ومصير كافر النعمة عندهم هو الخلود الأبدي في نار جهنم مع إبليس وأتباعه من المشركين ، ولو كان هذا المخالف من أتقى وأزهد عباد الله .
وهذه بعض النصوص لعلماء المذهب الإباضي في تخليد من خالف مذهبهم :
1 - قال أبو بكر بن عبد الله الكندي في (الجوهر المقتصر)،في " باب بيان الدرجة الثالثة والكفر في أهل القبلة " (ص121) :
" ونحن نشهد لمن مات من هؤلاء مصرا على خلاف ما دانت بها الإباضية بالخزي والصغار والخلود في النار " اهـ .
2 - وجاء في كتاب " لباب الآثار الورادة على الأولين والمتأخرين الأخيار" لمهنا بن خلفان ( 1/278- 275 ) :
" مسألة : سئل الشيخ جاعد بن خميس بن مبارك الخروصي - رحمه الله - عن : ناشئ نشأ في طاعة الله تعالى ، وهو من أهل الخلاف، إلا أنه لم يرتكب حرمة من محارم الله قط ، وكان طول عمره زاهدا ناسكا ، وفي ثواب الله راغبا ،ولم يدع شيئا من أوامر الله تعالى إلا ائتمر به، ولا محجورا في دين الله إلا انتهى عنه ، إلا أنه يدين بخلاف دين الإباضية قولا ، وعملا ،ونية ، واعتقادا ، ما حاله يكون إن مات على ذلك ؟
قال : لا يكون على طاعة رب العالمين ، من كان على خلاف الحق المبين ، ضالا عن سبيل المؤمنين المحسنين .
وأهل الخلاف لدين المسلمين المحقين على ضروب متفرقة ،وأحزاب غير متفقة ،كل فرقة تدعي أنها على الصواب ، وتزعم أن في يدها فصل الخطاب ، وتشهد على الأخرى بأنهاعلى مخالفة السنة والكتاب ،وصار كل حزب بما لديهم فرحون ، يغدون على ذلك ويروحون، ويحسبون أنهم المؤمنون حقا ، والمحسنون صدقا ،وليس الأمر كما يقولون ، وعلى مايظنون، بل القول الحق: إن الحق في واحدة لا في الجميع .." .
إلى أن قال :
" فإني لأقسم بالله قسم من بر في يمينه فلا حنث :إن [من] مات على الدينالإباضي الصحيح غير ناكث بما عاهد الله عليه من قبل ولا مغير حقيقته ، كلا ، ولامبدل طريقته أنه من السعداء ، ومن أهل الجنة مع الأنبياء والأولياء .وإن من مات على خلافه فليس له في الآخرة إلا النار وبئس المصير ، لأنه الحق ، وماذا بعد الحق إلاالضلال ، فأنى تصرفون .على هذا إن شاء الله أحيا وأموت ،وعليه ألقى الله ربالعالمين. والله أعلم " اهـ .
وغيرها من النصوص تجد بعضها في كتاب " كنت إباضياً " ، وهذا الكتاب يجلي حقيقة المذهب الإباضي في بعض المسائل ، كنظرتهم إلى المخالفين ، ونظرتهم في بعض الصحابة ومنهم عثمان وعلي وطلحة وعمرو بن العاص والزبير وغيرهم رضي الله عنهم .