إن الهدى في قفو شرعة أحمد *** وخلافها ردا على الأعقاب
جربتم طرق الضلال فلم تروا *** لصداكم إلا بريق سراب
والله لو جربتم نهج الهدى *** سنة لفقتم جملة الأتراب
ولهابكم أعداؤكم وتوقعوا *** منكم إعادة سائر الأسلاب
أما إذا دمتم على تقليدكم *** فتوقعوا منهم مزيد عذاب
وتوقعوا من ربكم خسراً على *** خسر وسوء مذلة وعقاب
هذي نصيحة مشفق متعتب *** هل عندكم يا قوم من إعتاب
ومن البلية عذل من لا يرعوي *** ولدى الغوي يضيع كل عتاب
وزعمتم أن العروبة شرعة *** وعقيدة تبنى على الأنساب
لا فرق بين مصدق لمحمد *** ومكذب فالكل ذو أحساب
فيصير عندكم أبو جهل ومن *** والاه من حضر ومن أعراب
مثل النبي محمد وصحابه *** بئس الجزاء لسادة أقطاب
بل صار بعضكم يرجح جانب الـ *** ـكفار من سفل ومن أوشاب
ماذا بنى لكم أبو جهل من المجد *** المخلد في مدى الأحقاب
إلا عبادته لأصنام وإلا *** وأدهم لبناتهم بتراب
وجهالة وضروب خزي يستحي *** من ذكر أدناها ذوو الألباب
أفتعدلون ذوي المفاخر والعلى *** بحثالة كثعالب وذئاب
اللؤلؤ المكنون يعدل بالحصى *** والند والهندي بالأخشاب
بدلتم نـهج الهدى بضلالة *** وقصور مجد شامخ بخراب
ولقد أتيتكم بنصح خالص *** يشفيكم من جملة الأوصاب
وإخالكم لا تقبلون نصيحتي *** بل تتبعون وساوس الخراب