[تقي الدين السني]

قولهِ صلى الله عليه وسلم ( إلا خوخة أبي بكر ) والتأصيل بإذن الله تعالى .

أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب (1/23).
خبر أبو بكر صاحبي ومؤنسي في الغار سدوا كل خوخة فيالمسجد إلا خوخة أبي بكر رواه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند وهو حسن .

قلتُ : فالخبر في درجات الحسن واللفظ ( إلا باب أبي بكر ) صحيح , كذلك هذه ( حسنة ) .

الأحاديث والاثار التي تكلم عليها شيخ الإسلام ابن تيمية (1/27) .
سد الأبواب كلها إلا باب علي " هذا مما وضعت الشيعة على طريق المقابلة فإن الذي في الصحيح " ... لا يبقين في المسجد خوخة إلا سدت إلا خوخة أبي بكر " [ منهاج السنة (5/ 35) ] .

قلتُ واللفظان صحيحان . والله أعلم .

فقد ثبت في الصحيح اللفظان والأصل أن سد الأبواب خلاف سد الخوخة . والله أعلم .

الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة (1/356).
وقد أجمع أهل العلم بين هذا الحديث وحديث أنه صلى الله عليه و سلم أمر بسد الخوخ في المسجد إلا خوخة أبي بكر الثابت في الصحيح بأن سد الخوخ غير سد الأبواب . قلتُ : ولا شك في كون اللفظان صحيحان إلا أن الإختلاف واقع في المتن لا في السند فاللفظ ( سد الأبواب ) صحيح الإسناد كما تقدم لنا , ولفظ ( خوخة ) حسن وسنبين ذلك بإذن الله تبارك وتعالى وسيكون التأصيل فيها كما طلب الأخ خدام الإسلام غفر الله لي وله .

القول المسدد (1/19).
وأما سد الخوخ فالمراد به طاقات كانت في المسجد يستقربون الدخول منها فأمر النبي صلى الله عليه و سلم في مرض موته بسدها إلا خوخة أبي بكر وفي ذلك إشارة إلى استخلاف أبي بكر لأنه يحتاج إلى المسجد كثيرا دون غيره . قلتُ : وهذا إشارة جلية على صحة خلافة أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وإبطال مزاعم الرافضة في زعمهم أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على علي بقوله ( إلا باب علي ) وهو حديث ضعيف كما تقدم .

وظهر بهذا الجمع أن لا تعارض فكيف يدعي الوضع على الأحاديث الصحيحة بمجرد هذا التوهم ولو فتح هذا الباب لرد الأحاديث لأدعى في كثير من الأحاديث الصحيحة البطلان ولكن يأبى الله ذلك والمؤمنون .

ثم وجدت في كتاب معاني الأخبار لأبي بكر الكلاباذي قال لا تعارض بين قصة علي وقصة أبي بكر لأن باب أبي بكر كان من جملة أبواب تطلع إلى المسجد خوخات وأبواب البيوت خارجة من المسجد فأمر النبي صلى الله عليه و سلم بسد كل الخوخ فلم يبق مطلع منها إلى المسجد وتركت خوخة أبي بكر فقط وأما باب علي فلأنه داخل المسجد يخرج منه ويدخل فيه كما قال ابن عمر الذي سأله حين أشار إلى بيت علي هذا بيت علي إلى جنبه بيت النبي صلى الله عليه و سلم وكان بيت النبي صلى الله عليه و سلم في المسجد انتهى وبنحوه جمع بينهما الطحاوي في مشكل الآثار وهو في أوائل الثلث الثالث منه والله أعلم فهذا ما يتعلق بسد الأبواب . قلتُ : وأما باب علي فهو ضعيف جداً قد تقدم الكلام فيه وفي إسناده وإنما الأمر لتبيان المتن وهذا واضح الدلالة فإن الصحيح ما قاله لأبي بكر وهو إستخلاف لأبي بكر رضي الله عنهُ , أما باب علي كما نرى فإنه يدخل ويخرج منه وليس في ذلك شيء والله أعلم .

أما الحديث فهو صحيح الإسناد بكلا اللفظين .

حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن عبيد يعني بن حنين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر فقال إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عنده فبكى أبو بكر وقال فديناك بآبائنا وأمهاتنا فعجبنا له وقال الناس انظروا إلى هذا الشيخ يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده وهو يقول فديناك بآبائنا وأمهاتنا فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير وكان أبو بكر هو أعلمنا به وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبا بكر ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر إلا خلة الإسلام لا يبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر .صحيح ..


أخرجه الإمام البخاري في الصحيح (ج3/ص1417 ح3691) بإسنادهِ إلي أبي سعيد الخدري ورجالهُ ثقات رجال الصحيح وقد تحرى رحمه الله تعالى الدقة في جمعه للحديث فإشترط شرطاً عظيماً وهو الإلتقاء كذلك يحاول القوم أن يطعنوا في صحيح البخاري وقالوا أنه خرج لمدلسين بل أقول إشترط كذلك السماع ممن خرج لهم من المدلسين في صحيحه رحمه الله تعالى وكان كما وصفه أهل علم عصره أمير المؤمنين بالحديث , فالحديث صحيح الإسناد رجاله رجال الصحيح معتبر ورواتهُ ثقات . والله تعالى أعلى واعلم بالصواب .

وأخرجه إبن حبان في صحيحهِ (ج15/ص276 ح6861) بإسنادهِ إلي أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهُ , الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا علي بن المديني حدثنا معن بن عيسى حدثنا مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن عبيد بن حنين عن أبي سعيد الخدري . قلتُ : وهذا صحيح الإسناد , الفضل بن الحباب الجمحي ( ثقة حدث عنه أبو حاتم بن حبان جليل القدر كان أديباً عالماً ) , وعلي بن المديني ( ثقة أمير المؤمنين بالحديث ) , ومعن بن عيسى ( قال أبو حاتم أثبت أصحاب مالك وأعلمهم ) , ومالك هو مالك بن أنس ( ثقة جليل القدر ) , وأبي النضر ( ثقة ) , وعمر بن عبيد الله ( تابعي ثقة ) . والله أعلم بالصواب .

وأخرجهُ الإمام مسلم في الصحيح (ج4/ص1854 ح2382) بإسنادهِ إلي أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهُ , حدثنا عبد الله بن جعفر بن يحيى بن خالد حدثنا معن حدثنا مالك عن أبي النضر عن عبيد بن حنين عن أبي سعيد . قلتُ : الحديث صحيح الإسناد رجالهُ رجال الصحيح , عبد الله بن جعفر ( ثقة من رجال مسلم ) , معن بن عيسى ( ثقة ) من رجال الصحيحن , ومالك ( ثقة ) , أبي النضر ( ثقة ) وعبيد بن حنين ( ثقة ) . والحديث صحيح الإسناد .

وأخرجهُ الترمذي بالسنن (ج5/ص608 ح3660) بإسنادهِ إلي أبي سعيد الخدري رضي الله عنهُ , حدثنا أحمد بن الحسن حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك بن أنس عن أبي النضر عن عبيد بن حنين عن أبي سعيد الخدري . قال أبو عيسى الترمذي ( هذا حديث حسن صحيح ) , قلتُ : ورجالهُ ثقات تقدم ترجمة وعبد الله بن مسلمة ( ثقة ) روى عن الإمام مالك وأحمد بن الحسن ( ثقة ) . فالحديث صحيح ليس فقط حسن صحيح . والله أعلى وأعلم .

وأخرجهُ بن حبان في صحيحه (ج14/ص558 ح6594) بإسنادهِ إلي أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهُ , أخبرنا أبو خليفة حدثنا علي بن المديني حدثنا أبو داود حدثنا فليح بن سليمان حدثنا سالم أبو النضر عن بسر بن سعيد وعبيد بن حنين عن أبي سعيد الخدري . قلتُ : وهذا الحديث صحيح , أبو خليفة ( ثقة ) تقدم , علي بن لمديني ( ثقة أمير المؤمنين بالحديث ) تقدم , أبو داود ( ثقة ) تقدم في البحث , فليح بن سليمان ( لا بأس به ) قاله الدارقطني يختلفون في حديثه وهو حسن الحديث والله أعلم , سالم أبو النضر ( قال أبو حاتم : صالح ثقة ) وبقية الرجال ثقات وبسر بن سعيد ( ثقة ) وثقه إبن معين رحمه الله تعالى إنظر ترجمته سير أعلام النبلاء . فالحديث صحيح الإسناد إلا أن فليح لا بأس به إختلف في حديثه والراجح أن حديثه حسن . والله أعلم .

وفي السنن الكبرى (ج5/ص35 ح8103) بإسنادهِ إلي أبي سعيد الخدري رضي الله عنهُ , أخبرنا عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال أنا القعنبي عن مالك عن أبي النضر عن عبيد بن حنين عن أبي سعيد الخدري . قلتُ : والحديث صحيح الإسناد , عبد الملك ( ثقة حدث عنه النسائي ووثقه ) , القعنبي عبد الله بن مسلمة بن قعنب ( ثقة مجمع على عدالتهِ ) , مالك بن أنس ( ثقة صحيح الحديث جليل من أعلام الحديث وصاحب الموطأ ) , وبقية رجالهُ ثقات . فالحديث صحيح الإسناد . يتبع بإذن الله .