عرض مشاركة واحدة
قديم 01-01-14, 08:50 PM   رقم المشاركة : 7
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


رأي ابن عربي:


أما ابن عربي فرأيه في ربه أظهر من أن يخفى.
إنَّه يراه كل كائن، وكل موجود،
ولهذا كان عبَّاد الصنم عنده ناجين،
وعبَّاد العجل فالحين،

وما أخطأ المسيحيون ــ عند ابن عربي ــ
إلا بسبب أنهم قصرَّوا العبادة في مظاهر ثلاثة،
وكان واجبًا عليهم عبادتهم إيَّاه في كل مظاهره،
فمن عبد الحجر فقد عبد ربهم المتجلي في صورة الحجر.



وهكذا، إذ يقول ابن عربي:

«فإن العارف من يرى الحقّ في كل شيء،
بل يراه عين كل شيء» ([1]).


فابن عربي من أصرح الدّعاة إلى وحدة الوجود،
بل هو زعيمها الأول بين الصوفية،



ولكنا نختار لك من كفرياته هذا النص
الذي يدلنا على رأي ابن عربي في ربّه
وتجليه في صورة المرأة التي يتَّصل بها زوجها.

قال:

«ولما أحبّ الرّجل المرأة طلب الوصلة، أي غاية الوصلة التي تكون في المحبة،
فلم يكن في صورة النشأة العنصرية أعظم وصلة من النكاح؛
ولهذا تعمّ الشهوة أجزاءه كلها.
ولذلك أمر بالاغتسال منه.
فعمَّت الطهارة كما عمَّ الفناء فيها عند حصول الشهوة.

فإن الحق غيور على عبده أن يعتقد أنه يلتذّ بغيره.
فطهره بالـغسل، ليرجع بالنظر إليه فيمن فني فيه.

إذ لا يكون إلا ذلك، فـإذا شاهد
الرجل الحقَّ في المرأة كان شهودًا في منفعل،
وإذا شاهده في نفسه من حيث ظهور المرأة عنه شاهده في فاعل،
وإذا شاهده في نفسه من غير استحضار صورة ما تكون عنه
كان شهوده في منفعل عن الحق بلا واسطة.

فشهوده للحق في المرأة أتمّ وأكمل،
لأنه يشاهد الحق من حيث هو فاعل منفعل،
ومن نفسه من حيث هو منفعل خاصة،

فلهذا أحب، صلى الله عليه وسلم، النساء
لكمال شهود الحق فيهن،
إذا لا يُشاهَد الحق مجردًا عن المواد أبدًا» ([2]).



هذا نص الفصوص نلخصه في كلمات:

إنّ ربّ ابن عربي يتجلى بصورة عظيمة،
أو أكمل تجلي في صورة المرأة،

إنَّ الزوجة والزوج وقت اتصالهما يكونان الله،
إن الله دائمًا لا يظهر إلا في جسد،
إن الله يحب أن يفهم الزوج أنه كان يلتذّ بربهّ، وكذا الزوجة!


وما أحبّ يا صاحب السماحة
أن أدلك على مكان الكفر الدّنس المجرم في هذه الزندقة،
فإنها أظهر من أن تخفى على سماحتكم.



وإليك ما يقوله عن الله:

«ألا ترى الحق يظهر بصفات المحدثات،
وأخبر بذلك عن نفسه،
وبصفات النقص،
وبصفات الذم» ([3]).


ويقول داعيًا إلى عبادة الأصنام حقّ:

«والعارف المكمل من رأى كل معبود مجلّى للحق يعبد فيه،
ولذلك سموه كلهم إلهًا،
مع اسمه الخاص بحجر، أو شجر،
أو حيوان، أو إنسان،
أو كوكب، أو مَلَك» ([4]).


فهل رأيت يا صاحب السماحة
شيخكم الأكبر وكبريتكم الأحمر،
ماذا يقول عن اللهرب العالمين ؟

أعتقد أنك الآن آسف إذ شكوتنا إلى النيابة.


ولست أطيل عليك في ذكر النصوص.
فهذا النص أهون ما في الفصوص من شرك ووثنيَّة فاجرة.


إن المسيحية الضالة لما تخيلت أن الله يتجسد
اختارت لتجسده جسدًا نظيفًا كريمًا، جسد عيسى،

أما شيخكم الأكبر فاختار أجسادًا تحتقرها الحقارة،
وتخزى من دناءتها المهانة.
اختار الأصنام، وعجل السامري، وغير ذلك،

ثم اختار الأجساد الرقيقة التي تكشف عن دخيلة نفسية هذا الرجل،
اختار أجساد النساء،
وجعل ظهور الله فيها أكمل ظهور!!


إنَّ ابن عربي أحب امرأة ذات مرَّة.
ومن حبه لها جعلها ربّه نفسه،
وزعم لها أن اكتشف فيها الذات الإلهية.


حسبنا من ابن عربي هذا.
ولي أمل كبير،
أن يدلي لنا شيخ الصوفية العالم الكبير برأيه في هذا،
بدل أن يشكونا إلى النيابة.


================

([1]) (ص374) «فصوص الحكم» شرح بالي أفندي،
(ص382) «فصوص الحكم» شرح القاشاني، طبع استانبول،
(1/191) «فصوص الحكم» بشرح الدكتور أبو العلا عفيفي.

([2]) (ص437) من «فصوص الحكم» شرح القاشاني طبع باستانبول،
(ص217) من «فصوص الحكم» بتحقيق الدكتور أبو العلا عفيفي،
(ص420) من «فصوص الحكم» شرح بالي أفندي ط 1309 هجرية.

([3]) (ص103) «فصوص الحكم» شرح بالي أفندي من الفص الإبراهيمي.

([4]) (ص380) «فصوص الحكم» شرح بالي أفندي.






من مواضيعي في المنتدى
»» التكفير عند بعض علماء الأشاعرة / للشيخ سلطان العميري
»» فهارس ومراجع كتاب هذه هي الصوفية للشيخ عبدالرحمن الوكيل
»» ثمرات التوحيد
»» قول الصوفية للقرآن ظاهر وباطن
»» أعظم الفساد في البلاد الجهر بالإلحاد! / الشيخ عبد الرحمن البراك