عرض مشاركة واحدة
قديم 20-02-12, 06:08 PM   رقم المشاركة : 4
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



أمّا القول بأنّ الصحابة كانوا يتوسلون إلى الله بأشخاص الأحياء أو الأموات

فمنكر قبيح.

وما يروي من شعر منسوب إلى الإمام الشافعي فمنحول لا أصل له.

وقد ذكرنا - نحن- أنّ دعاء الإنسان لنفسه ولغيره مطلوب.

وقد جاء ذلك في القرآن على لسان النبيين والصالحين.

فمن دعاء إبراهيم:

(ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب)

ومن أدعية نوح:

(رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات) .

(والذين جاءوا من بعدهم يقولون

ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان).

وقد أمرنا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يدعو بعضنا لبعض بظهر الغيب.


ومن هذا القبيل، وفي حدود تلك الدائرة

طلب عمر من العباس أن يدعو الله للمسلمين،

فدعا العباس، وكان المسلمون حوله يؤمّنون.



بَيَّنَ الزبير بن بكار في الأنساب صفة ما دعا به العباس فقال:

إنّ العباس لما استسقى به عمر قال:

"اللهم، لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولا يكشف إلا بتوبة،

وقد توجّه بي القوم إليك بمكاني من نبيك،

وهذه أيدينا بالذنوب، ونواصينا إليك بالتوبة، فاسقنا الغيث".


وليس ذلك مقصورًا على أن يدعو من نتوسّم فيهم الصلاح

لمن نظنّ بهم التقصير فهذا خطأ، بل الأمر أعم.


وقد طلب رسول الله من عمر أن يدعو له.

وأمر الرسول عليه الصلاة والسلام جمهور الأمة أن يدعوا له.

أولسنا نصلي عليه كما أمر الله؟


فما صلة ذلك بالتوسل

على هذا النحو المجنون الذي سقط فيه العامة،

وجاراهم عليه الكسالى والمرتزقة

والقاصرون من أدعياء العلم؟.




ولست أدرى ما علاقة التوسّل بالآية الكريمة:

(وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة

وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا

فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما).




إنّ الآية تفيد أنّ صلاح الآباء يمتدّ نفعه إلى الذرية،

كما أنّ فسادهم ينتقل خطره إليها.

(وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله)،

فالصّالحون بعد موتهم قد يظهر في أعقابهم أثر من بركة استقامتهم.

ونقول: "قد " لأنّ للوراثة قوانين سنّها رب الوجود الأعلى ولا تعرف بالضبط اتجاهاتها.

وقد كان إبراهيم من نسل رجل كافر، وكان لنوح ابن عنيد الضلال.

والله يقول في ذرية نوح وإبراهيم:

( ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين )

ومن المنتسبين إلى الأسرة النبوية في هذا العصر

من أساءوا إلى الإسلام والعروبة أشنع الإساءة.

فإذا كان السائل يقصد أن هؤلاء هم أصنام العصر الحديث

الذين يتوسل بهم المتوسّلون،

فقد كفرنا بهم وآمنا بالله وحده.


إنّ الحسين لم يدفع عن نفسه وهو حي،


فكيف يدفع عن غيره وهو ميت؟.







من مواضيعي في المنتدى
»» البعد الغيبي في توجهات السياسة الإيرانية
»» لماذا يخوِّفون الناس من قراءة كتب ابن تيمية
»» الصفار والتطفيف في الميزان
»» الدروز في دولة اليهود
»» الحمد لله هلك طاغوت قبل قليل لا رحم الله فيه مغرز إبرة