بارك الله فيك أخي الكريم ...
جواب سؤالك بسيط و يستوجب طرح سؤال واحد ...
هل من يؤمن بكلّ الإسلام و يطبّقه بحذافره ثم يأتي بأمر واحد أو نهي واحد من الشرع و أنكره هل يبقى في الملّة ؟؟؟
طبعا لا ...
و هناك فرق بين من يستحلّ حراما أو يحرّم حلالا و من يقرّ بكلّ الحلال و بكلّ الحرام و يأتي للتطبيق فلا يطبّق ...
فالأوّل كافر و الثاني مسلم عاصي لا يخرج من الملّة.
فما بالك بمن يعادي الإسلام ؟؟؟
و لكن هذا ليس صلب الموضوع ...
و لا خلاف في أنّ الإسلام هو سبب حشد الجياع ضدّنا ...
و أن لم يكن بنا غضب من الله فلا نبالي ...
و لكن الجياع لمّا أحسّوا بضغط الجوع على شعوبهم ...
خلعوا ربطة العنق و لبسوا الدرابل ....
هجروا القصور و الفنادق و الحصون ...
و اجتمعوا حول طاولة قطرها 6 متر ...
ليس عليهم رئيس يوزّع الكلمة بالوقت ...
ليس لديهم من يقرأ من ورقة ما كتب له و لم يطّلع عليه إلى لحظة تلاوته على الحظور ...
لا فيهم من يهجّي و لا فيهم من يتلعثم و لا فيهم من ينقطع حبل أفكاره ...
إجتمعوا و هم مدركون لمشاكلهم و و لتطلّعات شعوبهم ...
إجتمعوا بنية إيجاد الحلّ ...
طبعا و كما في كلّ مرّة يبيعون و يشترون في دمائنا و خيراتنا ...
و لكنّهم غير ملومين ...
بل لهم كلّ الإحترام لأنّهم يؤدّون أدوارهم التي من أجلها إنتخبوا من شعوبهم ...
فحتّى فيما بينهم حين تتعارض المصالح لا يعيرون للعلاقات الديبلوماسية أيّة أهميّة ...
فكلّ واحد منهم همّه إرضاء شعبه ...
هم فهموا أنّ من لا تستطيع هزيمته بالسلاح و لا بالفكر يجب عليك مصاحبته لتأمن شرّه ...
و نحن ... و يا للوجع ...
منذ عقود و نحن نجتمع لنزداد فرقة و تشردم ...
منذ عقود و أراضينا تغتصب و نحن كجحا بسياسة " سلامة راسي " ...
منذ عقود و خيراتنا تستنزف ملايير التريليونات ...
كمّ من الخيرات حبانا الله بها كان بإمكاننا بناء كوكب أرضي بجانب كوكب الجياع ...
و لكن العائق ... ما أدراك ما العائق ؟؟؟
مصالح شخصيّة ديّقة لحكّامنا ...
و هم يرون أنّ من كان على شاكلتهم، حليف الجياع ...
صودرت ممتلكاته و صار كالجرب بل أحقر ....
إلى متى الإستفاقة إلى متى يعود حكّامنا لجادّة الصواب ؟؟؟
و الله إنّ حياة الترف حياة ذلّ و هوان ...
و الله من لم تتمرّغ يداه بالتراب لكسب قوت عيشه لن يجد حلاوة في ما يقتات عليه ...
و الله من لم يحسّ يوما بحاجة أخيه سيموت وحيدا و لو ملك الدنيا بما فيها ...
و الله لن تكون العزّة لمن إرتضاها في غير طاعة الله ...
و طاعة الله تتجلّى في الحاكم الذي يخشى الله في من ولاّه رقابهم و مصائرهم.
يا عرب الإسلام دين علم و نموّ و نماء و لن نرتقي بدونه ...
يا عرب الإسلام دين أخوّة و حسن جوار و لن نأمن بدونه ...
يا عرب الإسلام دين متين شديد و لن تكون لنا العزّة بدونه .
ها قد منّ الله عليكم بأن جعلكم مسلمين ...
أما آن لكم أن تؤمنوا و تحسنوا ؟؟؟
حسبنا الله و نعم الوكيل.
فلأمّة الإسلام أقول ...
اللهمّ ارزقنا ولاة أمور يعملون بمقتضى الأمر و النهي على ما تحبّ و ترضى.
اللهمّ ارجعنا لدينك ردّا جميلا .
و على المستوى الشخصي أقول ...
اللهمّ أسألك الشهادة في سبيلك لي و لولداي.
و الله المستعان.