عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-16, 07:38 PM   رقم المشاركة : 43
أبومرزوق
موقوف







أبومرزوق غير متصل

أبومرزوق is on a distinguished road


اسم الشيخ ونسبه وبعض أخلاقه

الإمام، العالم، القدوة، العابد، الأثري، المتبع لمنهج السلف عقيدة ومنهجاً، أبو أحمد محمد أمان بن علي جامي نسبة إلى قرية جاما، الحبشي الموطن، من قرية (طغاطاب) في منطقة هرر.

وُلد سنة تسع وأربعين وثلاثمائة وألف من الهجرة النبوية.

بعض أخلاقه الفاضلة:

كان ذو أخلاق رفيعة، وصفات حميدة، ومناقب جمة، عرفها أهل بيته والعلماء الذين عاصروه في حله وترحاله، وتلامذته الذين كانوا ملازمين له أثناء طلبهم العلم، فاستفادوا منه علماً وخُلُقاً وفضلاً، حيث كان لهم معلمًا ومربيًا، وكذلك يلمس تلك الأخلاق الرفيعة من تعامل معه ولو لفترة بسيطة، أو استمع إلى دروسه ومحاضراته.

ومما يدل على علو منزلته في العلم والأخلاق رغبة الناس في مصاهرته حيث تزوج ثلاثًا من النساء كلهن أهدين إليه رغبة من الناس في القرب منه حباً فيه وفي علمه منهن: أم عمر من عائلة خلوفة من صامطة ترجع إلى قبيلة المباركي، أم أحمد من بني حسن قبيلة في اليمن من الأشراف، أم منصور من عائلة بورو عائلة معروفة في الحبشة.

قال أحد تلامذته: «كم تعلمت من شيخي محمد أمان الجامي واستفدت من علمه وفضله وخلقه وغيرته على الدين وعظيم حبه للسلف والصحابة والسنة، عرفت فيه معاني السلفية، وعلمت منه حسن الخلق، وسلامة الصدر، وحسن الظن بأهل الإسلام والسنة، والحرص على صحة الاعتقاد وسلامة المنهاج» الشيخ فلاح مندكار -حفظه الله-.

وتتجلى أخلاقه رحمه الله في:

عبادته:
كان كثير العبادة، حريصاً على قيام الليل بصلاة وقراءة القرآن سواء في البيت أو في المسجد النبوي.

وكان يحرص على صلاة الفجر في المسجد النبوي حتى وإن لم يكن عنده درس في المسجد، فكان يوقظ أهل بيته ويأخذ أبناءه معه.

وكان محافظًا على صيام التطوع ومن ذلك صيام يومي الاثنين والخميس، وكان يوقف درسه أحيانًا تحفيزًا لطلابه على ذلك ذكر ذلك الشيخ محمد بن بخيت الحجيلي -وفقه الله-.انظر: جهود الشيخ محمد أمان الجامي في تقرير عقيدة السلف والرد على المخالفين.

وتميز برقة القلب وخشية الله -فيما نحسب- ويلحظ ذلك من يستمع لمحاضراته حيث كان كثيرًا ما تأتيه العبرة أثناء الدرس ويحاول يخفيها بشتى الوسائل حتى لا يعلم بحاله من حوله.

: ملازمته لنصح من حوله

كان ناصحاً -فيما نحسب- لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم فقد نذر حياته في تقرير عقيدة السلف وما يجب للرب في ربوبيته ألوهيته وأسمائه وصفاته وذلك من خلال دروسه ومحاضراته وكتبه، وردوده على المخالفين للكتاب والسنة.

وكان شديد العناية بالدعوة إلى الحق والانتصار لأهله، مع النفرة الشديدة من أهل البدع والأهواء، وكشف باطلهم وزيفهم، مع شدة الحرص على نصح المخالفين بشتى طرق النصح شفقة عليهم وحرصًا منه على هدايتهم وتصحيح عقائدهم.

فلا تكاد تسمع له محاضرة إلا وفيها نصح صادق للشباب والدعاة والمصلحين وعامة المسلمين وخاصة فيما يُستجد من فتن وابتلاءات.

: حفظه للوقت وقلة مخالطته للناس

كان معروفاً بقلة مخالطته للناس، فلا يخرج إلا لإجابة دعوة، أو زيارة مريض، فقد عُرف بحفظه للوقت وحسن استغلاله في طاعة الله، وجدوله اليومي معروف إذ يخرج من البيت إلى العمل بالجامعة ثم يعود إلى البيت.

ويخرج إلى المسجد النبوي لإلقاء دروسه بعد الفجر وبعد العصر وبعد المغرب وبعد العشاء.

وفي منزله كان كثيرًا ما يجلس ومعه كتاب يقرأ فيه أو يبحث عن مسألة ما أو يتدارس مع طلبة العلم.

حتى أنه أثناء سيره في المنزل تسمعه يذكر الله ، أو يردد منظومة كنونية ابن القيم أو غيرها. وهكذا إلى أن لازم الفراش بسبب اشتداد المرض.

: عفة اللسان

عُرف بصدق اللهجة مع عفة اللسان والبراءة من السب والشتم والطعن والتجريح، وكان متحفظاً في الألفاظ حتى في النقد والرد على أهل الأهواء والبدع؛ بل ولا يسمح لأحد أن يغتاب أحداً بحضرته، فلم يكن في مجالسه القيل والقال وأحاديث الدنيا ونحوها؛ بل لا يسمح بنقل الكلام وعيوب الناس إليه.

إذا وقع بعض طلبة العلم في خطأ طلب الشريط أو الكتاب فيسمع أو يقرأ ليتثبت، فإذا ظهر له أنه خطأ قام بما يجب على مثله من النصيحة.

: الحلم والعفو والصفح

بقدر ما واجه من الأذى والمحن والكيد والمكر، وعدد من الاعتداءات ممن يخالفه من أهل الأهواء والبدع، سواء داخل المملكة أو خارجها، فقد كان يقابل من أساء إليه بالحلم والعفو.

ومن ذلك تعرضه للاعتداء في عام 1412هـ وهو يلقي محاضرة في جامع الجوهرة بالرياض، وعفى عمن اعتدى عليه.

وقال : لمن أتهمه بإباحته للربا: عفا الله عنه سواء كان بسوء فهم أو بسوء قصد، وأسأل الله أن لا يعاقبه فيّ، وأنا ساعٍ في إصلاحه» وذلك في شريط: (الإجابة العلمية على رسالة من تاب من الحزبية)..

وكان مراراً يأتيه في المسجد النبوي أو في الطريق بعض ممن كان ينال من عرضه بالسب، أو الطعن، أو الافتراء، فيستسمح منه فيقول : أرجو الله تعالى ألا يدخل أحداً النار بسببي.

ويسامح من يتكلم في عرضه ويقول: لا داعي لأن يأتي من يعتذر، فإني قد عفوت عن الجميع، ويطلب من جلسائه إبلاغ ذلك عنه.

وكان كثيرًا ما يرسخ هذا المعنى في نفوس طلابه قولًا وعملًا من خلال دروسه وتعامله مع من حوله خاصة أهل الأهواء والبدع، قال في إحدى محاضراته: «إذا عفوت وأنت قادر على الانتقام إما بنفسك أو بواسطة السلطة ومع ذلك عفوت وتجاوزت يرفع الله لك درجاتك؛ لذلك نحن نعفو عن كل من ظلمنا من إخواننا سواء كانوا حاضرين أو غائبين، ونسأل الله ألا يؤخذ ويعاقب أحدًا من إخواننا المسلمين بسببنا» في التعليق على شرح العقيدة الواسطية للهراس..

: عنايته وتعهده بطلبته

كان من الذين يولون طلابهم عناية خاصة لا تنتهي بانتهاء الدرس، بل كان يحضر مناسباتهم، ويسأل عن أحوالهم، ويقضي بعض حوائجهم، ويعالج بعض مشكلاتهم الأسرية، أو بعض ما يواجهونه من مصاعب؛ من ذلك أن عددًا من طلاب الجامعة الإسلامية كانوا يسكنون في منزله إلى أن يجدوا منزلًا مناسبًا لهم، وكان يبذل ماله وجاهه ووقته لمساعدة المحتاج منهم، فكان يتكفل بشراء الكتب لبعض طلبة العلم؛ بل يحث طلابه على مساعدة من يحتاج ويتعاونوا فيما بينهم كل بقدر استطاعته ويعاتبهم إن لم يكن له سهم معهم في المساعدات المالية التي كانت تجمع للطلاب المحتاجين منهم.

وكان هذا التصرف منه يترك أثراً بالغاً عند طلابه، فرزق بسبب ذلك المحبة الصادقة منهم. وقد شعروا بعد موته بفراغ في هذه الناحية.

وأكبر مثال على محبة طلاب العلم له أنه بعد أن انتهت مدة عقده للتدريس في معهد صامطة وانتقل إلى المدينة النبوية انتقل معه جميع طلابه الذين درسهم في معهد صامطة والتحقوا بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية؛ لأنه كان يعمل مدرساً بها.

: زهده

من زهده أنه عندما كان يُصرف له مكافأة أثناء دراسته في المعهد العلمي في الرياض قبل زواجه وتكوين أسرة، كان يتصدق بها كاملة وينام في المسجد، ويقول: لست بحاجة إليها، فلم يأخذ راتب إلا بعد أن صار مسؤولاً عن أسرة.

: عدله

كان عادلًا -فيما نحسب- فـي معاملته مع من حوله جميعًا حتى مع المخالفين من أهل الأهواء والبدع، فكانت ردوده على المخالف مجانباً للعصبية والهوى.

كذلك كان عادلًا مع أهل بيته وأبناءه حتى في مشترياتهم، فيأخذ كل اثنين متقاربين في العمر، فيشتري لهم بنفس القيمة إن كانت احتياجات شخصية أو سيارات وكذلك في تكاليف زواجهم حتى أنه أوصى لأبنائه الذين مات عنهم، وهم لم يتزوجوا بما يكفيهم من قيمة تكاليف الزواج.

وفي مرضه كان يمرض عند زوجته أم أحمد وعندما طال المرض به انتقل إلى بيت أم منصور حتى يعدل بين زوجاته في إعطاء الفرصة لهن في حق تمريضه ووجوده عند كل واحدة منهن بنفس المدة.

: مرضه ووفاته

لقد ابتلي الشيخ في آخر عمره قبل موته بسنتين تقريبًا بمرض عضال في كبده ألزمه الفراش نحو عام فصبر واحتسب، وتوفي يوم الأربعاء السادس والعشرين من شهر شعبان سنة 1416هـ، وقد اجتمع في جنازته عدد كبير من العلماء وطلبة العلم.

وقد وصى قبل وفاته بالتمسك بالعقيدة، ووصى العلماء بالاعتناء بها.

: أسرته

توفي الشيخ عن امرأتين وعشرة من الأبناء الذكور وثمان من الإناث؛ نسأل الله أن يبارك فيهم.

وقد رثاه بعض الشعراء، ومنهم :

الشيخ زيد بن محمد المدخلي رحمه الله

الشيخ سلطان بن محمد السبهان الشمري