يقول ابن القيم:
(إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه
إلا الله وحده ,
تحمل الله حوائجه كلها ,
وحمل عنه كل ما أهمه ,
وفرغ قلبه لمحبته ,
ولسانه لذكره,
وجوارحه لطاعته.
وإن أصبح وأمسى والدنيا همه ,
حمّله الله همومها وغمومـــها وأنكادها ,
ووكَله إلى نفسه ,
فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق ,
ولسانه عن ذكره بذكرهم ,
وجوارحه عن خدمته بخدمتهم وأشغالهم ,
فهو يكدح كَدْحَ الوحش في خدمة غيره
كالكير ينفخ بطنه ويعصر أضلاعه في نفع غيره .
فكل من أعرض عن عبودية الله
وطاعته ومحبته ,
بُلي بعبودية المخلوق
ومحبته وخدمته )[1].
^^^^^^^^^^^^^^
[1] الفوائد ص77.
منقول