أن الله لا يتكلم بلفظ الجماعة وبلفظ (الذين) ويراد منه الواحد قط، ولا يُعرف هذا أبدا عن العرب، ولم يجرِ ِفي لغتهم، وما ورد عندهم هو القول بالجمع مثل (فعلتم) يريدون (فعل)، و (نحن) يريدون (أنا)، وهكذا، وذلك على سبيل التفخيم، وهو أسلوب شائع عند العرب. ولكن لم يلحقوا كلمة (الذين) في هذا الأسلوب قط.. وعندكم دواوين وخطب العرب كلها
ففتشوا ! ذلك لأن هذه الكلمة تشير للحصر في العدد، لذا فإنه حتى الله جلّ وعلا لم يستخدم الكلمة في حقه لأنها خلاف صفة الواحد الأحد، فقد تُذكر لتشير إلى واحد من جمع ولكن يجري إطلاق اللفظ للجمع ،
فالآية -على فرض صحة القصة ونسبة الكلمة إلى علي- يجري إطلاقها على جميع المؤمنين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون أي خاضعون كقوله تعالى: " أقيموا الصلاة وآتوا ازكاة واركعوا مع الراكعين" والمراد منه خاضعين لله، إذ أن الله قد أمر بإقامة الصلاة في أول الآية، والركوع جزء من الصلاة فيكون أمره بالركوع من قبيل التكرارغير المفيد وهو ممنوع على الله، فيكون الركوع شيئاً آخر غير الصلاة وهو الخضوع، كما ورد في قوله تعالى : " واركعي مع الراكعين" وكان المقصود الخضوع لا الركوع الذي نعرفه، إذ كانت تصلي لوحدها في المحراب. فثبت بطلان الإستدلال بهذه الآية على ولاية علي.