عرض مشاركة واحدة
قديم 30-07-11, 10:34 PM   رقم المشاركة : 24
شعيب الاشباني
صوفي






شعيب الاشباني غير متصل

شعيب الاشباني is on a distinguished road



السلام عليكم

شكرا لك سيدي الكريم على الموضوع الرائع الذي يمكن تناوله بالنقاش من دون تعصب ضد أو لـ أحد عن طريق معالجة المشاكل المطروحة هنا, خاصة تكفير شخص على أساس فهم معين لكلام يقول به.

المشاكل المطروحة في هذا النقاش تتمحور حول مسألتين كلاميتين:
الأولى: الحدوث مقابل القدم.
الثانية: التجويز مقابل السببية.

نحن بحاجة إلى فهم واع لهاتين الإشكاليتين قبل الخوض في إمكانية تكفير من عدم تكفير إبن تيمية رحمه الله على أساس قراءة مجزئة مبتورة لكلامه.

و نحن نقوم بذلك يجب أن نركز على خطر المذهبية -أي الأيدولوجيا- على الحرية، فحيث كانت المذهبية لا تكون الحرية أو لا تكون الحرية إلا بضوابط المذهب في حدوده التي يشترطها، و هذا الذي أقلق إبن رشد فحمله ذلك على نقد الأشعرية مما دفعه إلى عزل نفسه و التعرض للرفض من طرف النظام الحاكم الذي يتبني المذهب، و ما ينطبق على الرشدية ينطبق أيضا على الحزمية كون إبن حزم عارض المذهب الفقهي المالكي كما عارض المذهب العقدي الأشعري، فكان أكثر عرضة للتضييق من إبن رشد، أما ما يخص المتصوفة الغنوصيون منهم لا السلوكيون، فلم يتبنوا منظومة معرفية معينة يمكن أن تتعارض مع مذهب النظام لأن المعارضة لا تكون إلا حيث تشترك بعض العوامل أو كل العوامل و تختلف النتائج. بما أن المتصوفة منهم الغنوصيون و منهم الباطنيون يقولون بكلام يعارضه كلام آخر و لا يصلون إليه بمقدمات أو تأويلات ثم لا يعبرون عنه بتماسك يمكن أن ينشأ مذهبا فإنهم كانوا أجدر بأن يُطلق عليهم إسم الغموضيون نسبة إلى الغموضية Le mysticisme من الغموض الحدسي الباطني.


الأنظمة الأشعرية التي فرضت المذهب و عارضت ما عارض المذهب لم يكن بشيء جديد، الخلافة العباسية في مرحلة من مراحلها تبنت مذهب الإعتزال و في مرحلة أخرى مذهب أهل الرواية، و الفاطميون تبنوا الإسماعيلية، و الدولة السعودية الحديثة تبنت السلفية، و إيران تبنت الإمامية و جمال عبد الناصر تبنى القومية العربية العلمانية و الأمثلة كثيرة جدا على أنظمة مذهبية في بلاد المسلمين.

دعنا نأخذ الأشعرية و الرشدية و التيمية في المسألتين الكلاميتين المطروحتين:
** يقال أن المؤولة المعطلة مجسمة لأنهم لم يؤولوا و لم يعطلوا إلا بعد تصور الصفة بالتجسيم فنفوا تصورهم.**
** يقال أن الصفات التي نثبتها لله مثل السمع نثبتها أيضا للإنسان و لكن ليس سمع الله كسمع الانسان و لا وجود الله كوجود الانسان.**

لنطبق هذا النمط من التفكير على القائلين بالطبائع -أي السببية- (إبن رشد و إبن تيمية) و هم القائلين بالقدم مع فارق بينهما، و كذا على الأشعرية القائلين بالحدث و التجويز.

الغزالية كفّرت الفلاسفة بسبب المذهبية لأن مذهبهم يقول بالحدث بينما الفلاسفة و منهم إبن رشد يقولون بالقدم، هذا و الأشاعرة يثبتون لله صفات يثبتونها للبشر كالوجود و السمع مثلا، فلما لا يُقال قدم الله ليس كقدم العالم؟ تم حل الإشكالية.

بالنسبة للسببية و التعطيل، أرى أن إثبات قدم الحوادث سواء القدم العيني أي الفيزيائي أو القدم النوعي أي المنطقي، يتناقض مع نفي التعطيل و نفي التعطيل سيتناقض مع الأساس الذي بُنيى عليه و هو إفتراض قدم الزمن. إذن حل مشكلة التعطيل -أي الله ليس عاطلا عن الفعل- هو بالتجويز و عليه يمكن أن تتزاوج المذاهب الثلاثة في نظرية جديدة لا تدعي "معرفة" الحقيقة المطلقة في ذلك:

العالم قديم و قدمه ليس كقدم الله (القدم)، و الله لم يزل يفعل (نفي التعطيل) في العالم لأنه يفعل (الحدث) أو لا يفعل (الإرادة) الأشياء عندها (التجويز) لا بها (السببية).













التوقيع :
الناس رجلان: رجل نام في النور، ورجل إستيقظ في الظلام! .
من مواضيعي في المنتدى
»» هل الدفاع عن الصحابة رضي الله عنهم بدعة ؟
»» هل سب نبي من الأنبياء كفر؟
»» العلامة د. محمد سعيد رمضان البوطي ينفي التجسيم عن ابن تيمية
»» الصوفية يستبدلون التوحيد بوحدة الوجود 2
»» حوار حول التكفير: تكفير فرعون، وكل غير المسلمين!