كرمه وسخاؤه:
بلغ في الكرم شأنا عظيما، ومبلغا كريما وليس بغريب عليه وعلى بيته النبوي الكريم، وجده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان أجود من الريح المرسلة شهدت له المواقف العديدة في المدلهمات والغزوات وغيرها بالكرم البالغ الذي لا يخشى معه الفقر عليه الصلاة والسلام.
وأما جعفر بن محمد الصادق رحمة الله عليه فمما جاء في كرمه وبذله ما رواه تلميذه هياج بن بسطام التميمي قال: كان جعفر بن محمد يطعم حتى لا يبقى لعياله شيء.
وهذا عطاء من لا يخشى الفقر.
وروي أنه لما سئل عن علة تحريم الربا فقال: لئلا يتمانع الناس المعروف، وهذا يدل على أريحية نفس وسخائها.
وذكروا عنه أنه كان يمنع الخصومة بين الناس، بتحمله الخسائر على نفسه وإيثار الصلح بينهم.
كما ذكروا عنه أنه شابه جده علي بن الحسين زين العابدين رضي الله عنه في الإنفاق سرا، وذلك أنه إذا كان الغلس في الليل حمل جرابا فيه خبز ولحم ودراهم على عاتقه، ثم وزعه على ذوي الحاجات من فقراء المدينة، دون أن يعلموا به، حتى مات، وطهرت الحاجة فيمن كان يعطيهم بعد موته.
فرحمة الله عليه وإني لأرجو أن يكون فيمن يقول الله فيهم: (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون).