عرض مشاركة واحدة
قديم 08-12-07, 10:27 AM   رقم المشاركة : 9
abo othman _1
مشرف بوابة الرد على الصوفية






abo othman _1 غير متصل

abo othman _1 is on a distinguished road



الدليل الخامس :

قال المؤلف : (( 5- وعن شريح بن عبيد قال: ذكر أهل الشام عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو بالعراق فقالوا: العنهم يا أمير المؤمنين قال: لا سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: الأبدال بالشام هم أربعون رجلا كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا يسقى بهم الغيث وينتصر بهم على الأعداء ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب . وفي رواية: أربعون رجلا مثل خليل الرحمن.

ومعنى المثلية في قوله مثل خليل الرحمن أنهم على طريقة إبراهيم عليه الصلاة والسلام في سلامة الصدر والرحمة لجميع المسلمين
)) [ 96 – 97 ] .

قلت : كما هي عادة المؤلف والصوفية عموما الاستدلال بالأحاديث الضعيف بل الموضوعة وحسبهم أن يكون الحديث يؤيد ما يذهبون إليه حتى يحتجوا به ، وليس الحديث الضعيف أو الموضوع هو دليلهم مخطئ من يظن ذلك ، هم اعتقدوا فافتقروا للدليل فلما بحثوا ما وجدوا إلا تلك الأحاديث فقاموا يستشهدون بها .

فهذا الحديث أخرجه الإمام أحمد فقال المسند فقال : (( ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان حدثني شريح يعنى بن عبيد قال ذكر أهل الشام عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو بالعراق فقالوا العنهم يا أمير المؤمنين قال لا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : الأبدال يكونون بالشام ... الحديث [ ص 112/1 ] . وإن كان رجاله ثقات إلا أنه فقد أحد شروط الصحة ، وهو الاتصال ، فشريح بن عبيد لم يدرك عليا رضي الله عنه أما قول الهيثمي : (( شريح بن عبيد وهو ثقة وقد سمع من المقداد وهو أقدم من علي )) [ مجمع الزوائد ص 62/10 ] لا يعني أن الحديث متصل وذلك للاسباب التالية :

1. مسألة سماع شريح من المقداد فيها نظر ، جاء في تهذيب التهذيب : (( وقال بن أبي حاتم في المراسيل عن أبيه لم يدرك أبا أمامة ولا المقدام ولا الحارث بن الحارث وهو عن أبي مالك الأشعري مرسل انتهى )) ، وفعقب الحافظ ابن حجر فقال : (( وإذا لم يدرك أبا أمامة الذي تأخرت وفاته فبالأولى أن لا يكون أدرك أبا الدرداء وأنى لكثير التعجب من المؤلف كيف جزم بأنه لم يدرك من سمى هنا ولم يذكر ذلك في المقداد وقد توفي قبل سعد بن أبي وقاص وكذا أبو الدرداء وأبو مالك الأشعري وغير واحد ممن أطلق روايته عنهم والله الموفق ))

قلت : إذا لم يدرك سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه الذي توفى سنة 55 هجري فمن باب أولى أنه لم يدرك عليا رضي الله عنه ، الذي توفى سنة 40 هجري ، وكيف إذا علمت إن ابن عساكر قال : (( وجدت شهادته في كتاب قضاء ، تاريخه : سنة ثمان ومئة )) [ انظر تهذيب التهذيب ] ، أي بعد موت علي بـ 68 سنة ومع هذا كله شريح بن عبيد شامي ، ومعلومة الحالة السياسة بين أهل الشام وأهل العراق في فترة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب .
2. قد صرح ابن عساكر بانقطاع هذا فقال بعدما أخرجه : (( هذا منقطع بين شريح وعلي فإنه لم يلقه )) [ تاريخ ابن عساكر ص 289/1 ] .
3. اتهم الهيثمي شريحا بالتدليس عن الصحابة فقال : (( وفيه شريح بن عبيد وهو ثقة مدلس أختلف في سماعه من الصحابة لتدليسه باب منه )) [ مجمع الزوائد ص 88/1 ] .

قلت : فإن صح هذا الحديث ليس في دلالة على التوسل بالذوات الأموات ولو تأمل المؤلف هذه العبارة حيث جاء : (( كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا يسقى بهم الغيث وينتصر .... الحديث )) ، فقد نص هذا الحديث على السقيا مرهونة بحياته ، فإذا مات انقطع عمله فلا يستسقى بدعائه وفيه هذا الحديث ولو صحت رد على المؤلف في الولي إذا مات انقطع عمله وإلا لماذا يبدل ؟!

وهذا الحديث من جنس حديث الاستسقاء بالعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم المتقدم .


الدليل السادس :

قال المؤلف : (( 6- وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا كنت لابد سائلا فأسأل الصالحين فهذا حث ظاهر منه صلى الله عليه وآله وسلم على سؤال الصالحين )) [ ص 97 ] .

قلت : أخرج هذا الحديث لإمام أحمد فقال : (( ثنا قتيبة بن سعيد قال أبو عبد الرحمن وكتب به إلى قتيبة بن سعيد كتبت إليك بخطى وختمت الكتاب بخاتمي ونقشه الله ولي سعيد رحمه الله وهو خاتم أبي ثنا ليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة عن بكر بن سوادة عن مسلم بن مخشي عن بن الفراسي ان الفراسي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أسأل قال النبي صلى الله عليه وسلم لا وإن كنت سائلا لا بد فاسأل الصالحين )) [ ص 334 /4 ]

وأخرجه أبو داود فقال : ((حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة عن بكر بن سوادة عن مسلم بن مخشي عن بن الفراسي أن الفراسي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أسأل يا رسول الله ... الحديث)) [ ص 122/2 ]

وأخرجه النسائي : فقال : (( أخبرنا قتيبة قال حدثنا الليث عن جعفر بن ربيعة عن بكر بن سوادة عن مسلم بن مخشي عن بن الفراسي أن الفراسي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أسأل .... الحديث )) [ ص 95/5 ]

أخرجه الطبراني في المعجم الكبير فقال : (( حدثنا مطلب بن شعيب الأزدي ثنا عبد الله بن صالح حدثني الليث عن جعفر بن ربيعة عن بكر بن سوادة عن مسلم بن محشي عن بن الفراسي أن أباه الفراسي أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله .... الحديث )) [ ص 336/1 ]

وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان فقال : ((أخبرنا أبو علي الروذباري أنا ابو بكر بن داسة نا ابو داود نا قتيبة بن سعيد نا الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة عن بكر بن سوادة عن مسلم بن مخشي عن بن الفراس أن الفراس قال لرسول الله ... الحديث )) [ ص 270/3 ] .

وأخرجه ابن قانع في معجم الصحابة قال : (( حدثنا ابراهيم بن الهيثم البلدي نا أبو صالح عبد الله بن صالح نا الليث نا جعفر بن ربيعة عن بكر بن سوادة عن مسلم بن مخشي أنه قال أخبرني ابن الفراسي أن الفراسي قال للنبي صلى الله عليه وسلم أسأل يا رسول الله ... الحديث )) [ 48 /1 ] .

وأخرجه ابن زنجويه في كتاب الأموال قال : (( أنا عبد الله بن صالح ، حدثني الليث ، حدثني جعفر بن ربيعة ، عن بكر بن سوادة ، عن مسلم بن مخشي أنه قال : أخبرني ابن الفارسي ، أن الفارسي قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أسأل يا نبي الله ... الحديث )) [ 2067 ]

وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة قال : (( حدثنا عبد الله بن جعفر ، ثنا إسماعيل بن عبد الله ، قال : ثنا عبد الله بن صالح ، حدثني الليث بن سعد ، حدثني جعفر بن ربيعة ، عن بكر بن سوادة ، عن مسلم بن مخشي ، قال : أخبرني ابن الفراسي ، أن الفراسي ... والحديث ))

وقال أيضا : (( حدثنا أبو عمرو ثنا الحسن ، ثنا قتيبة ، ثنا الليث مثله )) ، وقال أيضا : (( ورواه محمد بن موسى بن أعين ، عن أبيه ، عن عمرو بن الحارث ، عن بكر ، عن مسلم ، عن رجل ، عن أبيه ، مثله ولم يسمه )) [ ص 2299 ] .

وأخرجه البخاري في التاريخ قال : (( قال أبو صالح حدثني الليث قال حدثني جعفر بن ربيعة عن بكر بن سوادة عن مسلم بن مخشي أنه قال أخبرك الفراسي ... الحديث )) [ ص 137 / 7 ] .

ومما مر يتبين أن هذا الحديث بكر بن سوادة عن مسلم بن مخشي عن ابن الفراسي .

ومسلم بن مخشي المدلجي أبو معاوية المصري . لم يرو عنه إلا بكر بن سوادة ، وهذا الذي يعبرون عنه بمجهول العين في اصطلاح أهل الحديث قال الذهبي في ميزان الاعتدال : (( تفرد بحديث الفراسي في ماء البحر ما حدث عنه غير بكر بن سوادة )) [ 420 / 6 ] ، ثم لم يوثقه إلا ابن حبان وهي عادة مشهورة له بتوثيق المجاهيل ، فلا تقوم بمثل هذا حجة .

ثم على فرض صحة هذا الحديث ، ففيه نهي عن السؤال ، وهو خاص بسؤال المال حتى أن أبا داود أدرجه تحت باب (( باب في الاستعفاف )) ، وكذلك ابن زنجويه أورده تحت باب (( التشديد في مسألة الناس من أموالهم ))

فالدعوى أوسع من الدليل ، ويا ليت كان الأمر كذلك بل يستدل بما لا ليس هو دليل ، ولا أعلم كيف قُرض لهذا الكتاب دون التنبيه على هذه المسألة ، أي أن الحديث ليس في محل البحث والاستدلال على التوسل والاستغاثة بالامور التي هي من خصائص الربوبية ، والحديث ليس فيه دلالة على جواز التوسل بالذوات أو الاستغاثة بالمخلوقين محل البحث .

نعم قد يقول قائل ان في توجيه النبي صلى الله عليه وسلم لسائل المال بأن يسأل الصالحين دليل على جواز غير الله عز وجل فالجواب :

هذا ليس من خصائص الربوبية بل هو مما يقدر عليه البشر بل الله سبحانه وتعالى حث المسلمين على إنفاق المال في سبيله فهذا خارج محل البحث ، أما توجيه النبي صلى الله عليه وسلم السائلين للصالحين حتى يكون أرجى لإعطائهم ما يحتاجون من مال دون تكدير خاطرهم أو ردهم .

وهذا الحديث على ضعفه يخالف الحديث الصحيح عن ابن عباس عندنا قال له النبي صلى الله عليه وسلم : (( إذا سألت فاسأل الله )) رواه الترمذي وغيره فإن صح حديث الفراسي فهو خاص في مسألة المال ، وحديث ابن عباس عام ، والله تعالى أعلم .







التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» هل لله مكان
»» نبشركم بافتتاح قسم بعنوان السحر عند الصوفية
»» بيانُ حُكْمِ الإنشاد والحضْرَة في مذاهب الأَئِمّةِ بقلم د. خلدون الحسني
»» برقيات للعميد السابق كتب خالد سلطان السلطان
»» هؤلاء تركوا التصوف / الشيخ شمس الدين الأفغاني