عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-13, 07:28 PM   رقم المشاركة : 6
سالم السهلي
مشرف






سالم السهلي غير متصل

سالم السهلي is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسقط مشاهدة المشاركة
   ما قولك فيمن يثبت الإزار لله سبحانه

قال شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله تعالى :
(فصل : قال الرازي : (( التاسع : قال صلى الله عليه وسلم : ( الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ( والعاقل لا يثبت لله تعالى إزاراً ورداء ))
فيقال : هذا الحديث في الصحيح ،رواه مسلم ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يقول الله عز و جل : العظمة إزاري، والكبرياء ردائي ، فمن نازعني واحدا ًمنهما عذبته )
وقد ورد _أيضا_ً ( سبحان من تقمص بالعز ولاق به ) وليس ظاهر هذا الحديث أن لله إزاراً ورداء من جنس الأزر والأردية التي يلبسها الناس ، مما يصنع من جلود الأنعام والثياب ، كالقطن ،والكتان .
بل الحديث نص في نفي هذا المعنى الفاسد . فإنه لو قال عن بعض العباد : إن العظمة إزاره والكبرياء رداؤه ، لكان إخباره بذلك عن العظمة والكبرياء اللذين ليسا من جنس ما على ظهور الأنعام ، ولا من جنس الثياب ، ما يبين ويظهر أنه ليس المعنى أن العظمة والكبرياء هما إزار ورداء بهذا المعنى ، فإذا كان المعنى الفاسد لايظهر من وصف المخلوق بذلك ؛ لأن تركيب اللفظ يمنع ذلك ، ويبين المعنى الحق ، فكيف يدعي أن هذا المعنى ظاهر اللفظ في حق الله تعالى
الذي يعلم كل مخاطب أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يخبر عنه بلبس الأكيسة ، وثياب القطن والكتان ، التي يحتاج إليها لدفع الحر والبرد وستر العورة ، وهذا أقبح ممن يزعم أن قوله : ( إن خالداً سيف من سيوف الله سلّه الله على المشركين ) أن ظاهره أن خالداً من حديد ، وأقبح ممن يزعم أن قوله عن الفرس : ( إن وجدناه لبحراً ) ظاهره أن الفرس ماء كثير ، ونظائر هذاكثيرة .
وإذا كان هذا المعنى الفاسد ليس ظاهر الحديث ، بل نص الحديث الذي هو أبلغ من مجرد الظاهر ينافيه ، كان ما ذكره باطلاً ، يبقى أن يقال : فالتعبير عن هاتين الصفتين بإضافة الرداء والإزار إليه فهذا لا يحتاج إليه في رد ما قال ، لكن فيه زيادة الفائدة وقد قال الخطابي وغيره : ( إن المعنى أني مختص بهاتين الصفتين كاختصاص المؤتزر المرتدي بإزاره وردائه ، فلا يصلح أن أنازع فيهما ) وهذا كلام مجمل ، وبسط ذلك يحتاج إلى أن يعرف أن جنس اللباس في كل ما يضاف إليه بحسبه ، فبنو آدم يذكر لهم اللباس الذي على أبدانهم الذي يقيهم الحر ، والبرد، والسلاح ، ويستر عوراتهم ، وهو المذكور في قوله تعالى : { قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم }
ثم الصفات التي تقوم بالإنسان التي هي لباس له بها يكون من المتقين ، كما قال : { ولباس التقوى ذلك خير } ، وليس قوله : { ولباس التقوى } ممايقال فيه أنه خلاف الظاهر ، فيحتاج إلى تأويل ، فإنه لم يجرد لفظ اللباس بل أضافه إلى التقوى ، وهذا قد يعم اللباس الظاهر الذي يتقى به ، والأخلاق والأعمال الصالحة، ولهذا تجعل هذه الصفات ظرفاً للموصوف كما قد يجعل هو محلاً لها ، فيقال : فلان في علمه وحكمه وصدقه وعدله من خيار الناس . ولباس الإنسان منه ما لا يصلح مشاركة غيره فيه كالإزار ، والرداء ، والسراويل ، ونحو ذلك . بل مشاركة الإنسان فيه يوجب له من النقص والضرر كما يدعوه على أن يمنع طالب الشركة في ذلك ، والكبرياء والعظمة لا تصلح إلا لله رب العالمين ، الرب الخالق الباري ، الغني ، الصمد ، القيوم ، دون العبد المخلوق الفقير المحتاج . والكبرياء فوق العظمة ، كما جعل ذلك رداء ، وهذا إزاراً ... وهما مع أنهما لا يصلحان إلا لله فيمتنع وجود ذاته بدونهما ، بحيث لوقدر عدم ذلك للزم تقدير المحذور الممتنع من النقص والعيب في ذات الله ، فكان وجودهما من لوازم ذاته وكمالها التي لا ينبغي أن تعرى الذات وتجرد عنها ، كما أن العبد لو تجرد عن اللباس لحصل له من النقص والعيب بحسب حاله ما يوجب له أن يحصل له لباساً . وأيضاً فاللباس يحجب الغير عن المشاهدة لبواطن اللابس ، وملامستها . وكبرياء الله وعظمته تمنع العباد عن إدراك البصر له، ونحو ذلك . كما في الحديث الصحيح الذي في صحيح مسلم عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (جنات الفردوس أربع : ثنتان من ذهب آنيتهما وحليتهما وما فيهما ، وثنتان من فضة آنيتهما وحليتهما وما فيهما ، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن)فهذا الرداء الحاجب الذي قد يكشفه لهم فينظرون إليه سماه رداء الكبرياء . فكيف ما يمنع من إدراكه و إحاطته ، أليس هو أحق بأن يكون من صفة الكبرياء ؟! .) أ.هـ
[ بيان تلبيس الجهمية 6/ 270_277]

وقال رحمه الله تعالى : (... كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( يقول الله : العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحداً منهما عذبته )) فالعظمة والكبرياء من خصائص الربوبية ، والكبرياء أعلى من العظمة ، ولهذا جعلها بمنزلة الرداء ، كما جعل العظمة بمنزلة الإزار . ) [ مجموع الفتاوى 10/ 196]

وهذا جواب اللجنة الدائمة :
سُئلت اللجنة الدائمة السؤال التالي : حديث أبي هريرة مرفوعاً عند مسلم : (( الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحداً منهما ألقيته في النار )) . فكيف ينبغي أن نفهم هذاالحديث ، وهل يجوز إضافة ( الإزار) و ( الرداء) إلى الله مطلقاً ، وهل يلزم الصيرورة إلى التأويل فيه ؟
الجواب : قال الخطابي _ رحمه الله تعالى _ في شرحه لـ: ( سنن أبي داود) : معنى الحديث : أن الكبرياء والعظمة صفتان لله سبحانه ، اختص بهما لا يشركه أحد فيهما ، ولا ينبغي لمخلوق أن يتعاطاهما ، لأن صفة المخلوق التواضع والتذلل ، وضرب الرداء والإزار مثلاً في ذلك . يقول _ والله أعلم _ كما لايشرك الإنسان في ردائه وإزاره أحد ، فكذلك لا يشركني في الكبرياء والعظمة مخلوق . والله أ علم . انتهى كلامه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
بكر أبو زيد : عضو . صالح الفوزان : عضو . عبدالله بن غديان : عضو . عبدالعزيز آل الشيخ : عضو .
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز : الرئيس .
[فتاوى اللجنة 2/399رقم الفتوى(19346)، المجموعة الثانية]






التوقيع :

عليك بالإخلاص تجِدُ الخَلاص .


من مواضيعي في المنتدى
»» الزميل omani هنا من فضلك ...
»» مالفرق بين منهج الأزارقة ومنهج قتلة سيدنا عثمان -رضي الله عنه- ؟؟
»» سلسلة تناقضات الإباضية
»» المرجع الديني محمد العاملي يشنّ هجوماً لاذعاً ويعلنها صراحةً ..
»» تأويل القرآن .. وتحريف الكلم عن مواضعه