عرض مشاركة واحدة
قديم 24-09-18, 08:05 PM   رقم المشاركة : 8
سيد قطب
عضو ماسي






سيد قطب غير متصل

سيد قطب is on a distinguished road


يعتقد الكثير من الإيرانيين أن بنية نظام الجمهورية الإسلامية غير قابلة للإصلاح، ورحيل هذا النظام بجناحيه الإصلاحي والأصولي بات مطلبا أصيلا للشعوب الإيرانية. تعزز هذا المطلب عندما صدحت حناجر المحتجين في مختلف الأقاليم الإيرانية بهتاف «الموت للدكتاتور»، وكان المقصود هنا رأس نظام الجمهورية الإسلامية، المرشد الأعلى علي خامنئي (الولي الفقيه).

يعتبر مطلب الشعوب الإيرانية الداعي إلى رحيل رجال الدين من المطالب المشروعة، وينسجم كليا مع رغبة دول الإقليم والسياسة الأميركية الجديدة المقرونة بالعقوبات الصارمة تجاه طهران، لإرغام نظامها على إصلاح ذاته على الأقل، وأن تكون إيران دولة طبيعية كغيرها من دول الإقليم، وتحترم شعوبها وجيرانها في آن واحد. إلا أن ما يخيفنا في هذا المقام كثرة المفاوضات السرية (تحت الطاولة) والمراوغات والخدع السياسية التي يمارسها رجال الدين، في الداخل والخارج، منذ أن استلموا السلطة في إيران إلى اليوم.

منذ اليوم الأول للاحتجاجات الأخيرة (30 ديسمبر 2017) التي سميت بثورة الجياع، والمستمرة (بالرغم من انحصارها في المدن الرئيسية للأقاليم كطهران والأحواز)، حاول النظام الإيراني استمالة الشعوب الإيرانية بحجج واهية كتأثير العقوبات الأميركية على الوضع المعيشي في البلاد، وفشل حكومة حسن روحاني في إدارة الملفات الداخلية والخارجية، إلا أنه فشل؛ لأن الأسباب الحقيقية وراء هذه الاحتجاجات المتجذرة تعود في المقام الأول إلى السياسات العنصرية والاقتصادية الممنهجة في الأقاليم غير الفارسية.

وما نشاهده اليوم من مشاكل اقتصادية (مديونية القطاع العام والخاص للبنك المركزي الإيراني والتي تتجاوز الـ350 مليار دولار/مصادر حكومية) وبيئية خطيرة جدا لا سيما مع اشتداد الصراع بين الأقاليم الإيرانية على مصادر المياه (80 بالمئة من السكان في إيران خلال السنوات العشر القادمة سيواجهون نقصا حادا في مياه الشرب/مصادر حكومية) نتيجة حتمية لما آلت إليه الأوضاع هناك.

من هذه الخدع السياسية التي باتت مكشوفة تلك التي حاول النظام في الأيام الأخيرة من عدوانه على العراق في الثمانينات تمريرها على الإدارة الأميركية برئاسة رونالد ريغان، وذلك عندما أرسل صناع القرار في طهران رسالة مفادها أن الخميني على وشك الموت، وإذا مات الرجل فإن المعتدلين من الممكن أن يمسكوا بزمام الأمور هناك.