[أبو سند]

بسم الله الرحمن الرحيم

اقتباس: بسم الله الرحمن الرحيم اسمح لي ان اقول لك وان كان ما جات به لم يحسم الامر فظل الامر يحتمل خيارين ولا تنسى انك لم تذكر الا اياتين تخصان موضوعنا فانا لم اقل لماذا انها ذكرت شطر من الاية بل قلت لماذا لم تذكر الاية من بدايتها

ان كان الاشكال هو (لماذا لم يذكر الراوي الآية من بدايتها) فلقد أتيتك بمثالين لم يبدأ فيها الرواة الآيات من بدايتها ....وذلك لأبين لك ان العبارة التي يقولها الرواة ( نزلت هذه الآيه) لا تعني ان ما سيتلوه بعدها (آيه كامله) فتصبح منفصلة عن السياق (لفظا ومعنى) كما قلتم في آية التطهير فهذه العباره تستخدم للاشارة الى الايه (بذكر بعضها) وليس شرطا ان يذكر الآيه كامله حتى ينطبق عليها وصف (آيه)
ايضا بقية الأمثله لم يذكر فيها الرواة الآيه كامله فهل هذا يدل على ان ما ذكره (آيه) وما بعدها (آيه أخرى) لانه لم ينهي الايه كامله !!
فقولك لماذا لم تبدأ ام سلمة الآيه من بدايتها كقول لماذا لم يكمل الرواي الايه الى نهايتها .

اقتباس: " قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً " (الاسراء:110 ) وقد دخلت الى موقع اسلام ويب ووجدت في كتاب التحرير والتنوير وكذلك في تفسير القرطبي انه قد تم الفصل في تفسير شطري هذه الاية ووجدت هذا الحديث في تفسير القرطبي: ما روى ابن عباس في قوله - تعالى - : ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها قال : نزلت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - متوار بمكة ، وكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن ، فإذا سمع ذلك المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به ; فقال الله - تعالى - ولا تجهر بصلاتك فيسمع المشركون قراءتك . ولا تخافت بها عن أصحابك . أسمعهم القرآن ولا تجهر ذلك الجهر . وابتغ بين ذلك سبيلا قال : يقول بين الجهر والمخافتة ; أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم . واللفظ لمسلم . والمخافتة : خفض الصوت والسكون ; يقال للميت إذا برد : خفت . فقد تكون نزلت ايضا منفصلة واذا نزلت متصلة فمعناها منفصل هذا ما اتضح لي والله اعلم

كنت تقول ان قول الرواي نزلت هذه الايه يدل على انها اية كامله فبينت لك عكس ذلك بالأمثله .
ثم تقول ان تفسير ابن عباس للايه وحدها يدل على ان ما قبلها ليس متصل بها وهذه أول مرة اسمع فيها هذه الدعوى التي ينكرها العقل السليم
فتفسير اية وشرحها لا يعني ان ما قبلها وما بعدها ليس مرتبط بها وراجع الأمثلة السابقه هداك الله .

ما دفعني لاقرأ أقوالكم في آية التطهير بغية الرد عليها هي هذه الشبهات التي تعينون فيها المستشرقين على كتاب الله ليقولوا " قرآن المسلمين الذين يزعمون انه معجز و بليغ ويتحدون به العرب (فيه آيات محشورةٌ حشرا في سياق آيات أخرى ليس بينها ارتباط ولا انسجام ) " فهل اصبح الثقل الأكبر ضحية لاثبات العصمه المزعومه !!!

اقتباس: ثم الاحظ انك تستشهد من كتبك وكما تعلم اني لو كنت امن بالبخاري لما كنت شيعياً

الروايات التي ذكرتها عن طريق أم سلمة هي في كتبنا ومصادرنا والأمثله التي ذكرتها ما هي الا لتبيان ان العبارة التي يستخدمها الرواة لا تدل على زعمكم بانفصال الايه عما قبلها وبعدها فليس استدلالي بتلك الروايات لان الروايه التي ذكرتها من مصادرنا فقط , بل ايضا ذكرتها كاستدلال ((لغوي)) نبين لك فيه أن استخدام الرواة لهذه العباره مخالف لزعمكم بانفصال الآيه .
فلا اعتبار لقولك " لو آمنت بالبخاري لما كنت شيعيا " ولو اني اتحفظ على هذه العباره فلولا البخاري ومسلم لسقط دينكم باعتبار انكم تنتقون روايات بغية تأويلها على غير التأويل الذي بينه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) .

اقتباس: هل القران ترتيبه كما نزل ومن الذي اقحمها ويا زميلي الفاضل انا اعجب كيف تقولن ان السياق حجة ولكان هذا الشطر ضمن السياق لقال عنكن فما اختفاء نون النسوة الا اكبر دليل على انها ليست فيهن عليهن السلام

ترتيب الآيات توقيفي ومن رتبها هو رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) وتعلم أن الله تحدى فصحاء العرب على ان يجدوا خطأ بسيطا في كتابه الكريم فعجزوا عن ذلك . والقول بان الايات مختلفة الترتيب متخلبطة السياق يناقض القول باعجاز القرآن وبلاغته ولذلك نقول لك (أن ترتيب الآيات توقيفي)

وأنقل لك قول آيتكم العظمى (جعفر العاملي ) رادا على أقوال اسلافكم الذين زعموا باختلاف الايات ((وانفصالها)) عن سياقها .

أهل البيت في آية التطهير _ ص112
" إن ما دلّ على أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان هو الذي يعين مواضع الآيات، لا يدل على أنه (صلى الله عليه وآله) قد تصرف حتى في أجزاء الآية الواحدة، كما هو الحال هنا؛ لأن آية التطهير جزء من آية، وليست آية مستقلة، وهل يعقل أن يكون (صلى الله عليه وآله) قد لفق بين جزء آية وجزء آية أخرى؟! إن نظير ذلك لم يُنقَل إلينا ولا ادعاه أحد. ومجرد الاحتمال لا يكفي. "

اقتباس: فما اوردت الكلام اعلاه الا لأبين ان وجود شطرين في اية ليس دليل على انهما متصلان في المعنى وكما اسلفت لو كانت في نساء النبي لوجدنا نون النسوة

ذلك باعتبار لفظ (أهل) فيكون الخطاب على صيغة خطاب الجماعة الذكور وان كان الخطاب (للاناث) فقط

لسان العرب ج11/ص28
حكى سيبويه في جمع أهل أهلون وسئل الخليل لم سكنوا الهاء ولم يحركوها كما حركوا أرضين فقال لأن الأهل مذكر

والأمثله على ذلك :-

1- خطاب الملائكة لسارة زوجة ابراهيم عليهما السلام
" قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " 73 هود

2- خطاب موسى لزوجته ولم يكن معه غيرها
" إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى " 10 طه
" إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا سَآَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آَتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ " 7 النمل
" فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آَنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ " 29 القصص

3- قول من أوتي جوامع الكلام وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فلقد طبق هذا الأمر على نساءه في الحديث الصحيح
قَالَ أَنَسٌ وَشَهِدْتُ وَلِيمَةَ زَيْنَبَ فَأَشْبَعَ النَّاسَ خُبْزًا وَلَحْمًا وَكَانَ يَبْعَثُنِى فَأَدْعُو النَّاسَ فَلَمَّا فَرَغَ قَامَ وَتَبِعْتُهُ فَتَخَلَّفَ رَجُلاَنِ اسْتَأْنَسَ بِهِمَا الْحَدِيثُ لَمْ يَخْرُجَا فَجَعَلَ يَمُرُّ عَلَى نِسَائِهِ فَيُسَلِّمُ عَلَى كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ
« سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَيْفَ أَنْتُمْ يَا أَهْلَ الْبَيْتِ ».
فَيَقُولُونَ بِخَيْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ وَجَدْتَ أَهْلَكَ فَيَقُولُ « بِخَيْرٍ ».
رواه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه ج4 / ص 147


4- من مصادركم وكتبكم

مستدرك الوسائل - الميرزا النوري ج 41 ص 220
عن علي ( عليه السلام ) ، قال : " من أراد منكم التزويج إلى أن قال فإذا زفت زوجته ودخلت عليه ، فليصل ركعتين ثم ليمسح يده على ناصيتها ، ثم ليقل : اللهم بارك لي في أهلي وبارك لهم في ، وما جمعت بيننا فاجمع بيننا في خير ويمن وبركة ، وإذا جعلتها فرقة فاجعلها فرقة إلى خير ، فإذا جلس إلى جانبها فليمسح بناصيتها....

زفت .. دخلت .. ناصيتها .. جانبها ..بناصيتها
كما ترى تشبه الايه في تحويل الضمير فلماذا ورد لفظ (لهم) بالتذكير بين هذه الألفاظ التي وردت بالتأنيث ؟

مجمع البحرين - الشيخ الطريحي ج 4 ص 218
قوله : * ( فقال لاهله امكثوا ) * نقل بعض شراح المغني انه قد تخاطب المرأة الواحدة بخطاب الجماعة الذكور ، يقول الرجل عن أهله فعلوا كذا

تفسير جوامع الجامع - الطبرسي ج 2 ص 699
. لم يكن مع موسى غير امرأته وقد كنى الله تعالى عنها بالأهل ، فتبع ذلك ورود الخطاب على لفظ الجمع وهو قوله : * ( امكثوا ) * و * ( ءاتيكم ) * ، * ( إني ءانست نارا )