عرض مشاركة واحدة
قديم 09-09-08, 04:07 PM   رقم المشاركة : 10
السليماني
عضو ماسي








السليماني غير متصل

السليماني is on a distinguished road


الدرس التاسع : في بيان فضائل الصيام


الحمد لله على نعمه الباطنة والظاهرة ، شرع لعباده ما يصلحهم ويسعدهم في الدنيا والآخرة ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه نجوم الهدى الزاهرة ومن اتبع هديه ، وتمسك بسنته الطاهرة .. أما بعد :


أيها المسلمون نذكركم بفضيلة هذا الشهر المبارك ونسأل الله أن يوفقنا لاغتنام أوقاته بالعمل الصالح وأن يتقبل منا ، ويغفر لنا خطايانا إنه سميع مجيب .


فقد روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال الله تعالى : إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي ، للصائم فرحتان : فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك " [أخرجه البخاري رقم 1894 ، 1904 ومسلم رقم 1151]


فهذا الحديث الشريف يدل على جملة فضائل ومزايا للصيام من بين سائر الأعمال منها :


أن مضاعفته تختلف عن مضاعفة الأعمال الأخرى ، فمضاعفة الصيام لا تنحصر بعدد ، بينما الأعمال الأخرى تضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف .


ومنها أن الإخلاص في الصيام أكثر منه في غيره من الأعمال لقوله " ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي " .


ومنها أن الله اختص الصيام لنفسه من بين سائر الأعمال ، وهو الذي يتولى جزاء الصائم لقوله " الصوم لي وأنا أجزي به "


ومنها : حصول الفرح للصائم في الدنيا والآخرة ، فرح عند فطره بما أباح الله له ، وفرح الآخرة بما أعد الله له من الثواب العظيم ، وهذا من الفرح المحمود لأنه فرح بطاعة الله كما قال تعالى " قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا " [يونس 85]


ومنها : ما يتركه الصيام من آثار محبوبة عند الله وهي تغير رائحة فم الصائم بسبب الصيام ، وهي آثار نشأت عن الطاعة فصارت محبوبة عند الله تعالى " ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك "


ومن فضائل الصيام : أن الله اختص الصائمين بباب من أبواب الجنة لا يدخل منه غيرهم إكراما لهم كما في الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال أين الصائمون ؟ فيقومون فيدخلون فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد " [أخرجه البخاري 1896 ومسلم 1152]


ومن فضائل الصيام : أنه يقي صاحبه مما يؤذيه من الآثام ويحميه من الشهوات الضارة ، ومن عذاب النار ، كما ورد في الأحاديث أن الصيام جنة ـ بضم الجيم والنون المشددة المفتوحة ـ أي ستر حصين من هذه الأخطار .


ومن فضائل الصيام : أن دعاء الصائم مستجاب فقد أخرج ابن ماجة والحاكم عن ابن عمر أنه صلى الله عليه وسلم قال " إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد " [أخرجه ابن ماجة رقم 1753 والحاكم في المستدرك 1/422] ، وقد قال الله تعالى في أثناء آيات الصيام " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان " [البقرة 186] ليرغب الصائم بكثرة الدعاء .


ومن فضائله : أنه يجعل كل أعمال الصائم عبادة كما روى أبو داود الطيالسي والبيهقي عن ابن عمر مرفوعا " صمت الصائم تسبيح ونومه عبادة ودعاؤه مستجاب وعمله مضاعف " [أخرجه الديلمي في مسند الفردوس 3576 والهندي في كنز العمال وعزاه إلى أبي زكريا بن منده في أماليه رقم 23602]


ومن فضائل الصيام : أنه جزء من الصبر ، فقد أخرج الترمذي وابن ماجه أنه صلى الله عليه وسلم قال " الصيام نصف الصبر " [أخرجه أحمد 4/ 260 ، والبهقي في شعب الايمان 7 / 177 رقم 3297 ، وابن ماجة رقم 1745] وقد أخبر الله سبحانه وتعالى أن الصابرين يوفون أجورهم بغير حساب .



ومن فضائل الصوم وفوائده الطبية أنه يسبب صحة البدن كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم " صوموا تصحوا " رواه السني وأبو نعيم [ذكره الهندي في كنز العمال رقم 32605 وعزاه إلى ابن السني وأبي نعيم وقال الحافظ العراقي في تخريج الإحياء 3 / 75 ، رواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الطب النبوي من خديث أبي هريرة بسند ضعيف ، وقال الصاغاني موضوع ] ،


وذلك لأن الصوم يحفظ الأعضاء الظاهرة والباطنة ، ويحمي من تخليط المطاعم الجالب للأمراض ، هذا وللصيام فوائد كثيرة لا يمكننا استيفاؤها ، ولكن الغرض التنبيه على بعضها ،

وفي هذا القدر كفاية إن شاء الله


وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ، والحمد لله رب العالمين .