عرض مشاركة واحدة
قديم 28-11-13, 10:24 AM   رقم المشاركة : 2
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road



ثانيا :


أما الولاية في عرف التصوف البدعي فلها معنى آخر يختلف عما عند أهل السنة ،
فولي الله عندهم من اختاره الله ، ولو لم يكن فيه من مواصفات الصلاح والتقوى ما يؤهله لحب الله له ،

إذ الولاية عندهم نوع من الوهب الإلهي دون سبب ، وبغير حكمة ،

لذلك كانوا يعتقدون في بعض الظلمة والفسقة والمجانين وأهل الفجور أنهم من الأولياء
بمجرد أن يظهر على أيديهم من خوارق العادات ،
مثل : ضرب الجسم بالسكاكين ، واللعب بالحيات والنار وأمثال ذلك ،
حتى عَدُّوا في أوليائهم من يشرب الخمر ويزني ،
ويقولون : الولي الصادق لا تضره معصية أبدا .


ولم يكتفوا بهذا في تعريف الولاية ،
بل يقررون أن الولي يتصرف في الأكوان ،
ويقول للشيء كن فيكون ،
وكل ولي عندهم قد وكَّله الله بتصريف جانب من جوانب الخلق ،

فأربعة أولياء يمسكون العالم من جوانبه الأربعة ،
ويسمون الأوتاد ،
وسبعة أولياء آخرون كل منهم في قارة من قارات الأرض السبع ،
ويسمون الأبدال
( لكونهم إذا مات واحد منهم كان الآخر بدله ) ،

وعدد آخر من الأولياء في كل إقليم ،
في مصر ثلاثون أو أربعون ، وفي الشام كذلك ، والعراق وهكذا ،
وكل واحد منهم قد أوكل إليه التصريف في شيء ما ،
وفوقهم جميعا ولي واحد يسمى القطب الأكبر أو الغوث ،
وهو الذي يدبر شأن الملك كله ،

وهكذا أسسوا لهم دولة في الباطن
تحكم وتنفذ وتتحكم في شؤون الناس على منوال الدولة السياسية ،

وهذه الدولة يترأسها القطب أو الغوث ،
يليه الإمامان ( وهما الوزيران ) ،
ثم الأوتاد الأربعة ، ثم الأبدال السبعة .



هذه هي الولاية الصوفية ،
وهي لا تمت من قريب أو بعيد للولاية الإسلامية القرآنية ،

فالولي في الإسلام عبد هداه الله ووفقه
وسار في مرضاة ربه حسب شريعته ،
وهو يخشى على نفسه من النفاق وسوء العاقبة ،
ولا يعلم هل يقبل الله عمله أو لا ،


وأما الولي الصوفي

فقد أعطوه من خصائص الربوبية ما يتصرف به في جانب من جوانب الكون ،
ولا يلتزم بما شاء من شريعة الله ،
ويدخل الملائكة تحت مشيئته .


وأصل فكرة الولاية الصوفية مأخوذة من الفلسفة الإغريقية القديمة التي تقوم على فكرة تعدد الآلهة ،

وكان أول من وضع فكرة الولاية الصوفية في أواخر القرن الثالث الهجري هو محمد بن علي بن الحسن الترمذي ،

الذي يسمونه ( الحكيم ) -
وهو غير الإمام صاحب السنن المشهورة بسنن الترمذي -

ثم بعد ذلك اشتهرت أقوالهم ،
وأصبحت كتب أئمتهم مليئة بهذه الأفكار والمصطلحات ،
ولو ذهبنا ننقل أقوالهم وأباطيلهم لطال بنا المقام ،

وحتى لا يظن أحد أننا نتجنى عليهم ،

فهذه أسماء بعض مراجعهم ،

وستجد أن ما ذكرناه أقل بكثير من شناعة أفكارهم ،

انظر "الفتوحات المكية" لابن عربي (2/537،455) ،

كتاب "اليواقيت والجواهر" لعبد الوهاب الشعراني (2/79) ،

"المعجم الصوفي" لسعاد الحكيم (189-191، 909-913) ،


وانظر من مراجع أهل السنة
"الفكر الصوفي" للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق
(343-383)









من مواضيعي في المنتدى
»» ابن عربي ضالٌّ كما يؤكد أكابر أئمة الإسلام
»» جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في توضيح توحيد العبادة
»» ألفاظ صحيحة وألفاظ خاطئة
»» Meaning of life \ معنى الحياة / فيديو رائع مترجم
»» مهدي إيران المنتظر وتدمير الكيان الصهيوني