عرض مشاركة واحدة
قديم 21-09-11, 07:24 PM   رقم المشاركة : 4
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


نقض مذهبهم وبيان بطلانه :-





في أقوالهم وأبياتهم السابقة من الشرك والكفر ما لا يخفى على مسلم ،


إذ أنهم دعوا غير الله ، واستغاثوا بغير الله ،


واستجاروا بغير الله ورجوا غير الله ، وخافوا غير الله


وأضفوا صفات الربوبية من كشف الكرب والنفع والضر للبشر


والعياذ بالله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .





وقد عُلم أن الله عز وجل ما خلق الخلق عبثاً ،


تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ،


قال تعالى :


{ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ }[1]




بل خلقهم لحكمة عظيمة ، وغاية شريفة ، ألا وهي عبادته وحده .




قال تعالى :


{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [2]


ولأجل هذه الغاية العظيمة ، أرسل الله الرسل ، وأنزل الكتب


قال تعالى :


{ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا


أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } [3] ،





وقال تعالى :


{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ


أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ } [4] ،



فأوضح سبحانه في هذه الآيات ،


أنه لم يخلق الثقلين الأنس والجن إلا لعبادته وحد لا شريك له


ونهى عن ضدها .





والعبادة : هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه ،


من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة [5].





والعبادة لها شرطان :


الأول : إخلاص العبادة لله وحده


قال تعالى :


{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ } [6]


وقال تعالى :


{ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ *


أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ } [7] ،





الثاني : متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم


والدليل قوله تعالى :


{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ


وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [8] ،



وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم


" من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " [9] ،



والدعاء من أعظم أنواع العبادة بل هو العبادة


وكذلك الاستغاثة والاستجارة ، والرجاء والخوف ،


كلها من أنواع العبادة التي لا يجوز صرفها لغير الله ،



ومن الأدلة على أن الدعاء عبادة قوله تعالى :


{ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً } [10] ،


وقال تعالى :


{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ


إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } [11] ،



وقد دلت الآية الكريمة أن الدعاء عبادة ،


وعلى أن من استكبر عنه فمأواه جهنم ،


فإذا كانت هذه حال من استكبر عن دعاء الله


فكيف تكون حال من دعا غيره وأعرض عنه ؟!!

`````````````````````````````

[1]/ [ سورة المؤمنون الآية : 115 ].

[2]/ [ سورة الذاريات الآية : 56 ].

[3]/ [ سورة النحل الآية : 36 ].

[4]/ [ سورة الأنبياء الآية : 25 ].

[5]/ ابن تيمية : ( مجموع الفتاوى ) ، { 10 / 149 }.

[6]/ [ سورة البينة الآية : 5 ].

[7]/ [ سورة الزمر : الآية : 2 ، 3 ].

[8]/ [ سورة آل عمران الآية : 31 ].

[9]/ رواه البخاري في الصلح برقم ( 2499 ) ، ومسلم في الأقضية برقم ( 3242 ).

[10]/ [ سورة الأعراف الآية : 55 ].

[11]/ [ سورة غافر الآية : 60 ].








من مواضيعي في المنتدى
»» أمالي في السيرة النبوية - للعلامة حافظ الحكمي
»» ابن عربي - عقيدته وموقف علماء المسلمين منه
»» بدائع الفوائد من تفسير سورة يوسف عليه السلام
»» ألفاظ صحيحة وألفاظ خاطئة
»» وَدَعُـوني أَجُرُّ ذَيلَ فــخَـارٍ *** عِندَما تُـخْـجِـلُ الجـبـانَ العُـيُـوبُ