الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد ،
فلأهمية هذا السؤال وكثرة ترديده من المخالفين ، رأيت أن آتي بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في جوابه عليه لنستفيد منه جميعاً .
وقد تميز جواب الشيخ رحمه الله وجزاه عنا خير الجزاء بأن فيه بياناً شافياً لمن يريد الحق ، ولعل في قراءة هذا الجواب كفاية ليعلم لماذا قول أهل السنة هو القول الحق ، خصوصاً وأن الشيخ رحمه الله يعرض صورة شاملة ومبسطة لمسألة "خلق القرآن" .
وسأقوم بعرض جواب الشيخ مجزءاً على بضع مشاركات ليسهل للجميع متابعته ، ونسأل أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ، وأن ير ينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه .
مجموع الفتاوي ( 12 / 258 – 295 ) :
سُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ - رَحِمَهُ اللَّهُ -:
عَنْ قَوْله تَعَالَى {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} فَسَمَّاهُ هُنَا كَلَامَ اللَّهِ وَقَالَ فِي مَكَانٍ آخَرَ: {إنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} فَمَا مَعْنَى ذَلِكَ؟
فَإِنَّ طَائِفَةً مِمَّنْ يَقُولُ بِالْعِبَارَةِ يَدَّعُونَ أَنَّ هَذَا حُجَّةٌ لَهُمْ
ثُمَّ يَقُولُونَ: أَنْتُمْ تَعْتَقِدُونَ أَنَّ مُوسَى - صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ - سَمِعَ كَلَامَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَقِيقَةً مِنْ اللَّهِ مِنْ غَيْرِ وَاسِطَةٍ وَتَقُولُونَ: إنَّ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ كَلَامُ اللَّهِ حَقِيقَةً وَتَسْمَعُونَهُ مِنْ وَسَائِطَ بِأَصْوَاتِ مُخْتَلِفَةٍ فَمَا الْفَرْقُ بَيْنَ هَذَا وَهَذَا؟
وَتَقُولُونَ: إنَّ الْقُرْآنَ صِفَةٌ لِلَّهِ تَعَالَى وَأَنَّ صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى قَدِيمَةٌ؛ فَإِنْ قُلْتُمْ إنَّ هَذَا نَفْسُ كَلَامِ اللَّهِ تَعَالَى فَقَدْ قُلْتُمْ بِالْحُلُولِ وَأَنْتُمْ تُكَفِّرُونَ الْحُلُولِيَّةَ والاتحادية وَإِنْ قُلْتُمْ: غَيْرَ ذَلِكَ قُلْتُمْ بِمَقَالَتِنَا
وَنَحْنُ نَطْلُبُ مِنْكُمْ فِي ذَلِكَ جَوَابًا نَعْتَمِدُ عَلَيْهِ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
فَأَجَابَ:
........ يتبع ..