عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-11, 10:22 AM   رقم المشاركة : 4
عساكر التوحيد
عضو فضي






عساكر التوحيد غير متصل

عساكر التوحيد is on a distinguished road


والمرتبة الرابعة : رجل يتلو القرآن ، وسواء علم معانيه أو لم يعلم ، إلا أنه متجرئ على معصية الله غير متوقف عن شيء منها ، فهذا لا يكون القرآن في حقه أفضل ، بل كلما ازداد تلاوة ازداد ذنبا وتعاظم عليه الهلاك ، يشهد له قوله تعالى :

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ


إلى قوله :
فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا


وقوله :
وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ


إلى قوله :
وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ


. . . ثم قال ما نصه : ( فمثل هذا لا يكون القرآن في حقه أفضل من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وصاحب المرتبة الرابعة : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في حقه أفضل من القرآن ) وبعد أن بين ذلك قال ما نصه : ( فإذا عرف ذلك بان للعارف به أن ما في طريق العامة غطاء غطى الله به أسرار القرآن وتركت أسرار القرآن ومذاقات أهل الخصوص من وراء أطوار الحس والعقل المدركان في أمر العامة ، فيجب كتمه على كل من علمه إذ لم يرد سبحانه وتعالى إظهاره إلا للخاصة العليا من خلقه . قيل : إن أبا يزيد باسطه الحق في بعض مباسطته قال له : يا عبد السوء لو أخبرت الناس بمساويك لرجموك بالحجارة . فقال له : وعزتك لو أخبرت الناس بما كشفت لي من سعة رحمتك لما عبدك أحد . فقال له : لا تفعل . فسكن . انتهى ما أملاه علينا شيخنا أبو العباس التجاني ) . ثم ذكر علي حرازم ما زعمه أحمد التجاني من مباسطة الرب لأبي يزيد مرة أخرى في [ الجواهر ] ص : 183 . وقال علي حرازم . وسألته رضي الله عنه عن قوله تعالى :
مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ


(19)
بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ


الآية ، فأجاب رضي الله عنه بقوله : معنى البحرين : بحر الألوهية ، وبحر الوجود المطلق ، وبحر الخليقة ، وهو الذي وقع عليه كن ، وهو البرزخ بينهما صلى الله عليه وسلم لولا برزخيته صلى الله عليه وسلم لاحترق بحر الخليقة كله من هيبة جلال الذات . قال سيدنا رضي الله عنه : بحر الخليقة بحر الأسماء والصفات فما ترى ذرة في الكون إلا وعليها اسم أو صفة من صفات الله ، وبحر الألوهية هو بحر الذات المطلقة التي لا تكيف ولا تقع العبارة عنها . يلتقيان لشدة القرب الواقع بينهما . قال سبحانه وتعالى :
وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لاَ تُبْصِرُونَ


ولا يختلطان : لا تختلط الألوهية بالخليقة ولا الخليقة بالألوهية ، فكل منهما لا يبغي على الآخر للحاجز الذي بينهما ، وهي البرزخية العظمى ، التي هي مقامه صلى الله عليه وسلم ، فالوجود كله عائش بدوام بقائه تحت حجابيته صلى الله عليه وسلم استتارا به عن سبحات الجلال التي لو تبدت بلا حجاب لاحترق الوجود كله وصار محض العدم في أسرع من طرفة عين ، فالألوهية قائمة في حدودها ، والخليقة قائمة في حدودها ، كل منهما يلتقيان ولا يختلطان للبرزخية التي بينهما ، لا يبغيان : أعني : لا يختلط أحدهما على الآخر ، انتهى ما أملاه علينا رضي الله عنه من حفظه ولفظه . وسألته رضي الله عنه : عن دائرته صلى الله عليه وسلم ، فأجاب رضي الله عنه بقوله : هي دائرة السعادة التي وقع عليها قوله تعالى :
أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ

قال البوصيري رضي الله عنه :


ولــن تــرى مــن ولــي غــير منتصـر
. . . البيت . كل من لم ينتصر بالنبي صلى الله عليه وسلم لا حظّ له في ولاية الله ، وهو معنى قول الشيخ رضي الله عنه : لن ترى من ولي . . . ) إلخ . ا هـ . هذه طامة أخرى ، طامة التلاعب بآيات القرآن ، وتحريفها عن مواضعها ، وتأويل لها بما لا تدل عليه في لغة العرب ، بل بما تمجه العقول السليمة ويسخر منه أولو الألباب . ذكر عمر بن سعيد الفوتي : أن الشيخ أحمد التجاني قال ذات ليلة في مجلسه : ( أين السيد محمد الغالي ؟ فجعل أصحابه ينادون أين السيد محمد الغالي ؟ على عادة الناس مع الكبير إذا نادى أحدا ، فلما حضر بين يدي الشيخ قال رضي الله عنه وأرضاه وعنا به : قدماي هاتان على رقبة كل ولي لله تعالى . وقال سيدي محمد الغالي - وكان لا يخافه ؛ لأنه من أكابر أحبابه وأمرائهم - : يا سيدي ، أنت في الصحو والبقاء أو في السكر والفناء ؟ فقال رضي الله عنه وأرضاه وعنا به : أنا في الصحو والبقاء وكمال العقل ولله الحمد . وقال : قلت : ما تقول بقول سيدي عبد القادر رضي الله عنه : قدمي هذه على رقبة كل ولي لله تعالى ؟ فقال : صدق رضي الله عنه ، يعني : أهل عصره ، وأما أنا فأقول : قدماي هاتان على رقبة كل ولي لله تعالى من لدن آدم إلى النفخ في الصور . قال : فقلت له : يا سيدي ، فكيف تقول إذا قال أحد بعدك مثل ما قلت ؟ فقال رضي الله عنه وأرضاه وعنا به : لا يقول أحد بعدي ، قال : فقلت : يا سيدي ، قد حجرت على الله تعالى واسعا ألم يكن الله تعالى قادرا على أن يفتح على ولي فيعطيه من الفيوضات والتجليات والمنح والمقامات والمعارف والعلوم والأسرار والترقيات والأحوال أكثر مما أعطاك ؟ فقال رضي الله عنه وأرضاه وعنا به : بلى ، قادر على ذلك وأكثر منه لكن لا يفعله ؛ لأنه لم يرده ألم يكن قادرا على أن ينبئ أحدا ويرسله إلى الخلق ويعطيه أكثر مما أعطى محمدا صلى الله عليه وسلم ؟ قال : قلت : بلى ، لكنه تعالى لا يفعله ؛ لأنه ما أراده في الأزل ، فقال رضي الله عنه وأرضاه وعنا به : هذا مثل ذلك ما أراده في الأزل لم يسبق به علمه تعالى ، فإن قلت : ما صورة برزخية القطب المكتوم المعبر عنه عند العارفين والصديقين وأفراد الأحباب وجواهر الأقطاب ، بجواهر الجواهر ، وبرزخ البرازخ والأكابر . فالجواب والله تعالى الموفق للصواب : اعلم وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه : أن الحضرات المستفيضة سبع : الأولى : حضرة الحقيقة الأحمدية ، وهي في [ جواهر المعاني ] غيب من غيوب الله تعالى ، فلم يطلع أحد على ما فيها من المعارف والعلوم والأسرار والفيوضات والتجليات والأحوال العلية والأخلاق الزكية ، فما ذاق منها أحد شيئا ولا جميع الرسل والنبيين اختص صلى الله عليه وسلم وحده بمقامه . . . ) إلى أن قال : ( فما نال أحد منها شيئا اختص بها صلى الله عليه وسلم لكمال عزها وغاية علوها . والثانية : حضرة الحقيقة المحمدية ، فمنها كما في [ جواهر المعاني ] كل مدارك النبيين والمرسلين وجميع الملائكة والمقربين وجميع الأقطاب والصديقين وجميع الأولياء والعارفين . . . ) إلى أن قال : ( وكل ما أدركه جميع الموجودات من العلوم والمعارف والفيوضات والتجليات والترقيات والأحوال والمقامات والأخلاق إنما هو كله من فيض حقيقته المحمدية . والثالثة : الحضرة التي فيها حضرات سادتنا الأنبياء على اختلاف أذواقهم ومراتبهم وأهل هذه الحضرة هم الذين يتلقون كل ما فاض وبرز من حضرة الحقيقة المحمدية ، كما قال شيخنا رضي الله عنه وأرضاه وعنا به مشيرا إلى أهل الحضرة بقوله : إن الفيوض التي تفيض من ذات الوجود صلى الله عليه وسلم تتلقاها ذوات الأنبياء ، وبقوله رضي الله عنه وأرضاه وعنا به : روحه صلى الله عليه وسلم تمد الرسل والأنبياء إلا أن لخاتم الأولياء مشربا من النبي صلى الله عليه وسلم مع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ولا اطلاع له عليه ، كما سيأتي الآن قريبا إن شاء الله تعالى . والرابعة : حضرة خاتم الأولياء الذي يتلقى جميع ما فاض به من ذوات الأنبياء ؛ لأنه رضي الله عنه وأرضاه وعنا به هو برزخ البرازخ ، كما قال رضي الله عنه وأرضاه وعنا به مشيرا إلى هذه الحضرة بقوله : إن الفيوض التي تفيض من ذات سيد الوجود صلى الله عليه وسلم تتلقاها ذوات الأنبياء وكل ما فاض وبرز من ذوات الأنبياء تتلقاه ذاتي ومني يتفرق على جميع الخلائق من نشأة العالم إلى النفخ في الصور وخصصت بعلوم بيني وبينه منه إليّ مشافهة لا يعلمها إلا لله عز وجل بلا وساطة ، وبقوله : أنا سيد الأولياء كما كان صلى الله عليه وسلم سيد الأنبياء ، وبقوله رضي الله عنه وأرضاه وعنا به : لا يشرب ولي ولا يسقى إلا من بحرنا من نشأة العالم إلى النفخ في الصور ، وبقوله رضي الله عنه وأرضاه وعنا به : إذا جمع الله تعالى خلقه في الموقف ينادي مناد بأعلى صوته حتى يسمع كل من في الموقف : يا أهل المحشر ، هذا إمامكم الذي كان مددكم منه ، وبقوله رضي الله عنه وأرضاه وعنا به مشيرا بإصبعيه السبابة والوسطى : روحي وروحه صلى الله عليه وسلم هكذا ، روحه صلى الله عليه وسلم تمد الرسل والأنبياء وروحي تمد الأقطاب والعارفين والأولياء من الأزل إلى الأبد ، وبقوله رضي الله عنه وأرضاه وعنا به : إن القطب المكتوم هو الواسطة بين الأنبياء والأولياء ، فكل ولي لله تعالى من كبر شأنه ومن صغر لا يتلقى فيضا من حضرة نبي إلا بواسطته رضي الله تعالى عنه وأرضاه وعنا به من حيث لا يشعر به . ومدده الخاص به إنما يتلقاه منه صلى الله عليه وسلم ولا اطلاع لأحد من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام على فيضه الخاص به ؛ لأن له مشربا معهم منه صلى الله عليه وسلم . الخامسة : حضرة أهل طريقته الخاصة بهم ، وإلى هذه الحضرة أشار الشيخ رضي الله عنه وأرضاه وعنا به بقوله : ولو اطلع أكابر الأقطاب على ما أعد الله لأهل هذه الطريقة لبكوا وقالوا : يا ربنا ، ما أعطيتنا شيئا ، وبقوله رضي الله عنه وأرضاه وعنا به : لا مطمع لأحد من الأولياء في مراتب أصحابنا حتى الأقطاب الكبار ما عدا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبقوله رضي الله عنه وأرضاه وعنا به : كل الطرائق تدخل عليها طريقتنا فتبطلها ، وطابعنا يركب على كل طابع لا يحمل طابعنا غيره ، وبقوله رضي الله عنه وأرضاه وعنا به : من ترك وردا من أوراد المشايخ لأجل الدخول في طريقتنا هذه المحمدية التي شرفها الله تعالى على جميع الطرق آمنه الله تعالى في الدنيا والآخرة فلا يخاف من شيء يصيبه لا من الله ولا من رسوله ولا من شيخه أيا كان من الأحياء أو الأموات ، وأما من دخل زمرتنا وتأخر عنها ودخل غيرها تحل به المصائب دنيا وأخرى ، ولا يفلح أبدا ، قلت : وهذه لأنه قد ثبت أول هذا الفصل أن صاحبها رضي الله عنه وأرضاه وعنا به هو الختم الممدّ الذي يستمد منه من سواه من الأولياء والعارفين . . . . والصديقين والأغواث ومن ترك المستمد ورجع إلى الممدّ فلا لوم عليه ولا خوف ، بخلاف من ترك الممد ورجع إلى المستمد بقوله رضي الله عنه وأرضاه وعنا به : وليس لأحد من الرجال أن يدخل كافة أصحابه الجنة بغير حساب ولا عقاب ، ولو عملوا من الذنوب ما عملوا ، وبلغوا من المعاصي ما بلغوا إلا أنا وحدي ووراء ذلك مما ذكر لي فيهم وضمنه صلى الله عليه وسلم أمر لا يحل لي ذكره ولا يرى ولا يعرف إلا في الآخرة . قلت : ووجه تقديم حضرة أهل طريقته على الحضرة التي فيها حضرات الشيوخ الذين هم أهل الطرق من سادتنا الأولياء رضي الله عنهم ظاهر ؛ لأن أهل طريقته هم أول من يفيض عليهم ما يستمده من الحضرة المحمدية ومن حضرات سادتنا الأنبياء عليهم من الله تعالى أفضل الصلاة وأتم السلام ، ومن هنا صار جميع أهل طريقته أعلى مرتبة عند الله تعالى في الآخرة من أكابر الأقطاب وإن كان بعضهم في الظاهر من جملة العوام المحجوبين . السادسة : الحضرة التي فيها حضرات سادتنا الأولياء رضي الله عن جميعهم ، وهي مستمدة من حضرة خاتمهم الأكبر جميع ما نالوا ، وإليها يشير قول شيخنا أحمد رضي الله عنه وأرضاه وعنا به كما في [ جواهر المعاني ] لقوله : فلكل شيخ من أهل الله تعالى حضرة لا يشاركه فيها أحد . السابعة : الحضرة التي فيها حضرات تلاميذهم ) ا هـ .






التوقيع :
إن كــان تــابــع أحمـد مــتــوهبــــاً

فــأنــــــا الــمقر بــأننــــي وهابــي

أنفي الشريك عن الإله فليس لي

رب ســــوى الــمتفرد الــوهــــــاب
من مواضيعي في المنتدى
»» مصادر الطريقة التجانية ونبذة عن عقيدتهم وحكم الشرع في اعتقادهم
»» الصوفية والشيوعية
»» مصير كافر النعمة عند الإباضية
»» أبوحنيفة وموقفه من القرآن والرؤية
»» حوار مع صوفي "المولد النبوي"