عرض مشاركة واحدة
قديم 17-07-08, 02:00 PM   رقم المشاركة : 3
السليماني
عضو ماسي








السليماني غير متصل

السليماني is on a distinguished road


المسألة الثالثة : أبرز المؤسسات الداعية له في العالم الغربي :


1-الكنيسة الكاثوليكية :


وهي الكنيسة التي اعتقدت قرارات مجمع نيقية المنعقد عام (325م) , ومقر قيادتها الفاتيكان , وهو مقام البابوات في روما , وقد أعلن مجمع الفاتيكان الثاني عام 1962م الدعوة إلى الحوار بين الأديان , وأصدر النشرات والكتب الموضحة لذلك , ووضع خطة لإعداد وتدريب المحاورين النصارى , ومن تلك الكتب :


أ — نحو حوار مع الإسلام .


ب — توجيهات في سبيل الحوار بين المسيحيين والمسلمين .


وقد أولى البابا يوحنا بولس الثاني , والذي تزعم رئاسة هرم هذه الكنيسة من عام 1978, الحوار بين الأديان عناية فائقة , واعتبره في إطار المهمة الأساسية للكنيسة , وهي التبشير(36).


2-مجلس الكنائس العالمي :


يمثل هذا المجلس بقية الطوائف النصرانية غير الكاثوليكية من بروتستانت , و أرثوذكس , وقد ولد هذا المجلس نتيجة لقاءات عالمية لتلك الكنائس من أجل توحيدها , ويعتبر لهذا المجلس قوة ونفوذ تضاهي قوة الفاتيكان على الكنيسة الكاثوليكية .


وقد قام أيضاً هذا المجلس بإقامة دورات تدريبية للمنصرين للقيام بمهمة لحوار , ولكنَّه لما لم ير جدوى من ذلك مال بالحوار إلى دعوى التقارب والزمالة بين الأديان , وأدرجه ضمن إطار العلاقات الدولية للمجلس (37).


المطلب الثالث : حوار التقريب بين الأديان


المسألة الأولى : المراد به عند العصرانيين :


من أفضل من شرح فكرة التقريب من العصرانيين على حسب اطلاعي :

د. عباس الجراري في كتابه " الحوار من منظور إسلامي " والذي نشرته " المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة " (ايسيسكو ) وقدَّم له المدير العام للمنظمة شاكراً له حسن عرضه لوجهة النظر الإسلامية في هذا الموضوع , ويليه د. يوسف الحسن , في كتابه الحوار الإسلامي المسيحي ( الفرص والتحديات), والذي نشره المجمع الثقافي بالإمارات , وأبرز ما في فكرتهم ما يلي :


1- شروط نجاح الحوار : الانطلاق من اعتراف كل طرف بالآخر , ويبدأ بالاستعداد النفسي للانفتاح عليه بتسامح , أي : بقبوله كما هو . ثم البحث أثناء الحوار عن مواطن الاتفاق,والبعد عن مواطن الاختلاف(38). 2- قاعدة الحوار تتمثل في المعادلة التالية :


أ — ما تريد أن يعرفه عنك الآخر , فأعرفه أنت عنه .


ب- ما تريد أن يفعله معك الآخر , فافعله أنت معه .


والمقصود بالآخر هو من يؤمن بعقيدة غير عقيدتك . ويقصدون بذلك السماحة ونيسان الماضي(39).


3 — تأويل " الكلمة السواء " في قوله تعالى : (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ)(آل عمران: من الآية64)بأنها فعل الصالحات والنافعات للبشرية,ومواجهة الطغيان , وتحقيق معرفة ك طرف بالآخر, وإزالة سوء الفهم, دون المحاولة إلى إلغاء الخصوصيات(4).


4- البعد عن جعل الحوار دعوة مبطنة سوء للإسلام أو للنصرانية ,والبعد عن التلفيق الديني, والبعد عن نوازع التشكيك , ومقاصد التجريح , بل لا بد من إشاعة المودة وروح المسالمة والتفاهم والوئام , والتعاون فيما يقع التوافق فيه من أعمال النفع العام للبشرية(41).


وكما نلاحظ أن هذا النوع قريب من حوار التعايش , إلاَّ أنه يزيد عليه المطالبة بإشاعة روح المودة والمحبة , وإزالة البغضاء والكراهية من النفوس , وأن تتقبل صاحب الديانة الأخرى كما هو, ولكنه يختلف عن الوحدة أنه لا يشترط فيه الإقرار بصحة الديانة الأخرى .


المسألة الثانية : المراد به في العالم الغربي وأشهر الدعاة إليه(42):


العالم الغربي بعد نجاحه في إدارة الحوار العربي الأوربي ,واستطاع عن طريقه أن يمتص غضب العرب , وأن يقنعهم بفكره الذي يريد , وجد أمامه عقبة الدين , وخصة الدين الإسلامي الذي يأمر أتباعه بالبراءة من الكفار , ومجاهدتهم , والغلظة عليهم , فصار يطالب بالحوار بين الأديان , على أساس أن يقبل أتباع كل دين المخالف لهم كما هو , ويكون التعاون من أجل السلام العالمي , والتعايش العالمي , وترك المعاداة , ونحو ذلك.


وأبرز المؤسسات الداعية إليه : مجلس الكنائس العالمي عن طريق " لجنة الحوار مع أصحاب العقائد والمثل الحية " .


المطلب الرابع : حوار الوحدة بين الأديان .


المسألة الأولى : المراد به :


المراد به : الحوار من أجل الوصول إلى القول بصحة جميع المعتقدات والديانات , وأنها ينبغي أن تكون جنباً إلى جنب , تتزامل في الإيمان , دون أن يتخلى كل دين عن عقائده وشرائعه الخاصة به (43).


المسألة الثانية : أقسامه .


وهذا النوع على قسمين :


القسم الأول : الوحدة الصغرى : وهذا خاص بالأديان التي تعلن انتمائها إلى إبراهيم عليه السلام , وهي الإسلام واليهودية والنصرانية , ولذلك يطلق أصحاب هذا القسم على هذه الأديان : الأديان الإبراهيمية(44). وتفرع عن هذا القسم من الحوار الدعوة إلى بناء : مسجد وكنيسة ومعبد في محيط واحد , في رحاب الجامعات والمطارات والساحات العامة , والدعوة إلى طباعة القرآن الكريم والتوراة والإنجيل في غلاف واحد(45).


والقسم الثاني : الوحدة الكبرى , وهذا شامل لجميع الأديان والملل الوثنية, بل والملحدين, بجامع أن تلكم الوثنيات آثار نبوات سابقة ,وأن الملحدين يؤمنون بالإنسان ,وأن للحياة معنى(46).


المسألة الثالثة : أهدافه :


ويهدف هذا النوع من الحوار إلى عدة أمور أهمها :


1-إلغاء تقسيم الناس إلى مسلم وكافر , فلا ولاء ولا براء , والقول بصحة جميع الأديان , وأنها طرق لتحقيق غاية واحدة .


2-تحقيق المصالح المشتركة كمحاربة الشيوعية , وتضييق مجال عملها (47).


3-الدعوة إلى انفتاح الإسلام الشامل على كافة الديانات , وإقراره بصحتها(48).


المسألة الرابعة : أبرز دعاته :


إن الدعوة إلى وحدة الأديان دعوة قديمة , فقد دعا إليها زنادقة الصوفية كابن عربي , والفرق الباطنية كإخوان الصفا(49).


وأمَّا عند النصارى , فيعتبر الراهب " رامون لول " المتوفى عام 1315هـ أول من دعا إلى تصويب جميع صور العبادات والأديان .


وأمَّا الدعوة إلى التقارب في الإبراهيمية , فيعتبر المستشرق الفرنسي " لويس ماسينيون " أول من دعا إليها بحماس , عن طريق كتاباته عن الحلاج , وعن طريق تدريسه في جامعة القاهرة, وإدارته لمجلة العالم الإسلامي عام 1919م .


وأخيراً , تأتي محاولة روجيه جارودي للتحاور بين الأديان على أساس إقامة وحدة فيدرالية للطوائف الدينية , ورأى أن الرابط بين الأديان هو الإيمان بمعناه الأرحب والأوسع , والذي يمكن أن يوجد حتى عند الملحدين , فهم لديهم إيمان بالإنسان , ورأى أن أفضل دين فيه سعة ورحابة يمكن أن يتقبل فكرته هذه هو الإسلام , ولكن ليس بمدلوله الخاص , وإنما بمدلوله العام والذي يعني الاستسلام لله .


يقول جارودي : " إن الفكرة الأولى لعلاقات المسلمين مع بقية الطوائف الدينية في فكر ورأي النبي صلى الله عليه وسلم كانت إقامة ما نسميه اليوم (وحدة فيدرالية) للطوائف الدينية , لكن حصل أن هذا الأمر لم يتحقق أبداً في التاريخ , لا في المسيحية ولا في اليهودية أو في الإسلام, لكن أعتقد أن هذه المعادلة قابلة للعيش والاستمرار , أي : أن تصل بنا إلى روابط الجماعة , وروابط الأرض , وروابط السوق المشترك , وحتى روابط الماضي والثقافة , وإقامة كل شيء على أساس المستقبل , أي : على الإيمان المشترك بمعناه الأرحب والأوسع , وحتى الملحدين ممكن أن يكون لديهم إيمان بالإنسان , وبإمكانهم إقامة طائفة دينية بالمعنى الذي قلناه فيما سبق لتعميق هذا الاحترام الأساسي للإنسان .


هكذا أعتقد ما هو ممكن , لكنني أعترف أن هذا أحد الأسباب التي جذبتني للإسلام , ذلك أن الإسلام هو أكثر الديانات جمعاً وتوحيداً للإنسان , وهو بمثابة عصارة و زبدة الأديان "(5).


وقد شرح جارودي في مناسبات عدة دينه الذي هو عليه الآن , ومشروعه الذي وقف حياته عليه .


فأما دينه فهو الإسلام الإبراهيمي كما يسميه , وأما مشروعه فهو الدعوة إلى الوحدة الصغرى في الإبراهيمية , أو الكبرى مع جميع الأديان حتى مع الملاحدة المؤمنين بالإنسان .


يقول جارودي عندما سئل عن دينه : " على دين إبراهيم , ولمَّا لم يكن إبراهيم يهودياً ولا مسيحياً , ولا بوذياً ولا مسلماً بالمعنى التاريخي للكلمة , فأنا كذلك : مسلم بالمعنى العام وليس الخاص لهذه الكلمة , وكوني أصبحت مسلماً , فهذا لا يعني أني تخليت عن اعتقاداتي الدينية والفلسفية السابقة , والإسلام بهذا المعنى يجمع بين أتباع كل الرسل منذ عهد إبراهيم , أي الذين نادوا لدين التوحيد , لذلك فأنا عندما أنشأت متحف قرطبة للحضارة الإسلامية قبل ست سنوات في أسبانيا , قمت في هذه المناسبة بعقد مؤتمر ( ديني إبراهيمي ) , أسندت رئاسته بالتساوي إلى ثلاث شخصيات إسلامية ومسيحية ويهودية ... "(51).


ولذلك فقد أفتى الشيخ ابن باز — رحمه الله — بأن جارودي ليس مرتداً , لأنه لم يدخل الإسلام أصلاً (52).


وقد وجد جارودي دعماً كبيراً لفكرته من بعض المؤسسات والمنظمات الحكومية , والتي كان من نتاجها العملي ما يلي :


1-المعهد الدولي للحوار بين الحضارات في جنيف .


2-الملتقى الإبراهيمي في قرطبة .


3-المركز الثقافي في القلعة الحرة في قرطبة(53).


المطلب الخامس : حوار الاتحاد بين الأديان .


المسألة الأولى : المراد به(54):


هو الحوار الذي يتم فيه التقاط أو انتقاء عناصر من كل دين , ثم دمجها سوياً , وتتخذ ديناً, وتترك تلك الأديان .


وهو على نوعين :


الأول : حوار التقاطي : يتم فيه الدمج دون تنسيق منهجي بين العناصر الملتقطة . وهذا مثاله الديانة المونية .


والثاني : حوار تلفيقي : وهذا يتم فيه الدمج بتنسيق منهج بين العناصر الملتقطة . وهذا مثاله ديانة كريسلام , والديانة البهائية .


المسألة الثانية : أبرز دعاته في العالم الإسلامي(55):


تعتبر فرقة البهائية هي أبرز من يدعو إلى توحيد الأديان , وتسمي الدين الملفق بالديانة العالمية , والذي تبشر به البهائية وتدعو إليه , وتعتقد أنه الدين الناسخ لجميع الأديان السابقة , والذي يمكن أن يوحد العالم , ويعطي له السعادة والراحة والاطمئنان .


فمما ينادي به البهاء : " أن يتحد العالم على دين واحد , ويصبح جميع الناس إخواناً , وتتوثق عرى المحبة والاتحاد بينهم , وتزول الاختلافات الدينية " .


المسألة الثالثة : أبرز دعاته في العالم الغربي .


أولاً : أصحاب الديانة المونية :


وهؤلاء أتباع " صن مون " الكوري الشمالي الثري , والذي لفق لهم ديناً من النصرانية واليهودية والإسلام والبوذية , وكذلك من النظريات العلمية , وادعى النبوة , وأنه جاء بدين يوحِّد العالم , ويكسبه السعادة والسرور(56).


ثانياً : أصحاب ديانة كريسلام :


هذا الاسم الجزء الأول منه يدل على النصرانية , والثاني : الإسلام , فهي مزيج منهما ,

قام بذلك الأب الأسباني " إيميلو غاليندور آغيلار " ,


ودعا الناس إلى التوحد على هذا المبادئ الملفقة من هاتين الديانتين,وتطالب بالتخلص من وصاية المؤسسات الدينية التي أثبتت—بدلاً من أن تكون عوامل مساعدة—أنها عقبات في طريق التوحيد(57).


----------------------------


(36) - انظر : التنصير ( خطة لغزو العالم الإسلامي ) ( 775 ) .


(37) - انظر : دعوة التقريب ( 1 / 46 - 461 ) .


(38) - انظر : دعوة التقريب ( 2 / 463 - 499 ) .


(39) - انظر : الحوار من منظور إسلامي ( 11 , 12 , 21- 23 ) .


(4) -انظر : المصدر السابق ( 24 ) .


(41) - انظر : الحوار الإسلامي المسيحي (43 - 44) .


(42) -انظر : الحوار الإسلامي المسيحي (13) .


(43) - انظر : المصدر السابق (33) .


(44) -انظر : دعوة التقريب ( 3 / 114 - 1173 ) .


(45)-انظر : , ودعوى " وحدة الأديان : أهدافها , حكمها , خطرها " , جمع وإعداد : أبو أنس علي أبو لوز , وحمود المطر ( 15 - 23 ) , والإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان , لبكر أبو زيد ( - 25 ) .


(46) -انظر : دعوة التقريب لأحمد القاضي ( 1/ 341 ) .


(47) - انظر : فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برقم 1942 , وتاريخ 25 / 1 / 1418هـ . (48) - انظر : دعوة التقريب ( 1 / 342 ) .


(49) - انظر : الحوار مع أهل الكتاب لخالد القاسم ( 127 , 128 ) .


(5) - انظر : الاتجاهات العقلانية الحديثة , د. ناصر العقل (412) ,

(51) -فيدرالية .


(52)- مقابلة في مجلة الموقف عام 1984 ( 181 - 182) نقلاً عن دعوة التقريب (858) .


(53)-مجلة المجلة,عدد (839),من شهر شوال 1416هـ,نقلاً عن دعوى وحدة الأديان (64) .


(54) - انظر فتواه في كتاب دعوى وحدة الأديان (72) .


(55) -انظر : دعوة التقريب ( 2 / 97 - 937 ) .


(56)- انظر:أهمية الجهاد للعلياني(57, 58), والإبطال (99 , 1 ), ودعوة التقريب (1 / 396 ) .


(57) ( انظر : الموسوعة الميسرة في الأديان ( 2 / 669 - 674 ) , ودعوة التقريب 1/344) .