وماتراجع عنه المؤلف وهو في الفصل الثاني .الكتب التي ألفت في جماعة التبليغ وهو الفصل الثالث ))
محتوى الكتاب الأول وقبل أن أبدأ فيما قصدت أرى منالضروري أن ألخص ما حـواه كتابي – وجوب الدعوة – لأنني إنما رجعت في هذا الكتابفيما يخص جماعة التبليغ وأما في غير ذلك فإنني قررت مسائل ازددت بها بصيرة فأحببتبيان ذلك حتى يتضح الأمر ولا يلتبس فأقول وبالله أعتصم : يقع كتابي الأول في 221صفحة وقد قسمته ثلاثة فصول: الفصل الأول: و يحوي مسائل : الأولى : إلام كانت دعوةالأنبياء ؟ وأبنت أن دعوة الأنبياء كانت منصبة على أمرين رئيسين : أولهما : الدعوةالعقائدية وتشمل أمورًا ثلاثة؛ توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماءوالصفات . والأخرى : الدعوة العملية وهي الأحكام الشرعية التكليفية من أوامر ونواهيشرعية . والثانية : أهمية العقيدة في حياة الأمة الإسلامية . وأبنت تحت هذا العنوانأن الأمة الإسلامية إنما سر قوتها وعزتها التوحيد وبه يعزهم الله كما حصل في الزمنالأول وبدونه لا عزة لهم ولا كرامة . والثالثة :شبهة وجوابها . وأبنت في هذاالعنوان شبهة يثيرها بعض الجماعات الإسلامية وهي قولهم لماذا نفرق جمع الأمة فيمسائل خلافية كمسألة الأسماء والصفات ونشتغل بذلك عن الواجب الأهم وهو جهاد الكفاروتحرير بلاد المسلمين من العدو، فالواجب أن لا نفرق الجمع بمثل هذه المسائلالخلافية . ورددت على هذه الشبهة بما حاصله أن أمور العقائد هي أصل الأصول التي يجبالاعتناء بها وأن السلف وإن اختلفوا في أمور كثيرة إلا أنهم – ولله الحمد – متفقونفي مسائل العقائد كمسألة الأسماء والصفات لله، فلا يجوز التهاون في هذه المسائلالتي لم يختلف فيها السلف ونجعلها كالمسائل التي تنازعوا فيها وأنه لا يجوز أن نجمعالأمة على غير تصفية وبيان للدين لأن الله لم يأمرنا بمطلق الجمع وإنما أمرنابالجمع على الكتاب والسنة الصحيحة وما كان عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعينوتابعي التابعين .
والرابعة :ما الواجب على دعاة اليوم ؟ وبينت هنا أن الواجب علىالدعاة اليوم الدعوة إلى ما دعا إليه الأنبياء وهي الدعوة العقائدية والدعوةالعملية وبوضوح أكثر الدعوة إلى الكتاب والسنة الصحيحة والتحذير مما دخل في الإسلاممن بدع وضلالات وتربية الناس على ذلك . الخامسة : وجوب التقيد والالتزام بفهم السلفالصالح – رحمهم الله تعالى - . وقد بينت تحت هذا العنوان أن قولي المتقدم وهو أنالواجب على الدعاة في هذا الزمان الدعوة إلى الكتاب والسنة فيه إجمال لا بد منبيانه لأن الدعاة كلهم يدَّعون هذه الدعوى ومع ذلك تجد مناهجهم مناقضة لبعضها،فأبنت أن الدعوة للكتاب والسنة لا بد أن تكون بفهم السلف الصالح ولا بد أن نفهمالنصوص من الكتاب والسنة بفهم سلفنا الصالح وبهذا القيد تنضبط الدعوة وتؤتي ثمارهاوالسر في التقيد بفهم السلف لأنهم – الصحابة والتابعين وتابعي التابعين –فإذا مامراد الشرع يقينًا وفهموه ضرورة فلذا أثنى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد علمواوأمر باتباعهم اتفق السلف على قول سواء في المسائل العقدية أو المسائل العملية وجب إتباعهم ضرورةوحرمت مخالفتهم . السادسة:شبهة وجوابها. وأبنت تحتها أن كثيرًا من الدعاة في هذاالزمان الذين لا يهتمون بالعقيدة في دعوتهم ويتنصلون من اتباع السلف يحتجون أنالسلف قد اختلفوا في مسائل كثيرة من الشرع فكيف يلزمنا أن نتقيد بفهمهم مع كونهم قداختلفوا في كثير من المسائل ؟!وأزلت هذه الشبهة بقولي إن السلف وإن كانوا قداختلفوا في كثير من المسائل العملية إلا أنهم والحمد لله على قول واحد في المسائلالعقدية كمسألة الأسماء والصفات لله – تبارك وتعالى – فقياس الخلاف في المسائلالعقدية على الخلاف في المسائل العملية قياس مع الفارق، والحاصل أن ما اختلف فيهالسلف جاز لمن بعدهم الخلاف فيه ما لم يكن الدليل صريحًا وأما ما اتفق فيه السلفسواء من الأمور العقدية أو العملية فلا يسع أحدًا الخلاف فيه . السابعة :بيانعقيدة السلف الصالح . ونقلت رسالة الإمام أبو إسماعيل عبد الرحمن بن إسماعيلالصابوني – رحمه الله – والتي جمع فيها منهج السلف الصالح في كثير من المسائلالعقدية وختمت هذه الرسالة بقولي إنها ما أدين الله به ثم نقلت عن الإمام الشاطبيرحمه الله – مبحثًا في ضرورة التقيد بفهم السلف الصالح للأدلة الشرعية من الكتابوالسنة الصحيحة وأن أهل البدع يتمسكون بنصوص شرعية يحملوها بفهمهم ما لا تحتمله تلكالأدلة والسر في غلطهم عدم مراعاة فهم السلف الصالح – رضي الله عنهم - . هذا ملخصالفصل الأول من كتابي الأول وإني ولله الحمد قد ازددت اليوم بفضل الله يقينًا بمابينته وأوضحته لم أرجع عن ذلك من شيء وما زلت إلى اليوم أدعو إلى ذلك وأصدع به هنافي بلدي مصر مع ندرة من يتمسكون بهذا المنهج عمليًّا، وأسأل الله أن يثبتني على ذلكالمنهج الحق ما بقيت من عمري – والله المستعان - .

الفصل الثاني من كتابي الأول وفيهذا الفصل أكثر ما رجعت عنه فيما يخص جماعة التبليغ وسأبين ذلك – إن شاء اللهفأقول وبالله أعتصم - : جعلت هذا الفصل مباحث وهي كالتالي : 1- التعريف بجماعةالتبليغ ونشأتها ومؤسسها . 2- منهج جماعة التبليغ في الدعوة إلى الكتاب والسنة بفهمالسلف الصالح . 3- منهج جماعة التبليغ تجاه عقيدة السلفالصالح . 4- منهج السلفتجاه الجهاد . 5- منهج جماعة التبليغ تجاه الجهاد . 6- وسائل جماعة التبليغ فيدعوتهم . 7- أسئلة متفرقة لشيوخ جماعة التبليغ . هذه هي المباحث التي تضمنها الفصلالثاني .


((تبيان مايراه المؤلف في مسألة الجهاد لدي السلف ))
وأريد قبل أن أبين خطئي أن ألفت النظر أن ما ذكرته من منهج السلف في الجهادأنني ما زلت على ما بينت وأن ما بينته هو ما أعرفه عن السلف وعن علماء الدعوةالسلفية حديثًا – رحمهم الله – وعلى رأسهم أئمة الهدى الثلاثة – الفقيه ابن بازوالمحدث الألباني والفقيه ابن عثيمين – جزاهم الله عن الإسلام خيرًا . وحاصل مابينته من منهج السلف تجاه مسألة الجهاد أن الجهاد لا بد قبله من توفر أمور : 1- التربية والدعوة على منهج السلف الصالح عقيدةً وعملاً . 2- القوة والعدة المادية. 3- تميز الصفوف فلا يصح أن نقاتل دولة كافرة فيها جماعات من المسلمين لا يستطيعونالخروج منها ولا يمكن مقاتلة الكفار إلا بقتل المسلمين المخالطين لهم . 4- وجودوأنه لا يصح الجهاد بغير الإمام -الإمام الذي يقود المسلمين للجهاد في سبيل اللهأعني جهاد الدعوة وهو دعوة الكفار ونشر الإسلام في ديارهم - وأما جهاد الدفع - وهورد كيد الكفار الذين اعتدوا علينا - فهذا لا يشترط فيه الإمام . هذه الأمور الأربعةقررتها في هذا الفصل الثاني وما زلت أدين الله بها .

((بيان ما أخطأ فيه المؤلف في كتابه السابق وتراجعه عنه ))
أقول : وهذا أوان بيان الخطأوليعلم القارئ أنني بيَّنت ما أخطأت فيه ورجعت عن خطئي تبرئة لمنهج السلف من أنينسب إلى منهجهم من ليس كذلك بل هو خلاف ذلك . ((وحتى لا يحتج بكتابي أحد من الناسفيما يخص جماعة التبليغ وإني أبرأ إلى الله من وزر من اعتمد على قولي واحتج به بعدهذا البيان وأتوب إلى الله فيما أخطأت فيه فمن أراد تزكيتهم فلا يجعلني واسطة ولايتخذ من كتابي حجة فإني أعلنها صراحة أن جماعة التبليغ بل وكل الجماعات الإسلاميةكالإخوان المسلمين وغيرهم ليسوا على منهج السلف – والله – وإن انتسب من انتسب إلىمنهجهم فإنها دعاوى عارية عن الدليل والبرهان وواقع تلك الجماعات يخالف ذلك – وربالكعبة – فقد أعذرت لمن يحتج بكتابي وأبنت والله حسبي ووكيلي ولست راجيًا مرضاة أحدولا مجاملاً أحدًا وإنما مبينًا – إن شاء الله – لوجه الله تعالى فليمدح مادح أوفليقدح قادح فمن عمل لله – وأرجو أن يكون عملي كذلك - لم يبال بمدح مادح أو قدحقادح)) . ابتدأت هذا الفصل الثاني :
بالتعريف بنشأة جماعة التبليغنقلاً عن الشيخ أبيالحسن الندوي – ثم عنونت بعد ذلك بقولي – كما قدمت – منهج جماعة التبليغ في الدعوةإلى الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح – وقصدت بهذا أن أبين أن الجماعة تلتزم فهمالسلف في دعوتها، ونقلت عن الشيخ عمر بالمبوري – وهو من كبار شيوخ الجماعة وأشهر مننار على علم لدى الجماعة - عفا الله عنه -وقد توفي بعد سنوات من تأليف كتابي – أقولنقلت عنه كلامًا قويًّا في وجوب فهم الكتاب والسنة بفهم السلف – وهذا بلا شك من ضمنالأسباب التي جعلتني أنتصر لهم – وما قاله الشيخ حق لا شك فيه وأقول اليوم نعم صدقالرجل ولكن أين واقع الجماعة من هذه الدعوى ؟! ليعلم القارئ أنه ما من جماعة منبل تجدالجماعات الإسلامية في الساحة اليوم إلا وهم معظمون للصحابة رضى الله عنهم وللسلفالأشعري أو الصوفي يثنون على الأئمة إلا من أضله الله ضلالاً عظيمًا فتكلم في أئمةالسلف وهم مع ذلك مخالفون لأولئك الأئمة وتجد كثيرًا من الجماعات الإسلامية يعظمونبل ويأمرون باتباعهم ولكن هم في واد والسلف في واد آخر, وهذا معلوم لمن خبر حال القوم . إذًا فمتى تكون تلك الدعوى صادقة ؟ أقول : تكونصادقة عندما تُتحقّق عمليًّا في مدعيها وإلا كانت مجرد دعوى لا أساس لها من الواقعوإني – والله – أخطأت عندما اعتمدتعلى دعوى الشيخ دون النظر إلى الواقع العمليللجماعة وإلا لو نظرت إلى واقعهم – بعيدًا عن العاطفة – لظهر لي أنهم ليســوا كماادعى الشيخ بالمبوري – رحمه الله - . بيان ذلك أنني خالطت الجماعة سنين طويلة مايقارب عشرين سنة أو دونها بقليل وكنت أرى بأم عيني أشياء تناقض منهج السلف صراحةولكني – كما قدمت – كنت ألتمس العذر للجماعة قدر المستطاع وقبل أن أخوض في البيانأقول : إن من يدعي السلفية لا بد أن يظهر أثرها في نفسه وفي أتباعه الذين يوافقونهعلى دعوته ويناصرونه فيها فإنك إذا نظرت إلى أهل الحديث السلفيين تجد أن الدعوةالسلفية لها ثمارها الواضحة فتجد فيهم – ولله الحمد – قديمًا وحديثًا العلماءالراسخين في العلم وطلاب العلم النابغين وتجد السلفية في حياتهم وفي عباداتهم ذلكلأنهم دعاة سلفية بحق وهذا الأثر هو أمر لازم لا ينفك لمن ادعى السلفية وكذلك الأمرفي أهل البدع فإنك ترى فيهم دعاة الضلالة وكذا ترى طلابهم ولا أظن أن أحدًا يخالفنيفي هذا التقرير لا من يمدح جماعة التبليغ ولا من يذمهم أن الدعوة لا بد أن يظهر لهاثمرة عملية لاسيما مع طول الزمن . أرجع فأقول : لقد ظهرت دعوة التبليغ من قرابة قرنتقريبًا - مئة عام - وتمكنت دعوتها في كثير من البلاد والعباد سواء في بلاد العربأو بلاد العجم – كالهند – بل تعدت دعوة الجماعة إلى ما هو أبعد من ذلك فوصلت بلادالكفر – أوروبا وروسيا وأمريكا – كما هو معلوم مشاهد واقتنع بالدعوة ألوف بل أكثر،ترى لو كانت تلك الدعوة من منهاجها اتباع السلف ترى ما الأثر الذي سنجده في دعوتهم؟ الجواب:بالطبع هو ما قدمته آنفًا أننا نرى فيهم دعاة السلفية علماء وطلاب علمكما هو الحال في أهل الحديث السلفيين لأن ذلك من لازم وأثر الدعوة، فهل وجدنا هذافي الجماعة أو على الأقل ولو بعض العلماء السلفيين الذين برزوا فيهم وظهر منهمالعلم السلفي والدعوة السلفية – كالشيخ أحمد شاكر المصري أو حامد الفقي أو محمد بنإبراهيم أو الألباني أو ابن باز أو العثيمين رحمهم الله جميعًا – ((هل وجدنا في جماعةالتبليغ عالمًا سلفيًّا ظهر بالدعوة السلفية ؟!نعم أنا أعلم أن في جماعة التبليغعلماء في المذهب الحنفي لاسيما في بلاد العجم ولكن هذا شيء والذي نسأل عنه شيء آخر. أقول: لقد استطاعت هذه الجماعة أن تعلم الناس وسائلها المعروفة حتى أنك تجد كلامًاواحدًا في شتى بقاع الدنيا وأصولاً متواترة عندهم فلو كانت هذه الجماعة تحمل الدعوةالسلفية بحق لوجدت السلفية في أتباعهم كما وجدت اتفاقهم في وسائل دعوتهم . إن الذيرأيته في الجماعة على مدار تلك السنين أن أكثرهم عوام والعلماء الذين يؤصلون لهمالأصول لاسيما في الهند والباكستان هم – من كان منهم عالمًا – علماء أحناف وهذامعلوم جدًّا بل هو متواتر لمن خالط القوم لاسيما شيوخهم ولذلك كان من أسئلة الشيخالألباني – رحمه الله – في المناقشة التي أشرت إليها في مطلع البحث سألني الشيخ عنمشايخ التبليغ هل هم سلفيون؟ قلت : نعم . قال : هل صليت معهم ؟ قلت : نعم . قال : كيف رأيتهم يصلون ؟ قلت : صلاة الأحناف . قال : لأنهم سلفيون ؟! وهذا الكلام منالشيخ إذا تدبرته ينبئك عن حقيقة لمستها لمس اليد وعشتها بنفسي ألا وهي أن القومأعني كبراءهم لاسيما في الهند والباكستان لم يحققوا اتباع الحديث في شيء يسير جدًّالا عناء فيه وهو الصلاة فكيف يحققون السلفية فيما هو أبلغ من ذلك ؟! إنك تجد طلابالعلم الصغار أول ما يتعلمون السلفية تجدهم يحرصون على صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لماذا ؟ لأنهم وجدوا من يرسِّخ فيهم السلفية من طلاب العلم وإنني والله لأتعجب من نفسي كيف غابعني فهم حال القوم وحالهم أظهر من أن يخفى ولكن أراد الله أمرًا . إن الذي أجزم بهأن دعوة تعيش مئة عام أيًّا ما كانت التبليغ أو الإخوان أو الصوفية لا يظهر فيهمعالم سلفي تشتهر عنه دعوته السلفية لدعوة من المحال قطعًا أن تكون على منهج السلفوأهل الحديث فسبحان الله كيف تغيب الواضحات ؟! نعم والحق يقال – إن في جماعةالتبليغ أناسًا من أهل السنة من السلفيين القليلين جدًّا الذين ما زالوا يناصرونهمعلى دعوتهم لم يستبن لهم أمرهم – كما كان حالي من قبل – ولكن هؤلاء القلة النادرةفيهم – والله ما تعلموا السلفية إلا من أهل الحديث لا من الجماعة – وهذا عندي معلوممن خلال ما قضيته في الجماعة من سنين طويلة وإلا فليرنا إخواننا من الإخوان أوالتبليغ أو الصوفية أو غيرهم من الجماعات الإسلامية الحزبية عالمًا واحدًا سلفيًّامنذ نشأة الدعوة ومن هو وأين طلابه وأين رسائله السلفية أو كتبه أو أشرطته أو دروسه؟ أما أنا فأشهد أنني ما رأيت ذلك بل وجدت بعض شيوخ الجماعة متأثرًا بالدعوةالسلفية ولكنه لا يتكلم من قريب ولا من بعيد في المسائل العقدية التي كثر فيهاالنزاع بين أهل الحديث ومن خالفهم من أهل البدع .