بسم الله الرحمن الرحيم
نبدأ النظرات في هذا الكتاب العجيب الغريب
قال المؤلف : (( وهذه الغوثية وهي بطريقة الالهام القلبي والكشف المعني )) [ ص 4 ]
ولا تنسى أن الالهام والكشف من مصادر التلقي عند الصوفية .
والآن ننظر ماذا جاء في الهذه الغوثية :
قال : (( الحمد لله كاشف الغمة * والصلوات على خير البرية ( أما بعد ) قال الغوث الأعظم المستوحش عن غير الله * المستأنس بالله * قال الله تعالى يا غوث الأعظم قلت لبيك يا رب الغوث )) . [ ص 4 ] .
فهذه بداية الغوثية الله جل وعلا يخاطب الجيلاني بقوله : ( يا غوث الأعظم ) ، سبحان الله كيف يفترون على الله الكذب ، وما بقي أن يقول : أن الله قاله [mark=FFFF00]يا سيدي الغوث الاعظم [/mark]، ولا حول ولا قوة إلا بالله
ونواصل بعرض المقتطفات
وقال : (( ثم قال لي يا غوث الأعظم ما ظهرت في شيء كظهوري في الانسان )) . [ ص 4 ]
قلت : وهذا من وحدة الوجود حيث يعتقد الصوفية أن والوجودات واحد ، وهذه الموجودات عبارة عن مظاهر لله ، تعالى الله عما يقوله الظالمون علوا كبيرا .
قال : (( ثم سألت ربي من أي شيء خلقت الملائكة قال لي يا غوث الأعظم خلقت الملائكة من نور الإنسان وخلقت الانسان من نوري ))
طبعا سوف تتعجبون من هذه الكلام ، وكيف يكتب في كتب المسلمين مثل هذا الكلام وقد جاء بالقرآن أن الانسان خلق من تراب .
فأقول : لا تتعجبوا فإن مصادر التلقي بيننا وبين الصوفية تختلف ، فمن مصادرنا الكتاب والسنة ، والكشف والالهام
ولكن أقول : قال الله تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ) [الأنعام : 112]
قال : (( ثم قال لي يا غوث الأعظم جعلت الإنسان مطيتي وجعلت سائر الأكوان مطية له . ثم قال لي يا غوث الأعظم نعم الطالب أنا ونعم المطلوب الإنسان ونعم الراكب الإنسان ونعم المركوب له الأكوان * ثم قال لي يا غوث الأعظم الإنسان سري وأنا سره لو عرف الإنسان منزلته عندي لقال في كل نفس من الأنفاس لمن الملك اليوم . ثم قال لي يا غوث الأعظم ما أكل الإنسان شيئا وما شرب وما قام وما قعد وما نطق وما صمت وما فعل فعلا وما توجه لشيء وما غاب عن شيء إلا فيه ساكنه ومتحركه )) . [ ص 5 ]
قلت : ومن هنا نعرف لماذا الصوفية يقصد الاشياخ حتى عد العبودية ، والعياذ بالله ،، وكيف يظيفون لمشايخهم صفات الربوبية ، والله المستعان
طيب هل سقف الصوفية عند هذا الحد ؟
الجواب : لا
ولننظر ماذا جاء بعد الكلام السابق الذكر
قال : (( ثم قال لي يا غوث الأعظم جسم الإنسان ونفسه وقلبه وروحه وسمعه وبصره ويده ورجله ولسانه وكل ذلك طهرت له نفس بنفس لا هو إلا أنا ولا أنا غيره ))
فأقول : [mark=FFFF00]نعوذ بالله من الخذلان ، عجبا لتعلك العقول المخدوعة بالتصوف [/mark].
وهل يقف بهم الامر على هذا الحد ؟؟؟
الجواب : لا
فاظروا ماذا قال بعدها
قال : (( ثم قال لي يا غوث الأعظم الاتحاد حال لا يعبر بلسان المقال فمن آمن به قبل وجود الحال فقد كفر ومن أراد العبادة بعد الوصول فقد أشرك بالله العظيم )) . [ ص 6 ]
وهذا الذي يعبرون عنه أنه ادعى الوصول وهو لم يصل فهذا هو الكافر عندهم ،، وبعد الوصوف يسقط عنه التكليف ، والعياذ بالله
وليس كذلك بل اذا تعبد يكون مشرك لأنه عبد نفسه ، ولذلك قال بعضهم :
ألا بذكر الله تزداد الذنوب وتنطمس البصائر والقلوب
ونعوذ بالله من الخذلان .
وقال : (( ثم قال لي يا غوث الأعظم ليس الفقير عندي من ليس له شيء بل الفقير الذي له أمر كل شيء إذا قال لشيء كن فيكون ثم قال لي لا ألفة ولا نعمة في الجنان بعد ظهوري فيها ولا وحشة ولا حرقة في النار بعد خطابي لأهلها )) . [ ص 7 ] .
وقلت : وهذا الكلام ظاهر البطلان ولكن يأكد أن الصوفية يعتقدون أنه لا يوجد عذاب في الآخره .
واكتفي بهذا القدر من الغوثية والذي تكرته لا يقل خطورة من الذي نقلته وذلك اختصارا للوقت .
======================
أبو عثمان الأثري