ولا شك أن العلم من أهم المهمات
ونحن إذا أطلقنا العلم
أو إذا قرأت في النصوص كلمة العلم
فـ"ال" هنا عهدية،
والمراد العلم الشرعي
علم الكتاب والسنة،
علم ما أنزل الله تبارك وتعالى على عباده،
هذا هو العلم الذي جاء الأمر به،
وجاء الحث عليه وجاء بيان فضله،
وأن فضل العالم على العابد كفضلي
كما قال صلى الله عليه وسلم على أدناكم
كفضل النبي صلى الله عليه وسلم على أدنى العباد،
هذا العلم هو العلم الشرعي
هو الذي من خرج في طلبه فهو في سبيل الله
حتى يرجع،
هذا العلم لا شك أنه من الأهمية بمكان
ومن الفضل بمكان
ومن الثواب بمكان،
فلا ينبغي عليك يا عبد الله أن تزهد فيه
بل ينبغي عليك أن تحرص عليه تمام الحرص
وهذا كما أسلفت
مما قلَّ الاهتمام به مع الأسف الشديد.
ولذلك انظر إلى أمر من أهم الأمور
التي أوجبها الله عز وجل علينا
بل هو أهم الأمور على الإطلاق بعد التوحيد
ألا وهو الصلاة،
قضية واجبة على كل مسلم ومسلمة في كل حال
وفي كل وقت،
يعني في اليوم يجب عليك أن تصلي خمس مرات قضية مهمة،
ومع ذلك أين في مجموع المسلمين أولئك الذين جلسوا
وأثنوا ركبهم وخصصوا من أوقاتهم
في تعلم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم التي أمر بها
أليس نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول:
«صلوا كما رأيتموني أصلي»
صلوا فعل أيش؟ فعل أمر،
والأصل في الأمر أن يقتضي الوجوب
إذن أوجب النبي صلى الله عليه وسلم على الأمة
أن تصلي كما اعتادت؟!
كما رأت الناس؟!
كما شاهدت أباءها وأمهاتها؟!
أو كما صلى هو صلى الله عليه وسلم؟!
أجيبوا؟!!
كما صلى هو عليه الصلاة والسلام
«صلوا كما رأيتموني أصلي»،
طيب كيف بنا أو كيف لنا
أن نصل إلى معرفة صلاته صلى الله عليه وسلم
حتى نؤدي هذا الواجب؟
الجواب:
عن طريق التعلم
أن نتعلم صلاة النبي
صلى الله عليه وسلم
وهذا من أقل الأشياء
أن تجد شخص يبحث عن كتاب يشرح كيف صلى النبي
صلى الله عليه وسلم
أو يأتي إلى عالم أو إلى طالب علم
ويقول علمني صلاة النبي
صلى الله عليه وسلم
هذا شيء قليل
تجد الشخص يبلغ من العمر خمسين أو ستين أو سبعين سنة
وهو ما تحرك في نفسه دافع إلى أن يتعلم صلاة النبي
صلى الله عليه وسلم
مع الأسف الشديد مع أن عنده استعداد
لأن يقرأ أي شيء
يمكن أن يقرأ صحيفة من أولها إلى أخرها
ممكن يقرأ مجلة من أولها إلى أخرها،
لكن أن يكون عنده دافع لأن يتعلم صلاة النبي
صلى الله عليه وسلم
هذا قليل من الناس مع الأسف الشديد من يهتم به،