نعم يا سيف الدين يعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق بالرجال
أولا أنا لست مستميتا في الدفاع عن التصوف وأهله خوفا عليهم بل حرصا على وحدة أهل السنة في هذا الوقت العصيب الذي يشهد هجمات شرسة على أهل السنة من كل حدب وصوب وأخطرها هجمة الشيعة الروافض الذين تسللوا إلى مجتمعاتنا ونفثوا سمومهم ونحن غافلون ولا تقل لي أن الصوفية هم السبب فالصوفية هم من عمروا شمال أفريقيا في أشد أوقاته خطرا وقت حكمته الدولة الفاطمية وبعده والحمد لله فمجتمعنا في شمال أفريقيا خالي من هذه العقيدة الفاسدة ، نعم التصوف أبتلي بأهل الضلالات والزيغ الذين أغرقوه ببدعهم ولكن الواجب أن ننكر عليهم وندعو للإصلاح ، والحمد لله في بلدي ليبيا أرى وعيا متزايدا والإصلاح يمضي وإن كان بطيئا ، أما عن أصول التصوف وأقوال العلماء والأولياء التي حشيت بالمنكرات فهي في رأيي المتواضع مدسوسة عليهم وهم ليسوا بأفضل من سيد ولد آدم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم الذي تصدى الآلآف من العلم عبر التاريخ لتنقية سنته من التزوير والمزورين ، فالعلماء والأولياء الذين تكلمت عنهم ألصق بهم من بعدهم هذه الترهات وحتى في زمننا هذا مررت أنا شخصيا بما أقوله لك فقد عاصرت شيوخا وعلماء أجلة ماتوا وألتقي بأناس لم يعاشروهم ويدعون كذبا وزورا معاشرتهم لهم ورؤيتهم لكرامات عجيبة مروا بها ، وهذا يحدث في زمننا الحالي ونحن في القرنين العشرين والحادي والعشرين فما بالك بأزمان سابقة تتالى فيها المزورون ، وحتى إن صح ماتقول ياسيف الدين فلا مشكلة في ذلك فأثبت الكلام واعرضه على أهل العلم فليفتوا فيه ، وأنا لا أنظر للأمر بنظرة عاطفية فأنا لا أعرف هذه الأقوال المنكرة ولا أتعاطاها في وسطي الصوفي ، أما عن النقل الذي أوردته للدكتور جمعة الزريقي فهو كذب من الدكتور جمعة جملة وتفصيلا والدكتور جمعة ما هو من أهل العلم إن عدوا ( ولعلمك هو منتسب لأهل التصوف ) ، وقصة الشيخ عبدالسلام مع الحطاب ركيكة متهافتة لا تحتاج ردا ، وكلام الشيخ للحطاب إن صح فهو يحمل معنى العمل بالعلم الذي إكتسبه ولا حاجة لإضفاء تفسيرات تذهب بكلام الشيخ إلى معاني لا يحتملها ، أما مقاله إبن غلبون فهو غير صحيح فليس هناك إكراه أو إجبار لأحد على الإلتزام بالأحزاب في أي زاوية وفي أي زمن ، وأخيرا انا لما أوردت أقوال الفحول من ابناء الأمة عبر التاريخ فإنما أردت أن أبين أن أهل العلم إطلعوا على منهج الصادقين المخلصين العاملين فزكوهم ، فبالمثل يجب أن تحذوا حذوهم ولا تكتفوا بنقل السقطات بنية الحقد والتشفي