عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-08, 03:23 PM   رقم المشاركة : 8
السليماني
عضو ماسي








السليماني غير متصل

السليماني is on a distinguished road


الدرس السابع : في بيان من يجب عليه صوم رمضان

الحمد لله رب العالمين شرع فيسر ، والصلاة والسلام على نبينا محمد بشّر وأنذر وعلى آله وأصحابه السادة الغرر . أما بعد :


اعلموا وفقني الله وإياكم أن صيام رمضان من أعظم فرائض الإسلام ، فال الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام " [البقرة183] إلى قوله " فمن شهد منكم الشهر فليصمه " [البقرة 185] وقال النبي صلى الله عليه وسلم " بني الإسلام على خمس ، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا " متفق عليه [أخرجه البخاري رقم 8 ومسلم رقم 16]


فالآية الكريمة تدل على أن الصيام فرض ، والحديث يدل على أنه أحد أركان الإسلام .


وقد أجمع المسلمون على وجوب صيام رمضان إجماعا قطعيا ، فمن جحد وجوبه فهو مرتد عن دين الإسلام ، يستتاب فإن تاب وإلا قتل ، ويجب صوم رمضان على كل مسلم ومن أسلم في أثناء الشهر صام ما بقي منه فقط ، ولا يلزمه قضاء ما مضى من أول الشهر ويجب الصوم على البالغ أما الصغير المميز فلا يجب عليه الصيام ويصح منه تطوعا ، وينبغي لولي أمره أمرُه به إذا كان يطيقه ليعتاده وينشأ عليه ، ولا يجب الصوم على مجنون حتى يفيق ، لقوله صلى الله عليه وسلم " رُفع القلم عن ثلاثة " [أخرجه أبو داود رقم 4398 وابن ماجة رقم 2041 والنسائي رقم 3432 وأحمد 6/ 100 ، والحاكم في المستدرك 2/ 59 ، وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي ] وذكر منهم المجنون حتى يفيق .



فالصوم إذا يجب على المسلم البالغ فإن كان صحيحا مقيما وجب عليه أداءً ، وإن كان مريضا وجب عليه قضاء ، وكذا الحائض والنفساء يجب عليهما الصيام قضاء ... وإن كان صحيحا مسافرا خُير بين الصيام أداء أو يُفطر ويصوم قضاءً ، ومن صار في أثناء النهار أهلا لوجوب الصيام كما لو أسلم الكافر أو بلغ الصبي أو طهرت الحائض أوالنفساء ، أو شفي المريض أو قدم المسافر أو أفاق المجنون ، أو قامت البينة على دخول الشهر في أثناء النهار ، فإن كلا من هؤلاء يلزمه الإمساك بقية اليوم ، ويقضونه لأنه يوم من رمضان لم يأتوا فيه بصوم صحيح تام فلزمهم قضاؤه ، وإنما أمروا بالإمساك في بقية اليوم احتراما للوقت .



واعلموا أنه يجب على المسلم أن يهتم بدينه وما يصححه ،



ولا سيما أركان الإسلام التي بني عليها ، ومنها الصيام ، هذه العبادة العظيمة تتكرر في حياة المسلم مرة واحدة كل عام ، لأن هذه الأركان الخمسة للإسلام منها ما يلزم العبد في كل لحظة من حياته لا يتخلى عنه أبدا ،


وهو الشهادتان : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ومنها ما يتكرر في حياة المسلم كل يوم وليلة خمس مرات وهو الصلوات الخمس ، ومنها ما يتكرر على المسلم كل سنة وهو الزكاة والصيام ، ومنها ما يلزم المسلم مرة واحدة في عمره وهو الحج [إذا استطاع إليه سبيلا]


وإذاً فالمسلم مرتبط بهذه الأركان ارتباطا وثيقا ، وتكررها عليه يوميا وسنويا حسب أهميتها وبحيث يستطيع أداءها ولا تشق عليه ، ثم هذه الأركان العظيمة منها ما هو بدني محض كالشهادتين والصلاة والصيام ومنها ما هو مالي محض وهو الزكاة ومنها ما هو بدني ومالي كالحج ، ولا بد في جميعها من توفر النية الخاصة لله لقوله صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى " [أخرجه البخاري رقم 1 ومسلم رقم 1907]


وأن تؤدى على الوجه المشروع المطابق لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " [ أخرجه البخاري تعليقا في كتاب البيوع ، باب النجش ، ومن قال : لا يجوز ذلك البيع ، ومسلم رقم 1718 ، وأحمد 6/ 146] ،


فواجب على المسلم أن يهتم بأركان الإسلام فيأتي بكل ركن منها في وقته المحدد خالصا لله صوابا على سنة رسول الله .



وختاما أسأل الله جل وعلا أن يجعل صيامنا وسائر أعمالنا خالصة مقبولة ، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته .. وصلى الله على نبينا محمد ...