عرض مشاركة واحدة
قديم 11-04-14, 07:23 AM   رقم المشاركة : 5
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Lightbulb بدائع الفوائد من تفسير سورة يوسف عليه السلام

فلما اتفقوا على هذا الرأي



{ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ
وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ *
أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ
وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ *

قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ
وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ
وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ *
قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ
إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ }

{ 11 - 14 }



أي: قال إخوة يوسف، متوصلين إلى مقصدهم لأبيهم:

{ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ }
أي: لأي شيء يدخلك الخوف منا على يوسف،
من غير سبب ولا موجب؟

{ وَ } الحال { إِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ }
أي: مشفقون عليه، نود له ما نود لأنفسنا،

وهذا يدل على أن يعقوب عليه السلام
لا يترك يوسف يذهب مع إخوته للبرية ونحوها.



فلما نفوا عن أنفسهم التهمة
المانعة من عدم إرساله معهم،

ذكروا له من مصلحة يوسف وأنسه
الذي يحبه أبوه له،
ما يقتضي أن يسمح بإرساله معهم،

فقالوا:


{ أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ }
أي: يتنزه في البرية ويستأنس.

{ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }
أي: سنراعيه، ونحفظه من أذى يريده.



فأجابهم بقوله:
{ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ }
أي: مجرد ذهابكم به يحزنني ويشق علي،
لأنني لا أقدر على فراقه، ولو مدة يسيرة،

فهذا مانع من إرساله

{ وَ } مانع ثان،
وهو أني { أَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ }

أي: في حال غفلتكم عنه،
لأنه صغير لا يمتنع من الذئب.



{ قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ }
أي: جماعة، حريصون على حفظه،
{ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ }
أي: لا خير فينا ولا نفع يرجى منا
إن أكله الذئب وغلبنا عليه.



فلما مهدوا لأبيهم الأسباب الداعية لإرساله،
وعدم الموانع،
سمح حينئذ بإرساله معهم لأجل أنسه.






من مواضيعي في المنتدى
»» وَدَعُـوني أَجُرُّ ذَيلَ فــخَـارٍ *** عِندَما تُـخْـجِـلُ الجـبـانَ العُـيُـوبُ
»» شرح كتاب التوحيد - للشيخ أ. د. صالح بن عبدالعزيز سندي
»» من الأخلاق المذمومة : التقليد والتبعية
»» الأحباش : فرقة ضالة ، فاحذرها - د.عبدالله بن عبدالرحمن الشامي
»» تنزيه الدين وحملته ورجاله مما افتراه القصيمي في أغلاله