الموضوع: فقه الجهاد
عرض مشاركة واحدة
قديم 21-01-11, 09:38 PM   رقم المشاركة : 1
مجيدي
عضو ماسي







مجيدي غير متصل

مجيدي is on a distinguished road


Lightbulb فقه الجهاد




إعداد الداعية:
يوسف علي فرحات
حكم الجهاد

أجمع علماء المسلمين منذ العصور الأولى على أن الجهاد فريضة
مُحْكَمَةٌ يَكفرُ جاحدها
، وقد ثبتت فرضيتها بالكتاب والسنة ،
والنصوص في ذلك كثيرة متضافرة .
ولكن وقع الخلاف بعد ذلك في نوع هذه الفرضية :
هل هي فرض عين على كل مكلّف ، أم فرض كفاية يطلب من
مجموع المكلفين القيام به
، فإذا قام به بعضهم سقط التكليف
عن الباقين ؟ والحال لا يخلو من أحد افتراضين :


أحدهما : ألاَّ يكون النفير عاماً ، وفي هذه الحال يكون
الجهاد فرض كفاية يقوم به بعض المكلفين ،
والباقون في سعة من تركه . وتحصل الكفاية بأن يَشحنَ
إمام المسلمين أو رئيسهم الثغور بجماعة يكافئون مَنْ بإزائهم من الكفار ،
أو أن يَدخل الإمام دار الكفر بنفسه أو بجيشٍ يؤمِّر عليه نائباً عنه .
وذهب بعض التابعين إلى أن الجهاد فرض عَيْنٍ مطلقاً على كل مسلم ،
وقال آخرون : هو فرض عين على من يكون بجانب الكفار .


ثانيهما : أن يكون النفير عامّاً ؛ وهنا يجب على كل قادر مستطيع ؛
لأن دفع الكفار لا يحصل إلا بهم جميعاً ؛ فالقادر يباشر الجهاد بنفسه ،
وغير القادر على الجهاد بنفسه يخرج لتكثير سواد المسلمين
ويجاهد بماله . ونصَّ العلماء على أن
الجهاد يتعيَّن فرض عين
في الأحوال الآتية :



أ - أن يهجم العدو فجأة على بلدة معيّنة من بلاد المسلمين ،
أو أن يحيط بها ويدخلها ، فيجب الجهاد عيناً على أهل تلك البلدة
وعلى من يكون قريباً منهم إن لم يكن بأهلها كفاية .


ب - أن يعيّن ولي الأمر قوماً يستنفرهم للجهاد ،
فيصبح في حقهم فرضاً عينياً إلا مَنْ له عذر قاطع .


ج - إذا التقى الزحفان وتقابل الصفَّان :
حَرُمَ على من حضر الانصرافُ والفرار ، وتعيّن عليه
المقام والثبات ؛ إذ قد تعيّن عليه الجهاد ، إلا أن يكون متحرِّفاً لقتال
أو متحيّزاً إلى فئة .



أهداف الجهاد
للجهاد في الإسلام أهداف كبرى وغايات سامية
يسعى لتحقيقها في أرض الواقع ، وهي :




أولاً : نشر الدعوة الإسلامية وحماية حرية العقيدة .
إن الهدف الرئيس للجهاد هو تعبيد الناس لله وحده ،
وإخراجهم من العبودية للعباد إلى العبودية لرب العباد ،
وإزالة الطواغيت الذين يَحُولون بين الناس وسماع الحق ،
وإخلاء العالم من الفساد ؛ ذلك لأن خضوع البشر لبشر مثلهم وتقديم
أنواع العبادة لهم من الدعاء والنذر والذبح والتعظيم والتشريع والتحاكم ؛
هو أساس فساد الأجيال المتعاقبة من لدن نوح عليه السلام إلى يومنا هذا ، وهو انحراف بالفطرة السوية عما خلقها الله
عليه من التوحيد . لذلك يقول تعالى :
وَقَاتِلُوَهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا
فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ
[[ البقرة : 193 ] .

قال ابن كثير :
»
أمر الله تعالى بقتال الكفار حتى
لا تكون فتنة
؛ أي شرك ...
]

وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ
[؛ أي يكون دين الله هو الظاهر على
سائر الأديان
«
[تفسير القرآن العظيم ، لابن كثير ، ج 1 ، ص 329 ]


والمسلك الأول لنشر الإسلام هو الحجة والدليل والحوار ،
لقوله تعالى :
} ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ
الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
{ [ النحل : 125] ،


لكن قد تُصادف الدعوة السلمية من يَمنَعُها ويَقفُ
حائلاً دون تبليغها ، وهنا لا بد للدولة الإسلامية من إزالة
هذه الحواجز من أمام الدعوة بالقتال
، فإذا زالت فحينها

} لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ{ [ البقرة : 256] .




لذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" إن القتال هو لمن يقاتلنا إذا أردنا إظهار دين الله تعالى "
[
السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية ،
ابن تيمية ، ص132، مكتبة المؤيد ، الرياض ،
الطبعة الثانية 1413هـ - 1993م ]





ثانياً : حماية النظام العام للدولة الإسلامية
من أهداف الجهاد في الإسلام حماية النظام العام للدولة الإسلامية ،
بدرء الفتنة ومنع البغي الذي قد يحدث داخل المجتمع المسلم ،
فيهدد أمنه وكيانه ونظامه الإسلامي ، ومن هنا وجدنا الإسلام
يحارب لدفع هذه الفتن التي قد تحدث ،
وهي ثلاث : الردة والبغي والحرابة .




ثالثاً : حماية الأقليات المسلمة .
وهي التي تعيش خارج حدود الدولة الإسلامية .
فلا يقتصر الجهاد على الدفاع عن العقيدة في مركزها ،
بل يتجاوز هذا الحصن إلى حماية المسلمين من اضطهاد المشركين لهم ،
أو إكراههم على ترك دينهم . فإذا وقع على المسلمين خارج ديار

الإسلام ظلم فيجب على الدولة الإسلامية أن تهب لنجدتهم والدفاع عنهم .
قال تعالى:
}وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ
وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ
رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن
لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً
{ [النساء :75 ] .






رابعاً : حفظ العهود والمواثيق
للعهود والمواثيق في الإسلام حرمة عظيمة ،
فلا يجوز التلاعب بها بحال من الأحول ،
لذا أعلن الإسلام حربه على نقيضي العهود ، دون إنذار مسبق ،
فأباح الإغارة عليهم دون حاجة إلى إعلان مسبق للحرب
.

قال تعالى :
} وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ
فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ *
أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم
بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ

{ [ التوبة : 12-13] . وقال تعالى : }



إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ *
الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ *
فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ
*
وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ
{ [ الأنفال : 55-58] .


يتبـــــــــــــــــــع






من مواضيعي في المنتدى
»» ظاهرة التكفير في مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
»» موقع عربستان لنصرة اخواننا في ايران
»» التفاوت الطبقي في ايران
»» قروبات تهمك ع البلاك بيري
»» الزميل مسلم وهذا فقط تفضل لتعرف من هم الوهابية