عرض مشاركة واحدة
قديم 18-08-05, 07:45 AM   رقم المشاركة : 3
صقر الحوار
عضو نشيط







صقر الحوار غير متصل

صقر الحوار is on a distinguished road


21-قال التيجاني ص54:

(قال الأخ منعم: أبو حنيفة تتلمذ على يد الإمام جعفر الصادق وفي ذلك يقول أبوحنيفة :

لولا السنتان لهلك النعمان ....... وأخذ مالك عن أبي حنيفة).

قلت: هذا من أكاذيب الشيعة التي لا تنتهي.

فأبو حنيفة ليس من تلاميذ جعفر ولا مالك من تلاميذ أبي حنيفة.

وقد أخذ التيجاني هذا الكلام من كتب الشيعة.

فقد قال الأنطاكي الكلام هذا نفسه [56].

وأبو حنيفة درس على حماد بن أبي سليمان ولم يثبت أنه درس على جعفر بل كان من أقرانه وقد ولدا سنة 80هـ.

وأما قوله: إن مالكا أخذ عن أبي حنيفة وقال الأنطاكي أخذ علم جعفر عن أبي حنيفة فأقول إن جعفر بن محمد لم يكن بذلك الثقة عند مالك بل إن مالكا ما كان يروى عنه حتى يضم إليه غيره [57].

13-قال التيجاني ص 65:

(قال منعم: هل تعرف أن كل الفرق الإسلامية على اختلاف مذاهبها متفقة على القرآن الكريم).

قلت: صدقت إن كنت تعني بالفرق الإسلامية التي ما زالت على الإسلام .أما الفرق التي تنتسب إلى الإسلام والإسلام براء منها فهي غير متفقة معنا على القرآن الكريم.

والفرقة الشيعية الإثنا عشرية التي ينتمي إليها منعم و التيجاني وغيرهما لا تقول بصيانة القرآن بل نقل غير واحد من علماء الشيعة الاثني عشرية إجماع الشيعة الاثني عشرية على أن القرآن محرف وهذا بحث طويل وليس هذا مجاله ولكن لا بأس من ذكر بعض علماء الشيعة الذين يقولون بتحريف القرآن.

1-قال أبو الحسن الفتوني : اعلم أن الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة الآتية وغيرها أن هذا القرآن قد وقع فيه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء من التغييرات وأسقط الذين جمعوه بعده كثيرا من الكلمات والآيات ويمكن القول بكونه من ضروريات مذهب التشيع [58].



2-قال عدنان البحراني : القول بتحريف والتغيير من المسلمات وهو إجماع الفرقة المحقة وكونه من ضروريات مذهبهم [59].

3-قال علي الكوفي أبو القاسم : أجمع أهل النقل والآثار من الخاص والعام أن هذا الذي في أيدي الناس من القرآن ليس هذا القرآن كله[60] .

4-قال المفيد : إن الأخبار جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد باختلاف القرآن وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف والنقصان [61].

فهل ما زال التيجاني ومنعم يقولان : إن الفرق الإسلامية متفقة على القرآن ؟ اللهم إلا أن يُكفّرا طائفتهما الاثني عشرية.

14-قال التيجاني ص57:

(قال الخوئي: المسلمون إخوة سواء كانوا شيعة أم سنة فهم يعبدون الله وحده ولا يشركون به شيئا وقرآنهم واحد ونبيهم واحد وقبلتهم واحدة. ولا يختلف الشيعة عن السنة إلا في الأمور الفقهية).

قلت: قال نعمة الله الجزائري:

إنا لا نلتقي مع السنة على إله ولا نبي ولا إمام فإن الرب الذي نبيه محمد وخليفته أبوبكر ليس بربنا ولا ذلك النبي نبينا [62].

قال الكاشاني:

من جحـد إمامة أحدهم (الأئمة الاثني عشر) فهو بمنزلة من جحد نبوة جميع الأنبياء عليهم السلام [63].

قال المالقاني:

وغاية ما يستفاد من الأخبار جريان حكم الكافر والمشرك في الآخرة على كل من لم يكن اثني عشري [64].





بل إن التيجاني نفسه قال في محاضرة له في لندن والأشرطة موجودة:

إن الله الذي يرضى أن يكون الخليفة بعد نبيه أبوبكر ما نريد هذا الرب.

فمن نصدق.

ومن أراد أن يعرف المزيد فليرجع إلى كتاب حقيقة الشيعة لعبدالله الموصلي رحمه الله.

15-قال التيجاني ص66:

(وسألته (يعني باقر الصدر) عن التربة التي يسجدون عليها.

فأجاب قائلا: يجب أن يُعرف قبل كل شيء أننا نسجد على التراب ولا نسجد للتراب.

والثابت عندنا وعند أهل السنة أيضا أن أفضل السجود على الأرض.

أو ما أنبتت الأرض من غير المأكول ولا يصح السجود على غير ذلك).

قلت: هذا كذب على أهل السنة.

قال الإمام ابن قدامة :

ولا تجب مباشرة المصلي بشيء من هذه الأعضاء. (يعني أعضاء السجود) قال القاضي عياض: إذا سجد على كور عمامته أو كمه أو ذيله فالصلاة صحيحة رواية واحدة وهذا مذهب مالك وأبي حنيفة [65].ا.هـ.

ونحن ننكر على الشيعة تعظيمهم لهذه التربة حتى رووا فيها الأحاديث المكذوبة على أئمة أهل البيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي والحسن أفضل من الحسين عند السنة والشيعة ومع هذا لا يعظم ترابهم عند الشيعة كما يعظم تراب الحسين .

وليت الأمر توقف عند السجود على التراب كما يقول الصدر بل الأمر تعدى هذا إلى تقديس هذا التراب.

قال موسى الموسوي: كثير من الذين يسجدون على التربة يقبلونها ويتبركون بها وفي بعض الأحيان يأكلون قليلا من تربة كربلاء للشفاء!!

ولست أدري متى دخلت هذه البدعة في صفوف الشيعة فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ما سجد قط على تربة كربلاء ولا الإمام علي ولا الأئمة من بعده سجدوا على شيء اسمه تربة كربلاء [66].

وهذه شهادة من عالم شيعي على واقع الشيعة.

إن من اعتقادات الشيعة أن تربة الحسين هي الكفيلة لشفاء الأدواء والأسقام بشتى أنواعها وأشكالها .. مخالفين بذلك قول الله: ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو )[67].

وقوله: ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ) [68].

وقوله : ( وإذا مرضت فهو يشفين ) [69].

فهم باعتقادهم بهذا التراب الدواء والشفاء قد شابهوا المشركين في اعتقادهم بأحجار النفع والضر.

ومن رواياتهم في التربة :-

1-ينسبون إلى جعفر الصادق أنه قال: طينة قبر الحسين شفاء من كل داء و إذا أكلته تقول: بسم الله وبالله اللهم اجعله رزقا واسعا وعلما نافعا وشفاء من كل داء [70].

2-ينسبون إلى محمد الباقر أنه قال: طينة قبر الحسين شفاء من كل داء وأمان من كل خوف وهو لما أخذ له[71] .

وهناك روايات أخرى كثيرة بوّب لها المجلسي باب كاملا في كتابه بحار الأنوار [72].

16-قال التيجاني ص68:

(قال باقر الصدر: المسلمون يدعون الأولياء ليكونوا وسيلتهم إليه سبحانه وهذا ليس بشرك والمسلمون متفقون سنة وشيعة على ذلك من زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا عدا الوهابية وهم علماء السعودية الذين ذكرت والذين خالفوا لإجماع المسلمين بهذا الاعتقاد وكفروهم وأباحوا دمائهم ).

قال ابن تيمية: إن الذين يدعون الأولياء والصالحين بعد موتهم عند قبورهم وغير قبورهم من المشركين الذين يدعون غير الله كالذين يدعون الكواكب والذين اتخذوا الملائكة والنبيين أربابا قال تعالى: ( ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون . ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون ) [73].

وقال تعالى: ( قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم و لا تحويلا . أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا )[74] .

وقال تعالى: ( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من كاذب كفار )[75] .

وقال تعالى: ( قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما لهم منهم من ظهير . ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له )[76] .

وقال تعالى: ( ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون )[77] .

والسؤال ما الفرق بين صنيعهم وصنيع المشركين؟!

ومثل هذا كثير في القرآن ينهى أن يدعى غير الله ولو كان من الملائكة أو الأنبياء أو غيرهم فإن هذا شرك بخلاف ما يطلب من أحدهم في حياته من الدعاء والشفاعة .[78] ا.هـ.

ولم يثبت عن السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباعهم غير ذلك.

فهل ما قال الصدر و التيجاني حق أو باطل وكذب أنه لم يقل بهذا إلا الوهابية؟!

17-قال التيجاني ص68:

(قال الصدر: فهم يضربون الشيوخ من حجاج بيت الله الحرام لمجرد قول أحدهم السلام عليك يا رسول الله).

قلت: هذا كذب فكلنا معاشر السنة نقول السلام عليك يا رسول الله ولم يضربنا أحد وكل الشيعة الذين يلتزمون بهذه السنة لا يضربهم أحد والشيعة يعلمون ذلك فلم الكذب؟

18-قال التيجاني ص68:

(إن شرف الدين من علماء الشيعة لما حج بيت الله الحرام في زمن عبدالعزيز آل سعود كان من جملة العلماء المدعوين إلى قصر الملك لتهنئته بعيد الأضحى كما جرت العادة هناك ولما وصل الدور إليه وصافح الملك قدم إليه هدية وكانت مصحفا ملفوفا في جلد فأخذه الملك وقبله ووضعه على جبهته تعظيما له وتشريفا.

فقال له السيد شرف الدين حينئذ: أيها الملك لماذا تعاظم وتقبله وهو جلد ماعز؟

أجاب الملك: أنا قصدت تعظيم القرآن الكريم الذي بداخله ولم أقصد تعظيم الجلد.

فقال السيد شرف الدين عند ذلك: أحسنت أيها الملك . فكذلك نفعل نحن عندما نقبل شباك الحجرة النبوية أو بابها فنحن نعلم أنه حديد لا يضر ولا ينفع ولكننا نقصد ما وراء الأخشاب .نحن نقصد بذلك تعظيم رسول الله كما قصدت أنت تعظيم القرآن بتقبيلك جلد الماعز الذي يغلفه.

فكبر الحاضرون إعجابا له وقالوا: صدقت . واضطر الملك وقتها إلى السماح للحجاج أن يتبركوا بآثار الرسول حتى جاء الذي بعده فعاد القرار الأول ).

قلت: هذه قصة ملفقة والعجيب أن هذه الحكايات لا تظهر إلا بعد موت من عاصرها كهذه مثلا وقصة منعم مع أحمد أمين تحت رقم 4 وكذلك مراجعات سليم البشري مع شرف الدين الموسوي صاحب المراجعات وغير ذلك كثير.

ثم لو قلنا بجواز تقبيل المصحف فإنه قياس مع الفارق لأن تعظيم المصحف الذي يحوي كلام الله –الذي هو صفة من صفاته- لا يؤدي بالتالي إلا إلى تعظيم الله فلا يخاف على صاحبه من ذريعة الشرك بخلاف تعظيم قبر النبي صلى الله عليه وسلم فإنه ذريعة إلى تعظيم النبي وإعطائه بعض صفات الرب هذا من جهة.

ومن جهة أخرى فإن تعظيم قبر النبي صلى الله عليه وسلم واتخاذه مسجدا وعيدا قد ورد النهي الصريح عنه في غير ما حديث وهو نص في المسألة ولا اجتهاد مع النص مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك ) رواه مسلم [79].

والشيعة يقعون في كثير من الشركيات كدعاء الأموات والطواف حول القبور والخوف منهم أكثر من الخوف من الله إلى غير ذلك.

وخير مثال على ذلك كتاب القصص العجيبة لعبدالحسين دستغيب -وهو أحد أئمة الشيعة الكبار في هذا الزمن- فقد ذكر فيه كيف يلجئون إلى القبور من دون الله.





19-قال التيجاني ص73:

(إننا ( يعني أهل السنة) نحتفل بيوم عاشوراء على أنه عيد من الأعياد الإسلامية وتخرج فيه زكاة الأموال وتطبخ فيه شتى المأكولات وأنواع الأطعمة الشهية ويطوف الصبيان على الكبار ليعطوهم بعض النقود لشراء الحلوى والألعاب).

قلت: هذا الكلام يدل على أن التيجاني ما عرف دين أهل السنة وإنما هو انتقل من بدعة التصوف إلى بدعة التشيع ودين الله وسط لا إفراط ولا تفريط فلم يقل أحد من علماء السنة أن يوم عاشوراء عيد من الأعياد الإسلامية بل ليس عند أهل السنة أعياد كثيرة هما عيدان عيد الأضحى والفطر ويوم عاشوراء يصومه أهل السنة اقتداء برسولهم صلى الله عليه وسلم وهو اليوم الذي نجى الله فيه نبيه وكليمه موسى عليه السلام فالسنة صومه وليس الإطعام فيه والشيعة الذين يعيشون في بلاد أهل السنة يعلمون ذلك جيدا.

2-قال التيجاني ص74:

(إن علمائنا لا يفتون إلا برأي السلطة التي تضمن معاشهم وتعزل من تشاء منهم وتنصب من تشاء).

قلت: هذه صدق فيها التيجاني فإن علماء الصوفية لا يتكلمون إلا بما يعجب حكوماتهم وإن كان التيجاني يقصد أهل السنة فقد كذب وليس هذا بغريب وما علينا أن نكثر من الكلام بل نكتفي بقول الله تبارك وتعالى : ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )[80] .

وانظر مثالا لذلك قصة الإمام الزهري مع هشام بن عبدالملك[81] وقصة الإمام مالك مع أبي جعفر الـمنصور[82] وقصة العز بن عبدالسلام مع المماليك[83] وقصة ابن تيمية مع الناصر قلاوون[84] ومع بيبرس الجاشنكير .





وقصة الأوزاعي مع عبدالله بن علي[85] وابن أبي ذئب مع أبي جعفر بن المنصور[86] وأحمد بن حنبل مع المعتصم[87] وغيرها كثير.

وهؤلاء علماؤنا في هذا العصر هم أبعد الناس عن النفاق بل النفاق والتقية هي من معتقدات الشيعة أما السنة فلا يدينون الله بهذه التقية التي يتعامل بها علماء الشيعة حتى مع الشيعة.

21-قال التيجاني ص75:

(قال رسول الله : ابحث عن دينك حتى يقال عنك مجنون[88]).

وعزاه في الحاشية إلى صحيح البخاري.

وهذا كذب وجهل فإن البخاري لم يخرج هذا الحديث ولا غيره من أصحاب الكتب الستة بل لم أجده في شيء من كتب أهل السنة فمن وجده في كتب الأحاديث المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم فليدلنا عليه أو ليصرخ قائلا للتيجاني: أنت كذّاب.

وهذا الحديث هو على طريقة الصوفية الذين يقولون أكثر أهل الجنة البله[89] ولذا يعرفون بالمجاذيب.

22-قال التيجاني ص78:

(توجد حراسة مشددة (يعني عند قبر النبي) من الجنود الغلاظ الذين يتداولون على الرقابة والحراسة أمام كل باب وفي أيديهم سياط يضربون بها كل من يقترب أو يحاول أن ينظر داخل الحجرة ).

قلت: المدينة موجودة والمسجد موجود والقبر موجود والعهد قريب وما يدعيه التيجاني كذب يعلمه الشيعي والسني وفات التيجاني أن يقول وهم مدججون بالسلاح وقتلوا الكثيرين ممن سلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فسبحان الله ما رأى هذه السياط من العالمين إلا التيجاني.

والمصيبة كل المصيبة أنه يجد من يصدقه مع أنه لم ير ولم يسمع إلا في مؤلفات الشيعة.









23-قال التيجاني ص78:

(وهذا نظير ما حكاه أحد الفضلاء ممن أثق بهم إذ قال: كنا نطوف بالبيت فإذا شاب أصابه مغص من شدة الزحام فتقيأ وضربه الجنود الذين يحرسون الحجر الأسود وأخرجوه وهو في حالة يرثى لها واتهموه بأنه جاء بالنجاسة لتوسيخ الكعبة وشهدوا عليه وأعدم في نفس اليوم).

قلت: التيجاني هنا اختصر القصة خشية التطويل فإن هذا الشاب بعد أن أعدم علق على الكعبة ثلاثة أيام بلياليها ونقلت وكالات الأنباء العربية والعالمية هذا الخبر ونشر في الصحف وبثته الأقمار الصناعية ولكن لم يسمع ولم ير ولم يقرأ هذا الخبر إلا من يثق به التيجاني والتيجاني .

وما حيلتي فيمن يختلق ما يقول.

24-قال التيجاني ص82:

(وإذا كان المسلمون يعتقدون بأن سيدنا الخضر لم يمت ويرد السلام على كل من سلم عليه).

قلت: إن من يقول بحياة الخضر هم الصوفية ومن تأثر بهم وأما أهل السنة والجماعة فلا يقولون بحياة الخضر.

وهذا من موروثات التيجاني الصوفية.

25-قال التيجاني ص83:

(زرت البقيع وكنت واقفا أترحم على أرواح أهل البيت وكان بالقرب مني شيخ طاعن بالسن يبكي وعرفت من بكائه أنه شيعي [90].

واستقبل القبلة وبدأ يصلي وإذا بالجندي يأتي إليه بسرعة وكأنه كان يراقب تحركاته وركله بحذائه ركلة وهو في حالة السجود فقلبه على ظهره وبقي المسكين فاقد الوعي بضع دقائق وانهال عليه الجندي ضربا وسبا وشتما ورق قلبي لذلك الشيخ وظننت أنه مات ودفعني فضولي وأخذتني الحمية وقلت للجندي:

حرام عليك لماذا تضربه وهو يصلي؟

فانتهرني قائلا: اسكن أنت ولا تتدخل حتى لا أصنع بك مثله. ا.هـ.).

قلت: الغريب في هذه القصة والذي لا أكاد أصدقه هو كيف انتهت القصة هكذا لأن من عادة قصص التيجاني أن يؤخذ هذا الرجل ويعدم.

ثم كيف لم ينكر التيجاني على الشيخ الشيعي لأنه استدبر قبور أهل البيت في أثناء صلاته.

قال المجلسي:

وسادسها صلاة ركعتين للزيارة عند الفراغ فإن كان زائرا للنبي صلى الله عليه وسلم ففي الروضة وإن كان لأحد الأئمة فعند رأسه ولو صلاهما بمسجد المكان جاز.

ورويت رخصة في صلاتهما إلى القبر ولو استدبر القبلة وصلى جاز[91] .

وأخيرا قبل أن أنسى نشكر للتيجاني حميته وهكذا الرجال حمية وصدقا.

26-قال التيجاني ص91:

(فألفوا في ذلك (يعني حياة الصحابة) كتبا عديدة أمثال أسد الغابة في تمييز الصحابة وكتاب الإصابة في معرفة الصحابة وكتاب ميزان الاعتدال وغيرها من الكتب التي تناولت حياة الصحابة بالنقد والتحليل ).

قلت: لنرجع قليلا إلى كلام التيجاني ص 24 رقم 1

لنعرف مدى ما يتمتع به من علم أذهل علماء الأزهر ثم نعيد قراءة هذا الكلام في هذه الصفحة.

وقبل الرد لا بأس أن نتذكر بيتين من الشعر قيلا على لسان حال حمار:

قال حمار الحكيم تومــا لو أنصف[92] الدهر كنت أركب

فأنا جاهل بســـيـط وصاحبي جـــاهل مركب

ونقول للتيجاني المتعالم: جميع الكتب التي ذكرتها أخطأت فيها

فأسد الغابة اسمه أسد الغابة في معرفة الصحابة

والإصابة اسمه الإصابة في تمييز الصحابة

وأما ميزان الاعتدال فقد قال الإمام الذهبي في مقدمته: أما الصحابة فلا أذكرهم لجلالتهم في هذا المصنف فإن الضعف جاء من جهة الرواة عنهم[93] .

فليس في كتاب الميزان ذكر لصحابي واحد فكيف يكون كتابا تناول حياة الصحابة بالنقد والتحليل.

فسبحان من جمع فيك الكذب والجهل والتعالم.

قدّر لرجلك قبل الخطو موضعها فمن علا زلقا عن غرة زلجا

27-قال التيجاني ص93:

(كما أوجب مودتهم على كل مسلم كأجر للرسالة المحمدية).

قلت: يريد أن مودة أهل البيت أجر للرسالة المحمدية.

ويستشهد بقوله تعالى: ( قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) [94].

وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ثبت في الصحيح عن سعيد بن جبير أن ابن عباس سئل عن قوله تعالى: ( قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) [95].

قال سعيد بن جبير فقلت: إلا أن تودوا ذوي قربى محمد.

فقال ابن عباس: عجّلت إنه لم يكن بطن من قريش إلا لرسول الله منهم قرابة فقال لا أسئلكم عليه أجرا إلا أن تودوني في القرابة التي بيني وبينكم.ا.هـ.[96]

قال ابن تيمية: ويدل على ذلك أنه لم يقل إلا المودة لذوي القربى كما في قوله تعالى: ( واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى ) [97].

ويبين ذلك أن الرسول لا يسأل أجرا أصلا وإنما أجره على الله.

كما قال إخوانه الأنبياء وهو أكملهم [98].

وجميع ما في القرآن من التوصية بحقوق ذوي قربى النبي صلى الله عليه وسلم وذوي قربى الإنسان إنما قيل فيها ذوي القربى ولم يقل في القربى.

والنبي صلى الله عليه وسلم لا يسأل أجرا على تبليغ الرسالة البتة بل أجره على الله.

( قل ما أسئلكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين ) [99].

( قل ما سألتكم من أجر فهو لكم )[100] .

( وما تسألهم عليه من أجر أن هو إلا ذكر للعالمين )[101] .

( قل ما أسئلكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا )[102] .

وليست محبتهم أجرا للرسالة بل محبتهم مما أمرنا الله به .

28-قال التيجاني ص95:

(الصحابة في صلح الحديبية

إن الصحابة في صلح الحديبية لم يمتثلوا أمر النبي حين قال قوموا فانحروا ثم احلقوا فو الله ما قام منهم رجل...

وذكر التيجاني مقولة عمر لرسول الله ألسنا على الحق وعونا على الباطل ..الخ القصة).

قلت: الرد على هذا من ثلاثة أوجه:

أولا: لم يكن تأخر الصحابة عن الحلق والنحر من باب عنادهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن ودوا لو غيّر رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيه ودخل مكة أو أن ينزل وحي من الله خاصة وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد وعدهم أن يدخلوا المسجد الحرام.

ثانيا: في الصلح نفسه أمر النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب أن يمحو اسمه فرفض علي ذلك ولم يجعل أهل السنة هذا الأمر مطعنا في علي . انظر الرد رقم 50 في هذا الكتاب.

ثالثا: وهو عبارة عن سؤال: لم حل الصحابة ونحروا بعد أن رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم نحر وحلق وبدون كلام منه؟ وكذلك نقول: إن عليا لم يحلق ولم ينحر كباقي الصحابة فهل تعيبونه بهذا؟!

29-قال التيجاني ص 103:

(الصحابة في سرية أسامة:

مجمل القصة أن رسول الله جهز جيشا لغزو الروم قبل وفاته بيومين وأمّر على هذه السرية أسامة بن زيد وعمره ثمانية عشر عاما وقد عبأ في هذه السرية وجوه المهاجرين والأنصار كأبي بكر وعمر وأبي عبيدة وغيرهم).

قلت: قد سبقه إلى هذه الفرية إمامه الموسوي في المراجعات فقال بإجماع أهل الأخبار إن أبا بكر وعمر كانا في جيش أسامة [103].

وقول الموسوي وقول التيجاني كذب ظاهر والحمد لله هذه كتب أهل الأخبار والتاريخ موجودة فمن منهم ذكر هذا الإجماع ؟ وأين؟

والمشهور أن عمر كان مع جيش أسامة أما أبو بكر فكان يصلي بالناس ولم يكن ضمن جيش أسامة.

30-قال التيجاني ص 98:

(الصحابة ورزية يوم الخميس

قال ابن عباس: يوم الخميس وما يوم الخميس اشتد برسول الله وجعه فقال: هلم أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده . فقال عمر: إن النبي قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت واختصموا منهم من يقول قربوا يكتب لكم النبي كتابا لا تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي قال لهم رسول الله : قوموا عني ).

قلت: يحاول الشيعة أن يدخلوا بهذه القصة مدخلا خطيرا وهو الطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرون أن هذه القصة مناسبة جدا لمبتغاهم .

ومآخذ الشيعة تتمثل فيما يلي:

1-لِمَ لَمْ يستجب الصحابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم في طلب الكتاب.

2-أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يكتب الوصية لعلي من بعده.

3-أن هذا لكتاب يتوقف عليه ضلال الأمة وهداها.

4-أن الصحابة نجحوا في منع النبي صلى الله عليه وسلم من الكتاب.

5-أن النبي صلى الله عليه وسلم غضب على الصحابة لأنهم لم يستجيبوا له.

6-أن عمر اتهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يهجر[104].

وللرد على هذه الشبهات نقول مستعينين بالله سبحانه وتعالى:

1-لَمْ يستجب الصحابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم شفقة عليه من وجعه الذي ألمّ به ونحن نسأل الشيعة هل هذا الكتاب من التبليغ الذي أمر الله به نبيه صلى الله عليه وسلم بحيث يجب عليه أن يبلغه أم لا؟.

فإن قالوا نعم هو من الواجب عليه تبليغه ولم يبلغه فهذا طعن في الرسول صلى الله عليه وسلم وتكذيب لله حيث قال : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) [105].

ولنا أن نسأل الشيعة سؤالا ثانيا وهو: أين علي بن أبي طالب من هذه الحادثة هل كان موجودا أو لم يكن موجودا ؟ ولِمَ لَمْ يبادر بكتابة الكتاب.

وذلك أنه قد أخرج أحمد في مسنده عن علي بن أبي طالب قال أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أن آتيه بطبق يكتب فيه ما لا تضل أمته من بعده قال فخشيت أن تفوتني نفسه قال قلت إني أحفظ وأعي.

قال: أوصى بالصلاة والزكاة وما ملكت أيمانكم .

وقال أحمد شاكر إسناده حسن [106].

فالذي أمر بالكتابة إذا علي بن أبي طالب فلِمَ لَمْ يكتب؟!

2-إن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يكتب الوصية وهذا الكلام غير صحيح للحديث السابق الذي بيّن فيه النبي صلى الله عليه وسلم ما يريد أن يكتب.

3-ليس في الحديث أن النبي لم يبلغ بل حديث علي يبين لنا أنه أخبر عليا بما يريد أن يكتب.

4-إن الصحابة نجحوا في منع النبي صلى الله عليه وسلم من الكتابة نقول إن الصحابة لم يكن قصدهم منع النبي صلى الله عليه وسلم بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك الأمر كتابة وبلّغه شفهيا.

5-غصب النبي صلى الله عليه وسلم هذا يشبه قوله لعلي في الحديبية امح فرفض أمر النبي حتى أخذ النبي صلى الله عليه وسلم الكتاب من علي ومحاه بيده الشريفة.

6-إن عمر اتهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يهجر كذب لم يصدر عن عمر إذ أن الثابت أن عمر قال إن رسول الله غلبه الوجع ولم يتهمه في عقله.

فثبت أن هذا الكتاب إما استحبابا أو لزيادة بيان لا أكثر.

31-قال التيجاني ص117:

قوله تعالى: ( وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما )[107]

( فكلمة منهم التي ذكرها الله تعالى دلت على التبعيض وأوحت أن البعض من هؤلاء لا تشملهم مغفرة الله ورضوانه ودلت أيضا على أن البعض من الصحابة انتفت منهم صفة الإيمان والعمل الصالح ) .

قلت : لعل التيجاني لم يحاول أن يتعلم الكثير من صبيان النجف فتعجل هنا في تفسير كتاب الله بدون علم فلعله أن يرجع فيتعلم منهم قبل أن يطلع على كلامه علماء الأزهر الذين يتهمهم بالجهل .





وكلام التيجاني لا يحتمل إلا أمرين :

أحدهما : أن التيجاني كذاب في ادعائه أن ( مِنْ ) هنا للتبعيض .

الثاني : أن التيجاني جاهل باللغة العربية وهو قد وصف نفسه بالجهل أمام صبية النجف وأحلاهما مر .

والحاصل أن ( مِنْ ) هنا بيانية وليس تبعيضية .

قال القرطبي : وليست ( مِنْ ) في قوله منهم مبعضة لقوم من الصحابة دون قوم ولكنها عامة مجنسة مثل قوله تعالى : ( فاجتنبوا الرجس من الأوثان )[108] .

وتكون ( مِنْ ) في قوله منهم مؤكدة مثل قوله : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ) والقرآن كله شفاء إلا إذا أراد التيجاني أن يقول كما قال إمامه النوري الطبرسي إن القرآن فيه آيات سخيفة – لعنة الله على من قال هذا القول ثم لم يتب - .

قال النسفي : ( ومِنْ ) في منهم للبيان كما في قوله (فاجتنبوا الرجس من الأوثان)[109] .

فهل يقول العلامة اللوذعي أن المأمور هو اجتناب بعض الأوثان لا كلها .

قال ابن الجوزي : قال الزجاج : في ( من ) قولان :

1- أن يكون تخليصا للجنس من غيره كقوله فاجتنبوا الرجس من الأوثان .

قال ابن الأنباري : معنى الآية وعد الله الذين آمنوا من هذا الجنس أي من جنس الصحابة .

2- أن يكون هذا الوعد لمن قام منهم على الإيمان والعمل الصالح .

قال ابن كثير ( مِنْ ) هذه : لبيان الجنس .

قال محمود صافي ( مِنْ ) لبيان الجنس .

تأتي (مِنْ) لبيان الجنس وكثيرا ما تقع بعد (ما) و (مهما) وهما بها أولى لإفراط إبهاما كقوله تعالى: ( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها )[110].

وقوله: ( ما ننسخ من آية )[111].

ومن وقوعها بعد غيرهما قوله تعالى : ( يُحلّونَ فيها مِنْ أساور من ذهب )[112].

وفي كتاب ابن الأنباري أن بعض الزنادقة تمسك بقوله تعالى : ( وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما )[113] .

في الطعن على بعض الصحابة لأن (مِنْهم ) بزعمه تفيد التبعيض –وهذه تزكية من ابن الأنباري للتيجاني- وهي ليست كذلك بل هي للتبيين أي الذين آمنوا هم هؤلاء.

كقوله تعالى : ( الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم )[114] .

وكلهم محسن متق .

وقوله : ( وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم )[115].

قال الزمخشري: ومعنى (مِنْهم) البيان كقوله تعالى : ( فاجتبوا الرجس من الأوثان )[116].

قال أو البقاء العكبري: و(ومِنْهم) لبيان الجنس تفضيلا لهم بتخصيصهم بالذكر.[117]

قال النيسابوري: وقوله (مِنْهم) لبيان الجنس.[118]

قلت: ثم إن ادعائه أن (مِنْ) تبعيضية يجعل الآية يناقض بعضها بعضا لأنها جاءت غي شأن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ولم تتناول غيرهم.

قال تعالى : ( محمد رسول الله والذين آمنوا معه أشداء رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزرّاع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما )[119].

وتأمل بعض من صفاتهم في الآية:

1. محبتهم للرسول صلى الله عليه وسلم.

2. شدتهم على الكفار.

3. تراحمهم فيما بينهم.

4. ملازمتهم للركوع والسجود.

5. ابتغاؤهم الفضل من الله والرضوان.

6. أن الله يغيظ بهم الكفار.

32-قال التيجاني ص88:

(وأخذت على نفسي عهدا وأنا أدخل هذا البحث الطويل العسير أن أعتمد الأحاديث الصحيحة التي اتفق عليها السنة والشيعة .

وقال ص94:

لا أعتمد إلا ما اتفقوا عليه جميعا بشأن التفسير لكتاب الله والصحيح من السنة.

وقال التيجاني ص165:

لا أعتمد إلا ما هو موثوق عند الفريقين.

وقال ص176:

سوف لا أستدل ولا أعتمد إلا الأحاديث المتفق عليها من الفريقين).

قلت: هذا ادعاه التيجاني فهل وفّى بما قال.

وما ترى لا ما تسمع . وقد قال رسو الله صلى الله عليه وسلم: ( آية المنافق ثلاث إذا حدّث كذب و إذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان )[120] رواه البخاري ومسلم.

وقد مرّ بك بعض الأحاديث المكذوبة على أهل السنة.

33-قال التيجاني ص118:

(إذ أنهم حجوا مع رسول الله في حجة الوداع وقد بايعوا الإمام عليا في غدير خم بعدما نصبه رسول الله للخلافة كما بايعه أبو بكر نفسه.

وقال التيجاني ص165:

إن أب بكر وعمر هنّآه وهذا النص مجمع عليه من السنة والشيعة).

قلت: هذا كذب وادعاء باطل فإنه لم يثبت أن أحدا من المؤمنين فضلا عن أبي

بكر وعمر أنه هنّأ علي بن أبي طالب في ذلك اليوم وذلك لعدم وجود ما يلزم ذلك.

ولو كنت أقصد في كتابي هذا الرد لبينت قصة الغدير بالسند الصحيح ورددت على افترائه مفصّلا ولكن القصد من هذا الكتاب هو إظهار ما عند القوم من كذب وتدليس وتلبيس وقوله هذا النص مجمع عليه كذب محض على أهل السنة.

ولنا أن نسأل التيجاني ومن يقول بقوله سؤالين اثنين:

الأول: من نقل إجماع أهل السنة؟

الثاني: أين نجد هذا الإجماع؟

والحديث الذي ورد فيه أن أبا بكر وعمر هنئا عليا يوم الغدير في سنده علي بن زيد بن جدعان وقد تفرد بهذه الزيادة دون غيره من الرواة الذين رووا حديث الغدير.

والحديث أخرجه أحمد في مسنده[121] .

وهذه أقوال العلماء في ابن جدعان:

1. قال حماد بن زيد: كان يقلب الأسانيد.

2. قال ابن خزيمة: لا أحتج به لسوء حفظه.

3. قال ابن عيينة: ضعيف.

4. قال ابن معين: ليس بشيء.

5. قال يحيى القطان: يُتقى حديثه.

6. قال أحمد بن حنبل: ضعيف.

7. قال يزيد بن زريع: كان رافضيا[122].

34-قال التيجاني ص125:

(وقد لعن رسول الله المتخلف عنه[123] ممن عبأهم).

قلت: هذا كذب فلم يثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من تخلف عن جيش أسامة والبينة على من ادعى و التيجاني ادعى أنه لا يستدل إلا بما اتفق عليه وكان صحيحا.

35-قال التيجاني 134:

(وقد قال رسول الله : من سبّ عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله ومن سب الله أكبه الله على منخريه في النار)[124].

قلت: وهذا أيضا كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فإن الحديث غير صحيح ولا ثابت عند أهل السنة فقد أخرجه الحاكم في مستدركه 3/121.

وفيه ثلاث علل:

1. أبو إسحاق السبيعي: مدلس مشهور وقد عنعن ولم يصرح بالسماع [125].

2. محمد بن سعد العوفي: ضعفه الخطيب والذهبي وقال الدارقطني لا بأس به[126].

3. أبو عبدالله الجدلي: ثقة إلا أنه شيعي جلد[127] وهذا الحديث في نصرة بدعته[128].

وقد تقرر عند علماء الحديث أن المبتدع إذا روى حديثا في نصرة بدعته رُدّ وإن كان ثقة.

قال الحافظ ابن حجر: تقبل رواية المبتدع إن لم يكن داعية إلا إن روى ما يُقوي بدعته فيرد على المختار.[129]

فهل مثل هذا الحديث يقال عنه ثابت عند أهل السنة؟

37-قال التيجاني 137:

(وقد سجل التاريخ له أيضا قوله ليتني كنت كبش أهلي يسمنونني ما بدا لهم إذا كنت أسمن من أكون زارهم بعض من يحبون فجعلوا بعضي شواء وقطعوني قديدا ثم أكلوني أخرجوني عذرة ولم أكن بشرا).

قلت: يقصد التيجاني هنا أبا بكر الصديق رضي الله عنه ولكن أين سند هذا الكلام؟ ومن يقول إنه ثابت عن أبي بكر الصديق؟

ثم ألم تقل مريم ( يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا )[130] .

وقد ذكر علامة الشيعة وباقر علومهم المجلسي في كتابه المعتمد عند الشيعة بحار الأنوار عن سلمان أنه قال: يا ليتني كنت كبشا لأهلي فأكلوا لحمي ومزقوا جلدي ولم أسمع بذكر النار.

وقال أبو ذر: يا ليت أمي كانت عاقرا ولم تلدني ولم أسمع بذكر النار.

وقال مقداد: يا ليتني كنت طائرا في القفار ولم يمن علي حساب ولا عقاب ولم أسمع بذكر النار.

وقال علي: يا ليت السباع مزقت لحمي وليت أمي لم تلدني ولم أسمع بذكر النار ثم وضع يده على رأسه وجعل يبكي ويقول: وا بعد سفراه وا قلة زاداه في سفر القيامة[131] .

ولو ثبت كل هذا عن أبي بكر وعلي وسلمان وأبي ذر و المقداد ما ضرهم شيئا.

38-قال التيجاني ص142:

(كما أن آية التطهير دالة هي الأخرى على عصمتها وقد نزلت فيها وفي بعلها وابنيها بشهادة عائشة نفسها .ثم عزا التيجاني إلى صحيح مسلم).

قلت: هذا الكلام فيه كذب وتدليس ليوهم القارئ بأن الآية نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين ثم عزا إلى صحيح مسلم كذبا وزورا.

وليس في الحديث أن هذه الآية نزلت فيهم.

والذي في صحيح مسلم أن عليا وفاطمة والحسن والحسين قرأ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية لا أنها نزلت فيهم خاصة[132] .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن مضمون هذا الحديث أن النبي دعا لهم بأن يذهب عنهم الرجس ويطهرهم تطهيرا وغاية ذلك أن يكون دعا لهم بأن يكونوا من المتقين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم واجتناب الرجس واجب على المؤمنين والطهارة مأمور بها كل مؤمن.

قال تعالى: ( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم )[133] .

وقال تعالى: ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها )[134].

وقال تعالى: ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين )[135] .

فغاية هذا أن يكون هذا دعاء لهم بفعل المأمور وترك المحظور وأهل الكساء لما كان قد أوجب عليهم اجتناب الرجس وفعل التطهير دعا لهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن يعينهم علة فعل ما أمرهم به لئلا يكونوا مستحقين للذم والعقاب ولينالوا المدح والثواب [136].

وقال أيضا: إن قوله تعالى: ( إنما يردي الله ليذهب عنكم الرجس أهل البــيت ويطهركم تطهيرا )[137].

كقوله: ( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ) [138].

وكقوله: ( يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما ) [139].

وكقوله: ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )[140] .

فإن إرادة الله في هذه الآيات متضمنة لمحبة الله لذلك المراد ورضاه به وأنه شرعه للمؤمنين وأمرهم به ليس في ذلك أنه خلق هذا المراد ولا أنه قضاه وقدره ولا أنه يكون لا محالة والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآية قال : ( اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا) فلو كانت الآية تتضمن إخبار الله بأنه قد أذهب عنهم الرجس وطهرهم لم يحتج إلى الطلب والدعاء .

والشيعة قدرية في العقيدة فكيف لهم أن يحتجوا بمثل هذه الآية فإن إرادة الله عندهم لا تقع دائما وهو لا يفرقون بين الإرادة الشرعية والإرادة القدرية [141].

ثم يقال أيضا: إن أهل البيت ليسوا عليا وفاطمة والحسن والحسين فقط لا على قولنا ولا على قول الشيعة.

فالشيعة يدخلون أبناء الحسين خاصة الأئمة منهم وهم لم يكونوا في الكساء ويخرجون أبناء الحسن بل لا يرون أن كل أبناء الحسين أذهب الله عنهم الرجس واقرأ كلامهم في جعفر بن علي بن محمد صلى الله عليه وسلم وهو أخو الحسن العسكري [142].

أما على قول أهل السنة فإن عليا وفاطمة والحسن والحسين من أهل البيت بدليل حديث الكساء.

وأزواج النبي من أهل البيت بدليل آية التطهير .

وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس من أهل البيت بدليل حديث زيد بن أرقم عند مسلم.

قال زيد: أهل بيته من حرم عليهم الصدقة وهم آل علي وآل جعفر وآل العباس وآل عقيل[143].

وإما عبر الله بميم الجمع بدل نون النسوة في قوله : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) لأن الآيات السابقة واللاحقة تخص النساء فعبر عنها بنون النسوة وآية التطهير لا تخص النساء بل دخل معهن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو رب البيت وسيده صلوات الله وسلامه عليه.

فالآية إذاً خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه فالآيات بدأت بخطاب النساء ( يا نساء النبي ) وختمت بقوله: ( واذكرن ما يتلى في بيوتكن ).. الآية.

فَذِكْرُ حال الآخرين بجملة معترضة بلا قرينة ولا رعاية نكتة ومن غير تنبيه على انقطاع كلام سابق وافتتاح كلام جديد مخالف لوظيفة البلاغة التي هي أقصى الغاية في كلام الله تعالى [144].

39-قال التيجاني ص143:

(وجدت أن قتلة عثمان بالدرجة الأولى هم الصحابة أنفسهم وفي مقدمتهم أم المؤمنين عائشة التي كانت تقول وتنادي بقتله وإباحة دمه على رؤوس الأشهاد : اقتلوا نعثلا فقد كفر).

قلت: سبحانك هذا بهتان عظيم.

وهذا والله الذي لا إله إلا هو كذب وسبة في وجه التيجاني ومن سار على دربه.

فهذه رواية من طريق سيف بن عمر التميمي وهو كذّاب مشهور [145].

قال النسائي: كذّاب.

قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات اتهم بالزندقة[146]. [147]







40-قال التيجاني ص143:

(كذلك نجد طلحة و الزبير ومحمد بن أبي بكر وغيرهم من مشاهير الصحابة وقد حاصروه ومنعوه من شرب الماء ليجبروه على الاستقالة ).

قلت: هذا كذب ولا جديد.

وإن كان التيجاني صادقا فليذكر لنا سند هذا الكلام وأين موجود وهل هو ثابت عند أهل السنة؟ وهل محمد بن أبي بكر من مشاهير الصحابة؟ لقد ولد في حجة الوداع قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثة أشهر فقط.

41-قال التيجاني ص143:

(ويحدثنا المؤرخون أن الصحابة هم الذين منعوا دفن جثته في مقابر المسلمين فدفن في حش كوكب بدون غسل و لا كفن).

قلت: هل يضر عثمان شيء إن كان دفن في حش كوكب بدون غسل ولا كفن؟وللجواب عن هذا السؤال نقول قُتل علي بن أبي طالب ودفن ليلا وحفر أكثر من بر حتى لا يعلم الخوارج مكان قـبره [148].

وقُتل الحسين بن علي ولم يُعرف له قبر إلا ما يُدعى الآن في مصر والشام والعراق ولم يغسل ولم يكفن فهل ضرهما هذا؟ لا والله ما ضرهما ولا ضره رضي الله عنهم أجمعين.

والمسألة التي يحاول التيجاني إثارتها هي ادعاؤه أن الصحابة لا الخوارج الذين خرجوا عليه هم الذين منعوا دفنه في البقيع ومنعوا الناس من تغسيله وتكفينه .

وبالنسبة لمكان دفنه فإن الطبري في تاريخه ذكر أكثر من رواية ففي رواية ذكر أنه دفن في حس كوكب وفي رواية ذكر أنه دفن في البقيع[149] .

وأما ابن كثير فذكر أن حش كوكب خلف البقيع من الجانب الشرقي فدفن هناك[150] . والله أعلم.

وأما قوله إن الصحابة هم الذين منعوا دفن جثته فهذه الحكاية رواها الطبري في تاريخه من طريق الواقدي عن عبدالله بن زيد الهذلي عن عبدالله بن ساعدة[151] .

والواقدي هو محمد بن عمر[152] قال أحمد: هو كذّاب وقال أبو حاتم والنسائي: يضع الحديث.



و عبدالله بن يزيد الهذلي قال البخاري يقال يتهم بالزندقة[153] وقال النسائي: ليس بثقة.

42-قال التيجاني ص145:

(فقد كانت عائشة راجعة من مكة عندما أعلموها في الطريق أن عثمان بن عفان قُتل ففرحت فرحا شديدا ولكنها عندما علمت بأن الناس بايعوا عليا غضبت وقالت وددت أن السماء انطبقت على الأرض قبل أن يليها ابن أبي طالب).

قلت:

هذا كذب وادعاء باطل وأين ادعاؤه أنه لا يذكر إلا ما هو ثابت عند أهل السنة؟

وهذه الرواية ذكرها الطبري في تاريخه من طريق سيف بن عمر التميمي وهو كذّاب [154]. وقد مضى الكلام عنه في فقرة 39.

43-قال التيجاني ص145:

(إنها لما سمعت بموته سجدت لله شكرا).

قلت: يعني أن عائشة لما سمعت بموت علي سجدت لله شكرا.

وعزا التيجاني هذا الكذب إلى كل المؤرخين الذين أرخوا سنة 40 هـ.

وهذا كذب من جهتين:

الأولى: القصة مكذوبة من أصلها.

الثانية: قوله في عزوه كل المؤرخين الذين أرخوا سنة 40 هـ.

فهذا الكلام لم يذكره خليفة بن خياط في تاريخه.

ولم يذكره الطبري في تاريخه.

ولم يذكره ابن كثير في تاريخه.

ولم يذكره الذهبي في تاريخه.

ولم يذكره المسعودي في تاريخه.

ولم يذكر ابن الأثير في تاريخه.

فلا أدري من المؤرخون الذين أرخوا هذه الحادثة سنة 40 هـ وذكروا هذا الإفك.

بل إنني لم أجد هذا الكلام المكذوب وهل من يحترم قراءه يقول مثل هذه الأكاذيب؟

فلعنة الله على الكاذبين.

44-قال التيجاني ص145:

(ولكن طلحة والزير جاءاها بخمسين رجلا لهم جعلا فأقسموا بالله أن هذا ليس بماء الحوأب فواصلت مسيرها حتى البصرة ويذكر المؤرخون أنها أول شهادة زور في الإسلام).

قلت: أين ادعاؤك أنك لا تذكر إلا ما ثبن عند الفريقين؟ وأين ثبت هذا الهراء الذي تذكره؟ ومن هؤلاء المؤرخون الذين تتبجح بهم ؟ قاتلك الله أما وجدت كذبة أخف من هذه؟!

والغريب أن هذا التيجاني جريء جدا في تخرصاته فقد عزا هذه الرواية إلى الطبري ولم أعثر عليها عنده وعلى فرض وجودها فأين سندها وهل صحيح ثابت عند أهل السنة؟

45-قال التيجاني ص147وص169:

(اعترضت –يعني عائشة- جنازة الحسن سيد شباب أهل الجنة ومنعت أن يدفن بجانب جده رسول الله قائلة: لا تدخلوا بيتي من لا أحب).

قلت: إن دهانقة الشيعة يستخدمون شتى الوسائل والأساليب المعقولة وغير المعقولة لتشويه صورة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ونقول لو كنتم صادقين بما ترمون به أصحاب رسو الله صلى الله عليه وسلم فاكتفوا بما ثبت وصح و لا تلجأوا إلى الكذب والتدليس والتهويل.

وهذه الحكاية التي ذكرها هنا هي كذب من بحر أكاذيبه الذي لا ينزف فهل ثبت هذا؟ وأين؟

46-قال التيجاني ص149وص206:

(كيف يريدونه صحابيا عادلا-يعني معاوية-وقد دس السم للحسن بن علي سيد شباب أهل الجنة وقتله).

قلت: هذا أيضا لم يثبت وهو كذب كالعادة.

وأين الالتزام بعدم ذكر إلا الأحاديث والقصص الثابتة عند أهل السنة والجماعة؟

47-قال التيجاني ص162:

(فعلي كان أعلم الصحابة وأشجعهم على الإطلاق وذلك بإجماع الأمة).

قلت: إن كان يعني إجماع الأمة الشيعية فهذا شأنه.

وإن كان يريدنا نحن معاشر أهل السنة فهذا كذب علينا ليس بغريب على مثل التيجاني.

فأين هذا الإجماع ؟ ومن نقله؟ وهو مجرد ادعاء محض لا يعجز أي أحد أن يدعي مثله فيمن يشاء.

وعلي عندنا نحن معاشر أهل السنة من أشجع الصحابة ومن أعلمهم أما أنه أشجعهم وأعلمهم فهذا كذب على أهل السنة.

وللرد على قوله كان أعلم الناس انظر تفصيل ذلك عند رقم 54.

وأما قوله إن عليا رضي الله عنه كان أشجع الناس فيرد عليه بما يلي:

الشجاعة تفسر بشيئين:

أحدهما: قوة القلب وثباته عند المخاوف.

الثاني: شدة القتال بالبدن بأن يقتل كثيرا ويقتل قتلا عظيما.

فالأول هو الشجاعة والثاني يدل على قوة البدن وعمله وليس كل من كان قوي البدن كان قوي القلب ولا بالعكس ولهذا تجد الرجل يقتل كثيرا ويقاتل إذا كان معه من يؤمنه ّغذ خاف أصابه الجبن وانخلع قلبه وتجد الرجل الثابت القلب الذي لم يقتل بيديه كثيرا ثابتا في المخاوف مقداما أكثر من الأولى فإن المقدم إذا كان شجاع القلب ثابتا أقدم وثبت ولم ينهزم فقاتل معه أعوانه وإذا كان جبانا ضعيف القلب ذل ولم يقدم ولم يثبت ولو كان قوي البدن.

والنبي صلى الله عليه وسلم كان أكمل الناس في هذه الشجاعة التي هي المقصودة في أئمة الحروب ولم يقتل بيده إلا أبي بن خلف ولم يقتل أحدا بيده لا قبل أحد و لا بعدها وكان أشجع من جميع الصحابة.

وكان علي وغيره يتقون برسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه أشجع منهم [155]وإن كان أحدهم قد قتل بيده أكثر مما قتل النبي صلى الله عليه وسلم.

وإذا كانت الشجاعة المطلوبة من الأئمة هي شجاعة القلب فلا ريب أن أبا بكر كان أشجع من عمر وعمر أشجع من عثمان وعلي وطلحة والزبير وهذا يعرفه من يعرف سيرهم وأخبارهم فإن أبا بكر باشر الأهوال التي يباشرها النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجبن ولم يحرج ولم يفشل وكان يقدم على المخاوف يقي النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه يجاهد المشركين تارة بيده وتارة بلسانه وتارة بماله وهو في ذلك كله مقدم.

فكان يوم بدر مع النبي صلى الله عليه وسلم في العرش مع علمه بأن العدو يقصدون مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ثابت القلب ربيط الجأش.

ولما مات النبي صلى الله عليه وسلم قام فخطبهم وذكرهم فثبتهم وشجعهم وأخذ في تجهيز جيش أسامة وأخذ في قتال المرتدين وقاتل مانعي الزكاة.

فالشجاعة المطلوبة من الإمام لم تكن في أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أكمل منها في أبي بكر ثم عمر.

وأما القتل فلا ريب أن غير علي من الصحابة قتل من الكفار أكثر مما قتل علي فإن كان من قتل أكثر يكون أشجع فكثير من الصحابة أشجع من علي فالبراء بن عازب قتل مائة رجل مبارزة غير من شوك في دمه.

وأما خالد بن الوليد فلا يحصى عدد من قتله إلا الله وقد انكسر في يديه في غزوة مؤتة تسعة أسياف ولا ريب أنه قتل أضعاف ما قتله علي[156] .

48-قال التيجاني ص167:

(وبعدما بايع الأنصار أبا بكر الصديق قال سعد: والله لا أبايعكم حتى أرميكم بكل سهم في كنانتي من نبل .. فكان ر يصلي بصلاتهم و لا يجتمع بجمعتهم ولا يفيض بإفاضتهم).

قلت: هذا كذب وغير صحيح ولم يثبت هذا عن سعد بن عبادة.

وهذه الرواية التي ذكرها التيجاني هي رواية أخيه في التشيع والكذب أبي مخنف لوط ابن يحيى[157].

قال ابن معين: أبو مخنف ليس بثقة.

وقال أبو حاتم: متروك الحديث.

وقال ابن تيمية: لوط بن يحيى معروف بالكذب عند أهل العلم.

وقال ابن حجر: إخباري تالف لا يوثق به.

وقال الزبيدي: إخباري شيعي تالف متروك.

والرواية التي عند أهل السنة أصح من رواية أبي مخنف هذا وهي التي أخرجها الإمام أحمد بن حنبل في مسنده قال حدثنا عفان قال حدثنا أبو عوانة عم داود بن عبدالله الأودي عن حميد بن عبدالرحمن قال:

توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في طائفة من المدينة قال: فجاء فكشف عن وجهه وقبله.

وقال: فداك أبي وأمي ما أطيبك حيا وميتا[158] . ولقد علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو سلك الناس واديا وسلك الأنصار زاديا سلكت وادي الأنصار .

ولق علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأنت قاعد : قريش ولاة الأمر فَبرّ الناس تبع لَبرّهم وفاجرهم تبع لفاجرهم.

قال: فقال سعد .صدقت نحن الوزراء وأنتم الأمراء[159] .

وهذا مرسل حسن الإسناد وهو أجود بكثير من رواية أبي مخنف التي هي من رواية كذّاب وليس لها إسناد.

ثم كيف لا يفيض بإفاضتهم! هل يحج وحده؟ وهل يقول مثل هذا الكلام عاقل ؟!

49-قال التيجاني ص168:

(من يتتبع هذه المأساة –يعني خلاف فاطمة مع أبي بكر على فدك- ويطلع على جوانبها يعلم علم اليقين أن أبا بكر تعمد إيذاء الزهراء وتكذيبها لئلا تحتج عليه بنصوص الغدير وغيرها على خلافة زوجها وبان عمها علي ونجد قرائن عديدة على ذلك منها:

ما أخرجه المؤرخون من أنها خرجت تطوف على مجالس الأنصار وتطلب منهم النصرة والبيعة لابن عمها).

قلت: الله أكبر يمنعها فدك كي لا تحتج عليه بنص الغدير على خلافة علي؟ أي سخف هذا فالحمد لله على نعمة العقل.

وهذا كلام كله سخف وسفه ففاطمة رضي الله عنها أجلّ من أن تطوف على مجالس الرجال تطلب منهم النصرة والبيعة لابن عمها علي وعلي جالس في بيته.

أهكذا توقر بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدة نساء العالمين وأين قول الله تبارك وتعالى: ( وقرن في بيوتكن )[160] أو هذه خاصة بعائشة؟!

ثم أليست فاطمة هي التي وهب النبي صلى الله عليه وسلم لها عبدا وعليها ثوب إذا قنّعت به رأسها لم رجليها وإذا غطت به رجليها لم يبلغ رأسها؟فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما تلقى قال: إنه ليس عليك بأس إنما هو أبوك وغلامك . رواه أبوداود[161].

ثم قصة تكذيب أبي بكر لفاطمة منحولة مكذوبة يعجز التيجاني وأمثاله أن يذكروا لها سندا صحيحا وأبو بكر لم يكذب على فاطمة وإنما ذكر لها ما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نورث.

50-قال التيجاني ص175:

(هذا وإذا تركنا الفضائل وبحثنا في المساوئ فإننا لا نحصي لعلي بن أبي طالب سيئة واحدة من كتب الفريقين بينما نجد لغيره مساوئ كثيرة في تب أهل السنة كالصحاح وكتب السير والتاريخ).

قلت:لعل التيجاني لم ينصف فإنه تتلمذ على صبية الشيعة في النجف فقط.

والإنصاف أنه ينبغي له أن يأخذ دوره عند صبيان أهل السنة والجماعة فتكون القسمة عادلة أما الآن والحالة هذه فإنها قسمة ضيزى.

وعلي رضي الله عنه معاشر أهل السنة والجماعة من أئمة الهدى وأعلام التقى ولا ندعي فيه العصمة واه أخطاء كما لغيره وله حسنات كما لغيره وإن كانت أخطاؤه غمرتها بحار حسناته رضي الله عنه.

وهذه النقطة بالذات وقفت عندها كثيرا وترددت الكتابة فيها وسألت الكثيرين ممن أثق بعلمهم وورعهم هل يجوز لي أن أذكر مآخذ على علي رضي الله عنه سواء كانت عند الشيعة أو عند السنة لبيان بشريته وعدم عصمته مع أني لا أقصد ولن أقصد الإساءة لإمام من أئمة الهدى ولكن الشيعة يضطروننا لهذا الكلام لرد شبهاتهم وتهويلاتهم وتدليساتهم وما شابه ذلك.

وكانت الإجابة بين موافق ومخالف.

وفي النهاية ترجح عندي أن أذكرها لإسكات أصوات تعالت بالباطل.

وفي الحقيقة إن المآخذ التي على علي في كتب الشيعة أعظم بكثير بل لا تقارن مع ما في كتب السنة وهي التي تحرجت كثيرا فبل أن أسطرها في كتابي هذا.

فإن كان عملي هذا صوابا فمن الله وإن كان خطئا فمن نفسي والشيطان وأنا أستغفر الله.

أولا: مآخذ على علي بن أبي طالب في كتب أهل السنة:

1. عن عكرمة قال: إن عليا رضي الله عنه حرق قوما فبلغ ذلك ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تعذبوا بعذاب الله ولقتلتهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه)[162]رواه البخاري .

2. عن علي بن أبي طالب قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقني وفاطمة ليلة فقال: ألا تصليان؟ فقلت: يا رسول الله أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا. فانصرف حين قلت ذلك ولم يرجع إليّ شيئا ثم سمــــعته يقول وهو مولّ يضرب فخذه وهو يقول: ( وكان الإنسان أكثر شيئا جدلا )[163] رواه البخاري .

3. يثير الشيعة دائما مسألة إغضاب أبي بكر لفاطمة على قصة فدك ويقولون إن أبا بكر أغضب فاطمة ومن أغضب فاطمة أغضب رسول الله ومن أغضب رسول الله أغضب الله.

ونحن نقول لهم اقرؤوا الرواية الآتية:

عن مسور بن مخرمة قال إنه سمع رسول الله وهو على المنبر يقول: إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن لهم ثن لا آذن لهم إلا أن يحب ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم فإنما ابتني بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها. رواه مسلم[164] .

وفي رواية أخرى أن فاطمة لما سمعت بذلك أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت له: إن قومك يتحدثون أنك لا تغضب لبناتك وهذا علي ناكحا ابنة أبي جهل. رواه مسلم[165] .

فمن الذي أغضب فاطمة؟!

4. عن البراء بن عازب قال: لما صالح رسول الله أهل الحديبية كتب علي بن أبي طالب بينهم كتابا فكتب محمد رسول الله فقال المشركون: لا تكتب رسول الله لو كنت رسولا لم نقاتلك فقال لعلي: امحه.







فقال علي: ما أنا بالذي أمحاه.

فمحاه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده . روا ه البخاري[166] وذكـره المجلسي في بحار الأنوار[167] .

5.عن علي بن أبي طالب أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أبا طالب مات . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اذهب فواره

فقال علي: إنه مات مشركا. فقال رسول الله: اذهب فواره .رواه أحمد [168].

قلت: ولو وقع هذا من عمر أو أبي بكر أو غيرهما من الصحابة لقالوا كيف لا ينفذون أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل هم يعلمون رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شابه ذلك الكلام.

6.دخل العباس وعلي على عمر فقال العباس: يا أمير المؤمنين بيني وبين الذي أفاء الله على رسوله من بني النضير –فاستب علي وعباس .. رواه البخاري [169].

قلت: كيف يسب علي عمّه العباس؟!

7.عن علي رضي الله عنه قال: كنت رجلا مذّاء وكنت أستحيي أن أسأل رسول الله لمكان ابنته مني فأمرت المقداد بن الأسود فسأله: فقال: يغسل ذكره ويتوضأ .رواه مسلم[170] .

وكثيرا ما يقول الشيعة: كيف يمكن أن يكون عمر خليفة للمسلمين وهو لا يعرف حكم التيمم؟ ونحن نقول هذا علي بن أبي طالب لا يعرف حكم المذي!

أما المآخذ التي على علي بن أبي طالب من كتب الشيعة فإني أستغفر الله كثيرا من ذكرها لأنها تدل على خبث طوية من رواها ولكن بن أطيل الكلام وإليك الروايات:

عن علي قال سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس له خادم غيري وكان له لحاف واحد ليس له لحاف غيره ومعه عائشة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام بيني وبين عائشة ليس علينا ثلاثتنا لحاف غيره فإذا قام إلى صلاة الليل يحط بيده اللحاف من وسطه بيني وبين عائشة حتى يمس اللحاف الفراش الذي تحتنا [171].

قلت: أقرأتم هذه الروية الخبيثة التي تطعن برسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وعائشة وجعلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغار على عرضه فلعنة الله على من وضع هذه الرواية.

والأدهى من ذلك أنهم يروون في الكافي عن أبي عبدالله قال في الرجل والمرأة يوجدان في لحاف واحد: يجلدون مائة جلدة[172] .

2.عن علي قال غدا علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن[173] في لفاعنا فقال: السلام عليكم فسكتنا لمكاننا ثم قال السلام عليكم فسكتنا[174] .

فكيف لا يرد السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين.

3.دخل الحسن بن علي على جده رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتعثر بذيله فأسر إلى النبي صلى الله عليه وسلم سرا فرأيته وقد تغير لونه ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتى منزل فاطمة .. ثم جاء علي فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيده ثم هزها إليه هزا خفيفا ثم قال: يا أبا الحسن إياك وغضب فاطمة فإن الملائكة تغضب لغضبها وترضى لرضاها [175].

4.عن ابن عباس أن فاطمة دخلت بيتها فإذا رأس علي في حجر جارية أهداها له جعفر فلحقها من الغيرة ما يلحق المرأة على زوجها فتبرقعت ووضعت خمارها على رأسها تريد النبي تشكو إليه عليا[176] .

5.عن علي بن أبي طالب قال: أنا جنب الله وقلب الله وبابه الذي يؤتى منه ادخلوا الباب سجدا أغفر لكم خطاياكم وأزيد المحسنين وبي وعلى يدي تقوم الساعة وفي يرتاب المبطلون وأنا الأول والآخر والظاهر والباطن وبكل شيء عليم[177] .

قلت: ماذا بقي لله؟! زلا شك أن هذا الكلام كفر صريح وعلي بريء منه ولكنكم –أعني الشيعة- ذكرتموه في كتبكم ونسبتموه لعلي رضي الله عنه وكرم وجهه.

6.عن أبي عبد الله جعفر الصادق أن عليا لما صلى الظهر التفت إلى جمجمة فكلمها أمير المؤمنين .. فاشتغل بها حتى غابت الشمس فكلمها بثلاثة أحرف من الإنجيل لأن لا يفقه العرب كلامها. قالت: لا أرجع وقد أفلت فدعا الله فبعث إليها سبعين ألف ملك بسبعين ألف سلسلة حديد فجعلوها في رقبتها وسحبوها على وجهها حتى عادت بيضاء نقية [178].

قلت كيف يؤخر صلاة العصر حتى تغيب الشمس؟

و لا شك أن هذه القصة خرافة ولكنها وللأسف في كتب الشيعة المعتمدة.

7.عن أبي عبد الله قال: قامت امرأة شنيعة إلى أمير المؤمنين وهو عللا المنبر فقالت: هذا قاتل الأحبة. فنظر إليها فقال لها: يا سلفع يا جريئة يا بذية يا مذكرة يا التي لا تحيض كما تحيض النساء يا التي على هنها شيء بيّن مدلّى[179] .

قلت: حاشا أمير المؤمنين أن يقول مثل هذا الكلام البذيء ولا تعجب أخي القارئ بعد هذا من بذاءة ألسنتهم وذلك أنهم ينسبون مثل هذا الكلام البذيء لأئمتهم.

ولو كان عمر لقامت الدنيا وما قعدت.

8.عن أبي عبدالله قال: بين أمير المؤمنين في ملأ من أصحابه إذا أتاه رجل فقال: أمير المؤمنين إني قد أوقبت على غلام فطهرني فرده مرتين وفي الثالثة قال له: يا هذا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حكم في مثلك بثلاثة أحكام فاختر أيها شئت: ضربة بالسف أ إهداء من جبل أو إحراق بالنار.. ثم قام وهو بالك حتى جلس في الحفرة التي حفرها له أمير المؤمنين وهو يرى النار تتأجج حوله قال: فبكى أمير المؤمنين فقال له: يا هذا إن الله قد تاب عليك فقم و لا تعاود شيئا مما قد فعلت[180] .

قلت: أليس هذا تعطيل لحدود الله.

9.عن أبي عبد الله قال: أُتي عمر بامرأة قد تعلقت برجل من الأنصار كانت تهواه فأخذت بيضة وصبت البياض على ثيابها وبين فخذيها فقام علي فنظر بين فخذيها فاتهمها [181].

قلت: هذا كذب إذ كيف ينظر علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه بين فخذي امرأة غريبة عنه.

وهل يطبق الشيعة اليوم هذا الفقه ؟؟! ومن الذي يسيء لعلي الشيعة أو السنة؟

10.عن حبيب بن ثابت قال: كان بين علي وفاطمة كلام فدخل النبي فألقى له مثال فاضطجع وجاء علي من جانب وجاءت فاطمة فاضطجعت من جانب... ولم يزل حتى أصلح بينهما[182] .



هذه بعضها وغيرها كثيرة أذكرها بسرعة وبدون بسط:

1-تحويل الخلافة من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكوفة.

2-ترك أمر النبي صلى الله عليه وسلم له بالخلافة.

3-تزويج أم كلثوم ابنته من عمر[183] .

4-لم يعط فدك لأولاده لما استخلف.

5-لم يقتل قتلة عثمان.

6-ولّى أقاربه مثل أبي بكر وهو ربيبه وعبد الله وعبيد الله وقثم وثمامة أبناء عنه العباس ونص على أولاده بالخلافة حسب ادعاء الشيعة.

7-لم يحلق رأسه في الحديبية ولم ينحر.

8-صلى التراويح عشرين ركعة.

9-كان يلوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر.

10-اختلف مع الحسن في صفين.

11-اختلافه مع الحسن في جلد الوليد بن عقبة.

12-يجلس بين رسول الله وعائشة حتى تقول عائشة ما وجدت إلا فخذي.

13-تزوج بعد وفاة فاطمة بتسع ليال[184] .

ومع هذا كله لا تجد سُنياً واحدا يطعن في علي أما النواصب والخوارج فليسوا من أهل السنة ولا وجود للنواصب الآن فيما أعلم.

51-قال التيجاني ص175:

(وكانت خلافة عثمان مهزلة تاريخية ذلك أن عمر رشح ستة لخلافة وألزمهم أن يختاروا من بينهم واحدا وقال إذا اتفق أربعة وخالف اثنان فاقتلوهما وإذا انقسم ستة إلى فريقين في كل جهة فخذوا برأي ثلاثة الذين يقف معهم عبدالرحمن بن عوف وإذا مضى وقت ولم يتفق الستة فاقتلوهم ).

قلت: سبحان الله أعرض التيجاني عن الرواية التي في صحيح البخاري وجرى مسرعا خلف رواية أبي مخنف الكذّاب ثم يقول ص88 :وأخذت على نفسي عهدا وأن أدخل هذا البحث الطويل العسير كما أعتمد الأحاديث الصحيحة التي اتفق عليها السنة والشيعة!!

وأنا أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( آية المنافق ثلاث إذا حدّث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان )متفق عليه[185] .

إن هذا القصة التي يذكرها التيجاني مختلقة اختلقها كذّاب مثله يقال له لوط بن يحيى أبو مخنف[186] .

وأنا الآن أسوق رواية البخاري لقصة الشورى:

قال الإمام البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن حصين عن عمرو بن ميمـون –وذكر قصة مقتل عمر-فقيل لعمر :أوص يا أمير المؤمنين استخلف . قال: ما أجد أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر الذين توفى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض فسمى عليا وعثمان والزبير وطلحة وسعد وعبدالرحمن وقال: يشهدكم وليس له من الأمر شيء فإن أصابت الإمرة سعدا فهو ذاك وإلا فليستعن به أيكم ما أُمّر فإني لم أعزله عن عجز ولا خيانة وقال: أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأول أن يعرف لهم حقهم ويحفظ لهم حرمتهم وأوصي بالأنصار خيرا الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم أن يقبل من محسنهم وأن يعفى عن مسيئهم وأوصي بأهل الأمصار خيرا فإنهم ردء الإسلام وخباة المال وغيظ العدو وأن لا يؤخذ منهم إلا فضلهم عن رضاهم وأوصيه بالأعراب خيرا فإنهم أصل العرب ومادة الإسلام وأن يؤخذ من حواشي أموالهم ويرد على فقرائهم وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله يوفي لهم بعهدهم وأن يقاتل من ورائهم ولا يكلفوا إلا طاقتهم [187].

هذه قصة الشورى وليس فيها استباحة دماء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين شهد لهم عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وهو راض عنهم .

52-قال التيجاني ص176:

(فلم تكن بيعة صحيحة في التاريخ الإسلامي من عهد الخلفاء وحتى عهد كمال أتاتورك إلا لأمير المؤمنين عبي بن أبي طالب).

قلت: هذا كذب فإن أبا بكر الصديق لم ينازعه أحد في خلافته وكذا عمر وكذا عثمان أما علي فلم يبايعه أهل الشام وغيرهم أكثر الصحابة لم يكونوا بالمدينة لما بويع بالخلافة ولم تستقر الأمور له كما استقرت لأبي بكر وعمر وعثمان.







قال التيجاني ص 176:

(سوف لا أستدل ولا أعتمد إلا الأحاديث المتفق عليها من الفريقين ومن هذه الأحاديث:

أ-حديث: أن مدينة وعلي بابها).

قلت: هذا الحديث غير صحيح ضعفه أكثر أهل العلم وإليك أسماؤهم وكلامهم:

1. البخاري: منكر ليس له وجه صحيح [188].

2. أبو حاتم: لا أصل له [189].

3. أبو زرعة: كم من خلق افتضحوا فيه [190].

4. الترمذي: هذا حديث غريب منكر [191].

5. العقيلي: لا يصح في هذا المتن شيء [192].

6. ابن حبان: هذا شيء لا أصل له [193].

7. الدارقطني: الحديث مضطرب غير ثابت [194].

8. ابن الجوزي: لا يصح ولا أصل له [195].

9. النووي: موضوع[196] .

10. ابن تيمية: موضوع [197].

11. الذهبي: موضوع[198] .

12. الألباني: موضوع[199] .[200]

فهل ما زال التيجاني يتبجح ويقول لا أعتمد إلا الأحاديث المتفق عليها .

54-قال التيجاني ص177:

وهذا ابن عباس يقول: ما علمي وعلم أصحاب محمد في علم علي إلا كقطرة في سبعة أبحر.

ثم قال التيجاني في الحاشية: لقد أجمعت صحاح أهل السنة وكتبهم على أفضلية علي وتقدمه في العلم على كل الصحابة.

قلت: كذبت فأين هذا الإجماع؟ ومن ذكره؟ وهل هو إلا التخرص.

قال ابن تيمية: اتفق علماء أهل السنة على أن أعلم الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر.

وقد ذكر غير واحد الإجماع على أن أبا بكر أعلم الصحابة كلهم.

ولم يحفظ لأبي بكر فتيا تخالف نصا وقد وجد لعمر وعلي وغيرهما فتاوى كثيرة تخالف النصوص حتى جمع الشافعي مجلدا في خلاف علي وابن مسعود.

وقد نقل الإجماع غير واحد على أن أبا بكر أعلم من علي منهم الإمام منصور بن عبد الجبار السمعاني أحد الأئمة الشافعية.

وفي الصحيحين عن أبي سعيدقال: كان أبو بكر أعلمنا بالنبي صلى الله عليه وسلم [201].[202]

قال ابن حزم: واحتج من احتج من الرافضة بأن عليا كان أكثرهم علما وهذا كذب وإنما يعرف علم الصحابي بأحد الوجهين لا ثالث لهما:

أحدهما: كثرة روايته وفتاويه.

الثاني: كثرة استعمال النبي صلى الله عليه وسلم له.

فنظرنا فوجدنا النبي صلى الله عليه وسلم قد ولى أبا بكر بحضرته ططول علته وجميع أكابر الصحابة حضور كعمر وعلي وغيرهما ووجدناه أيضا استعمله على الصدقات فوجب ضرورة أن يكون عنده علم في الصدقات كالذي عند غيره من جميع الصحابة لا أقل وربما كان أكثر والزكاة من أركان الدين.

وأيضا وجدناه صلى الله عليه وسلم استعمل أبا بكر على الحج فصح ضرورة أنه أعلم من جميع الصحابة بالحج وهذه دعائم الإسلام.

ثم وجدناه صلى الله عليه وسلم قد ألزم نفسه في جلوسه ومسامرته وظعنه وإقامته أبا بكر فشاهد أحكامه وفتاويه أكثر من مشاهدة علي لها.[203]