عرض مشاركة واحدة
قديم 19-08-04, 09:52 AM   رقم المشاركة : 1
الضوء الخافت
مشترك جديد





الضوء الخافت غير متصل

الضوء الخافت is on a distinguished road


مبداء وحدة الوجود عند الصوفية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعزائي أعضاء موقع الدفاع عن السنة ، أحب أنوه لكم أن هذه هي أول مشاركة لي في الموقع فأعذرونا لقلة علمنا وإنه لتواضع منكم أن أشترك معكم في كتابة المواضيع، فقوموني إذا أخطأت
مبداء وحدة الوجود عند الصوفية
قد يسمع بعضكم عن مبداء " وحدة الوجود" وفي الحقيقة أن هذا المفهوم عويص جداً لما يدخل فيه من فلسفة كلامية بعيدة عن الآيات القرآنية والسنة النبوية، ولكن باختصار فإن هذا المبداء يقول بأن الله من هذا الوجود ، لذا يجب أن يكون كل مافي الوجود يتخذ صفة الكمال ، أي أن أفعال العباد مستمدة من الذات اإلاهية لأنها متحدة في هذا الوجود ، ويقول بعض الموحدة بعدم وجود الممكنات ولايجوز إلا وجود الواجب ، وهذا يخالف ما قرره أهل السنة من أن الممكن إذا وقع فإنه يكون من الوجود.
والصوفية يقولون بوحدة الوجود ومن بداء هذا منهم هو شيخهم الصوفي " ابن عربي الخاتمي الصوفي " صاحب الفتوحات المكية والذي جعل فيه عقيدة الأشاعرة لينتشر بين الناس ويحصل له الرواج ، لأن الأشاعرة في ذلك الوقت كانوا أكبر الفرق الإسلامية ، وإلا فإن مبداء وحدة الوجود ليس له وجود في عقيدة الأشاعرة ، لذا فقد انخدع الكثير بابن العربي وقالوا أنه لايمكن أن ابن العربي يأخذ هذا المبداء من الفلاسفة والمتكلمين وهو يقول بالعقيدة الأشعرية ، ومن الذين اتبعوه الشيخ عبد الغني النابلسي وذلك في رسالته المشهورة (إيضاح المقصود من وحدة الوجود) وقد تبعه كثير من الصوفية في هذا المبداء وكانوا يستخفون بكلام العلماء وأهل السنة ويقدمون هذه الأقوال على أقوالهم ، إذاً قد انتشر هذا المبداء من الفلاسفة اليونانيين إلى الصوفية وليس كل الصوفية .
وقد تابعهم في ذلك الغزالي وإن كان أقل ضلالا منهم :

ففي الإحياء ( 4/212) وهو يذكر مراتب الموحدين " الرابع موحد بمعنى أنه لم يحضر في شهوده غير الواحد فلا يرى الكل من حيث أنه كثير بل من حيث أنه واحد وهذه هي الغاية القصوى في التوحيد فإن قلت كيف يتصور ألا يشاهد إلا واحداً وهو يشاهد السماء والأرض (الوكيل ص48
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى ( 4/ 63 ) " وتجد أبا حامد الغزالي ـ مع أن له من العلم بالفقه والتصوف والكلام والأصول وغير ذلك، مع الزهد والعبادة وحسن القصد، وتبحره في العلوم الإسلامية أكثر من أولئك ـ يذكر في كتاب‏[‏الأربعين‏] ‏ونحوه، كتابه‏:‏‏[‏المضنون به على غير أهله]‏، فإذا طلبت ذلك الكتاب واعتقدت فيه أسرار الحقائق وغاية المطالب، وجدته قول الصابئة المتفلسفة بعينه، قد غيرت عباراتهم وترتيباتهم، ومن لم يعلم حقائق مقالات العباد ومقالات أهل الملل، يعتقد أن ذاك هو السر الذي كان بين النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وأنه هو الذي يطلع عليه المكاشفون الذين أدركوا الحقائق بنور إلهي‏.‏
فإن أبا حامد كثيرًا ما يحيل في كتبه على ذلك النور الإلهي، وعلى ما يعتقد أنه يوجد للصوفية والعباد، برياضتهم وديانتهم من إدراك الحقائق وكشفها لهم، حتى يزنوا بذلك ما ورد به الشرع‏.‏
وسبب ذلك أنه كان قد علم بذكائه وصدق طلبه، ما في طريق المتكلمين والمتفلسفة من الاضطراب وآتاه الله إيمانًا مجملاً ـ كما أخبر به عن نفسه ـ وصار يتشوف إلى تفصيل الجملة، فيجد في كلام المشائخ والصوفية ما هو أقرب إلى الحق، وأولى بالتحقيق من كلام الفلاسفة والمتكلمين، والأمر كما وجده، لكن لم يبلغه من الميراث النبوي الذي عنـد خاصة الأمة من العلوم والأحوال، وما وصل إليه السابقون الأولون من العلم والعبادة، حتى نالوا من المكاشفات العلمية والمعاملات العبادية ما لم ينله أولئك‏.‏
فصار يعتقد أن تفصيل تلك الجملة يحصل بمجرد تلك الطريق، حيث لم يكن عنده طريق غيرها، لانسداد الطريقة الخاصة السنية النبوية عنه بما كان عنده من قلة العلم بها، ومن الشبهات التي تقلدها عن المتفلسفة والمتكلمين، حتى حالوا بها بينه وبين تلك الطريقة‏.‏
ولهذا كان كثير الذم لهذه الحوائل ولطريقة العلم، وإنما ذاك لعلمه الذي سلكه، والذي حجب به عن حقيقة المتابعة للرسالة، وليس هو بعلم، وإنما هو عقائد فلسفية وكلامية، كما قال السلف‏:‏ العلم بالكلام هو الجهل، وكما قال أبو يوسف‏:‏ من طلب العلم بالكلام تزندق‏.
وفي الختام يتضح لنا أن أمثر من يقول بهذا المبداء الفاسد هم الصوفية وليس كلهم وأن السنة والأشاعرة بريئون منها ، نسأل الله العلي القدير أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه إنه ولي ذلك والقادر عليه .