عرض مشاركة واحدة
قديم 27-11-10, 10:03 PM   رقم المشاركة : 1
فهَّاد
من كبار الأعضاء








فهَّاد غير متصل

فهَّاد is on a distinguished road


شُبَهُ الخَلِيِلِي حَوْل رُؤيَةِ اللّهِ يَومَ القِيَامَة وَ تَفْنِيِدِهَا

بسْم اللّه الرّحمن الرّحيم .

هذه شُبهُ الخليلي شيخ الأباضية , في رؤية المُؤمنين لربّهم يوم القيامة . وقد أخذ هذه الشّبه الرّافِضة في حوارهم مع أهلْ السّنّة . ومنْهم شيخ الرّافضة علي الكُوراني فِي كِتابه [ ألف سؤال وإشْكال ].

ولقَد مَنّ علي اللّه بأن أُفَنْد هذه الشّبهة في حواري مَع أحد الأباضّية منْ قُرآبة السَّت سَنَوات فٍي منْتَدى من هم الأباضية قَبْل أنْ يُغلق .


الشّبْهة :

يقُول الأباضي :

اقتباس:
بسم الله الرحمن الرحيم

قال سبحانه فى محكم كتابه (( وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون - بديع السموات والارض انى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شىء وهو بكل شىء عليم - ذلكم الله ربكم لا اله الا هو خالق كل شىء فاعبدوه وهو على كل شىء وكيل - لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير ))
وقد اول اهل السنة !! هذا النص القرانى بتاويلين :
1- ان الاية خاصة بالدنيا : اى لا تدركه الابصار فى الدنيا !! او قل ( لا تدركه بعض الابصار وتدركه بعض الابصار فى بعض الاوقات ) !!!!!
والجواب :
ان قوله تعالى (( لا تدركه الابصار )) قد جاء فى نسق الصفات التى تبين فساد قول المشركين وفساد نسبتهم الى الله سبحانه شركاء وجعلهم له ولدا فكانت تلك صفة من صفاته تعالى لا تنتفى عنه فى الدنيا ولا فى الاخرة لانها جائت فى نسق الصفات المبينة لكونه تعالى لا يليق به ما نسبه له المشركون
فهى صفات مدح وتسبيح لا تنتفى عنه سبحانه لا فى الدنيا ولا الاخرة
وقال الامير الصنعانى رحمه الله فى كتابه ايقاظ الفكرة ( ان دلالة السياق لا يجد فيها حيلة فالاشعرية صيروا معناها ( لا تدركه بعض الابصار ويدركه بعضها فى بعض الاوقات فعلى هذا لو قال ( تدركه الابصار ) لبقى ذلك المعنى بزعمهم على حاله !
والاية سيقت لبيان ان شانه تعالى وشان اهل الابصار مختلف متباين والاشعرية صيروا معناها الى قول قائل ( البارى وخلقه سواء فى هذا الشان ! فانه تدركه على زعمهم بعض الابصار فى بعض الاوقات وينتفى عنه ادراك بعض الابصار له فى بعضها
وهذا قطعا شان المخلوق فانها تقع عليه الرؤية فى بعض الاوقات وتنتفى فى بعضها ) انتهى


2- ولما ظهر فساد قولهم السابق لاذوا بتحريف صريح ! فقالوا معنى الادراك فى الاية ( الاحاطة ) اى ( لا تحيط به الابصار ) !!
والجواب :
ان الادراك فى لغة العرب التى نزل بها الكتاب هو ( اللحاق ) وليس الاحاطة فالعرب لا تقول ادركت بالشىء تريد انها احاطت به
قال فى اللسان 3/1363 ( الدرك : اللحاق .. وتدارك القوم : تلاحقوا وفى التنزيل (( حتى اذا اداركوا فيها )) .)
وقال فى تاج العروس 7/126 : قال ماتن القاموس وشارحه ( الدرك : محركة اللحاق ) وقد ادركه اذا لحقه وهو اسم من الادراك وفى الصحاح : الادراك اللحوق يقال : مشيت حتى ادركته وعشت حتى ادركته )
وقال الجوهرى فى الصحاح 4/1582( الادراك اللحوق يقال مشيت حتى ادركته وعشت حتى ادركت زمانه
وادركته ببصرى : رايته )
تلك نصوص اهل اللغة واساطينها
وقد استدلت ام المؤمنين بالاية على نفى رؤية محمد صلى الله عليه واله وسلم لربه لا على نفى الاحاطة ولو كانت الاية نفيا لمجرد الاحاطة لما صلحت دليلا لها
اما استدلالهم بقوله تعالى (( فلما تراءى الجمعان قال اصحاب موسى انا لمدركون ) على ان الادراك ياتى بمعنى الاحاطة مع ظهور ان معناها ان القوم سيلحقون بنا
وقد كفانا الحافظ ابن حجر فقال فى الفتح 8/607 بعد ان نقل هذا الاستدلال عن القرطبى :
( وهو استدلال عجيب ! لان متعلق الادراك فى اية الانعام : البصر
فلما نفى كان ظاهره نفى الرؤية بخلاف الادراك الذى فى قصة موسى ولولا وجود الاخبار بثبوت الرؤية ما ساغ العدول عن هذا الظاهر )
فالادراك حتى لو افترضنا جدلا انه ياتى بمعنى الاحاطة فانه اذا تعلق بالبصر لا يفيد الا الرؤية قطعا فقولنا ادركه بصرى اى رايته كما ان قولنا ادركه سمعى اى سمعته
اما قول الحافظ : لولا الاخبار لما ساغ العدول
فالجواب : ان العدول ايها الحافظ سيكون فى هذه الحالة الى القول بتخصيص الاية بالدنيا
وقد سبق نقضه
وما صادم نص الكتاب القاطع من مرويات فالواجب تاويل المرويات لا تاويل نص الكتاب بتاويلات فاسدة متعسفة

*****************************************

و بعد ان بينا دلالة اية الانعام القاطعة على ان الله تعالى لا تدركه الابصار ولا تراه العيون فى الدنيا ولا الاخرة
نلقى الضوء على بقية الايات فى المسالة :
- قال تعالى لموسى عليه السلام (( لن ترانى ))
وهو نص فى انه لن يراه
ومع ذلك قال القوم بل معناه (( لن ترانى فى الدنيا وسوف ترانى فى الاخرة )) !!!
مع ان النفى فى الاية ورد مطلقا وهو خبر من الله ان موسى ( لن ) يراه فلو حصل ان راه فى اى وقت من ازمان الدنيا او الاخرة لكان ذلك منافيا لصدق هذا الخبر
و( لن ) تفيد تاكيد النفى او تابيده او هما معا
وعلق سبحانه وقوع الرؤية على المحال وهو : استقرار الجبل حال دكه
وقد بينت اية الانعام ان نفى رؤية الله يتعلق بذاته تعالى وهو كونها لا تدركها الابصار وهى صفة لا تزول عن الله سبحانه لا فى الدنيا ولا فى الاخرة كما سبق

قيل : كيف يسال موسى عليه السلام الرؤية مع انها مستحيلة وكيف لا يعلم ذلك ؟
والجواب :
ان الله تعالى لا تدركه الابصار و لا تراه العيون وسواء قلنا ان ذلك خاص بالدنيا -وهو باطل كما سبق- او ان الله تعالى لا تدركه الابصار لا فى الدنيا ولا الاخرة - وهو الحق الواضح -فالواجب على كلى الامرين تفسير سؤال موسى عليه السلام بانه لم يكن لنفسه بل لقومه وان توبته كانت من سؤالها لقومه قبل الاذن
ولو كان موسى عليه السلام سال الرؤية لنفسه يلزم من ذلك انه لا يعلم ان الله تعالى لا يرى فى الدنيا
وهذا لازم لهم قطعا وقد اقر اهل السنة بان وقوع الرؤية فى الدنيا امر شنيع لاجله قف شعر عائشة
فهل كان موسى عليه السلام لا يعلم ما علمته عائشة ؟!! ولا يعلم ان الله لا ينبغى ان تدركه الابصار فى الدنيا ؟!
فالواجب هو حمل سؤال موسى عليه السلام على انه كان لقومه لا لنفسه
وقد دلت نصوص الكتاب الواضحة على ذلك :
- قال تعالى (( يسالك اهل الكتاب ان تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سالوا موسى اكبر من ذلك فقالوا ارنا الله جهرة فاخذتهم الصاعقة بظلمهم ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات فعفونا عن ذلك ))
- وقال سبحانه (( واذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فاخذتكم الصاعقة وانتم تنظرون ))
- وقال سبحانه (( فلما اخذتهم الرجفة قال رب لو شئت اهلكتهم واياى اتهلكنا بما فعل السفهاء منا ))

ففى كل اية ينسب الله السؤال لقومه
وندد الله تعالى بهم وكرر توبيخهم على ذلك السؤال
ليس الا لانهم سالوا ما لا يجوز على الله تعالى وما هو مناف لالهيته فلم يكن انزال العقوبة بهم لاجل تعنتهم فحسب نعم انكر عليهم التعنت فى كل شىء لكنه جعل سؤال الرؤية اكبر من ذلك كله كما فى قوله تعالى (( فقد سالوا موسى اكبر من ذلك ))
وكم تطاولت الامم على انبيائها متحدية لهم بطلب الايات ولم تكن عقوبتهم على هذا الطلب كعقوبة بنى اسرائيل على طلبهم الرؤية فلو كان جائزا ان يدركه بصر فى اى حال ما نزل بهم ما نزل وهذا واضح لمن عقل
=======================

- استدل اهل السنة بايات فى المسالة لا تدل دلالة قاطعة على اثبات الرؤية والواجب تفسيرها بما يتفق مع دلالة اية الانعام المحكمة الواضحة و غيرها جمعا بين نصوص الكتاب
واقوى ما استدلوا به قوله تعالى (( وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة ))
وهى اقوى ما استدلوا به من ايات وليس فيها دلالة قاطعة على اثبات الرؤية
فقوله تعالى (( الى ربها ناظرة )) يحتمل معنيين :
1- ان الوجوه تنظر الى ربها لتراه
و الواقع ان النظر الى الشىء اعم من رؤيته فالعرب تقول : نظرت الى الشىء فلم اره , ولا يصح ان يقال : رايت الشىء فلم اره وقال تعالى (( وتراهم ينظرون اليك وهم لا يبصرون ))
2- انتظار ثواب الله :
فالنظر شائع فى خطاب العرب بمعنى الانتظار قال تعالى (( هل ينظرون الا ان ياتيهم الله فى ظلل من الغمام والملائكة )) وقال تعالى (( ما ينظرون الا صيحة واحدة )) وقال تعالى (( يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين امنوا انظرونا نقتبس من نوركم ))
قيل : النظر اذا تعدى ب الى لا يراد به الا الرؤية !
والجواب ان هذا جهل بلغة العرب وقد قال تعالى (( ولا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم يوم القيامة )) فهل معنى ( لا ينظر اليهم ) اى لا يراهم ؟!! بل هى كناية فنظر القوى الى الضعيف هو عطفه ورحمته ونظر الضعيف الى القوى انتظار ذلك منه
فقوله تعالى (( الى ربها ناظرة )) كناية عن انتظار ثواب الله
و جاءت هذه الكناية فى اشعار العرب
قال جميل :
واذا نظرت اليك من ملك .. والبحر دونك زدتنى نعما
وقال البعيث :
وجوه بها ليل الحجاز على الهوى .. الى ملك كهف الخلائق ناظرة
هذا وجه لتفسير الاية بانتظار ثواب الله

والوجه الاخر هو : ان قوله تعالى ( الى ) مفرد ( الاء ) وهو معنى عربى لا غبار عليه فالمعنى المراد ( نعمة ربها ناظرة ) اى تنتظر ثواب الله ودخول الجنة
وعلى الوجهين فالمعنى هو انتظار ثواب الله ورحمته وهو ما فسرها به بعض سلف اهل السنة كابى صالح ومجاهد
قال ابن كثير فى تفسيره ( قال الثورى عن منصور عن مجاهد (( الى ربها ناظرة )) قال : تنتظر ثواب ربها )
- فهذا المعنى هو المتعين جمعا بين الاية وبين الايات المحكمة القاطعة الدلالة على نفى الرؤية

- وهو المعنى الذى يدل عليه تقديم المعمول فيها على عامله فان تقديمه عليه كنص صريح فى اختصاص الله تعالى بنظرهم اليه الا ترى ان قوله تعالى (( الى ربها ناظرة )) فى الدلالة على هذا الاختصاص على حد قوله سبحانه (( الى ربك يومئذ المستقر )) (( الى ربك يومئذ المساق )) (( واليه انبنا واليه المصير )) (( واليه ترجعون )) (( اياك نعبد واياك نستعين ))
وهذا يوجب القطع بان النظر فى الاية لا يراد منه الرؤية لان المؤمنين يوم القيامة ينظرون الى اشياء لا يحيط بها الحصر فى محشر تجتمع فيه الخلائق والمؤمنون هم نظار ذلك اليوم الامنون المطمئنون
فاختصاصه تعالى بنظرهم اليه- حتى لو كان الله جائز الرؤية - مستحيل لذا وجب حمل الاية على معنى يصح معه هذا الاختصاص والذى يصح معه ذلك انما هو كون ناظرة فى الاية بمعنى منتظرة

- وهو ايضا المعنى الذى يدل عليه سياق الايات :
(( وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة - و وجوه يومئذ باسرة تظن ان يفعل بها فاقرة ))
فهؤلاء ينتظرون ثواب الله ودخول الجنة
وهؤلاء ينتظرون ان يفعل بهم فاقرة
كما فى خاتمة سورة عبس :
(( وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة و وجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة ))