الدّرر النجفيّة الشيخ يوسف البحراني(صاحب الحدائق) -ج 2-345 :
ويدلّ على ذلك الحديث المتواتر بين الفريقين من قوله صلىاللهعليهوآله : «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» [9].
فإن الظاهر من عدم افتراقهما إنما هو باعتبار الرجوع في معاني (القران) إلى العترة ، صلوات الله عليهم. ولو تم فهمه كلا [10] أو بعضا بالنسبة إلى الأحكام الشرعية والمعارف الإلهية بدونهم عليهمالسلام ، لصدق الافتراق ولو في الجملة. فهو خلاف ما دل عليه الخبر ؛ فإن معناه أنهم عليهمالسلام لا يفارقون (القرآن) ، بمعنى أن أفعالهم وأعمالهم وأقوالهم كلّها جارية على نحو ما في (الكتاب العزيز) ، و (القرآن) لا يفارقهم ، بمعنى أن أحكامه ومعانيه لا تؤخذ إلّا عنهم.
ويؤيد ذلك ما استفاض عن أمير المؤمنين عليهالسلام من قوله عليهالسلام : «أنا كتاب الله الناطق ، وهذا كتاب الله الصامت» [1] ، فلو فهم معناه بدونه عليهالسلام لم يكن لتسميته صامتا معنى.
ويقوّي ذلك أيضا أن (القرآن) مشتمل على الناسخ والمنسوخ ، والمحكم والمتشابه ، والخاص والعام ، والمطلق والمقيد ، والمجمل والمبين ، والتقديم والتأخير ، والتبديل والتغيير ، واستفادة الأحكام الشرعية من مثل ذلك لا تتيسّر إلّا للعالم بجميع ما هنالك ، وليس غيرهم ، صلوات الله عليهم. ولا يخفى على الفطن المنصف المتصف [2] بالسداد صراحة هذه الأدلّة في المطلوب والمراد. وظني أن ما يقابلها مع تسليم التكافؤ لا صراحة له [3] ولا سلامة من تطرق الإيراد ، فمن جملة ما استدلوا به الأخبار الواردة بعرض الأخبار المختلفة في الأحكام الشرعية أو غيرها على (القرآن) ، والأخذ بما وافقه وردّ ما خالفه.