الموضوع: فقه الجهاد
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-01-11, 04:49 PM   رقم المشاركة : 10
مجيدي
عضو ماسي







مجيدي غير متصل

مجيدي is on a distinguished road




سر القوة في التدريب المستمر

من مستلزمات الحرب ومتطلبات القتال ,
التي يجب على المسلمين أن يهتموا لها , ولا يغفلوها :

التدريب المستمر على استخدام الأسلحة ,
حتى يكتسبوا فيها مهارة عالية , تفوق مهارة عدوهم ,
وذلك بإتقان التدريب واستمراره حتى لا يُنسى ,
وهذا فرض كفاية على الأمة وفرض عين على من اشتغلوا بالقتال
أو انضموا للجيش , وذلك لأن كسب الحرب ,
وتحقيق النصر لا يتم إلا بهذا التدريب ,
وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب
.




ولقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم ( القوة )
في قوله تعالى ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ
تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ
لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ
يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ
﴾ [ الأنفال : 60 ] :


" ألا إن القوة الرمي , ألا إن القوة الرمي "
[ رواه مسلم ، رقم 1917]



والرمي كان يراد به قديماً :
رمى العدو بالسهام والنبال المعروفة في ذلك الزمن
ولكنها في عصرنا تشمل ما هو أهم وأعظم وأشد خطراً :
مثل الرمي برصاص البنادق والمدافع الرشاشة ,

ويشمل كذلك :
قذف القنابل بأنواعها وقدراتها المختلفة ,
حتى القنابل النووية
.

ومنها :إلقاء الصواريخ الموجهة ,
سواء كانت صواريخ
(أرض أرض ) أو (أرض جو)
أو(جو جو ) أو (قسام ) إلى أخره .


فكل هذا يدخل في باب (الرمي) الذي فسر الرسول به القوة ,
ويعنى به أنه أهم عناصر القوة 0 وقال صلى الله عليه وسلم :
( ارموا واركبوا , وأن ترموا أحب إلى من أن تركبوا )
[ رواه أحمد في المسند ، رقم 17300]




والمراد بالركوب هنا :
ركوب الخيل , وهو من أعمال الفروسية المطلوبة ,
وهو يكسب الإنسان لياقة بدنية , ومهارة حربية معا
.
وقد قال عمر رضي الله عنه :
(علموا أبناءكم السباحة والرماية وركوب الخيل )
[ انظر: الدر المنثور للسيوطي 4/86] 0



وكان الصحابة رضي الله عنهم يجيدون ركوب الخيل,
وفى مقدمتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ذكر البخاري في الجهاد ( باب ركوب الفرس العري ) ,
حديث أنس إن أهل المدينة فزعوا مرة ً ,
فركب النبي صلى الله عليه وسلم فركب الناس
يركضون خلفه , فاستقبلهم النبي صلى اله عليه وسلم ,
وقد سبقهم إلى الصوت
. وقال : " لن تراعوا " .
ثم قال لأبى طلحة : " وجدت فرسكم هذا بحرا .
فكان بعد ذلك لا يجارى
,



وفى إحدى رواياته :
أن النبي صلى الله عليه وسلم استقبلهم على
فرس عُري ما عليه سرج ,
فى عنقه سيف
)
[ متفق عليه ]

0 وقد ذكر البخاري بعضاً من هذا الحديث في
( باب الشجاعة في الحرب ) ,
لما دل على شجاعته عليه الصلاة والسلام ,
حيث كان أسبق الناس إلى الصوت , وقد ذهب وحده .

قال في الفتح : ( وفيه ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم
من التواضع والفروسية البالغة , فإن الركوب المذكور
لا يفعله إلا من أحكم الركوب وأدمن على الفروسية

[ فتح الباري ، شرح صحيح البخاري 7/ 451] .



وقد صحت الأحاديث في الحث على الرماية
أو ( التهديف ) باعتبارها إحدى أدوات الاستعداد للقتال .


ذكر البخاري في الجهاد
( باب التحريض على الرمي ) ,
حديث سلمه بن الأكوع قال )
مر النبي صلى الله عليه وسلم على نفر
من أسلم ينتبلون
( يترامون بالسهام )
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" ارموا بني إسماعيل , فإن أباكم كان راميا ,
ارموا وأنا مع بني فلان
"

قال : أمسك أحد الفريقين بأيديهم . امتنعوا عن الرمي )
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما لكم لا ترمون ؟ " .
قالوا : كيف نرمى وأنت معهم ؟

فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" ارموا وأنا معكم كلكم )
[ رواه البخاري ، رقم 2899] 0

استحيا الصحابة من قبيلة أسلم أن يرموا فريقاً فيه
رسول الله صلى الله عليه وسلم , فإذا غلبوهم ,
فكأنهم غلبوا الرسول معهم , أو لأن من كان معهم الرسول ,
يستشعرون القوة به فيغلبون وينتصرون .
وقد طمأنهم الرسول أنه معهم كلهم .




وروى أبو داوود وابن حبان , عن عقبة بن عامر ,
أن النبي صلى اله عليه وسلم قال :
( إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة :
صانعه يحتسب في صنعته الخير , والرامي به ,
ومنبله فارموا واركبوا ,
وأن ترموا أحب إلى من أن تركبوا
, ومن ترك الرمي بعد ما عمله , رغبةً عنه , فإنها نعمة تركه
ا
" أو قال : " كفرها )



وروى مسلم , عن عبد الرحمن بن شماسة
( أن فُقَيماً اللخمي قال لعقبة ابن عامر :
تختلف بين االغَرضين , وأنت كبير يشق عليك ,
قال عقبة : لولا كلام سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ,
لم أُعانه الحارث _ أحد الرواة _ فقلت لأبي شُماسة وما ذاك ؟ قال :
انه قال : من علم الرمي ثم تركه , فليس منا , أو فقد عصى
)
[ رواه مسلم ، رقم 1919] .



وهذا التوجيه النبوي يعنى :
استمرار التدريب ,
حتى لا ينسى , ويخسر المسلم المهارة التي اكتسبها .
ولهذا ينبغي أن يظل يلهو ببندقيته ما بين الحين والحين ,
فهذا من أبرك اللهو وأفضله ,


كما جاء في الحديث ,
وإذا دخل فيه بنية الاستعانة
على الجهاد إذا طُلب له ,
فهو قربة إلى الله ,
لأنه داخل في أعمال الجهاد التحضيرية والمعينة عليه .




وروى مسلم في صحيحة , وعن عقبة قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( ستفتح عليكم أرضون , ويكفيكم الله , فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه )
[ رواه مسلم ، رقم 1918] .


يتبع






من مواضيعي في المنتدى
»» أهل السنة والجماعة في إيران (الحلقة الثالثة)
»» دمعــة شيعــــي
»» جديد شاهد ماتفعله أجهزة الحكومة العراقية بأهل السنة
»» كتبهاابن الاحواز ، في 27 فبراير 2007 الساعة: 06:09 ص
»» جرائم الشيعة الاسماعيلية