عرض مشاركة واحدة
قديم 08-12-07, 06:00 AM   رقم المشاركة : 5
حسينا
موقوف





حسينا غير متصل

حسينا is on a distinguished road


حافظ الشيخ صالح

يجب الإقرار والتقرير أن «السلفيين« كانوا أسرع وأقرب إلى الانتباه للالتباسات والغوامض وانعدام الجدوى في فكرة «التقريب« بين المذاهب، وعلى ذلك فإنه لَتطورٌ حميد في فكر «الإخوان المسلمين«، هُمُ الآن أيضاً، في أثناء أعمال «مؤتمر الحوار بين المذاهب الإسلامية« الذي انعقد في الدوحة قبل قرابة أسابيع ثلاثة، خصوصاً الكلام الصريح والجهوريّ الصوت الذي قاله العلامة الأستاذ الدكتور الشيخ يوسف بن عبداللّه القرضاوي،

مُخاطباً محمد علي تسخيري، رئيس ما يُسمّى «الـمُجمّع الأعلى للتقريب بين المذاهب«، الـمُنشأ من جانب النظام الإيراني الراهن، والـمُرتبط بالتبعية للسياسات الخارجية الإيرانية، ذوات العناصر الإمبريالية، في العالم الإسلامي، عسى أن ينسحب هذا التطوّر، على أنحاء محسوسة وملموسة، على «الإخوان المسلمين« في العاصمة مصر بالذات. كان كاتب هولندي، مُتخصّص في الشأن الإيراني المعاصر والحاضر، قد استفاض، في مقالة له بالإنكليزية واردة من ضمن كتاب كبير مُحرر، في فحص ودراسة الترابط بين أيديولوجية «التقريب بين المذاهب« ودور «الـمُجمّع الأعلى«، وعلى وجه الخصوص دور محمد علي تسخيري، من جانب، والسياسة الخارجية لإيران في العالم الإسلامي، من الجانب الآخر، وخلص في خلاصة المقال إلى أنّ فكرة «التقريب بين المذاهب« حوّلها النظام الإيراني إلى مخلب قط لتمزيق اللحمة الأهلية والوطنية، إضافة إلى تجميع الأنصار له والمحازبين، في شتى الرقاع الإسلامية، بخاصة في البلاد العربية. كانت الفكرة قد تبلورت وظهرت إلى العلن كفكرة بريئة تماماً من صوب الأزهر في عهد شيخه الأسبق العلامة الشيخ محمود شلتوت، رحمه اللّه تعالى، وهكذا دخل المذهب الجعفري إلى مناهج الأزهر، وهكذا طابت النفوس، وكان كلّ شيء على ما يرام، من غير التدخّل في الخصوصيات وفي العقائد، هكذا إلى أن قامت في 1979 الثورة الإيرانية، فانتبه كهنوتها لهذه الثغرة، فاشتغل عليها، وأسّس «الـمُجمّع« المذكور قبل قليل، وبذلك فقدتْ الفكرة براءتها فوراً، واكتنفتها من كل صوب الشبهات، فصارت ذراعاً من أذرع النظام الكهنوتي الإيراني، وأداة من أدوات سياساته الخارجية، ووسيلة فقط لاقتلاع الجهلة من أبناء أهل السنة والجماعة من عقيدتهم ومذهبهم ومن ثم تشييعهم، مع بذل أموال طائلة من الخزانة الإيرانية في هذا السبيل الوخيم والسقيم.