عرض مشاركة واحدة
قديم 26-07-10, 02:02 PM   رقم المشاركة : 3
بالتي هي أحسن
عضو نشيط






بالتي هي أحسن غير متصل

بالتي هي أحسن is on a distinguished road


ويقول الشّيخ محمّد الغزالي – عليه رحمة الله – في كتابه (مائة سؤال عن الإسلام):

" رفع محمد بن عبد الوهاب شعار التوحيد، وحُقَّ له أن يفعل؛ فقد وجد نفسه في بيئة تعبد القبور، وتطلب من موتاها ما لا يُطلَب إلا من الله سبحانه.
وقد رأيت بعيني من يقبِّلون الأعتاب، ويتمسحون بالأبواب، ويجأرون بدعاء فلان أو فلان كي يفعل لهم كذا وكذا! ما هذا الزيغ؟ ما الذي أنسَى هؤلاء ربَّهم وصرفهم عن النطق باسمه والتعلق به؟ وماذا يرجو العبيد من عبد مثلهم لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا؟ إنه لو كان حيًّا ما مَلَكَ لهم شيئًا، فكيف وهو ميت؟.
وتذكرت قوله تعالى: (ومن أَضَلُّ ممن يَدعو مِن دونِ اللهِ مَن لا يَستجيبُ له إلى يومِ القيامةِ وهم عن دعائهم غافلون) (الأحقاف: 5) وقوله: (أم اتَّخَذوا من دونه أولياءَ فاللهُ هو الوليُّ وهو يُحيي الموتى وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ) (الشورى: 9).
إن هذا المسلك ينافي جملة وتفصيلاً عقيدة التوحيد! وإنكارُه واجبُ كل مؤمن غيور. بل إنني أذهب إلى أبعد من هذا فأقول: كل إنسان له بشخص ما أو بشيء ما صلةٌ تشبه من كل ناحية صلةَ المشرِك القديم باللات والعزى فهو مثله وحكمه حكمه.
لقد رأيت من يَهاب بشرًا أكثرَ مما يَهاب اللهَ، ومن يرجوه أكثر مما يرجو الله، فكيف أعُدُّ هذا مؤمنًا وليس في قلبه اتجاه إلى الله! إن قلبه خالٍ من ربه مليءٌ بغيره، فلماذا يكون خيرًا ممن عبَد اللاتِ أو عبَد العُزَّى!.
الذي أراه أن عبادة القبور وعبادة القصور ـ أعني عبادة الأموات وعبادة الأحياء ـ آثار متشابهة وخواتيمها سوء!".

(مائة سؤال عن الإسلام: ص313).